النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي رسالة الى ابنتي واخواتها لمناسبة زواجها

    [all1=33FFFF]الزواج عبادة[/all1]

    عزيزتي هبة الله، سدد الله خطاكِ وبلغكِ مناك.
    ها قد تزوجتِ، فدخلتِ عبادة جديدة، فيها الاجر والثواب من الله عزّ وجل، مهما طال امدها، وهذا من فضله جلّ جلاله.
    الزواج عبادة بكل ما في الكلمة من معنى، وان غفل عن ذلك اكثر الناس، فاعتبروه "شراكة"، وتعاملوا على اساس هذا المفهوم الخاطئ، فكانت النتيجة خطأً:
    "شراكة" فيها المساومة، والمشاطرة، والمناصفة، والربح، والخسارة، وتحديد نسبة الأسهم... فلا نسمع عن زواجٍ لمشاهير الغرب، الا وقد اتفقوا مسبقاً على "تقاسم" الممتلكات المادية والمالية في حال حصول انفصال!
    فيكون همّهم الانفصال قبل الاتصال، ومرحلة انتهاء "الشراكة" وهي لم تبدأ بعد!
    ***
    في الاسلام يختلف الامر كلية
    فالزواج طاعة، وامتثال لامر الله عز وجل، وتحصين للنفس لصيانتها عن الموبقات، وسكينة، وانشاء اسرة اسلامية، وتكثير نسل يثقل الارض "بلا إله الا الله".
    ولا تكتمل سعادة الرجل في الدنيا، مهما نال منها واكتسب، الا بوجود امرأة صالحة مخلصة تحبه ويحبّها.
    ولا تكتمل سعادة المرأة في الدنيا، مهما امتلكت من مال، وجمال، وعقار، وخدم، وحشم، وشهرة، "وتسلط"، ومادحين، ومعجبين، ومتقربين، ومهما انتشرت صورها على صفحات المجلات، نعوذ بالله تعالى، وعلى شاشات التلفزيونات... لا تكتمل سعادتها الا بان يوفقها الله عز وجل لرجل، زوج، تقوى به وتعتزّ، زوجُ بكل ما في الكلمة من معنى.
    فأساس وجود المرأة الاجتماعي هو ان تكون زوجةً وأمًّا، وهذا المناسب لتكوينها وفطرتها، ولذلك خلقت.
    ***
    عزيزتي هبة الله، وصَلَ الله جلّ جلاله بينك وبين طاعته.
    الزواج منّة ونعمة:
    منّة من الله عز وجل تستحق الشكر، فآثارها الطيبة، وفوائدها السنيّة لا تنتهي.
    ونعمة منه سبحانه، وان عبث بها العابثون، وشوّهها المشوِّهون.
    في الزواج، تتبدّل الروح والشعور والعواطف والاحاسيس والآمال... وسائر تفاصيل الحياة.
    صحيح ان الصلاة عبادة، والصوم عبادة، والزكاة، والحج... لكنّ الزواج عبادة اخرى تختلف عمّا ذُكر.
    وفي كلٍّ خير.
    هبة الله،
    الا ترينَ ان ركعتَيْ المتزوج تفضل على صلاة العازب بسبعين مرة؟
    "وانّ ركعتين يصليهما رجل متزوج، افضل من رجل يقوم ليله ويصوم نهاره اعزب"







    [all1=FF0033]احترام الزوج[/all1]

    من بديهيات بناء المجتمع الاسلامي السليم، ان تحترم الزوجة زوجها، وان تحافظ على هيبته ووقاره وكلمته.
    لكن، شاع في المدة الاخيرة الدعوة الى "استقلالية الزوجة" و"حرية قرارها" وما شاكل من عناوين ومصطلحات وافدة وغريبة... حتى باتت الكثيرات يصرّحن، على الرغم من طيبتهن، برغبتهن في العمل وكسب المال، بهدف التفلت من سلطة الرجل، وليبقى قرارها حراً، ومشيئتها معتبرة، وحريتها غالبة، وكأنها تستعد لخوض الحرب الباردة!
    عزيزتي هبة، اسعدكِ الله جل جلاله بسعادته وايدك بعنايته.
    زوجك، حصنك وعزّك وفخرك وتاج رأسكِ، واحلّ الله له منكِ، ومنه لكِ، ما يُحِلّ لاحد من العالمين.
    وهو أب اولادك، ويحملون اسمه، وينسبون اليه.
    وهو اولى الناس بك حتى يضعك في قبرك.
    وله حقٌّ عليكِ، كما لكِ حق عليه.
    وجعل الله جل جلاله في رفع شربة الماء اليه، خيراً لها من عبادة سنة.
    فلا تحقّري ما عظمه الله تعالى.
    وسألت أمّ سلمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن فضل النساء في خدمة ازواجهن؟ فقال:
    أيّما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع الى موضع تريد به صلاحاً، الا نظر الله اليها، ومن نظر الله اليه لم يعذّبه".
    ولو امر الله سبحانه عبداً ليسجد لعبد، لامركِ بالسجود له.
    "لو امرتُ احداً ان يسجد لاحد، لامرتُ المرأة ان تسجد لزوجها".
    فلا تبغضي ما احبّ الله تعالى، نعوذ بالله.
    وقد جعل الله فيه سراً لك تشعرين به، فكم اشتقت الى حضوره وجواره وحنانه؟
    ***
    لا تظنّي يا عزيزتي، ان تلك "المسترجلة" والمستقوية على زوجها، التي تأمره وتنهاه، وتلومه وتزجره... لا تظني انها سعيدة فيما تفعل، وان اظهرت ذلك امام الناس "ومثّلت" عليهم، في انه يفعل ما تريد، ولا يعصي لها امراً!
    اجزِمُ لك، وانت تعلمين يقيني عند جزمي، انّ اي واحدة من هؤلاء لا تشعر بالاطمئنان والسعادة، بل ان معاناتها اكثر بكثير من مثيلاتها.
    ***
    عزيزتي هبة، ملأ الله جلّ جلاله قلبكِ نوراً ووهبك تعظيماً لقدره كبيراً.
    لا املك الا ان اقول لك ما ينفعك لاخراك قبل دنياك:
    احترمي زوجك، عظّميه في نفسك، ثمّ في نفسه، ثم امام الناس.
    اذاوهّنته امامهم، وهّنتِ نفسك.
    واذا حفظتهِ امامهم، حفظتِ نفسك.
    لا تظنّي ان تلك التي تشكو زوجها وتسقطه من اعين الآخرين، تكسبهم، بل تخسر نفسها، وتخسرهم، فان جاملوها، اشفقوا عليها مستَضْعِفين، وان جانبوها تجرؤوا عليها، شامتين!
    ***
    احفظيه في غيبته مثل حضوره، واكثر.
    وكوني معه في فقره مثل غناه، واكثر.
    وقفي الى جانبه عند مشاكله مثل استقراره، بل اكثر.
    ولا تتركيه عند ضعفه كما في قوّته، واكثر.
    واذا اجتمع عليه الناس محاربين، وكان مدافعاً ومضحياً في سبيل الاسلام والمسلمين، فلا توحشيه بغيابك، وانت تعرفينه اكثر منهم جميعاً:
    هم بالظنون والاقاويل متعلقون.
    وانت بالجزم واليقين تأخذين.
    تعلمين ان في يده جوهرة، وان قال الناس، كل الناس، انها جوزة!
    روي عن حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
    "اعظم الناس حقاً على المرأة زوجها".
    عيوني،
    احرصي على رضا زوجك، حتى لو كان ذلك خيارك على رضا كل الناس.
    فَرِضا الناس غاية لا تدرك، فضلاً على ان اكثرهم لا يؤمنون.
    ورضا زوجك من رضا ربك تبارك وتعالى.
    "فلا شفيع للمرأة انجح عند ربها من رضا زوجها".






    [all1=FF0033]طاعة الزوج[/all1]

    واعلمي يا ابنتي، الهمكِ الله ما يريده منك، ويرضى به عنك، ان خروجك من المنزل غير جائز الا بإذنه، وهذه الفتوى هي المعروفة بين اعلام فقهائنا، فلا تستمعي لمن يحدثّكِ عن شواذ الاقوال، او من يحاول تأويل الفتوى لما يناسب رأيه، فالمخاطرة في امور الدنيا غير محمودة، فكيف بأمور الآخرة؟!
    ما من عاقل يأخذ بشواذ الاقوال ونوادرها في الامور الطبية والهندسية والميكانيكية... والزراعية.
    لكن هناك من يأخذ بها في امور الآخرة والدين! وهذا، وايمُ الله، من اشدّ الفتن في هذا الزمان.
    عزيزتي هبة، كرّمكِ الله بآلائه وجعلكِ من خلصائه.
    طبيعي ان الطاعة المقصودة ليست فيما يخالف شرع الله تعالى، وهذا واضح، ولا نسرف في شرحه.
    لكن اعلمي، انّ من سنن الحياة، ما من امارة ولا وزارة ولا شركة ولا ورشة الا ولها مسؤول.
    تشاوري معه، وانصحيه، واوضحي رأيك، واقترحي عليه، واقنعيه... لكن فليكن القرار قراره في النهاية.
    فكما نقبل ذلك في قائد الطائرة، وربان السفينة، ورئيس الدولة، والوزير الاول، ومدير المدرسة، وامير الجيش، والمخرج السينمائي... نقبل ذلك للزوج في اسرته.
    اما النتائج فهي ليست بيدكِ ولا بيده... كما هي ليست بيد من تقدّم من كبار المسؤولين... بل خاضعة لعوامل كثيرة لا نملك منها الا القليل.
    ولولا ذلك ما خسر خاسر، ولا انهزم منهزم، وما فشل فاشل.

    [all1=FF3333]صيانة أسرتِكِ[/all1]

    هبة الله، اعزكِ الله جلّ جلاله بعزة السعادتين في الدارين.
    اعلمي، يا حبيبتي، ان اسرتك ميدانك الاول، والثاني... والاخير، عليكِ بصيانته وحفظه ورعايته... وتقديمه على سائر الامور الاخرى.
    وهذا لا يمنعك من القيام بأمور اخرى.
    عزيزتي،
    ماذا ينفعك لو ربحتِ القاباً ومناصب وشهرة ومدحاً، وجلوساً في الصفوف الاولى، ومجاملات، وارتقاء المنابر، واستهداف المصورين... ثم خسرتِ اسرتكِ؟!
    فأوجبتِ على نفسك ما لم يوجبه الله تعالى عليكِ، واهملتِ ما اوجبه سبحانه عليكِ!
    أرأيتِ عاقلاً يقوم لصلاة الليل، ويترك صلوات الفريضة، او يصوم استحباباً، ويترك شهر رمضان؟!
    ***
    انت جنّةُ زوجك التي يحب اللجوء اليها، فيها يرتاح بصرفه وتنجلي بصيرته.
    عزيزتي هبة، حماكِ الله جلّ جلاله مما يباعدكِ عنه، وتولاكِ مما يقربكِ منه.
    كما انه يستحب لك، وانت فاعلة ان شاء الله تعالى، ان تنوي القربة اليه سبحانه في كل ذهاب واياب، وسكون وعمل، وحركة ونظر... كذلك عليكِ بها (نية القربة) في كل عمل منزلي تقومين به، وبذلك تنالين من الثواب ما لا يعدّه العادّون.
    أرأيتِ لو كنتنّ رفيقات ساكنات بعضَكنَّ الى بعض، كيف تتقاطر الحسنات على من تُكثِر الخدمات؟
    فكيف لو كان الامر مع الزوج، الذي سبق فيما تقدّم من صفحات، عن الشأن الذي جعله ربّ العزّة فيه... ومع اولادك الذين هم جزءٌ منك، بل بعضك، بل كلّك؟
    هبة الله،
    لا تستمعي لما قد يقوله البعض من انّ عمل الزوجة في منزلها ليس واجباً!
    أليس في هذا تكريم الهي في ان يبادر كلٌّ من الزوج تجاه زوجته، والعكس، الى خدمة الآخر دون حساب او حدّ وفي ذلك تطهير وتهذيب وتدريب للنفس وايثارٌ وانسجام؟
    اكثر الناس مقاييسهم دنيوية، وانتِ مقاييسك اخروية.
    لا تتعاملي كموظفة، وهو الشائع اليوم، تحاسِب الى هذه الدنيا، لعلمها انها دار ممر، وان الآخرة منتهاها ومبتغاها، وان كلّ حركة تصدر منكِ كأنّها تسبيح وتذكير.
    والله عزّ وجل لا يضيّع اجر المحسنين، ويسمع ويرى.
    "أيّما امرأة خدمت زوجها سبعة ايام، اغلق الله عنها سبعة ابواب النّار، وفتح لها ثمانية ابواب الجنّة تدخل من ايّها شاءت".



    [all1=FF0033]كوني الدليل والمعينة لزوجك[/all1]

    عزيزتي هبة، غمرك الله جلّ جلاله بمنتهى السعادات وغاية العنايات.
    لا تكوني عبئاً على زوجكِ، همّك المطالب ومقاربة المتاعب، فأنتما في سفينة واحدة، وبحر الدنيا هائج لا يستكين، والعواصف تشتد وتخبو، الا انها تستمر، وانتِ المساعدة لربان السفينة، تلفته وتعينه وتسنده... لا تتأفّف عليه، وهمها راحتها، فأي خطر داهم – لا سمح الله – لا يفرّق بينكما، ولا بين المتعلقين بكما.
    معيبٌ، كما يفعل الكثير، ان تقع المشكلات وتضيع الاوقات، على خلافات، سببها، أثاث، او آلة، او مظهر، او متاع... والباقيات الصالحات خيرٌ وابقى، وهي التي تدوم، بل لا يدوم غيرها.
    أرأيتِ ميتاً ينقل متاعه معه؟!
    ام تظنين ان الله عزّ وجل يُثقِل ميزان من اشترت اكثر، او تملّكت، او تباهت، او تفاخرت على قريناتها؟!
    عزيزتي هبة،
    اكثر نساء اليوم اصبحت الموازين عندهن مضطربة، يستورِدْنَ النظريات وحتى المصطلحات، من بلاد الكفر، ويستعملنها في مجتمعنا الاسلامي، ولو كان لهؤلاء حضارة جاهلية لما استبدلنها عصبية وافتخاراً... فكيف بنا نحن الذي حضارتنا الهية اسلامية!
    اما اصالتنا نحن فنقول:
    "من كان له امرأة تؤذيه، لم يقبلِ الله صلاتها ولا حسنةً من عملها، حتى تعينه وترضيه وان صامت الدهر".
    واما ديننا نحن، في مقابل ممارسة الغرب، فيقول:
    "ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وتغمّه، وسعيدةٌ سعيدةٌ امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه، وتطيعه في جميع احواله".



    [all1=FF0000]بيتك "دُويلة اسلامية"[/all1]



    عزيزتي هبة الله، ذكّرَكِ الله جل جلاله بعظمته، وملأ قلبك هيبته.
    رعاكِ الله برعايته، وكرّمك في آخرته.
    تعلمين ان منتهى عملنا وكلّ ما نقوم به، هدفه تحكيم شريعة الله في الارض.
    واذا كنا محرومين من ذلك حتى الآن، فعلى الاقل ان نقيم هذه "الدولة" ونحكّم هذه الشريعة في منزلنا.
    تذكرين كيف نحن في بيوتنا؟
    هكذا ينبغي ان تكوني، في الظاهر والباطن، في كل ركن او زاوية في المنزل... او قرار او عمل، ينبغي ان يكون الاسلام حاضراً، ومنه الانطلاق:
    فصَلاتكِ اول الوقت، وقيامك فجراً هو الاصل، وتهجّد الليل ان لم يدرك كله فلا يترك كله، والخروج من المنزل لا يكون قبل وقت الصلاة بقليل الا اذا كنتِ تقصدين من يمكن اقامة الصلاة عندهم، والتماثيل والمجسّمات لا مكان لها في المنزل مطلقاً، واثاث المنزل عادي وبسيط من دون تكلف ولا تصنّع، فلا هو مبتذل يثير الشفقة، ولا هو مقصد للفرجة والتعجب، ولا فيه تشبه بأثاث الملوك والجبابرة المسمى "style" في زماننا هذا، والذي ينسب لفراعنة القرون الوسطى Louis 15 – Louis 16، نعوذ بالله تعالى، فليسوا قدوةً لنا ولا نتشبه بهم.
    المهم، ان المظهر والجوهر، والعادة واللياقة، وما يجري في المنزل مع الاهل والضيوف، والفصل قدر المستطاع بين جلسة الرجال وجلسة النساء، وما يعلّق على الحائط او يزيّن به المنزل او يشترى... وما يلفَظ من كلمات مع الاطفال والآخرين... وكل ما يجري في المنزل يجب ان يكون اسلامياً محضاً خالصاً لا شوائب فيه.
    هبة: نور عيني.
    ان لم نطبّق الاسلام في منازلنا، فأين يا ترى نطبّقه؟!

    انت قدوة لأولادك

    عزيزتي هبة الله، ذكّرَكِ الله سبحانه بجلال مقامه وكمال انعامه.
    جلّلك الله بالعفّة وزينّك بالطهارة.
    المدرسة الاولى التي يتعلم فيها اولادك، والاكثر تأثيراً على سلوكهم ونظرتهم للدنيا... والمدرسة الاخيرة لهم، هي: انتِ.
    فأوّل ما تتفتّح اعينهم واسماعهم عليكِ، فهم مقلدوك في سائر امورهم... ويبقى اثر فعلِكِ عليهم وان كبِروا، وان اصبحوا آباءً وامّهات.
    لذلك، احرصي على ان لا يرونَ منكِ الا جميلاً، ولا يشاهدون الا طيباً، ولا يسمعون الا حسناً، ولا تتعاملي معهم الا بأدب واحترام بالغَيْن، ان كانوا صغاراً او اصبحوا كباراً.
    اولادك، اكبادك تمشي على الارض، واكثر.
    بل هم بضعة منك، بل تحاسبين عليهم في الدنيا ان كان صيتهم حسناً او سيئاً، وتسألين عنهم في الآخرة ايضاً.
    لا تستمعي كثيراً لمن يقول: اولادك تتعاملين معهم كأصدقاء، فهذا من جملة الاقوال والامثال التي انتشرت بيننا دون مراقبة، خاصة في هذا الزمن، زمن التهوّر والتفلّت لمن سمّوهم خطأً بـ"المراهقين" مبررين طيش الاولاد من جهة، واهمال تربية الآباء من جهة اخرى.
    اولادك ليسوا اصدقاء لكِ، بل هم... اولادك، ويبقون كذلك، وان كبروا وعملوا وتزوّجوا وانجبوا واصبحوا كهولاً... ولتوضيح ذلك في هذه العجالة اقول لك:
    ان أسس وقواعد وآداب وحقوق وطريقة التعامل بين "الاصدقاء" تختلف في كثير من تفاصيلها عن العلاقة بين الآباء والابناء.
    فالذين جعلوا اولادهم (وفي سنٍ معينة) اصدقاء، ظنّوا بذلك انهم يحلون مشكلة او يتجنبون معركة او يقربونهم منهم... ولو كانت تربيتهم بالاصل على اساس البرّ، والرحمة، ومعرفة حق الأب والأم... لما وقعت المشكلة اصلاً لنفتّش لها عن حل.
    وهذه المسألة "ان يصبح الاولاد اصدقاء" من جملة ما تلقّفناه من الغرب، عن حسن نيّة منّا، وعن تخطيط منه، في اكثر الاحيان، ونحن نظن بفعلنا خيراً، دون ان ندرك ان عقيدة الغرب غير عقيدتنا، ومسلكهم غير مسلكنا، وقيمَهم غير قيمنا، و"شريعتهم" (لا توجد عندهم شريعة اصلاً) غير شريعتنا.
    تلقّفنا منهم الكثير من العادات عن طيبة وحسن نيّة، ولو رجعنا لاصالتنا لوجدنا ما عندنا اعظم، وخير وابقى.
    الا تذكرين ما يسمى بعيد الأم، وعيد الطفل... واخيراً عيد الجدّ!
    كأنهم يريدون ستر عيوب اهمالهم وتقصيرهم في حقوق بعضهم، فجعلوا يوماً "فولوكلورياً" وكفى، على نمط من يرتكب الذنوب والفواحش والموبقات، ويجعل دقائق "للاعتراف" في كنيسة، لاراحة ضميره، كما يظن... ثم يبدأ بسلسلة جديدة من المفاسد، وهكذا!
    فهل يكفي للأم يوم واحد على مدار السنة، وهل من الصلاح تركيز هذه المظاهر في الاذهان... ام ان تكريمها يكون كلّ يوم وساعة!
    سبحان الله: نستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير.
    ومن المآسي ان ما يسمى "عيد الأم" اصبح كغيره من "الاعياد" المخترعة مناسبة خاصة لها طقوسها... وتجارها... واعلاناتها... وحلواها... كأنها مناسبة "بروتوكولية" ثم يذهب كلٌ الى سبيله.
    هبة،
    البحث يطول، لكنني احببت توضيح الامر لاهميته، فضربتُ مثلاً.
    فأولادك هم اولادك مهما كبروا وصاروا، واينما حلو وارتحلوا.
    وانت امهم منذ ان يولدوا، وفي كل مراحل حياتهم... وان مات احدهم في حياتك، فحقّه لا ينتهي، كما انه بموتك حقكِ عليهم لا ينتهي.
    ارأيتِ عظمة الاسلام.



    [all1=FF0000]زوِّجي اولادك باكراً[/all1]


    عزيزتي هبة، اقبل الله عليكِ وكمّل احسانه اليكِ.
    اتذكرين عندما نصحتك بالزواج اذا جاءكِ الرجل المناسب، الحامل للصفات التي حددها الله عزّ وجل، وآنذاك، لم يكن الامر وارداً عند اقرب الناس اليكِ؟
    كان التفكير كما هو شائعٌ اليوم:
    لتتابع علمَها، وما زالت صغيرة، ولتجد وظيفة معينة، ولتبقى حرة... الى غير ذلك من المفاهيم الوافدة علينا، والتي لا تنظر مطلقاً الى سنّة رسول الله صلى الله عليه وآله، والى الآثار السيئة لتأخير الزواج، للشاب والفتاة سواء.
    فالزواج لا ينافي متابعة العلم، ما دام العلم وظروفه ضمن الآداب والميزان الصحيح، وهناك من فعل ذلك، وهم كثُر.
    اما في بلاد الغرب، اوروبا وامريكا، فتزوجوا دون ان يتزوجوا وهم ما زالوا في صفوف التكميلية والثانوية! وانجبوا، حتى اصبحت طبقة في بريطانيا اسمها "امهات دون زواج" ولا مانع من ذلك!
    اما تطبيق ذلك عندنا على سنّة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله)، فرجعية وتخلّف!
    ولمن يقول: ما زالت صغيرة، فغير واضح ما يقصدون... ونرى من حولنا الاكثرية في لباسهم ومشيتهم واغرائهم وتصرفاتهم!...
    عزيزتي هبة الله، الهمك الله جلّ جلاله ذكره وشكره، لن اطيل، وباختصار:
    ما يجري في الغرب وما يقع حولنا بالحرام، نريده بالحلال.
    لكن يبدو ان الاكثرية مقتنعة، وعلى طريقة مجتمعات الكفار، ان "الزواج" كيفما كان ودون ضوابط جائز، وممارس حتى من الصغار...
    وعلى طريقة الاسلام وسنّة نبيه مرفوض حتى من هو بحاجة لذلك.
    واكثر من حولنا يقلّد هؤلاء.
    نعوذ بالله تعالى من فتن آخر الزمان.
    يا هبة الله:
    نحن على سنّة الاسلام، وان ارتدّ كل الناس عن ذلك.
    فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "المتزوج النائم افضل عند الله من الصائم القائم العزب".
    و"ركعتان يصليهما متزوج افضل من سبعين ركعة يصليهما غير متزوّج".
    ونزل جبرائيل على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال:
    "يا محمد ان ربك يقرئك السلام، ويقول: ان الابكار من النساء بمنزلة الثّمر على الشجر، فاذا اينع الثمر فلا دواء له الا اجتناءه، والا افسدته الشمس، وغيّرته الريح، وان الابكار ان ادركن ما تدرك النساء، فلا دواء لهنّ الا البعول، والا لم يؤمن عليهن الفتنة".



    [all1=FF0000]اذا وقع خلاف مع زوجِكِ[/all1]


    هبة، حفظك الله سبحانه بالاحسان، وصانكِ بالامان.
    قرّة عيني،
    التفتي لما اقوله لك:
    1- لا تظني ان الحياة الزوجية سوف تكون دون خلافات او سوء تفاهم.
    2- ولا تظني ان هذه الخلافات هي آخر الدنيا، ومنتهى المطاف.
    3- ولا تقفي عند كل صغيرة وتفتعلي منها شيئاً كبيراً.
    "فمن عظّم صغار المصائب ابتلاه الله بكبارها".
    4- وان قاطعك زوجك فلا تقاطعيه، وان جانبكِ فلا تجانبيه.
    هذه هي سنة ائمتنا... وان خطر على بالك في هذه اللحظات بعض الخواطر.
    5- لا تدخلي احداً وسيطاً بينكما، فهذا قد يساعد على سوء التفاهم اكثر، وفضح الاسرار، وافتقاد الخصوصية.
    اللهم الا اذا تفاقم الوضع – لا سمح الله – الى درجة كبيرة، فساعتئذٍ، وكحَلٍّ اخير (فابعثوا حكماً من اهله، وحكماً من اهلها ان يريدآ اصلاحاً يوفق الله بينهما).
    هبة:
    من الطبيعي جداً ان تحصل الخلافات بين الزوجين، وهذا من سنن الحياة بين كل البشر، ولكن، المهم، ان تحلّي ذلك:
    بحسن الاستماع، والتصبّر، ولا تتعصبي لهواك، ولا تعاندي، ولا تظني ان الحق دائماً معك...
    او انك تهدفين ان تنتصري على زوجك!
    ثم ان كثيراً من الخلافات تبدأ صغيرة، فلننتهِ منها وهي كذلك، ولا نزيد عليها مبالغين بكثرة النقاش والجدال والتعليق والرد والتحدي.
    قال الله ربك جلّ جلاله:
    (وليعفوا وليصفحوا الا تحبّون ان يغفرَ الله لكم).
    هبة:
    تأمّلي في الآية اعلاه جيداً.


    [all1=FF0000]مشكلة نساء امتنا في هذا الزمن[/all1]



    عزيزتي هبة، زيّنك الله جل جلاله بعنايته، وشرّفك بكرامته.
    عندما دخل نابليون بونابرت مصر، كانت الهجمات الاولى لاعدائنا على المفاهيم الاسلامية الاصيلة المتعلقة بالنساء، فروّجوا الكثير منها، وابرزها:
    ترك الحجاب، تحرر المرأة، واستقلاليتها... طبعاً بحسب مفهومهم.

    ***
    واشتدت الهجمات على هذه المواقع بالتزامن مع فتح المدارس والجامعات التبشيرية منذ قرن ونيّف تقريباً، خاصة في لبنان ومصر، اللذَين استعملا فيما بعد، كمدخلٍ للتغريب الكامل خاصة في المجالات السياسية والاجتماعية والادبية... وما اصطلح على تسميتها فيما بعد بـ"الفنيّة".
    والمراقب الباحث يجد "ارطالاً"، وافواجاً افواجاً ممّن تخرّج من هذه المؤسسات التعليمية ضمن دور مرسوم مسبقاً، ومرتبطٍ سلفاً، بأشخاص واجهزة ومراكز لعبت الادوار الاهم في اعادة صياغة شخصية "المرأة" في بلادنا، وبالتالي الشرق، عبوراً الى كل العالم الاسلامي!
    وهل تعتقدين، يا هبة العزيزة، ان تسمية هذا البلد الذي صنعوه ضمن قوالب وشروط معينة، وموازين محددة والمسمّى حتى هذه اللحظة "لبنان"... بأنه "سويسرا الشرق"، و"جسر" عبور الغرب الى الشرق، و"بوابة" الدخول.
    هل هذا عبثاً؟!
    كلا، هناك دور مقصود، ولولاه، ما اصابنا الذي يقع علينا اليوم، على مختلف الاصعدة، خاصة الاجتماعية والاخلاقية.
    ***
    واستحكمت الهجمة على نساء امتنا، و"التقاليد البالية، والعادات الرجعية، والتراث المتخلف" بعد الحرب العالمية الاولى، فما كان يجتنب نهاراً، اصبح يمارس جهاراً، وبصيغة التحدي، والفرض، والقانون!
    فاستبيحت عندئذٍ اكثر احكام الاسلام في شؤون المرأة في مرحلة العشرينات وما بعدها:
    في ايران، تركيا، افغانستان، تونس... بشكل لم يسبق له مثيل، حتى لو احتاج ذلك لسنّ القوانين، وسياسة التحدي.
    والمراجع لتفاصيل تلك الحقبة، من اتاتورك، الى الشاه، الى ظاهر شاه، الى الحبيب بورقيبة... يصعق بقوة اسلوبهم و"جرأتهم" و"ثقتهم" بأنفسهم.
    ***
    اما الطامّة الكبرى، يا عزيزتي، فكانت في العقود الاخيرة وفي السنوات الاخيرة، التي عايشت ردحاً منها، وعانيتُ مع امتنا جمعاء... ولا نزال!
    في هذه الفترة لم يعد العدو الغازي بحاجة لجيشٍ وجامعة ومندوب سام وحملات عسكرية ومستشرقين ومبشّرين... فقد تصدى لكل هذه الادوار فئة من ابناء امتنا، سمّيت لاحقاً "مثقفين" او" نخب"، فتجرّأت اكثر، على اساس انها "من اهل البيت" ومن ابناء هذه الامة، واخذوا يطالبون بإعادة قراءة جديدة للقرآن الكريم، والسنّة الشريفة، واحكام الشريعة تحت شعار "الحرص على الاسلام"... او صناعة اسلام جديد يناسب العصر والتحديات المعاصرة!
    ***
    هبة الله، سدّد الله خطاكِ، وحفظك ورعاكِ.
    كل هذا الكلام لاقول لكِ: ان مشكلة نساءِ امتنا في هذا الزمن، اصبحت مستحكمة، وجبهتها داخلية، ولا يتوقّفن ولا يتورّعن عن الخوض "بثقة" في مواضيع مختلفة تتعلق بما سمّوه "حقوق" المرأة و"حريتها" و"استقلاليتها"... تماماً، على الطريقة الغربية وبنفس مصطلحاتها واساليبها.
    وكم آلمني، يا حبيبتي هبة، ان لم تتصدَّ احداهن، وبخلفية اسلامية اصيلة، الى كل هذه المفاهيم والمصطلحات، مستندة الى ثقتها بدينها وشرعِ ربها، وعبوديتها الحقة، وتسليمها الذي هو اسلامها، ويقينها بـ"العدالة" الالهية، التي هي من اركان ديننا.
    اتألم يا حبيبتي:
    1- ان ارى اخواتنا، وبعضهن بحجاب "معدّل" و"حضاري" ينظِّرنَ على طريقة الغربيين الذين حاربونا قروناً ليصلوا الى ما نحن فيه اليوم.
    2- وان اراهن يطالبن بتفسير "عصري" جديد للقرآن الكريم، وبـ"اعادة قراءة" للسنّة النبوية الشريفة، والتخلص من فتاوى فقهائنا وتاج رؤوسنا وسبب عزّنا ومدعاةِ فخرنا... بحجة ان هذه الفتاوى ذو منطلقات "ذكورية"!!!
    ولطالما كرروا هذا المصطلح حتى بتّ اشعر عند ذكره انه سبّ او شتيمة... او على الاقل، استخفاف بورثة الانبياء، ان يتهموا، بانهم تركوا استنباط احكام الله من مصادرها لصالح "ذكوريتهم"!!!
    فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
    والله، يا حبيبتي وقرة عيني، لقد عظمت المصيبة وجلت الرزيّة.
    3- والمؤلم اكثر، ان يجاري هؤلاء بعض "الخطباء"، حتى يصبح ذلك "موضة"، حرصاً منهم على الظهور بمظهر "حضاري"... فيستعملون المصطلحات المذكورة، وبكثرة.
    والغريب، انه بدل ان نأتي بنسائنا الى الدين، ونزرع في نفوسهن فضيلة التسليم، ومكرمة العبودية... بدل ذلك، اصبح البعض "يؤوّل" الدين، ليرضي نساء المسلمين!
    ولن يرضوا... ما دام الاصحاب الاصليون لهذه الافكار اعداء لنا، حتى نتبع ملتهم.
    ***
    عزيزتي هبة،
    بقدر المي المتفاقم الذي ذكرت، والذي يزيدني حسرات الى حسرات، حتى تكاد نفسي تذهب... بقدر هذا الالم، مشتاقٌ لأرى تجمّع نَسَوي يحافظ على آداب الاسلام في المرأة المسلمة: في حجابها وعفّتها وورعها وخجلها وتقواها، وفي نظرتها عند حديثها مع الرجال، وكلامها من وراء حجاب، كما اوصى القرآن الكريم، وفي احترامها لزوجها، والتزامها منزلها الا من اضطرار، وفي اجلالها لاسرتها ودورها مع اولادها، الذي هو من اهم الادوار على الاطلاق.
    ***
    حبيبتي هبة، ايّدكِ الله ورعاكِ، وجعل الجنة مثواكِ.
    اثناء كتابتي لهذه الكلمات، اتصلت بي احدى الاخوات القيمات على نشاط تربوي اساسي في اوساطنا الاسلامية، وكانت قد طلبت من ثلاث من زميلاتها الكتابة حول شروط "اختيار الشريك"، فصعقت للنتيجة، قالت:
    ان الثلاث، في كتابتهن، صبَبْنَ غضبهنّ على "الرجل" وظلمه للمرأة ودورها!
    مع العلم ان هؤلاء "مسؤولات" بنسبة ما في مواقع معينة!
    فحمدت الله عزّ وجل ان التفتت هذه الاخت، وفّقها الله تعالى، لمثل هذه الشطحات، وصوّبت ما كانت تصبو اليه، فألفَتُّها الى بعض الافكار كالتي مرّت في الصفحات الاولى لهذا الكتيب.
    والله المستعان.
    ان ما يسمّى بعمل المرأة وحريتها وحقوقها. كتبتُ عنه سابقاً، ولا بأس ان تراجعيه مجدداً، لتستحضريه.



    [all1=CCFF00]عليكِ بقراءة الاحاديث الشريفة[/all1]


    هبة العزيزة، زهّدكِ الله جلّ جلاله بالدنيا، وجعلكِ من اهل العليا.
    لا يكن طمعك، كما كثيرات من نساء زمانك، بالمنصب والعنوان والوجاهة والشهرة والحضور في الصفّ الاول... فهذه امور:
    لا تنفع من جهة، ولا تدوم من جهة اخرى، وفي اكثر الاحيان تكون وبالاً وفتنةً على صاحبها، وهدراً للوقت الذي لا يعود.
    قد تبدو هذه الامور نافعةً لاهل الدنيا وطالبيها... فلا تنسي انك ولدتِ للآخرة لا للدنيا، وللفناء لا للبقاء.
    واذكري دوماً:
    انّ الآخرة خير وأبقى.
    من اجل ذلك:
    ليّني قلبك دائماً بقراءة الاحاديث الشريفة، وهذا لا يتطلب منكِ الوقت الكثير، بل يكفي يومياً جزءٌ من الساعة، ولكنّ اثره عظيم، عظيم، عظيم.
    وانتِ بنفسكِ قلتِ لي ذلك سابقاً.
    جزءٌ من الساعة يومياً، تعيد التوازن الى نفسيتك... وكم من النساء يقضينَ الساعات يومياً للتجميل والتبرّج، الذي لا يلبث ان يذهب سريعاً بعد ساعات، وهنّ غافلات، ان في ذلك عبرةً في ان لا يدومَ جمالٌ، فلو دام لهنّ، لما احتجن في يوم آخر الى اصطناع جمال جديد، لا يلبث ان يزول، ليحاسبنَ على تبعاته.
    عليكِ، بالجزء الثاني من الكافي الشريف، وبميزان الحكمة، وتنبيه الخواطر، وارشاد القلوب، وتحف العقول، وكتاب الاخلاق للسيد عبدالله شبّر، وغيرها...
    تأثير هذا، افضل من المصنّع من الدواء، بل هو الدواء المؤدِّي للشفاء.


    [all1=FF0000]وصيةُ امٍّ لابنتها[/all1]


    عزيزتي هبة، نوّر الله جل جلاله سرائرك، وجعلها افضل من علانيتك.
    وممّا ابتلينا به في هذا الزمان في نساء امتنا، بعدهن عما لا يحصى من آداب ومأثورات ومنقولات حول تعامل المرأة مع زوجها، وتعامل الارحام مع بعضهم البعض، بل اهمالهن للمخزون التربوي الروحي الذي لا يعلم عظمته وجلال تأثيره الا الله تبارك وتعالى.
    واستبدل ذلك بما نستورده او يورّد الينا من نظريات الغربيين والكفّار، وما فيه من ضلالة وانحراف.
    فقط، اذكر لكِ نموذجاً واحداً مختصراً، ينفعك ان شاء الله تعالى في دنياك واخراك.
    والطرفة، المضحكة – المبكية، ان هذا النموذج عندما وزّع في عرسٍ، تعجبت الحاضرات من اهمية مضمونة، وكيف هو غائب عنهن!
    وكأنهنّ لا يعلمنَ ان من غيّب او حرّف او اوّل على هواه كتاب الله وسنّة نبيه، هو الاقدر على تغييب كافة النصوص والمصادر الاخرى التي لا تناسبه!
    والوصية هي:
    لمّا خطب عمرو بن حجر الكندي الى عوف بن ملحم الشيباني ابنته ام إياس واجابه الى ذلك، اقبلت عليها امّها ليلة دخوله بها توصيها، فكان ممّا اوصتها به ان قالت:
    اي بنيّة انك مفارقة بيتك الذي منه خرجتِ وعيشك الذي منه درجتِ الى رجل لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أمَةً ليكون لك عبداً واحفظي له خصالاً عشراً يكن لكِ ذخراً:
    فأمّا الاولى والثانية: فالرضا بالقناعة وحسن السمع له والطاعة.
    واما الثالثة والرابعة: فالتفقّد لمواقع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشمّ منكِ الا اطيب الريح.
    واما الخامسة والسادسة: فالتفقّد لوقت طعامه ومنامه، فان شدة الجوع ملهبة، وتنغيصَ النوم مغضبة.
    واما السابعة والثامنة: فالاحراز لماله، والارعاء على حشَمِهِ وعياله.
    واما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي له امراً ولا تفشي له سراً، فان خالفتِ امره اوغرتِ صدره، وان افشيتِ سره لم تأمني غدره.
    واياك والفرح بين يديه اذا كان مغتمّاً، والكآبة لديه اذا كان فرحاً.



    [blink]رسالة الى ابنتي واخواتها لمناسبة زواجها (سامي خضرة)[/blink]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    يرفع للاهمية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    1,948

    افتراضي

    هذا مقال اختي وليس كتاب؟!

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    اختي الفاضلة هذه الواحة مخصصة للكتب والبحوث وهذا البحث مطبوع

    والاهم الاستفادة اختي ولا يهم هذا كتاب ام مقال


    تحياتي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    1,948

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منازار مشاهدة المشاركة
    اختي الفاضلة هذه الواحة مخصصة للكتب والبحوث وهذا البحث مطبوع

    والاهم الاستفادة اختي ولا يهم هذا كتاب ام مقال


    تحياتي

    شكرا جزيلا لك

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني