ماذا لو زار المالكي محافظة كركوك..!؟
كركوك حقل الالغام الاكبر في مسير العملية السياسية وفي مسير رئيس الوزراء العراقي بعد أن اجتاز الكثير من حقول الالغام ووصل الوضع الى شبه استقرار سُمي بالربيع السياسي
وكركوك المدينة العراقية التي تكون عراقا مصغرا أُجل الحل فيها حتى وقتنا هذا بالرغم من ان المادة 140 من الدستور اوجدت اليات الحل الا أن كل طرف يحاول ان يُفسر المادة وفق مايريد ولاسيما التحالف الكردستاني الذي فهم النقاط المهمة في المادة الدستورية ((كرديا)) فكان تطبيع الاوضاع واحصاء سكاني واجراء استفتاء وحل الاراضي المتنازع عليها للاكراد دون غيرهم ويذكر المراقبون تسلط الامن الكردي ((الاسايش)) والبيشمركة ((الميليشيا الكردية) ) على مقدرات الشارع وترفع الاعلام الكردية على مياني المحافظة
ولابد من القول أن كركوك هي هوية العراق الجديد وهي صمام أمان وحدته الذي تؤكد الاطراف السياسية حرصها على هذه الوحدة

وقد عادت كركوك الى واجهة الاحداث بالرغم من أنها على صفيح ساخن منذ أكثر من خمس سنوات مضت بعد التصويت على قانون مجالس المحافظات ولعلها المرة الاولى التي يشعر فيها الاكراد بوجود معارضين مختلفين عن المرات السابقة ولم تكن هناك مواجهة حقيقية ولعب الجانب الكردي دور الوسيط بين المكونيين ((السني والسيعي )) ،وهذا مادعى التحالف الكردستاني الى لقاء حليفيه ((المجلس والدعوة)) وحضور السيد مسعود البرزاني الى بغداد للتأكيد على جدية الامر وقد أكد اعضاء التحالف الرباعي على حاكمية الدستور وحدة العراق والحفاظ على الانجاز السياسي للشعب العراقي والحذر من المؤامرات التي تريد بالعراق الى العودة الى ماقبل التاسع من نيسان عام 2003

ولكن السيد مسعود البرزاني زار كركوك في زيارة عُدت الاولى بعد التحرير وصرح بعد ذلك ب((كردية)) كركوك وأكد على أن قرار مجلس المحافظة باعضائه الكرد طلب الانضمام الى اقليم كردستان هو حق طبيعي مع أنه شدد على حل المسائل بالحوار الديمقراطي وقد رفضت الاحزاب العربية والتركمانية تصريحاته كما أنها قاطعت زيارة السيد مسعود البرزاني للمحافظة ولم تلبٍ دعوته
وقد وصف عملية التصويت ومانتج من تحالف عنه داخل البرلمان بانه تحالف قذروطالب بتطبيق

وجاء دور النائب ((المستقل )) في التحالف الكردي ليوجه اتهامات شملت اطرافا عديدة وربط زيارة رئيس وزراء تركيا وماجرى في البرلمان ودون تحفظ وهو ما دأب عليه طيلة الفترة الماضية حيث تعطي صفته ((الاستقلالية)) الحرية الكاملة له بالتصريح الاقوى والاعلى والاعنف والاجسر على الاخرين ويبدو انها المهمة التي اُوكلت لهذا النائب في التحالف الكردستاني وكأنه الناطق الغير رسمي لاحلام التحالف الكردستاني
وعاد لينتقد استقدام قوات من الجنوب الى المحافظة واسماه باعادة تعريب المدينة وفق المادة 24 من قانون المحافظات مع ان الحكومة ارسلت في بادئ الامر فوجا عسكريا تبين أن رئيسه كردي فلم يتم اعتقال اي مخرب محمي من التحالف
ولاادري بماذا سيشبه النائب عثمان محمود رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اذا ماتوجه الى كركوك للاطمئنان على اوضاع المواطنين في محافضة كركوك وهم قد وجدوا فيه حرصا عليهم وانه الامل الذي تحتمي به من الممارسات التعسفية والاجراءات الانتقامية من قبل بعض الافراد الذين لايمارسون ادوارهم بالمهنية والمسؤولية الملقاة على عاتقهم
وبماذا سيفسر النائب (محمود عثمان)ممارسة رئيس الوزراء لصلاحيته وصلاحية الحكومة المركزية في محافظة كركوك
وغيرها من الاسئلة فيما لو زار رئيس الوزراء هذه المحافظة التي لم تر أي من الرؤساء الثلاث للحكومتين السابقتين قد زارها ولا اي من المسؤولين باستثناء وزير الدفاع الحالي عبدالقادر
وسننتظر زيارة رئيس الوزراء الذي عودنا على المفاجئات والمبادرات خلال الفترة الماضية فهل سيكون اول رئيس للوزراء في العهد الجديد يزور كركوك؟ ليس امامنا الا الانتظار

عبدالامير علي الهماشي