حصول الأخطاء أمر طبيعي في ظل معركة صعبة أساسها تحدي الارهاب ومجابهة البعثيين الساعين وراء تخريب العملية السياسية والاقتصاد..نحن الآن امام تحد لا يقل خطورة وأهمية وهو تحدي التنمية الاقتصادية الشاملة ..المواطن لم يعتد التجربة الجديدة لبناء الديموقراطية وعليه أن يحسن الاختيار في إنتخابات المحافظات القادمة
افتتح مبنى البرلمان الجديد وشدد على اختيار "الكفاءات" في انتخابات المحافظات
المالكي: على العراقيين مساعدة الحكومة في محاربة الفساد المالي والإرهاب
2008-08-11
شرق برس : وكالات
افتتح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المبنى الجديد لمجلس النواب العراقي خارج المنطقة الخضراء غربي بغداد ووجه رسائل متعددة الى الداخل العراقي والمحيط العربي، وذلك بحضور النائب الأول لرئيس مجلس النواب الشيخ خالد العطية ووزيرة الاسكان والاعمار بيان ده زيي بالإضافة إلى عدد من المسؤولين.
وحمّل المالكي حزب البعث العراقي المنحل مسؤولية أعمال العنف في العراق، وأكد أن الحكومة "ستضرب بيد من حديد كل من يحاول اللعب بأموال الدولة"، مطالباً العراقيين بـ "التعاون مع الحكومة وبأن يكونوا عيناً تراقب كل من يسعى لتخريب المال العام".
وقال المالكي إن "اكمال تشكيل الحكومة العراقية يعد الحدث الأهم والأبرز في مجال تقدم العملية السياسية اليوم في البلاد"، مشيرا الى أن "هذا المكان البرلمان سيشهد اتخاذ القرارات التي تحدد مصير العملية السياسية في البلاد"، لافتا الى ان هذا المكان كان يقول "نعم" للجلاد، في اشارة الى رئيس النظام السابق، مشيراً في الوقت ذاته الى ان كلمة "نعم وحدها لم تعد موجودة في قاموس النظام الجديد".
وأضاف رئيس الوزراء أن "العراقيين اليوم يقاتلون بيد ويبنون بالأخرى"، مشيراً الى ان "التجربة الجديدة لبناء الديموقراطية في البلاد لم يعتدها المواطن، وعليه أن يحسن الاختيار في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة"، وقال "إن ما حصل من بعض الاخطاء خلال سير العمليات الماضية أمر طبيعي"، مستطردا "كنا في تحد ضد الارهاب وكانت المعركة صعبة، اذ سفكت دماء العراقيين من قبل نظام البعث الذي يقف وراء تخريب العملية السياسية والاقتصاد لشل حركة نهوض العراق من جديد"، مشيراً الى أن "الحكومة تحيل يومياً الفاسدين الى النزاهة والقضاء".
واعتبر المالكي ان العراق يواجه الآن اختبار "نحن الآن امام تحد لا يقل خطورة واهمية، وهو تحدي البناء والاعمار والخدمات وتحدي التنمية الاقتصادية الشاملة وتحدي استثمار عائدات العراق وثرواته في مجال الاعمار والبناء"، مشددا على أن العراق في حاجة الى اعادة اعمار "من الصفر" بعد تحسن الوضع الامني نتيجة العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الحكومية، داعياً الدول الاجنبية والشركات العالمية الى المساهمة في عملية اعادة الاعمار والبناء.
وفي هذا السياق، قال المالكي "نريد أن نعيد عملية بناء العراق من الصفر... كل شيء ورثناه في هذا البلد من النظام المقبور يحتاج الى عملية بناء واعمار من الاساس"، مضيفا "ومن هنا جاءت الرسالة التي حملناها الى كل الدول التي زرناها بأن العراق أصبح في حاجة الى اعمار في كل مجال من المجالات، وخصوصاً المجالات الكبرى ومن بينها سكك الحديد والنفط والكهرباء والطرق والجسور والوحدات السكنية".
ودطالب المالكي مجالس المحافظات الى انفاق الموازنات والأموال التي تخصصها الحكومة المركزية لتلك المحافظات في مشاريع خدماتية، وقال إن "الموازنات التي تخصص للمحافظات ينبغي أن لا تعود الى (وزارة) المال مرة أخرى"، مضيفا "نتمنى عليهم أن يشدوا عزمهم وارادتهم باتجاه الانفاق الأكثر، بل ينبغي أن يجعلوا الدولة مدينة لمشاريعهم والتعاقدات التي يقومون بها"، ووصف هذه المهمة بأنها الصعبة و "نحتاج الى دول كثيرة تدخل على الخط ومؤسسات وشركات كبيرة، اضافة الى جهد شركاتنا ومؤسساتنا".
من ناحيته، شدد العطية في حفل الافتتاح على "ضرورة مراجعة الاخطاء في العمل التشريعي السابق والاستفادة منها باتجاه تعجيل اقرار القوانين المهمة"، مشيراً الى ان "الدولة استعادت حرية الشعب من خلال مجلس النواب والنجاحات الامنية والسياسية التي تحققها الحكومة".
يذكر ان المقر الجديد لمجلس النواب هو ذاته مقر البرلمان ابان حكم الرئيس الراحل صدام حسين والذي كان يسمى بـ "المجلس الوطني"، ويقع وسط جانب الکرخ من بغداد على مقربة من وزارة الخارجية العراقية فضلا عن انه يقع على احدى الطرق الرئيسية المؤدية الى احدى بوابات "المنطقة الخضراء" من جانب الكرادة، کما انه يقع قرب اکبر مرآب للنقل وهو مرآب العلاوي وقرب محطة السكك الحديد العراقية.