عودة الحياة إلى سوق الشورجة العراقي في رمضان
بعد انقطاع استمر فترة طويلة بسبب أعمال العنف شبه اليومية، عادت البغداديات اثر التحسن النسبي في الأوضاع الأمنية إلى سوق الشورجة الشهير لشراء متطلبات شهر رمضان، رغم الشكوى من «ارتفاع الأسعار».
وتشتهر محلات سوق الشورجة بتجارة المواد الغذائية التي تستورد من الأسواق الآسيوية خصوصا من الهند وتايلاند والصين وإيران وبعض البلدان العربية في مقدمتها سوريا والأردن. وتقول أم سجاد (28 عاماً) التي تسير برفقة زوجها وسط السوق «إنها المرة الأولى التي أرافق فيها زوجي إلى سوق الشورجة منذ سقوط الصنم صدام المجرم ولم يكن يوافق سابقا على مجيئي إلى هنا أبدا».
من جهته، يوضح أبو سجاد الموظف في وزارة الكهرباء وهو يضع قبعة تحميه من حرارة الشمس، أن «الوضع الأمني مهم، قبل أشهر كان الأمر صعباً جداً للتنقل مع امرأة وسط الازدحام داخل أسواق بغداد». ويؤكد الرجل الثلاثيني بينما كان يمسح نظارته الشمسية أن «الأوضاع أفضل بكثير حاليا فقد اشترينا كل ما نريد رغم ارتفاع الأسعار عموماً».
وأعلن الوقف السني أن اليوم الاثنين أول أيام شهر رمضان. وقد تعرض سوق الشورجة، أقدم أسواق بغداد، إلى أعمال عنف متكررة أدت إلى مقتل وإصابة المئات بجروح خلال الأعوام التي أعقبت اجتياح العراق.
ففي منتصف فبراير 2007، تعرض السوق إلى ثلاثة انفجارات وقعت في اقل من 15 دقيقة أسفرت عن سقوط 79 قتيلا وإصابة أكثر من 160 آخرين بجروح، وأدت إلى خسائر مادية قدرت بعشرات آلاف الدولارات. لكن الاستقرار النسبي في الأوضاع الأمنية خصوصا في بغداد، ساعد على عودة الانتعاش إلى السوق مجدداً.
بدوره، يقول مالك حاتم العامل في متجر لبيع المواد الغذائية منذ خمسة أعوام، ان «زبائن رمضان السنة الحالية أكثر من السابق وخصوصا النساء». ويضيف «تأتي النساء من مختلف مناطق بغداد فيما كان الأمر يقتصر سابقا على المناطق القريبة فقط».
والشورجة أهم سوق تجارية بالجملة والمفرق ويقع في شارع الجمهورية بوسط العاصمة.
وتفرض قوات الأمن العراقية إجراءات أمنية مشددة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى المكان حيث تتمركز نقطة تفتيش للجيش بشكل متواصل منذ عدة أشهر.
من جهتها، تقول أم مناف (37 عاماً) وهي أم لأربعة أطفال «انها زيارتي الثانية للسوق منذ نهاية الطاغية المقبور صدام اللعين ».