واشنطن تغلق سفارتها في دمشق







واشنطن لم تعلن مسؤوليتها عن الغارة




في تطور جديد في العلاقات الامريكية السورية بعد الغارة الامريكية على سورية، أعلنت السفارة الامريكية في دمشق أنها ستغلق أبوابها غداً الخميس بسبب " إزدياد المخاوف الامنية ".


وأكدت السفارة للبي بي سي أنها تلقت رسمياً قرار الحكومة السورية باغلاق المؤسسات الثقافية الامريكية على الاراضي السورية، ويشمل القرار المركز الثقافي الامريكي والمدرسة الامريكية القائمان في العاصمة السورية.


وشهدت العاصمة السورية اليوم تظاهرة صغيرة شارك فيها العشرات من العراقيين المقيمين في دمشق، وحمل المتظاهرون شعارات تندد بالغارة الامريكية، وتؤيد الحكومة السورية.


ومرت التظاهرة قرب السفارة الامريكية في دمشق ، لكن رجال الأمن حالوا دون مرور المتظاهرين أمام السفارة.



احتجاجات

وستشهد العاصمة السورية يوم غد تظاهرة أخرى يتوقع أن تكون أكبر حجماً للتنديد بالغارة الامريكية على مدينة البوكمال السورية ، كما ستشهد إعتصاماً في قلعة دمشق لنفس الغرض.


وفي وقت سابق، كانت السفارة الامريكية قد أخطرت المواطنين الامريكيين المقيمين في سورية بضرورة توخي الحذر والاستعداد لاحتمال إغلاق السفارة الامريكية في دمشق لمدة غير محددة بسبب التطورات المفاجئة المحتملة للاحداث.


وكانت دمشق قد شددت من موقفها من الولايات المتحدة بسبب الغارة التي شنتها القوات الامريكية على قرية سورية حدودية مع العراق، من خلال التلويح بوقف التعاون مع واشنطن وبغداد حول الامن الحدودي مع العراق.


ويتزامن قرار اغلاق السفارة مع مظاهرات تنظمها الحكومة في دمشق الخميس احتجاجا على تلك الغارة والتي قتل فيها ثمانية اشخاص الاحد الماضي في احدى القرى القريبة من منطقة البوكمال بمحافظة دير الزور شرقي البلاد، والمحاذية للحدود مع العراق.


وقالت ان سورية ان القتلى هم مدنيون سوريون وليس من بينهم قيادي عراقي في تنظيم القاعدة حسبما اشارت الانباء.


كما قررت دمشق عدم حضور اجتماع اللجنة العليا السورية العراقية المشتركة الذي كان من المتوقع أن يعقد في بغداد في الثاني عشر من الشهر المقبل.


ورغم ان الولايات المتحدة لم تعلن رسميا، بعد، مسؤوليتها عن الهجوم، الا ان وسائل الاعلام تناقلت تصريحات من مصادر اميركية تفيد بأن الهجوم ادى الى مقتل شخص يدعى "ابو غادية" يعتقد انه المسؤول عن تهريب مسلحين الى العراق.




اعلن المعلم ان سورية تنتظر توضيحات من الجانب الامريكي




"توضيحات مقنعة"

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقابلة حصرية أجرتها معه بي بي سي العربية إن بلاده "تنتظر توضيحا من الحكومتين العراقية والأميركية لما جرى وإذا لم يكن الرد مقنعا فإن سورية تدرس خيارات تعرف الولايات المتحدة أنها مؤلمة". لكن المعلم استبعد أن تشمل الخيارات الرد العسكري.


وقال وزير الخارجية السوري إن دمشق "لا تنفي وجود خلايا إرهابية وخلايا نائمة فيها على صلة بتسلل مسلحين إلى العراق"، ولكنه قال إن حكومته "تلقي القبض على تلك الخلايا وستكشف عنها قريبا".


وجدد المعلم القول إن سورية "لا تستطيع ضبط حدودها مع العراق بصورة تامة، مشيرا إلى أن بلاده تقع جغرافيا بين لبنان والعراق حيث أن هناك "انتشارا للسلفيين في شمال لبنان وانتشارا للقاعدة في شمال العراق". وقال لا وجود لبلد في العالم يحكم ضبط حدوده، كما أن " ضبط الحدود يحتاج إلى طرفين."


وقال أيضا إن السوريين عرضوا منذ بضع سنوات على الأمريكيين تعاونا أمنيا ثلاثيا أمريكيا عراقيا سوريا، يتضمن تقديم معدات لمراقبة الحدود، لكن واشنطن انسحبت ولم تقدم تلك المعدات خشية من استخدامها ضد إسرائيل.


وأكد أن سورية لن تقطع علاقتها مع إيران أو مع حركة حماس الفلسطينية وحزب الله في لبنان، قائلا إن سوريا تعمل على التوفيق ما بين الفلسطينيين وإنها لا تعتقد ان إيران بصدد امتلاك أسلحة نووية.



http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/worl...00/7695455.stm