عجبا لامة يحركها حذاء ويسكتها حذاء

بقلم: احمد مهدي الياسري

ليس غريبا على هذه الامة المهانة ان يحركها الحذاء ولاتحركها كرامتها المهانة وهي ترى الرؤوس والافواه تداس باحذية الحكام الجرب يسومونهم سوء العذاب والذل ولا من صوت او انتفاضة في كل بلد على الاقل تعطينا الامل بوجود ثمة شرفاء لايتصيدون بالمياه العكرة فقط ولايزايدون بالبطولة والشرف فقط وانما يخلعون احذيتهم يتصيدون لهذا الملك او ذاك الامير او تلك الرياسات المتهرئة الفرصة يرمون عليهم جام غضبهم المكبوت ردحا طويلا من الزمن , على الاقل برمية حذاء على راس كل ملك وامير تو رئيس كما رمى منتظر الزيدي قدوتهم حذائه على الرئيس بوش ..

يعلم ويجمع الجميع ان حكام الامة العربية المجيدة يستحقون ان ترمى رؤوسهم بالاحذية العتيقة نتيجة ماقدموه للامة من هوان وخذلان وخيانة فلماذا اذن يصر جعاجعة العرب والمتصيدين بالمياه العكرة باستغلال حادثة حذاء منتظر الزيدي بهذه الصورة يدعون انهم امام بطولة قل مثيلها في التاريخ وان حذاء الزيدي امسى مقدسا بين ليلة وضحاها مما دعى البعض ان يسمي نفسه ابو حذاء الزيدي تيمنا بحذاء الزيدي وهناك سعودي وهابي كما ذكرت ذلك العربية عرض مبلغ عشرة ملايين دولار لشراء الحذاء وغيرها من القصص التي باتت حديث الساعة بعد ان تم نشر وقائع الحادثة ولانعلم متى ستنتهي القصة وعند أي حد ..؟؟
اود ان اسجل هنا ان هذه الامة والشارع من الجهل بمكان انهم اصبحوا من الهوان والعار انهم يحركهم حذاء وتشغلهم رمية حذاء وفي ذات الوقت تداس رؤوسهم وتخرس افواههم باحذية الحكام ولايحركون ساكنا وهم ذاتهم من ينعق ويهرج لهذه الحادثة بالصورة التي نشاهدها ونسمعها اليوم ..
ان المتصيدين في المياه العكرة الآسنة لم يصدقوا انفسهم وهم يرون احدهم يتصرف من اجل الشهرة بغض النظر ان تكون تلك الشهرة كفضيحة او غيرها حتى ضجوا بصخب عارم وضجيج صاخب يصورون الامر وكانها اسطورة ما انجب التاريخ لها مثيلا , منفسين عن حقيقتهم المهينة يعرضون امام العالم عورتهم بكامل عريها وفضيحتها وفي حقيقة الامر انما هي استثمار احمق وغبي من قبل البعثيين وحمقى الامة لجر العراقيين بالقول شاهدوهم انهم م يدافعون عن بوش المحتل لارضهم ويلعنون من يرميه بالحذاء , انهم عملاء الامريكي وووووووووووووو غيرها من التهم الجاهزة والتسقيطات الغبية وجل غايتهم جرنا لحيث غايتهم بالقول ان هؤلاء انما يدافعون عن الاحتلال وبوش والامريكان خسؤوا ان يكونحرا هنا يدافع عن مايسوقون " انما الامم الاخلاق ما بقيت فأن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا " ..
لم يكن احد ممن رفض الامر بالامس انما كان يدافع عن جورج بوش وسياساته التي نختلف معها كثيرا وقد يتفق معها البعض كل حسب مصالحه ورؤيته وواقعه ومعتقده وسياساته انما كان الامر لايعدوا سوى فهم واقعي لحقيقة مايحاك ومايطبخ في دهاليز الفتنة يديرها اغبياء الامة وايتام الطاغية المقبور بحمق وسخف شديد يستغلون سذاجة الشارع العربي المحطم والمداس على راسه باحذية الحكام وعسسهم وازلامهم وابنائهم وامرائهم لايحركون امامه ساكنا ويسوقون الامر وكانه بطولة عظيمة بينما هو في حقيقته تصرف عادي قام به شخص له رؤية خاصة قد تكون مبيتة ومخطط لها من قبل اطراف سبق وان سوقت من قبل صابرين الجنابي وسقطت وسوقت فضائح اخرى كثيرة وانهزمت والتحقيقات هي التي ستكشف المستور عندها يكون لكل حادث بطولة او وضاعة حديث ..
حقيقة مايهمنا هنا القول لكل الشرفاء والرافضين لهذا الخلق الغير مبرر في قواميس الاخلاق العربية والاسلامية العريقة والراسخة علينا جميعا ان نغلق هذا الملف من الجانب الواعي وان يترك البعثيين والمتصيدين في المياه العكرة ينفسون عن لسان حال هوانهم وان نتركهم لثقافة الاحذية مستوياتهم العليا والدنيا ونتركها تلك الاحذية تلاك بافواههم تاركين للعقلاء الفرجة الضاحكة عليهم وخصوصا حينما يكون حذاء الزيدي وقد اصبح اليوم غذاء موائدهم وافطارهم واحلامهم واعتقد انه سيكون زيهم القادم وثوبهم وتيجان رؤوسهم وقد تستخدمه نسائهم وخصوصا الرفيقات الماجدات اقراط لآذانهن ..
بعد انجلاء الغبرة ساسأل هؤلاء المطبلين لهذه الفعلة على انها بطولة مابعدها بطولة هل سيتجرؤون برمي ملوككم ورؤسائكم الخونة العار السارقين لخيراتكم والتاركين لكم الفتات تتسولون في المزابل للبحث عن لقمة الخبز يدوسون رؤسكم باحذيتهم ام انها بطولة مخصصة ضد من يتقبلها كتصرف حر كما قال متلقي الضربة جورج بوش ولم يبال بها فيما بعد وهو تصرف يعتبر في الغرب امرا عاديا لايحتاج كل هذا الضجيج والصخب وساسال الحكام العرب الذين سمحوا لوسائل اعلامهم بالتصرف بالحدث بما يجري الان هل ستتقبلون هذه الثقافة وهي تنهال على رؤوسكم وبذات الطريقة التي فعلها منتظر الزيدي ام انكم ستثيبون الى رشدكم المتغطرس وستكتشفون ان الحذاء الاسطورة انما هو سلاح ذو حدين احده بيد الرامي وحده الثاني قد يخترق يوما ما افواهكم العفنة كسنة سننتموها لشعوبكم المتباهية بهذه الفعلة ..
اعتقد ان هذه الامة تمر اليوم بازمة اخلاق وشرف كبيرة وهناك ثمة حاجة لتربية وتنظيم وثورة عارمة تهذبها وتعلمها ان الامم ترقى وترتفع بالعلوم والفضائل والاخلاق والشرف لا بالاحذية ومايجري في سوح الوغى اليعربية ..

احمد مهدي الياسري
[email protected]