النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    151

    افتراضي حقيقة (الشبك)..لغتهم، ديانتهم، عددهم، المنطقة التي يسكنونها، نشاطهم الاقتصادي

    حقيقة (الشبك)..لغتهم، ديانتهم، عددهم، المنطقة التي يسكنونها، نشاطهم الاقتصادي
    صافي الياسري




    هذا البحث نتاج جولة ميدانية في القرى التي يسكنها (الشبك) وقراءة في اغلب ماكتب عنهم، ومقابلات شخصية مع شخصياتهم ووجهائهم، وقد عرض البحث عليهم بعد انهاء كتابته فاقروا ما ورد فيه وقال عنه الشيخ محمد حسن بك ـ رئيس رابطة شيوخ عشائر الشبك ونائب رئيس تجمع الشبك الديمقراطي ـ انه أول مرة ينصف الشبك في ذكر حقيقتهم.
    لم تكن الجماعة الاثنية التي يطلق عليها (الشبك) معروفة لدى عموم العراقيين، فقد تعرضت إلى اضطهاد غالبية الحكومات التي تولت السلطة في العراق، أما النظام السابق فقد حرم عليها الحديث بلغتها والاعلان عن هويتها، كما تعرضت هذه الجماعة إلى غبن صريح من قبل عدد من الكتاب والمؤرخين العراقيين لأسباب عديدة سنذكر بعضها ضمناً، وقد أفرزت مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق جملة من التساؤلات التي تتعلق بالتركيبة الأثنية والقومية والدينية والطائفية للمجتمع العراقي، وظهرت دراسات وآراء تعددت غاياتها ومصادرها، وبغض النظر عن الدراسات التوثيقية والاجتماعية والتاريخية المحضة، فان هذه الدراسات تكاد لا تتعدى احد اتجاهين، الأول يتمثل بتحقيق الكسب السياسي، عبر جمع التأييد وحشد الولاءات لجهة ما على حساب حقوق وخصوصيات هذه الأقليات، أما الأتجاه الثاني فيتمثل بالدراسات الواقعية التي تهدف إلى جمع الحقائق الثابتة لغرض وضع نظام سياسي واداري يتلاءم وتركيبة المجتمع العراقي المعقدة. وعلى هذين الأتجاهين تحرك عدد من الصحفيين والكتاب والباحثين والسياسيين لدراسة أو الكتابة عن اصل ولغة وعقيدة وتاريخ الشبك، بعدما وجدوا فيها مادة غنية لتحقيق غاياتهم، وبخاصة استخدامهم في المعادلات السياسية لما لهذه الجماعة القومية من ميزات وخصائص تشترك فيها مع القوميات الأخرى، وسكناهم في منطقة ستراتيجية تفعيل بين قوميتين كبيرتين، وهي خصبة كثيرة الموارد، ولهم ثقل اقتصادي واضح ومؤثر في محافظة الموصل، لذا سنحاول هنا تصحيح بعض الأغلاط التي وقع فيها هؤلاء الكتاب والسياسيون عن قصد أو عن غير قصد.
    فبالرغم من كثرة. الكتابات والمقالات التي تناولت اصل الشبك وقدمت تبريرات عديدة لتأييد وجهات نظر كتابها، الا انها في الحقيقة لم تتفق جميعا على تحديد اصل (الشبك)، ومن خلال هذه الدراسات يمكن تلمس ثلاثة اتجاهات رئيسة هي:
    1ـ الأتجاه الذي يرى ان الشبك هم من العشائر الكردية التي استوطنت العراق منذ زمن بعيد، وهذا الرأي ليس له سند علمي لوجود عشائر ذات جذور تركمانية واخرى عربية.
    2ـ الاتجاه الذي ذهب إلى ان الشبك هم من القبائل التركية التي نزحت إلى العراق في عهد السلطان طغرل بك السلجوقي، وهذا الاتجاه مردود أيضاً لأن لغة الأتراك النازحين إلى العراق في ذلك الحين كانت هي اللغة الاذرية التي يتكلم بها اليوم تركمان العراق في كركوك وقصباتها وتلعفر في الموصل وهي تختلف اختلافاً واضحاً عن اللغة الشبكية، كما يؤكد الشبكيون الذين التقيناهم، في حين يرى عدد من انصار هذا الاتجاه ان الشبك من بقايا عشائر القره قوينلو (حكمت دولة القره قوينلو العراق بين عامي 1410 ـ 1468م، وحكمت دولة الاق قوينلو العراق بين عامي 1468ـ1508م) وهذا مردود للسبب السابق، ويرى اخرون انهم من الاتراك الذين جاء بهم السلطان مراد الرابع سنة 1047 واسكنهم شمال العراق، وهذا الرأي مردود أيضاً لوجود الشبك قبل هذا التاريخ في المنطقة.
    3ـ يرى أصحاب الاتجاه الثالث ان الشبك جاءوا من ايران ابان حكم الصفويين ويقول ـ الصراف (جاء الشبك من جنوب ايران وان لسانهم خليط بين الفارسية والكردية والعربية وقليل من التركية وان لهجتهم اقرب إلى لهجة البلوش).
    والحقيقة ان الشبك هم من الاقوام التي استوطنت الجانب الشرقي من مدينة الموصل في عهد الدولة الساسانية والعهود التي تلتها واختلطت وتصاهرت مع بعض العشائر العربية والكردية والفارسية، وانصهروا جميعاً في بودقة الشبك، أي ان القومية الشبكية بالنسبة لهؤلاء هي في الحقيقة خيار جاء عن طريق تفاعل قديم ولعل من اقدم المصادر التي اشارت إلى استيطان الشبك منطقة الموصل هو كتاب (الكامل في التاريخ لأبن الاثير) حيث يقول (عندما استولى الساسانيون على البلاد واعادوا تعمير قلعة الموصل واسكنوا فيها جنودهم، شيدوا حولها القرى والدور والملاحظ ان هذه القرى التي يشير اليها ابن الاثير، هي قرى الشبك نفسها في الوقت الحاضر بدلالة اماكنها وتسمياتها، ويؤيد هذا الرأي الكاتب سليمان الصائغ في كتابه (تاريخ الموصل) ج1 ص53 حيث يقول (انهم جاءوا من الشرق واستوطنوا هذه المنطقة مثلهم مثل اخوانهم العرب والأكراد الذين سكنوا الموصل في فترات مختلفة) وهذا القول له أسانيد كثيرة في الواقع، فالشبك الذين دخلوا قرية (باشبيثه) المسيحية الأصل على سبيل المثال عام (557هـ) ادخلوا معهم فن البناء الساساني الى هذه المناطق، حيث تميزت دورهم باشكالها المخروطية.
    اما خصوصية الشبك كجماعة اثنية مستقلة فتؤكدها احدى المذكرات الخاصة بتفتيش منطقة الحمدانية ذات الاغلبية الشبكية التي اعتمدتها واصدرتها الحكومة العراقية انذاك (المذكرة رقم 541 في عام 1952) والتي تنص على ان منطقة الحمدانية تتكون من عدة قوميات اكثرها عددا (القومية الشبكية) تليها القومية العربية فالكردية فالتركمان فالمسيحيون، وهذا اعتراف صريح من الحكومة الملكية العراقية باستقلالية الشبك.
    أما عن انصهار عشائر من العرب والاكراد في بودقة الشبك، فيقول الشيخ محمد حسن بك، رئيس رابطة شيوخ عشائر الشبك (انا في الأصل من قبيلة زبيد العربية المعروفة وتحديداً من عشيرة جحيش وكنا نسكن الحسكة في سوريا ونزحنا الى العراق وانصهرنا في (القومية الشبكية) ومازال اولاد عمومتنا يعترفون باصلنا العربي، لكننا الان نعترف ونؤكد هويتنا القائمة باختيارنا) ـ لقاء شخصي مع الشيخ محمد حسن بك في الموصل وفي بغداد.
    أما سبب تسمية الشبك الأصليين بالكمبيين، ومفردها الكمبة، وتعني اصحاب القباب، جمع قبة، فهو يعود الى طريقتهم في بناء دورهم ذات الشكل المخروطي كما ذكرنا.
    ـ لغة وعقائد الشبك ـ
    تنتمي لغة الشبك الى مجموعة اللغات الآرية الهندواوربية، وهي لغة مستقلة تتميز بمفرداتها الخاصة والمتميزة ونغمتها وطريقة لفظها، وبالرغم من كثرة المفردات التي تشترك فيها مع اللغات الأخرى، العربية والفارسية والتركية والهندية والكردية، الا انها لا يمكن اعتبارها لغة خليطا، فلهذا الاشتراك مبرراته واسبابه وجميع هذه اللغات في الحقيقة تشترك في مفردات عديدة والسبب اذا لم يكن انها من منبع واحد واصول مشتركة، فالتأثر المشترك بسبب سكنى منطقة واحدة و اعتناق دين واحد، والاختلاف والمصاهرة لهما دورهما الفعال في تسرب هذه المفردات من لغة الى اخرى. فالاسلام حتم على الشبك تعلم العربية لقراءة القرآن وتعلم الفقه الاسلامي والجيرة والمصالح المشتركة حتمت عليهم تعلم اللغة الكردية واصولهم القديمة جلبت معها تأثيرات اللغة الفارسية والهندية.
    أما بالنسبة الى عقيدة الشبك، فهي الأخرى لم تسلم من التشويه حتى في انتمائهم الى الفرق والمذاهب الاسلامية! فقد ذهب البعض الى اعتبارهم من فرق الغلاة لاغراض طائفية وتفرقة عنصرية، كما فعل صاحب كتاب ـ بقايا الفرق الباطنية في الموصل الصادر عام 1950، والحقيقة ان الشبك جميعهم من المسلمين والنسبة الغالبة منهم نحو (70%) كما يذكرون هم أنفسهم على المذهب الجعفري والباقون من السنة. وقد تأثر بعضهم بالطرق الصوفية المختلفة ومنها الطريقة (البكتاشية) نسبة الى الحاج بكتاش بن السيد محمد والملقب بابراهيم الثاني وهو من احفاد السيد ابراهيم المجاب بن الامام موسى الكاظم (ع)، وقد ولد في خراسان وانتقل الى الاناضول وانشأ الطريقة البكتاشية التي كان لها دور سياسي واجتماعي كبير بين القرنين 15و 18م وقد اثرت في المجتمع الشبكي تأثيراً كبيراً، واكسبتهم خصوصية مجتمعهم القائم على التسامح والتعاون ونبذ الفرقة واحترام الآخرين والتحلي بالقيم والاخلاق الاسلامية الحميدة، فلم يكن من بينهم السارق او الزاني أو قاطع الطريق ولم تسر بينهم عادة نهب النساء او الغزو وهي عادات كانت تتباهى بها بعض عشائر المنطقة، الاماندر وكان مرتكب هذه الافعال من الشبك، يبقى عاراً على اهله وعشيرته ويضرب به المثل ويتذكره الناس لمدة طويلة ليكون عبرة لغيره بمنعه من تقليده.
    أما في عباداتهم، فهم من الشيعة الاثني عشرية متمسكون بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف على وفق المذهب الجعفري، ويؤدون طقوس العشرة الحزينة من محرم الحرام مستذكرين مأساة كربلاء ومقتل الامام الحسين (ع) وسبي عياله، وهم يدفعون الخمس من اموالهم ووارداتهم الى سادتهم الذين يعترفون بصحة انتسابهم الى آل البيت، ويؤدون فريضة الحج الى مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما يزورون العتبات المقدسة في كربلاء والنجف وسامراء وبغداد وكل اضرحة الأئمة واولياء ال البيت على امتداد العراق ويفعل الشيء نفسه السنة منهم كل حسب مذهبه.
    ومن عاداتهم وتقاليدهم التي لا تخرج عن حظيرة عقيدتهم، الاحتفال ببعض الليالي المقدسة وهي:
    1ـ ليلة رأس السنة الميلادية، وهي من الليالي المقدسة لديهم وزمنها هو الليلة الاولى من شهر كانون الثاني (يناير) من كل سنة ولهم احتفال خاص بها ويجوز ان يكون الاحتفال في الايام العشرة الاولى او الثانية من هذا الشهر بحسب توقيت رجال الدين واوامرهم.
    2ـ ليلة التعاذر او ليلة التغافر، وهي الليلة التي يعقد الشبك فيها اجتماعات خاصة في ليالي الجمعة لازالة الاحقاد والبغضاء من قلوب الشبك تجاه بعضهم البعض وتجاه الاخرين واحلال الحب والسكينة والسلام محلهما، وفيها يغفر المتباغضون لبعضهم البعض ويصطلحون، ومراسيم الصلح والتعاذر او التغافر يقوم بها اثنا عشر شخصا برئاسة (البابا البير) ـ درجة دينية ـ هي العليا في سلم الدرجات الدينية، وهؤلاء الاشخاص الاثنا عشر هم رمز الاثني عشر معصوما من ائمة الشيعة الأثني عشرية، وهم لدى الشبك ـ البير البابا ـ أي الشيخ، وهو الرأس، والرهير وهو الدليل وحكمه ادنى من البير، وحامل الجراغ، أي حامل المصباح او الشمعة، وحامل المكنسة الذي يتولى كنس دار البير ورشها وهي الدار المعدة للأجتماع، والسقاء الموكل بسقاية المجتمعين، الماء والقهوة والشاي والعصائر، واربعة خدام وبوابان يلازمان باب دار البير.
    3ـ ليلة الاعتراف، وهي الليلة التي يتقدم بها الشبكي الى البابا فيعترف له بخطاياه وذنوبه، وفيها ينشد البابا (الكلنيك) الخاص بالاعتراف.
    وقد يجاريه في الانشاد (الرهبر) وقد اقتبس الشبك عادة الاعتراف بالذنوب من البكتاشية فصارت جزءاً من تعبدهم، كما انهم اكتسبوا عادة (التناول) من البكتاشية ايضا، وهذه العادات في جذرها الحقيقي طقوس مسيحية، لكنها اخذت روحاً وطابعاً اسلامياً بعد ان جردت من ثوبها المسيحي والبست قدسية خاصة صوفية الطابع.
    4ـ مراسيم الدخول في الطريقة، وهي مراسم خاصة يقوم بها البابا ويساعده على ذلك (الرهبر) (الدليل او المرشد÷ وكل من اراد الدخول في الطريقة الصوفية يسمى صوفياً ويجب عليه ان يفتش عن شخص آخر ليصطحبه هو وزوجته ليكونا أربعة لمدة اربعين او سبعين يوماً.
    5ـ زيارات مراقد الأئمة
    يقدس "الشبك" الائمة الاثني عشر ويعدونهم أئمتهم المكرمين المعصومين فينذرون لهم النذور ويقدمون باسمائهم القرابين ويتغنون بالقصائد (كلنبك) بمآثرهم وكراماتهم ومعجزاتهم تقرباً الى الله وطلباً لشفاعتهم، وللشبك مواسم خاصة لزيارة المراقد والعتبات المقدسة ومواسمهم العامة هي عين مواسم الشيعة، كيوم عاشوراء ويوم "مرد الراس" ويوم الخامس عشر من رجب والخامس عشر من شعبان ـ يوم ذكرى مولد الامام المهدي ـ الغائب المنتظر ـ اما مواسمهم الخاصة، فهي زيارة مرقد ـ العباس ـ في قرية العباسية، وهو غير الامام ابي الفضل العباس ـ قمر بني هاشم وشهيد كربلاء، ومرقد حسن فردوس في قرية الدراويش ومرقد زين العابدين في قرية علي رش ـ وهذه المراقد في الحقيقة مقامات تعارف وتشاهد الشبك على احترامها والتجمع فيها في المناسبات الدينية كما تعارفوا على رجم قبر عبيد الله بن زياد في موقع ـ شرقي الموصل ـ وتذكر عملية الرجم هذه بطقس الرجم في الحج.
    6ـ العشرة الأولى من محرم الحرام، حيث يقيم الشبك المناحات والمآتم فيبكون وينوحون ويلطمون ولهم في ذلك اهازيج خاصة، وتسمى مراسيم عاشوراء حزناً على الامام الحسين بن علي (ع) ويرتدي عموم الشبك ولا سيما الاطفال والنساء الملابس السود حداداً ويصومون الايام التسعة الاولى من عاشوراء، وبعد انتهاء اليوم العاشر يحرمون اكل اللحم على أنفسهم مدة ثلاثين يوماً اخرى ـ وهذا هو الصوم المسيحي ـ لكنهم لا يأخذون هذا المأخذ ويعدون أنفسهم قد كسبوه كسباً، فعائلة الامام الحسين العائدة مع الرأس لم تعد تنحر وتطعم.
    كتبهم العقائدية
    اقدس كتاب ديني عند الشبك، هو كتاب مخطوط بالتركية، وهي ليست لغتهم، والأمر محير من هذه الناحية لكن الشبك يقولون انه ـ موروث ـ وهذا يكفي، اليس القرآن عربي، وهم يعنون بذلك ان الاسلام اممي، وهذا الكتاب يسمى (بويورق ـ الاوامر) وهو يحتوي على حوار بين الشيخ صدر الدين والشيخ صفي الدين في اداب الطريقة القزلباشية (والقزلباشية تعني ذوي الرؤوس الحمر) وهؤلاء من غلاة الشيعة في اذربيجان وتركيا، وهناك ايضا كتاب "الكلنبك" وعنوانه مركب من كلمتين هما (كل) وتعني الورد او الزهر في الكردية و (نبك) وتعني صوت في اللغة الفارسية وهو في ترجمته الحرفية (صوت الورد) و المعنوية (دعاء الورد)، وقد صحفها العرب الى (كلبند)، وهو كتاب يضم القصائد التي نظمها (بلغتهم القومية) شعراء الشبك وشيوخهم وكذلك باللغة (التركمانية الجفلكانية) وقوامها مدح (آل البيت)، ويعد كتاب (بويورق)، كتاباً مقدساً لدى الشبك الذين يكثرون من الالتماس والاستغاثة في افكارهم واورادهم بآل البيت، واعدادهم الرمزية السبعة، وهي الثلاثة، والخمسة والسبعة و الاثنا عشر والأربعة عشر، والاربعون، وكل عدد من هذه الاعداد يرمز الى امر ديني مقدس لديهم، فالثلاثة هم الله ومحمد وعلي، والخمسة هم اصحاب الكساء، محمد وعلي وفاطمة والحسن و الحسين، اما العدد سبعة، فيرمز الى مراتب ودرجات اهل الطرق الصوفية و هي: المنتسب والمريد والدرويش والمرشد والبير البابا، العنكندر، الرند و القطب، والرقم 12 يعني الائمة المعصومين من آل البيت واسماؤهم معروفة أما العدد 14 فهو يرمز الى الائمة الاثني عشر مضافاً اليهم النبي محمد (ص) وفاطمة الزهراء (ع).
    اما الاربعون فهم "الابدال" او الواصلون وهؤلاء لا يعرفون الناس ولا يرونهم، لانهم رجال الغيب، أو رجال الله وجنده وانه قد منحهم قوة وزودهم بقدرة خارقة على حفظ نظام الدنيا وفي مقدمة ذلك اغاثة الملهوف واعانة المظلوم.
    والشبكي لا يرى مولده مباركاً مالم يباركه البابا ويدعو له بالخير ويقرأ له (الكلنبك).
    اما مراسيم الزواج، فان البابا هو الذي يتولى العقد ويحضر الافراح في بيت العروس حيث تضرب الدفوف ويرقص المجتمعون على شكل حلقة وتسمى محليا رقصة (الجوبي) او (الدبكة) وتقاليد واعراف او فولكلور الزواج الشبكي لا تختلف عنها في المجتمع العربي او الكردي من حيث الخطوبة و النيشان والزفاف والسبعة ويندر ان يطلق الشبكي زوجته حتى لو ابتليت بمرض عضال لا يرجى شفاؤه، فهو يبقى ملازماً شريكة حياته، ويندر كذلك ان يتزوج امرأة اخرى.
    وفي حالات الوفاة يحضر البابا الى دار الشبكي ويقوم بنفسه بتغسيل الميت، وبعد دفنه في مقبرة القرية يطبخ اهل الميت طعاماً يوزع على فقراء القرية واغنيائها على السواء، او يقام مجلس عزاء في خيمة تتوزعها المقاعد والموائد ويقدم فيها الطعام والشراب والسجائر، على عادة المسلمين عرباً واكراداً.
    ويستعظم الشبكي الزواج من العلوية المنحدرة نسباً من آل البيت، فهم لا يجيزون لغير العلوي الزواج منها، وهم يعالجون مرضاهم على وفق عاداتهم فان لم يتماثلوا للشفاء يأخذونهم الى احد مزاراتهم المقدسة، ومن اهم عاداتهم الندب والتوسل بالأمام المرتضى حيدرة الكرار والائمة الاثني عشر، والابدال الاربعين والخمسة والثلاثة وبخاصة عند شدة المرض أو الحاجة والمواقف المحرجة، وهم يعتقدون ان الفتى او الفتاة الذين يحملون اسماء فتيان او فتيات آل البيت بركة في الدار وهم حراسها، ويدفع الله بهم السوء عن عموم اهل الدار.
    اما ادب الشبك وثقافتهم، فقد كانت الأمية شائعة بينهم ومعظمهم لا يحسن القراءة والكتابة باستثناء بعض الشيوخ أي (الدده او البير أو الرهبر) وكانت اداب الشبك من النوع الديني وحسب محصوراً في هؤلاء، كان ذلك خلال الربع الأول من القرن العشرين ولكن بحلول منتصف القرن الماضي تم فتح المدارس الحكومية في كل قرية من قرى الشبك وتم تشييد الجوامع وبعض الحسينيات واصبح المجتمع الشبكي مجتمعاً مثقفاً مواكباً للمستجدات العصرية الحديثة وبرز من بينهم مثقفون واطباء ومهندسون واصحاب شهادات عليا، فالاستاذ حنين قدو ـ رئيس تجمع الشبك الديمقراطي، يحمل شهادة الدكتوراه، والشيخ محمد حسن بك نائب الرئيس يحمل شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والاستاذ اصغر عبد الرزاق حسن عضو المكتب السياسي للتجمع يحمل شهادة ـ ماجستير قانون ـ ويعمل استاذاً جامعياً ومحامياً، وهناك الكثيرون ممن قابلناهم من حملة الشهادات العلمية وذوي ال صافي الياسري



    للمزيد من المعلومات

    www.alshabak.net

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    570

    افتراضي

    الف شكر على المعلومات الرائعة ..... ادامكم الله
    شبكة الفهد الاخبارية - مشعل الكلمة العالية والحقيقة النبيلة
    www.alfahdnews.com

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني