الفلوجة يدخلها الغرباء بالرشوة و بلديتها تؤجر أراضي الشهداء

[الاطرقجي]

أهلها بين حراب المسلحين وقبضة الأميركان وفساد المفسدين

الفلوجة يدخلها الغرباء بالرشوة و بلديتها تؤجر أراضي الشهداء




الانبار _ الملف برس _ غسان عامر

قد يعتقد الكثير من الناس أن كلمة الفساد الإداري في العراق باتت كلمة روتينية ومعتادة بعض الشيء و ألفها الناس وتماشوا معها في واقع الحياة، ولكنها في مدينة الفلوجة التي أصبحت في يوم من الأيام محط أنظار العالم ، يكون لكلمة الفساد الإداري وقع مختلف، فالمواطن المغلوب على أمره في هذه المدينة ما يزال يطحن بين فكي العناصر المسلحة والقوات الأميركية من جهة و الفساد الإداري الذي يمارسه بعض المسؤولين هناك تحت ذريعة الوضع الأمني الصعب من جهة أخرى.

و ما يزيد في أنسحاق المواطنين في الفلوجة أن السلطات المركزية في بغداد توصي بالمدينة و تسعى لرعاية أهلها، و تخصص المليارات لمشاريع إعادة البناء و تطوير الخدمات فيها، لكن الواقع شيئاً أخر تماماً.

ففي بلدية الفلوجة تفاجأ الكثير من ذوي الشهداء الذين راجعوا البلدية لترويج معاملات استلام قطع الأراضي المخصصة لهم، بان لجنة الأراضي والعقارات أجرت الأراضي بعقود إيجار طويلة الأمد (25 سنة)، و هي أراض تبلغ مساحاتها عشرات الدونمات بالقرب من خط سكك القطار إلى الشمال من المدينة، وليس هذا فحسب بل قام المستأجرون بتقسيم الأراضي إلى قطع وينوون الآن بيعها على المواطنين.

و لم تقف بلدية الفلوجة عند هذا الحد، بل قامت بتأجير المتنزهات العامة الموجودة في شارع أربعين وحولتها إلى معارض للسيارات، أما مبلغ الـ(3) مليارات دينار المخصص لتبليط شوارع المدينة التي تضررت من جراء الحرب، فقد أٌشيع بين الناس بان المبلغ قد سرق.. دون أن تذكر الإشاعة من سرق هذا المبلغ؟

و قلل مدير بلدية الفلوجة المهندس عبد الكريم المحمدي من أهمية هذه الملاحظات و الإشاعات، مشيرا إلى " أن الهدف من إيجار تلك العقارات هو لتمويل المشاريع المستقبلية للمدينة "، و أما بخصوص مبلغ ألـ(3)مليارات دينار، فقال " نحن بصدد دراسة كيفية تبليط و اكساء شوارع المدينة بالطرق النموذجية، ولكن بوجود القوات الأميركية في المدينة وانفجار العبوات الناسفة والقنابل ستعود الشوارع إلى ما هي عليه الآن وبذلك نخسر الأموال المخصصة للتبليط، لذا ارتأت البلدية تأخير المشروع حتى استتباب الأمن.

أما تربية الفلوجة فهي الأخرى تعاني من نفس المشكلات، ويقول عمر هاشم الحارس الأمني في احدى المدارس " اضطررت إلى دفع مبلغ (300) دولار من اجل التعيين في وظيفتي هذه".

من جانبه بينَّ مدير التربية نوري سميط " أن هذه الحالة قد تكون فردية قام بها احد الموظفين، لكن المشكلة حتى الساعة لم يقدم أي مواطن شكوى بخصوص مطالبته برشوة من قبل احد الموظفين في التربية".

و ليس حال شرطة الفلوجة أفضل من باقي المؤسسات في المدينة، إذ يقول ليث حمود احد الذين اعتقلته مغاوير الداخلية " تم اعتقالي في بيتي للاشتباه في اسمي مع ثلاثة من أشقائي، وتمت مصادرة سيارتي، وبعد احظار الشهود ونفيهم أن أكون أنا المطلوب، بدأ رجال الشرطة يساومونني على دفع مبلغ من المال مقابل إطلاق سراحي ، وبالفعل تم إطلاق سراحي مع أشقائي ورفع الحجز عن سيارتي مقابل دفع (600) دولار، وليس هذا فحسب بل شاهدت العشرات من المعتقلين الذين لم تثبت إدانتهم لا يتم إطلاق سراحهم إلا بعد دفع مبلغ يصل إلى (200) دولار عن كل معتقل".

و يمارس المعنيون بسيطرة البضائع في الفلوجة (الخاصة بدخول الشاحنات إلى الفلوجة ) تسلطاً تعسفياً في فرض اتاوة، فلا يمكن لأي سيارة الدخول عبر بوابتها إلا بعد دفع مبلغ 5000 دينار. أما إذا أراد شخص ما الدخول إلى الفلوجة ولم يكن يحمل الهوية الخاصة بالدخول إلى المدينة(الباج ) فعليه دفع مبلغ يتراوح بين 15.000 إلى 25.000 دينار. وقد استغل المخربون والعابثون بأمن المدينة هذه الحالة للدخول إلى الفلوجة و إدخال ما شاءوا من ممنوعات داخل سياراتهم معتمدين على " شرعية " دفع المبلغ المطلوب إلى الشرطة ".

عن هذه المعلومات و الاتهامات قال قائد شرطة الفلوجة الجديد العقيد فيصل الزوبعي "بالطبع لا يمكن نفي بعض السلبيات، كون قائد الشرطة السابق العميد صلاح العاني كان متهماً بقضية فساد إداري ما أدى إلى عزله عن عمله ، غير أن السيطرة المشار إليها فهيا تقع ضمن مسؤولية الحرس الوطني في الفلوجة ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر، و أي خلل يجب تبليغ المسؤولين عن الحرس أو تقديم شكوى إلى القوات الأميركية في الفلوجة، ونحن ليس لدينا الصلاحيات للتدخل في عملهم ،المهم أن إطار عملنا الجديد يعتمد على مد جسور الثقة بين شرطة المدينة والمواطنين في الفلوجة .

[نور المراجع]

عادي لمنطقه تعبانه كلفلوجه تستقبل الكلاب السائبه يوميا


شكرا للموضوع
اختكم نور

[نور المراجع]

شكرا لكم جميعا

[احمد14]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
مجاهدين