سلام عاشور
في بيانه الاخير قال سماحة السيد مقتدى مخاطباً الكتل النيابية والاحزاب السياسية (( نحن نريد تحريركم وتحرير اراضيكم من دنس المحتل، فتكون حكومتنا حكومة ذات سيادة كاملة غير منقوصة ولامشكوكة ولايكون هناك اتفاق امني طويل الامد بينها وبين المحتل.. فمهما حوربنا ومهما اريقت دماءنا فلن نسمح بهذه الاتفاقية ولو كنتم لبعض ظهيراً.. ولن نقبل بتقسيم العراق ونهب ثرواته ولا نرض بغيرخدمة شعبنا وتقسيم ثرواته عليه بالعدل والمساواة.. هذا هو هدف (المقاومة الشريفة) التي يجب ان تكون مفخرة لنا ولكم ولكا العراقيين بل وللمسلمين والاحرار في كل العالم)).
كلام حلو، وهو، يحتاجه العراقيون اذا ما اقترن القول بالفعل، فالعراقيون حقاً يتمنون ان تتحرر بلادهم اليوم وليس غداً، وان تكون حكومتهم ذات سيادة كاملة وغير منقوصة، ولا توقع الحكومة اتفاقية طويلة الامد مع المحتل.. كل هذا جيد وممتاز.. ولكن من يقول هذا عليه ان يعين الحكومة ويقف الى جانبها لا ان يستخف بها ويشل عملها ويجعل من نفسه حاكماً اوحداًً!! ويسلط ميليشياته (عصاباته الاجرامية) لتسرق ثروة البلاد وتقتل العباد على الهوية ومن ثم على الانتماء واخيراً فالموت مصير كل من لم يكن مؤيداً لجيش المهدي.
السيد مقتدى يقول كلاماً لو وضعه جيش المهدي موضع التطبيق لكان حال العراق اليوم غير ما هو عليه الان، فهل سماحته يعلم مايفعل جيش المهدي بالعراقيين؟ هل يدري سماحته بسرقات النفط وتهريب الاثار وجلب المخدرات الى داخل البلد؟ وهل سمع سماحته بقتل النساء ومنع الناس من لبس ما يريدون؟ وهل ابلغه المقربون منه بان جيش المهدي كان قد اقام (محاكم شرعية) لاتحكم بالقانون بل بالشبهات وان ادنى حكم لها هو بالاعدام!! وهل بلغ اذن سماحته بان جيشه يفرض على كل مقاولة بين الحكومة واية شركة(خاوة) تسمى (حصة السيد) تبلغ احياناً اكثر من خمسين بالمئة من قيمة المقاولة؟ وهل سأل السيد مقتدى معاونيه: لماذا توقفت عملية الاعمار في البصرة والناصرية والعمارة والديوانية والحلة وكربلاء والسماوة.. وفي مدينة الصدر والشعلة تحديداً من بغداد؟!
اذا كان سماحته لم يعلم فعليه ان يعلم وهذا واجبه الشرعي بعد ان عدّ نفسه (ولي امر المسلمين) فكيف يكون ولياً على المسلمين ولايدري ما تفعل الذئاب بهم؟ اذا كان هذا لايعرفه السيد مقتدى فماذا يعرف اذاً؟!
ويقول سماحة السيد مقتدى الصدر في بيانه الاخير: (( لن نقبل بتقسيم العراق) ومن الذي يريد تقسيم العراق غير جيش المهدي الذي عمل على اجبار المحافظات بالقوة بان تخضع لارادته وتطبق (قوانيه) ولاتطيع الحكومة المركزية ولا تستجيب لارادتها في بسط القانون على الجميع؟ اليس هذا مايؤدي الى تقسيم العراق؟ وهل هناك ما هو اسوأ من قتل المسؤولين في المحافظات لانهم ينفذون امر حكومة بغداد ويلتزمون بقوانينها لانها هي الشرعية؟ ثم يتحدث سماحته عن (المقاومة الشريفة) التي يجب ان تكون مفخرة له، وارادنا –قسرياً- ان نفتخر بها!! فعن اي مقاومة يتحدث سماحته، وكل ما فعلته هذه (المقاومة الشريفة) هو تحرير العراق من اهله، فالذين قتلهم جيش المهدي من ابناء العراق والذين هجرهم لايعدون ولايحصون.. ثم هل اصدر جيش المهدي بياناً واحداً اعلن فيه عن معركة مع قوات الاحتلال واكد فيه الحاق خسائر بشرية ومادية به؟
يظل كلام السيد مقتدى مجرد امنيات ان احسنا الظن بسماحته.. اما الحقائق على الارض فهي من السوء بحيث اصبح اسم جيش المهدي مرادفاً للقتل والتهريب والتهجير والاختطاف والاغتصاب والقهر والتسلط الذي زاد عن تسلط الطاغية صدام.. ولاغرابة من ذلك لان معظم عناصر جيش المهدي هم ابناء صدام وان لم يكونوا من صلبه، بل اولاده في وحشيته وتسلطه وغير ذلك من مساوئه!