[align=center][/align]
[align=center]مقابلة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي مع شبكة CNN[/align]



CNN: سيادة رئيس الوزراء فاجأت العديد من المسؤولين الامريكان عندما ذهبت في هجومك على البصرة لماذا لم تخبر الامريكان مسبقا بما كنت تنوي فعله ؟

رئيس الوزراء : بسم الله الرحمن الرحيم

اعتقد الواقع ليس هكذا، انما ابتداءً كانت الرغبة ان تجري العمليات بمسؤولية القوات العراقية هذا صحيح ، وقد طلبنا من قوات التحالف البريطانية والامريكية عدم الشراكة في هذه العمليات ، حتى لا تكون حجة عند البعض في الكلام عن وجود قوات دولية ساهمت في العمليات ، لكن بالنسبة لقائد القوات الدولية الجنرال بترويس كان في الصورة ، فقد اعلمته قبل الذهاب، وقلت له ان هذه العملية عملية عراقية بحتة ، لانها تستهدف مجاميع خارجة على القانون وهي متعلقة بالمواني ومتعلقة ببعض عمليات التهريب والقتل ، وقد تفهم هذا الموضوع، وقلنا له إذا احتجنا أثناء العمليات سنطلب منكم وسنتفق على كيفية الشراكة، إذا كانت هناك حاجة فالعلم موجود والاتفاق على ان تكون العملية عراقية ايضا متفق عليه ، سواء كان بالنسبة للقوات الامريكية او القوات البريطانية .

CNN : ولكن مع ذلك بعض المسؤولين كانوا يقولون باننا دعمنا الجيش العراقي ومولناه بالاسلحة والمساعدات ولكن هذه العملية لم يكونوا على علم بها ؟

رئيس الوزراء : اوضحت لكم ان قائد قوات التحالف كان على علم وسأل سؤالاً محدداً، قال ان القرار اتخذ من قبلكم، قلنا نعم القرار متخذ. قال نحن بما يترتب علينا من طلبات سنكون ملبين لحاجاتكم إذا احتجتم لذلك، انا اعتقد بأن العملية تمت بعلمهم لكن دون شراكتهم .

CNN : لم يكن هناك نصر سريع على القوات التي ذهبتم لتواجهونها ، البعض ربما يقول بانكم لم تحسبوا الامر بشكل هل فعلا هذا كان موجود ؟

رئيس الوزراء : لا .. الذي حصل في مواجهة كل الترسانة لدى الميليشيات في محافظة البصرة وضمن اطار التخطيط الذي كان موجوداً في البداية، لم نكن قد ذهبنا الى البصرة لمواجهة هذه الجهة التي خرجت على القانون ، مع ذلك كانت قدرة القوات العراقية مع مفاجأتها بالهجوم المضاد من قبل جيش المهدي، لكن القوات العراقية استطاعت ان تستنزف جهد المليشيات ، وبسرعة وحققت نصراً كبيراً وانهارت كل البنية التحتية العسكرية والتجهزية والتمولية لهذه الميليشيات في البصرة، اعتقد ان الذي حصل كان قياسياً في حسم معركة كانت كبيرة وكبيرة جداً، انا اعتقد ، وكما ايد ذلك كبار الضباط العسكريين العراقيين ان ما حصل في البصرة من عمل وتخطيط يستحق ان يكون درساً للقوات المسلحة في مكافحة التمرد والارهاب، ونموذجاً لمعارك ينبغي ان تكون تدرس في المعاهد العسكرية .

CNN : نتيجة المصادمات في البصرة حصلت معارك في مدينة الصدر ، وانا كنت يوم امس في مدينه الصدر والميليشيات تمتلك قدراً كبيراً من السيطرة هناك ، والقوات العراقية هي بحاجة الى دعم من القوات الامريكية من اجل مواجهة هذه الميليشيات. هل المعركة مع الميليشيات بعيدة عن الحسم حتى الآن ؟

رئيس الوزراء : نعم مازالت العملية تحتاج الى مزيد من الجهد ، مازالت عملية تسليم الملف الامني غير مكتملة ، فالقوات العراقية لم تستلم الى الآن الملف الامني في بغداد ، ولكن ماحصل في مدينة الصدر كان البعض يعتقد بأن الميليشيات بأمكانها ان تحقق نصراً حاسماً، ولكن هذا لم يتحقق، واليوم ايضا تقدمت القوات العراقية داخل المدينة ، في عملية تطهير وملاحقة لهذه العصابات التي اصبحت مهزومة وملاحقة ، وتحاول جهد الامكان ان تتخلص من عمليات الملاحقة والتفتيش عن الاسلحة والمطلوبين .

CNN : ماهو الحل الطويل الامد للوضع الامني في مدينه الصدر هي مدينة لايمكن للقوات الامريكية دخولها هي مدينة اصبحت ملاذاً امناً لما يسمى بالمجاميع الخاصة التي تأخذ التمويل من ايران وهذه المجاميع تستخدم مدينة الصدر كملاذ آمن لمهاجمة المنطقة الخضراء ما هو الحل الطويل الامد له ؟

رئيس الوزراء :بالنسبة لهذه المدينة ومدينة اخرى هي الشعلة وغيرها نحن فتحنا باب المواجهة الحقيقة الصارمة ضد هذه العصابات، وسوف لن نتوقف حتى إكمال السيطرة كاملة على المدينة وعلى مدينة الشعلة ، وتفكيك البنية التي تستند اليها هذه العصابات . هذا من الناحية العسكرية ، ومن الناحية السياسية تشكلت جبهة وطنية عريضة من مختلف مكونات الشعب العراقي لمواجهة هذه العصابة والانتهاء منها، وبالامس كان المجلس السياسي للامن الوطني قد اتخذ قراراً ، وأصدره كبيان على ضرورة التوحد في مواجهة هذه العصابات وانهائها وقطع امداداتها . نحن نعتقد بأن العملية بدأت وسوف لن تتوقف حتى الحسم النهائي لهذه المشكلة ، سواء كان فيما يتعرض له هؤلآء للمنطقة الخضراء، او فيما يتحركون به في مختلف المناطق. واذا عدنا الى الوراء اثناء العمليات هم خرجوا في مختلف مناطق العراق، ولكنهم ضربوا ضربه قوية جداً ، والآن يعانون من حالة من الانهيار. العمليات لم تتوقف ولن تتوقف في ملاحقتهم حتى الانتهاء من هذه المشكلة ، كي نهيء العراق لعملية البناء والاستقرار ، ولا إستقرار ولا بناء مع وجود هذه العصابة التي تمارس دوراً ارهابياً وبتمويل خارجي، وضمن آلية الحسم هي التعبئة العشائرية الواسعة التي اصطفت الى جانب القوات المسلحة، والى جانب الدولة في مواجهة الخارجين على القانون، وهؤلآء كعشائر بأمكانهم ان يكونوا يدا حديدية ضاربة الى جنب الدولة في ملاحقة الخارجين على في مختلف المناطق .

CNN : لماذا قامت ايران بمساعدتكم في اقناع مقتدى الصدر بوقف القتال ؟

رئيس الوزراء : ليس لدي علم بوجود مثل هكذا محاولة ، لكن الذي حصل هو ان الذي جرى على الارض والانهيار الذي حصل في بنية هذه المليشيا هو الذي دعى مقتدى الصدر الى اصدار بيانه بسحب مقاتليه من الشوارع وادانته هذه العمليات ونفي ان تكون لدية اسلحة ثقيلة ، وهذا يعني من حق الحكومة ان تفتش فيما اذا وجدت اسلحة ثقيلة ستصادرها، اضافة الى اعتقال من توجد لديه الذي حصل بالحقيقة هو انقاذ لمقتدى وليس مساعدة لنا .

CNN : بعض المنتقدين يقولون ان هذه العمليات ادت الى اضعافكم لانها ادت الى تراجع الوضع في البصرة امنياً تراجع الوضع في بغداد امنياً وزادت في قوة موقف ايران التي اقنعت مقتدى بان يسحب قواته .

رئيس الوزراء : هذه واحدة من الامور التي ينبغي على الاعلام ان يفكر بها ملياً، البصرة كانت ساقطة تماما بيد المليشيات ، والآن عادت وبأمكانكم ان تذهبوا الى البصرة، لتروا كيف يعيش الناس الان فرحين ومستبشرين، الموانيء كانت ساقطة بيد عصابات التهريب والسلب والنهب، الان عادت البصرة الى حيويتها ، والان ولأول مرة العراقيون يقفون بقوة ، حينما رأوا ان الدولة وقفت بحزم في مواجهة هذه العصابة ، يقفون الى جنب الدولة ، ما حصل الآن ان الدولة خرجت باقصى درجات القوة والوطنية والدعم الجماهيري، والدعم السياسي الذي عبر عن نفسه بشكل واضح ولاول مرة ، والمحاصر والمهزوم هو هذه العصابة والمجلس السياسي اتخذ قراراً امس بأن ليس من حقهم بعد اليوم ان يشتركوا في العملية السياسية، او الانتخابات القادمة اذا بقي جيش المهدي موجوداً ، وهذا القرار المجمع عليه بين القوى السياسية اليوم. لاؤل مرة تجرؤ القوى السياسية ان تقول هذه الكلمة، ان الحل بالحل ، يعني حل المشكلة بحل جيش المهدي، وليس غير ذلك ، هذه فقرة مهمة لم تحقق هذه الحكومة ولا الحكومات السابقة ولا قوات التحالف نتائج وانتصار وتخرج بها الحكومة قوية كالذي حصل الايام الماضية في هذه المعركة في البصرة او المحافظات الاخرى .

CNN : هذه مواجهة سياسية مع مقتدى الصدر الان، وهو دعمكم لكي تصبحوا رئيسا للوزراء ؟

رئيس الوزراء : انا دعمته كي يكون يكون له اعضاء في مجلس النواب ، وليس هو الذي دعمني في موضوع الوزارة، وهذا واحد من الاوهام او الاشتباهات التي يعيشها الاعلام . كان مرفوضا من قبل الائتلاف ان يكون شريكا في الانتخابات ، ولكن من اجل حقن الدماء ، ومن اجل ان لا تكون هناك مشاكل في الانتخابات، انا الذي صممت على ان يكونوا في العملية الانتخابية، واعطيتهم خمس مقاعد من مقاعد الحزب الذي انتمي اليه حزب الدعوة، كي يكونوا شركاء على أمل ان نسحبهم من عمليات العنف والارهاب الى الحياة السياسية، فأنا صاحب الفضل عليهم وليس هم الذين جاءوا باصواتهم بالنسة لي الى السلطة .

CNN : لماذا لا تلاحقون الميليشيات الاخرى والجماعات السياسية الاخرى التي تمتلك ميليشيات ايضا مثل المجلس الاسلامي الاعلى وكذلك حزب الفضيلة وحلفاؤك السياسيون الاخرون لماذا لا تلاحقون هؤلآء ؟

رئيس الوزراء : لو اجريت تفحصا لوجدت اني تعاملت مع كل الذين لديهم عصابات وميليشيات الذين اشرت لهم بعض عناصرهم التي ارتكبت جرائم اعتقلت ولكن هذه الجهات لم تعترض، الفارق بينهم وبين مقتدى الصدر ،انه حينما نعتقل بعض العصابات التي تعمل معه يعترض ، ولكن المجلس الاسلامي حينما اعتقلنا بعض العناصر لم يعترضوا، ثانيا العمليات التي حصلت في البصرة بضرب منظمات كاملة واعتقال امين عام ثأر الله الذي هو ايضا يشكل عصابة خطيرة، وكذلك بعض العناصر التي هربت من تنظيم الفضيلة الى الخارج ،لانهم هم مطلوبين الى القضاء ، كما اننا سابقا ضربنا القاعدة ، وضربنا الجيش الاسلامي، وضربنا كتائب ثورةالعشرين ، وضربنا منظمات في كربلاء وفي البصرة وفي الديوانية ، هذه هي الحقيقة التي ينبغي ان تفهم في الاعلام العالمي، اننا لم نوفر ملاذاً او فرصة لاي خارج عن القانون ، سواء كان ينتمي الى جيش المهدي ومقتدى الصدر، او الى المجلس الاسلامي بل وحتى حزب الدعوة وهذه هي الحقيقة التي يعرفها كل العراقيين ويعتزون بها .

CNN : احد اكبر التهديدات التي تواجه القوات الامريكية هنا هي مايسمى بالجماعات الخاصة التي تستلم الدعم من ايران ،هذه الجماعات تستلم الاسلحة الدعم والتدريب من ايران ماذا تقولون للمسؤولين الايرانين بهذا الشأن ؟

رئيس الوزراء : اولا هي لاتهدد القوات الامريكية فقط ، وانما تهدد القوات العراقية ايضا، وان اي حدث امني ، انفجار او قتل او اغتيال او اختطاف على الارض العراقية لعراقيين اولأجانب هو تحد للدولة ، ولذلك لانريد ان يقال ان مايحصل من المجاميع الخاصة هو يستهدف الجانب الامريكي فقط ، وانما اي استهداف لاي مؤسسة او شخص موجود على الارض العراقية هو استهداف للحكومة العراقية . صحيح في خلفية هذه المسألة الخلافات العميقة بين ايران وامريكا ونحن نأمل كما هو جهدنا السابق في ترتيب لقاءات بين الطرفين الان حصلت موافقة ورغبة من الطرفين بأن يعودا مرة اخرى الى الحوار بوساطة عراقية، نحن لسنا وسطاء فقط ، وانما نحن الطرف المتضرر من هذا العداء الايراني الامريكي ، لاننا نتحمل قسطاً كبيراً من آثار هذا الصراع ، لذلك من مصلحتنا ان يوجد هناك تفاهم على الاقل وان لاينعكس بينهما من صراع على الامن والاستقرار في البلد ، نحن نرفض ان يتخذ اي طرف من العراق منطلقا للاضرار بالطرف الاخر، لانقبل لايران ان تتخذ من العراق منطلقا للاضرار بأمريكا ، ولا نقبل لامريكا ان تتخذ من العراق منطلقا للاضرار بأيران، لاننا نريد السلام والعلاقات الحسنة مع الجميع .

CNN : حكومة الولايات المتحدة قامت مؤخرا بتجديد العقد الامني مع شركة بلاك ووتر الامنية ماهو رأيكم بهذا الشأن ؟

رئيس الوزراء : هذا التجديد من جانب الخارجية الامريكية، اما من جانبنا كحكومة عراقية، الى الان المسألة محط دراسة ومراجعة، لتثبيت الاسس التي يقام عليها عمل الشركات الامنيةالاجنبية لاسيما وان هذه الشركة ارتكبت مجزرة بحق العراقيين، الى الآن لم تسوى هذه القضية ، ولم يتخذ فيها الاجراء ، ولم تعوض الاضرار، لذلك ماحصل من اتفاق للتمديد يحتاج الى موافقة الحكومة العراقية على هذا التمديد ، ولكن وفق ضوابط والتزامات وتصفية لمخلفات العمليات التي كانت تقوم بها هذه الشركة .

CNN : ولكن كيف تشعرون شخصيا بشأن تمديد عقد بلاك ووتر كما قلت لقد ارتكبوا مجزرة ؟

رئيس الوزراء : انا اقول بالحقيقة ما كان ينبغي للجهة الامريكية ان تقدم على عملية التمديد قبل تسوية المشكلة التي حصلت مع هذه الشركة، انا اشعر بالاسف لهذا الاجراء قبل استحصال موافقة الحكومة العراقية .

CNN : من الواضح ان زيادة عدد القوات الامريكية جلبت المزيد من الاستقرار في هذا البلد ، ولكن العديد من السياسيين وبضمنهم انتم، لا يبدو بانهم يتخذون القرارات والحلول الوسط لإستخدام هذا التحسن الامني من اجل تحقيق تقدم سياسي ..حلول وسط بشان الاقتصاد بشان العملية السياسية بشأن النفط لماذا لا تمضون بخطى اسرع في هذا المجال؟

رئيس الوزراء : اعتقد ان الواقع ليس هكذا ، لان الحكومة اضافة الى انشغالها بالجانب الامني اتخذت خطوات كبيرة في مجال ترميم العملية السياسية، ولكن هذا احد الامور التي تعترض العملية السياسية هو ان بعض الاطراف لديهم سقف عالي من المطالب يتعاكس ويتناقض مع مبادئ العملية السياسية الجديدة ، وكانت هناك توقعات وتعليق آمال على تحقيق تغييرات من قبل جهات خارجية في العراق ، ولذلك القدر المطلوب من المرونة قد اعطي ، ولكن هنا نقف ولا نستمر بعملية تنازلات ليس لها حدود، لانها بالنتيجة ستنسف العملية السياسية، لقد قدمنا ما يمكن تقديمه ، وافقنا على المجلس السياسي للامن الوطني والمجلس التنفيذي وقانون العفو العام وقانون المسالة والعدالة واعادة تشكيل الحكومة وقوانين اخرى واجراءات تحسينية، ولكنها ضمن الحد المطلوب لبقاء العملية السياسية سليمة وديمقراطية و دستوريا، ما زاد عليها من مطالب نعم يعرقل عملية البناء، لانه سينسف كل ما تحقق في مرحلة ما بعد سقوط النظام .

CNN : احد نقاط القلق لدى المجتمعات السنّة في العراق بانكم لا تقومون بتطويع او تعيين العديد من قوات الصحوة او ابناء العراق في القوات العراقية، في الشرطة والجيش ، لماذا هذا الوضع ولماذا لا تقومون باتخاذ الاجراءات مع هذا الوضع الحالي من هذه المليشيا السنية الضخمة ؟

رئيس الوزراء : اولا السنة لديهم في الاجهزة الامنية اكثر من نسبتهم السكانية بموجب الاستحقاق الذي تاسست عليه حكومة الوحدة الوطنية ، هم لهم عشرين بالمائة وواقع وجودهم في المؤسسة العسكرية اكثرمن اربعين بالمائة، اما الصحوة ومجالس الاسناد فانا الذي بدات بها، وقد ساهمت في ادخالهم بالمؤسسات الامنية اكثر من استحقاقهم ، خمسة وعشرون الف شرطي فقط في الانبار ، عدد كبير في نينوى ،عدد كبير في ديالى ، وعدد كبير في صلاح الدين ، وقد قررنا استيعاب عشرين بالمائة من ابناء العراق او ما يسمونهم الصحوة في الاجهزة الامنية ، والباقي قررنا استيعابهم في باقي مؤسسات الدولة لاننا لا يمكن ان نقبل اضعافا مضاعفة فوق طاقة العراق في الشرطة والجيش ، انما قررنا ان ناخذ نسبة وفق قياسات محددة معينة للانضمام الى الاجهزة الامنية، وما زاد عن ذلك يذهب الى مؤسسات الدولة الاخرى. اذا كان الطلب كما يتحدث البعض ، او كما كان يعتقد - مع الاسف- بعض العاملين في هذا الحقل من قوات التحالف بان يأتوا بمائة وخمسين الف تحت عنوان صحوة ويدخلون في الجيش العراقي تحت مسمى طائفي ، ويعني ذلك اعادة البلد الى التصادم الطائفي ، وهذه المرة يكون التصادم داخل المؤسسة العسكرية، سنة وشيعة يتصارعون داخل المؤسسة العسكرية ، لذلك اجرينا تقنيناً وما عليه اخواننا السنة العرب داخل الشرطة والجيش ضعف استحقاقهم بموجب النسبة السكانية ، لكن ضمن عملية دمج بينهم وبين الاخرين حتى لا يكون عنوانهم صحوة ومقابلهم عنوان ميليشيات ،وهذه هي السياسة التي نريد فيها ان نكسر الحواجز، لكن البعض ممن يتبنون الصحوة يريدون ويدعمهم بعض من ضباط التحالف يريدون ان يدخلوهم في الجيش والشرطة بعناوينهم كصحوة ، وهذا يضر بالاستقرار والامن ، وهو مرفوض من قبلنا، ان ما نقبلهم كمواطنين ووفق السياقات هو ان لا يخترقوا الاجهزة الامنية ، لاننا وجدنا الكثير منهم من ازلام النظام السابق، او من تنظيمات القاعدة، او من تنظيمات ارهابية ارادوا ان يتسللوا كما تسللت الميليشيات الى الشرطة ، ولاحظتم كيف كانت النتائج في الاونة الاخيرة، وايضا ارادوا ان يتسللوا عبر الصحوة ، ولكن وعينا لهذه الخطورة ومعرفتنا بالخلفيات جعلتنا نتفاعل معهم ، نقدم لهم الدعم نستوعبهم نتكفل رواتبهم ونشركهم بالاجهزة الامنية بموجب الاستحقاق وحسب السياقات المعتمدة امنياً.

CNN : هذا الاسبوع هو اسبوع مهم جداً بالنسبة للسياسة الامريكية هناك تقارير للجنرال بترايوس والسفير كروكر والزيادة في عدد القوات الامريكية هنا في العراق من المخطط لها ان تنتهي في نهاية الصيف ، وهم يتدارسون وقف عملية خفض القوات من جديد من اجل الحفاظ على المكتسبات الامنية ، ما الذي تريد ان تقول لهم ؟ هل ينبغي ان يكون هناك وقف في عملية خفض القوات الامريكية في العراق؟ هل هذا الوقف يجب ان يكون لاسابيع او لاشهر؟

رئيس الوزراء : اولا اقول لهم ان زيادة القوات وهذه السياسة التي اعتمدناها اتت ثماراً طيبة وحققت نجاحات ، ثانياً من خلال الشراكة التي حصلت بين قوات التحالف والقوات العراقية حصل تطور كبير في الاجهزة الامنية العسكرية العراقية ، ودليله ما حصل في البصرة، وما حصل في كربلاء، وفي مناطق مختلفة من العراق ، بمعنى ان القوات العراقية مؤهلة وعلى درجة عالية جدا من الجاهزية ان تستلم الملفات الامنية ومع وجود هذه الحقائق ، حقائق التسليح والتجهيز والقدرات العراقية. وحقيقة ان زيادة العدد قد حقق المطلوب ، ولم تعد هناك حاجات اكبر لمثل هذه الزيادة ، انا اعتقد ان بامكان القوات الامريكية ان تخفض ولا اعتقد ان قرار التخفيض ينبغي ان يتوقف، مادامت القوات العراقية وفق الاتفاق الاول انه كلما تقدمت القوات العراقية تراجعت القوات الامريكية حتى تتم عملية استلام كامل لكل الملف الامني وتبقى القوات التحالف هي قوات داعمة وساندة ومن يكون في موقف الداعم والساند لا يحتاج الى هذا العدد الكبير .

CNN : مرشح الرئاسة الامريكية باراك اوباما قال انه اذا اصبح في رئاسة الولايات المتحدة فانه ربما يقوم بخفض سريع جدا لاعداد القوات الامريكية هل لديك قلق من ذلك ؟

رئيس الوزراء : لا ليس لدي قلق ابداً، انا اعتقد ان قواتنا اصبحت على درجة عالية من القوة، وهذا العام ان شاء الله سنمتلك باقي مقومات القوة بوصول الاسلحة، سواء عن طريق اف ام اس المشتريات العسكرية ، او عن طريق الاستيراد المباشر والشراء المباشر، انا غير قلق ابداً ويبقى هذا القرار قرار الرئيس الامريكي القادم هو الذي يقدر المصلحة الامريكية وهو يقدر مصلحة الجيوش الموجودة على الارض العراقية.

CNN : هل تفضلون بان يصبح السناتور جون مكين كرئيس وهو الذي يريد ان يبقي اعداداً كبيرة او اكبر من هذه القوات ؟

رئيس الوزراء : نحن نرحب بمن يختاره الشعب الامريكي لاسيما وان قضية اسقاط النظام في العراق ودعم جهود المعارضة العراقية آنذاك بدا في زمن الديمقراطيين ، ونفذ في زمن الجمهوريين، ومرة اخرى اقول اذا جاء السيد ماكين الى السلطة قطعا سيأخذ بعين الاعتبار هذه المعادلة التي قلت عنها هو مقدار الحاجة ومقدار الضرورة لمواجهة الارهاب ليس في العراق فقط وانما في العالم .

CNN : ما هي الانجازات التي حققتموها بالحرب على الارهاب؟

رئيس الوزراء : كان العراق في تصميم القاعدة والمنظمات الارهابية ان يتحول الى دولة العراق الاسلامية التي اريد لها حسب تقديرهم ، ان تكون مرتكز القاعدة ، لان العراق بلد قوي وثري ومركزه مهم ، كانوا يخططون لذلك، لذا جاءوا من مختلف دول لعالم الى العراق، لتأسيس هذه الدولة المزعومة ، وربما كانت هي فرصة مناسبة ، حينما تجمعوا في العراق وضربوا ضربات قاصمة وقاضية احبطوا مشاريعهم، بالتالي اثرت حتى على البنية والمؤسسات التي للقاعدة في مختلف دول العالم، اعتقد بان القاعدة جربت كل قوتها في العراق وقد هزمت ، وان هزيمتها في العراق تقتضي ملاحقتها في العراق ومختلف دول العالم .

CNN : قبل سنة من الان كان العديد من الناس يتهيأ لابعادك عن الاضواء، ويقولون بانك ستخرج من منصبك خلال بضعة اشهر، هل انت متفاجئ من بقائك في منصبك ؟

رئيس الوزراء : لم افاجئ ولم افكر بذلك كثيراً، انا افكر في مهمة وطنية كلفت بأن انجزها ، بالطريقة التي انا مقتنع بها ، ووفق الدستور والقانون ، ولا يهمني سواء بقيت ام لم ابقى ، ولكن ما يهمني ان تجري الامور ضمن السياقات الديمقراطية، لذلك ساكون سهلاً جداً حينما تجري الامور ديمقراطياً وصعباً جداً حينما تاتي من خارج الاطر الديمقراطية .

CNN : شكرا جزيلا

رئيس الوزراء : شكراً جزيلا ً