بعد الزيادة الكبيرة التي أقرتها الحكومة في الرواتب، رفع كثيرا من مستوى اقبال النساء، ولاسيما الموظفات منهن، على شراء الذهب، رغم الارتفاع الذي شهدته اسعار تلك المادة اخيرا،
تأثرا بارتفاع اسعار النفط العالمية. وعادة ما يقترن وجود النساء في محال بيع الذهب بموعد تسليم الرواتب للموظفين من قبل الدوائر الحكومة، ما يجعل وجود النساء في محال الصاغة شبه دائم، وذلك لتعدد واختلاف مواعيد تسليم رواتب الموظفين في الدوائر الحكومية العراقية.
ويقول رئيس الجهاز المركزي للاحصاء وتكنولوجيا المعلومات في وزارة التخطيط والتعاون الانمائي الدكتور مهدي العلاق لـ«أوان» ان «عملية زيادة الرواتب خطوة ايجابية لاسيما مع الزيادة الكبيرة في اعداد الموظفين العراقيين»، مؤكدا ان «الزيادة في الرواتب ستدعم امكانات مختلف شرائح المجتمع، بما فيها شريحة المتقاعدين، وهناك جزء كبير من تلك الرواتب سيذوب في استهلاك المواد الاساسية والكمالية ما سيرفع الطلب على هذه المنتجات، ومن بينها الذهب بالطبع».
من جهتهم، يرى الصاغة في بغداد ان تجارة الذهب استعادت عافيتها اخيرا بعد تحسن الوضع الامني في مدينتهم. ويوضح صلاح العاملي صاحب محل صياغة العاملي في الكاظمية، وهو من اكبر محال تجارة الذهب في العاصمة العراقية، ان «اقبال النساء على شراء الذهب يأتي في اطار التحسن الامني والاقتصادي الذي يشهده العراق»، مؤكدا ان «النساء ولاسيما الموظفات بدأن باقتناء المصوغات ذات الاوزان الثقيلة على الرغم من ارتفاع اثمانها، وهذا بفعل الزيادة في الرواتب التي منحتها لهم الحكومة».
اما علاء قاسم، صاحب صياغة الاميرة في الكرادة، فيرى ان «التحسن الاقتصادي والاستقرار الامني عاملان مساعدان لازدهار التجارة، ليس على صعيد الذهب فحسب، بل في جميع المجالات»، موضحا ان «تجارة الذهب لاقت رواجا اكثر بعد دخول العراق مصوغات جديدة من مناشئ عربية وعالمية، مثل ماركة (لازوردي) و(داماس)»، مشيرا الى ان «النسوة العراقيات كنّ في السابق يقبلن على شراء المصوغات المحلية بسبب عدم قدرتهن على شراء المصوغات المستوردة، لكن الامور اختلفت الان، وباتت البضاعة المحلية غير محببة».
وتقول سهى عبدالله (موظفة حكومية) «كانت حالتي المالية متدهورة، لكن بعد زيادة راتبي تمكنت من توفير مبلغ من المال واستثمرته فيما بعد في شراء عدد من القطع الذهبية من خاتم وقلادة وغيرها».. واعربت عبدالله عن املها في «ألايستغل التجار تلك الزيادات حتى يستطيع الجميع الاستفادة منها».
وكانت لمى علي سعيدة للغاية بالزيادة التي حصل عليها الموظفون، قائلة ان «الزيادة في رواتب الموظفين مكنت خطيبي اخيرا من شراء جهاز العرس ولاسيما المصوغات الذهبية، كما دفعته الى البحث عن سكن مستقل».
وتقول وزارة المال العراقية انها تعد خطة لامتصاص التضخم الذي قد ينتج عن زيادة رواتب الموظفين.
وابلغ مصدر في الوزارة «أوان» ان «وزير المالية باقر جبر الزبيدي وجه بتحريك سياستين نقدية ومالية لمنع حدوث التضخم»، موضحا ان «القرار الاخير الذي اتخذته وزارة المالية بايقاف صرف الزيادات في رواتب الموظفين حتى مطلع السنة الجديدة بسبب طلب صندوق النقد الدولي الذي يدير اموال العراق، جاء في هذا الاطار، اذ يطالب الصندوق العراق بتسديد ديونه بدلا من زيادة رواتب موظفيه الحكوميين
اوان