النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي الشورجة .. رئة بغداد التجارية وسوق البغداديين العريق

    [align=justify]برائحة التوابل والهيل والبخور يختلط عبق بغداد الاصيل ويشدك الى اعماق التاريخ حيث الماضي الجميل المليء بطقوس البغداديين وهم يتبضعون من اعرق اسواقهم واشهرها .. (الشورجة)
    فهذا السوق القديم الذي كان اسمه وقت انشائه خلال العصر العباسي المتأخر (سوق الرياحين) ثم استبدل الى (سوق العطارين) ، اختلف المؤرخون في اصل تسميته الاحدث .. (الشورجة)
    فالشيخ جلال الحنفي يقول ان الكلمة منحدرة من كلمة (شوركاه) التركية اي محل الشورة او (الماء المالح) اذ كانت محلة الشورجة قديما بئراً او بركة ماء فحرّفت إلى الشورجة ، فيما يقول الباحث الاستاذ سالم الالوسي ان اصل الكلمة جاءت من (الشبرج) وهو دهن السمسم حيث كانت في السوق معاصر خاصة للسمسم يديرها يهود محترفون ، والاسم ينسب إلى الشبرجة او الشرجة التي حُرفت إلى الشورجة ، لكن الرحالة التركي (اولياجلين) يعتقد غير ذلك فهو يقول أن اسم الشورجة هو من اسماء بغداد..
    ويرى العلامة الدكتور حسين علي محفوظ ان الشورجة نشأت في محلة الفراشة وعلى اطراف احد ازقتها ، ومن اهم معالمها في الثلاثينيات هي قهوة الحنطة وخان الدجاج وحمام الشورجة والسوق الصغير وسوق البقالين وسوق المناضل وسوق التمّارة وسوق الفاكهة وسوق العطارين
    ويقع على مقربة من سوق الشورجة جامع سوق الغزل وتحت التكية وخان مخزوم ومقام بنات الحسن ومرقد الحسين بن روح
    وفي العصر العثماني كانت الشورجة تقع بين سوق العطارين وسوق البقالين ، وتوسعت في عهد الوالي العثماني ناظم باشا عام 1910 لتضم هذين السوقين ، فيما يرى بعض المؤرخين ان اصل سوق الشورجة كان سوقاً للعطارين ايضاً
    ويجمع المعمرون على ان هذا السوق المتعارف عليه الان باسم الشورجة هو ليس الشورجة وانما هي التي تبدأ من شارع الملك غازي (الكفاح حالياً) حتى مدخلها في شارع الرشيد عند جامع مرجان
    وعند البغداديين ، تعدّ الشورجة سوقاً تراثية وشعبية على حد سواء ، فاغلب ربات البيوت البغدادية يسعين اليها للتبضع فيها خصوصا قبل حلول شهر رمضان الكريم بأكثر من أسبوع، اذ ليس هناك بيت بغدادي لا يغرف من هذا السوق المواد الغذائية الخاصة بالأكلات الرمضانية ، وكذلك التبضع في المناسبات والاعياد حيث تكثر الشموع ومستلزمات الاعراس والافراح
    ويشتهر السوق ببيع ما يصنعه العطارون والتوابل والسكر والشاي والبهارات والحبوب وأنواع الحلويات والرز وأنواع عديدة من العصائر والسكريات
    ويضم سوق الشورجة اسواقاً متخصصة تزيد على (19) سوقاً منها سوق الصابون وسوق التوابل وسوق القرطاسية واخر للزجاجيات والفرفوري والفافون إلى غير ذلك.. وله من الخانات 13 منها (خان لاله الصغير)، و (خان جني مراد) ، وقيل ان سبب تسمية الخان الاخير هو انه عند احتراق الخان وانهيار بعض جدرانه ظهر وراءها بناء فتخيل الناس ان البناء الذي ظهر هو من عمل الجن ، ثم (خان الامين) و (خان الاغا الكبير) ، ومن الجوامع اربعة منها جامع النخلة وجامع النوبجي. ومن الحمامات حمام السيد يحيى وحمام البقال خانه
    اما المقاهي فقد كان هناك اثنان ، (مقهى المعلكة) ذلك لانها تقع على سطح احدى العلاوي، وقهوة قدوري التي كان يرتادها قراء المقام، وفيها قرأ المقام عبد الرزاق القبانجي والد الفنان الكبير محمد القبانجي
    ومن الاحداث والمفارقات التي شهدها سوق الشورجة انه حين لجأ شاه ايران الراحل محمد رضا بهلوي الى العراق بعد انقلاب مصدق في العام 1952 ، خرجت تظاهرة من ابواب الشورجة مطالبة بمغادرة الشاه ارض العراق ، وعندما سقطت قبة جامع سوق الغزل في الاربعينيات من القرن الماضي تناقل الناس في حينها ان سقوط القبة دليل على قرب قيام الساعة
    وفي عام 1912 ابان حكم الوالي العثماني جمال باشا والي بغداد اندلع حريق كبير ـ غير مفتعل ـ في احد الخانات كما يشير المؤرخون ، واتسعت النيران لتشمل سوق العطارين وجامع مرجان ، وكان الحريق بسبب تراكم البضائع التي تقبل الاشتعال وتم اخماده بجهود مضنية بعد ان ظل مشتعلاً سبعة ايام ، ولم تحدث وفيات تذكر او جرحى
    ويعيد التاريخ نفسه في القرن الواحد والعشرين ، ولكن هذه المرة بعد الغزو الاميركي للعراق عام 2003، فالحرائق المفتعلة التي قيدت ضد مجهول ، تكررت في هذا السوق فيما كان للحرائق الناجمة عن انفجار السيارات المفخخة تأثير مدمر على حركته
    وقد ادت هذه الحوادث الدامية بالاضافة الى انتشار العصابات التي تجوب السوق، تقتل وتختطف وتسرق وتمارس كل عمليات الإرهاب والترويع أمام الملأ ، الى عزوف معظم المواطنين عن التبضع فيها ، الامر الذي خلق ما يمكن تسميته (شورجات) متناثرة في عدد من مناطق بغداد كبديل للمخاطرة والذهاب الى سوق الشورجة اضافة الى معاناة الوصول اليه بالسيارات لغلق شارعي الجمهورية والرشيد اللذين يخترقانه ، خوفاً من السيارات المفخخة
    واليوم تسترد الشورجة ، رئة بغداد التجارية ، بعض عافيتها وتعود الى نشاطها السابق بعد التحسن النسبي للوضع الامني في العاصمة ، وبدأت العائلات البغدادية تتحدى الظروف الأمنية والمخاطر وعادت إلى التبضع في سوقها العريق الذي اسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية وخلق أواصر تجارية بين بغداد والمحافظات من جهة وبين العراق والعالم
    ويرى اصحاب المحال العريقة في الشورجة انه ومن اجل اظهار جمالية بغداد والحفاظ على الجانب التراثي للشورجة ، ينبغي لامانة بغداد النهوض بمسؤوليتها وذلك بجعل هذا السوق متخصصاً بالبضاعة ذات الطابع التراثي ليظل مَعلماً حضارياً يُذكر البغداديين بالزمن الجميل وذلك من خلال اجراءات قانونية تمنع استباحة هذا النمط التراثي وتعيد معالمه
    ويبرز في مقدمة تلك الاجراءات منع استغلال الممرات الوسطية من قبل الباعة الجوالين الذين زحفوا الى كل بوصة في هذا السوق العريق مما عرقل السير والتمتع بمناظره ، اضافة الى معالجة مشكلة تراكم النفايات والانقاض والمياه الثقيلة ورفع الحواجز الكونكريتية والمباني المهدمة
    ويأمل البغداديون ،وشهر رمضان الكريم يحث الخطى ليدخل بيوتهم ، ان يروا الشورجة وقد عاد اليها تألقها بعد السنوات العجاف الماضية ، ويستردوا اياماً كانوا فيها يستعدون لاستقبال هذا الشهر الفضيل بزيارة العطارين الذين لايبخلون عليهم باجود التوابل والهيل واللوز والطرشانة والكشمش ونومي بصرة وقمر الدين الشامي.

    نينا
    [/align]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    72

    افتراضي

    ماهي علاقة سوق الشورجه بالعشائر؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    الواحة ليست مخصصة فقط للعشائر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني