[align=justify]
[align=center][/align]
[align=center] [mark=CCCCCC]السيد حسن نصرالله[/mark]
يعيد ترتيب الملفات
..دولـة مقاومة..وإنهاء قضية " الصدر"..
[/align]


محمد شمس الدين

2008-07-21

أعاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ترتيب ملفاته بدقة بعدما بدا أنه أنجز المرحلة الأصعب في ملف حرب تموز الـ 2006 من خلال تحرير الأسرى والمعتقلين الأحياء والشهداء من سجون الاحتلال الإسرائيلي, ما شكل صدمة كبرى للدولة العبرية لعلها استوعبتها في الدقائق الأخيرة على تنفيذ الشق الذي يتعلق بها من عملية الافراج التي أخرتها لأكثر من أربع ساعات, الامر الذي جعل العديد من المراقبين يتوقفون بحذر أمام التأخير الذي جرى, في حين تم تداول معلومات حول إرباك حصل في إطلاق رفات الشهيدة دلال المغربي والالتباس أو ضياع رفات الشهيد يحيىى سكاف.

إلا أن الأمين العام لحزب الله انتظر بشوق تلك اللحظة التي ظهر فيها أمام جمهوره لدقائق بشكل مباشر متجاوزا الخطر وكل الحذر، ليعطي المناسبة حقها وإرسال رسالة واضحة الى أعدائه بأن الانجاز قد تحقق رغم كل العراقيل التي وضعت في طريق إنجازه وليؤكد مرة جديدة وباليقين الذي لا يقبل الشك ولايحتمل التأويل، على أن الانتصارات التي وعد بها قد بدأت فعلا بعدما عمل الإسرائيليون وحلفاؤهم في العالم على محاولة تقويضها وإفراغها من مضمونها من خلال العمل على تأخير إعلانها والإذعان لها منذ وقف العمليات العسكرية في 14 آب 2006 .

لعل السيد هو الوحيد من بين كل الناس الذي كان يعرف أنه متجه الى تحقيق ما تحقق وهو العالم بخبايا الملف الذي كان يديره، إذ أن النتائج قد أذهلت الإسرائيليين أنفسهم الذين بادروا اليوم الى التعبير عن غضبهم وذلهم من خلال الرسائل الهاتفية التي بثتها أجهزتهم على الهواتف اللبنانية بعدما دخلوا على شبكة الاتصالات في لبنان مذكرين بما فعلوه إبان حرب الـ 33 يوم والتحذيرات التي وجهوها الى اللبنانيين بضرورة الانصراف عن دعم حزب الله ومقاومته وأن لايدعوها وسيدها تأخذ البلد الى ما لاتحمد عقباه، وهذا في الحقيقة يشير الى أن تلك الحرب التي توجها القرار 1701 لم تنته بعد وهذا ما أكد عليه السيد نصرالله الذي تحدث بالأمس عن استراتيجية التحرير قبل الدفاع كما تحدث عن المقاومة التي تورث ولكن هذه المرة ليس من الأب لابنه فقط انما من شعب الى آخر ومن قائد الى آخر ليشير الى أن ذلك هو الإرث العضوض الذي لا يزول.

لقد توقف السيد نصرالله عند تزامن الجلسة الأولى للحكومة اللبنانية مع إطلاق سمير القنطار وما يحمله ذلك من رمزية الانتصار, مصرا على تسميتها بحكومة الوحدة الوطنية تكرارا, مستبطنا بذلك دعوتها لأن تستغل الفرصة وتتصرف على هذا الأساس دون أن يعمد الى تقديمه كما في كل مرة كهدية لطالما رفضوا أمثالها، محييا وجودها مجتمعة في استقبال العائدين في مطار رفيق الحريري الدولي موافقا دون تردد على ما قاله رئيس الجمهورية بالكامل، ليقول بالفم الملآن أن جل ما يبتغيه هو أن تكون هذه الدولة مقاومة، وتنطلق في معالجتها لكافة الملفات على هذا الأساس الذي لم يعد من الجائز تجاهله والتمادي بالإلتفاف عليه، وبالتالي فإن سلوك هذا الخيار سيتيح لهذه الدولة الشروع في بناء وحدة وطنية حقيقية على قاعدة تحديد العدو والصديق ومقاربة كل قضاياها الداخلية والخارجية من هذه الزاوية, داعيا إياها الى الاقتداء بالنموذج الذي اعتمده حزبه في التعاطي مع ما نتج عن حرب تموز التي تخلفت الدولة عن مقاربته وجعلته خاضعا لتجاذبات سياسية خارجية في قراءة خاطئة انعكست نتائجها على الداخل كادت أن تودي بالبلد الى الهاوية.

لم يعن السيد نصرالله أنه لن يوقف الحرب عندما قال أن المقاومة ستستمر وأن على لبنان أن يعمد الى اعتماد سبيل المقاومة للوصول الى تحرير أرضه وتهيئة مجتمعه للصمود والمواجهة من موقع الند والقوة التي تستند الى القوة وليس الى الضعف على قاعدة أن قوة لبنان في ضعفه، لأن ما حققته قوة المقاومة لا يمكن نكرانه، وما كان لأحد أن يحقق المكاسب التي حققتها لا كما ولا نوعا.

[align=center][/align]

لم يغب السيد نصرالله عن قضية طالما شغلت باله وعمل عليها سرا وطالب بها علنا، وهي قضية الامام موسى الصدر الذي اختفى في ليبيا في العام 1978 وما زال هذا الملف غامضا بمعيار من المعايير، الا أن مقاربته من قبل الأمين العام لحزب الله بالأمس كانت لافتة بمضمونها وشكلها وهو الذي ما فتئ يقول أننا قوم لا نترك أسرانا في السجون فكيف اذا كان ذلك الأسير السيد الصدر نفسه. لكن السيد نصرالله قد فتح الباب واسعا أمام الجهة المسؤولة عن هذا الملف وهي ليبيا، عندما أبدى استعداده لتقبل الحقيقة مهما كانت مرة. والذين يعرفون السيد نصرالله يعلمون مدى حرصه وجديته في إنجاز هذا الملف وهو بادر الى طرحه أمس قبل ذكرى الأخفاء الأليمة التي اعتاد اللبنانيون على إحيائها في الواحد والثلاثين من شهر آب- أغسطس من كل عام، ليقول أن هذا الملف سيكون في رأس أولوياته في المرحلة المقبلة وليس بالضرورة أن يكون ذلك على قاعدة الخلاف لا مع "العرب" ولا مع ليبيا، خصوصا اذا ما بادرت لتغيير نهجها في التعامل مع هذا الأمر ليصبح تعاملها واقعيا تتحمل بموجبه كامل المسؤولية عما حصل بكل جرأة.

إن الفرصة متاحة أمام ليبيا لإعادة تحريك وسطائها الذين لعبوا في السابق أدوارا تخدم مصالحها وما ترمي اليه في القفز فوق القضية برمتها.
[/align]