لقد كانت الجسور البغدادية ومازالت، إرثا ثمينا يتباهى به العراقيون قبل أهالي بغداد، فهي (وعلى مسمياتها) تربط ضفتي نهر دجله من 13 مكان، ولكل جسر منها معنى وسبب.

أما أسمائها، فهي:

جسر المثنى.

جسر الأئمة.

جسر الأعظمية (14 رمضان).

جسر الصرافية.

جسر باب المعظم

جسر الشهداء.

جسر الأحرار.

جسر السنك .

جسر الجمهورية.

جسر بغداد المعلق (14 تموز).

جسر الجادرية.

جسر ذا الطابقين.

جسر الدورة.



فجسر المثنى (الراشدية): أول جسر يبدأ شمال بغداد، وهو جسر إستراتيجي يجمع شمال بغداد بوسطها، وقد تعرض الى التدمير في حرب 2003م، ليتم نصب جسر حديدي مؤقت في الفضاء الساقط، بدلا عنه، ويعاد ترميمه وهو بالخدمة مجددا.



جسر الأئمة: هو جسر فوق نهر دجلة يربط منطقتي الأعظمية و الكاظمية في بغداد المتاخمتين لضفة نهر دجلة، سمي بهذا الاسم لوقوع مقبرتين كبيرتين دفن فيها رفات الكثير من علماء الإسلام وهي مقبرة قريش التي دفن فيها الإمام موسى الكاظم في الحضرة الكاظمية، ومقبرة الخيزران التي دفن فيها الأمام أبو حنيفة النعمان في جامع الإمام الأعظم، بالإضافة إلى رفات الكثير من علماء وأئمة بغداد في كلتا المقبرتين.

كان الجسر القديم طائفاً على النهر، وكان يربط بين الضفتين مكوناً من طوافات متلاصقة ومربوطة بحبال متينة، يطلق على الطوافات في اللهجة العراقية الدارجة (الدوب) ومفردها (دوبة)، وهي عبارة عن طوافات مصنوعة من معدن الحديد وحجمها يتحدد حسب الحاجة سواء للنقل حيث تسحب مقطورة مع زورق بخاري، أو لغرض عبور الناس أو لصناعة الجسور العائمة التي هي أشبه بالجسر العسكري المؤقت.

وكان يطلق على الجسر العائم هذا أسم الاعظمية نسبة لحي الأعظمية الذي كان أكبر بكثير من حي الكاظمية وأشد ازدحاما، وكانت تروى قصص وحكايات ظريفة عن جسر الأعظمية العائم إذ كثيراً ما تحرر من وثاقهِ الذي يربطهُ بالضفة وأنطلق عائماً في نهر دجلة فيستيقظ الناس وقد وجدوا ان جسرهم قد هرب.

ويتطوع للبحث عنهُ معظم الناس في المنطقة والذي يجدونهُ راسياً على بعد كيلو مترات قليلة وتتم إعادته مرفقاً بالعزف الموسيقي الشعبي وهلاهل (زغاريد) النسوة لمصالحتهِ ظناً منهم انهُ ترك مكانهُ زعلاً وغضباً، ولكن هذا الجسر تمت إزالته بعد الحرب العالمية الثانية ليتم بناء جسر قوي (لا يزعل ولا يهرب) من قبل شركة بريطانية، وبني جسر حديث عام1377هـ/1957م، شبيهاً لجسر الأحرار من حيث التصميم إذ كان يعتبر كواحد من أجمل جسور بغداد الأربعة في ذلك الوقت وهو يشبه إلى حد كبير من حيث التصميم جسر باترسي في لندن.

ولدى إنشاء الجسر الجديد عام 1957م، قرر أهالي الأعظمية، إطلاق اسم منطقتهم عليهِ وأسموه كسابقهِ جسر الاعظمية، ولكن أهالي منطقة الكاظمية، أصروا على إطلاق أسم منطقتهم عليهِ، فقررت الحكومة في ذلك الوقت (العهد الملكي) تسميتهِ باسم يرضي جميع الأطراف وبعيداً عن الخلافات فأطلقت عليه أسم (جسر الأئمة).



جسر الأعظمية: وكان يسمى جسر (14 رمضان)، وهو يربط جانبي أيضا، فمن الجانب الشرقي تقع منطقة الأعظمية ومن الجانب الغربي تقع منطقة العطيفية، ويعتبر هذا الجسر الأحدث بناءاً في بغداد، فقد بني بواسطة شركات أجنبية, حيث تم إنشاءه عام 1979 ويسمى هذا النوع من الجسور بالجسر السلكي(Cable stayed bridge)وهو احدث نوع مصنف ضمن علم طرق إنشاء الجسور حيث ان معظم أجزاء الجسر يتم إنشائها داخل المصنع ثم يتم تنصيبه في الموقع، ويعتبر جسر الاعظمية الوحيد من نوعه في العراق.



جسر الصرافية (الجسر الحديدي): الذي يربط العطيفية بالعويظية، وكان قريبا من البلاط الملكي في الكسرة، وكان يطلق عليه شعبياً جسر (القطار)، وسماه من يعيش بقربه جسر العلوازية وجسر العيواضية وسماه البغداديون الجسر الحديدي وجسر الصرافية، والاسم الأخير هو الأشهر، وهو أحد جسور بغداد والأقدم عمرا، حيث بني في أربعينيات القرن العشرين على يد القوات البريطانية، ليربط منطقتي الوزيرية التابعة لقضاء الاعظمية من جهة الرصافة بالعطيفية التابعة لقضاء الكرخ من جهة الكرخ.



جسر باب المعظم: الذي يربط بين وزارة الدفاع القديمة بشارع حيفا ، وهو جسر من الكونكريت المسلح.



جسر الشهداء: في الماضي كان جسر من الدوب ويخترق شارع المتنبي في ذلك الزمن، شيد الجسر عام 1940 أطلق عليه قديماً جسر المأمون أو الجسر العتيق سمي بجسر الشهداء بعد الانقلاب العسكري الذي أدى إلى قيام الجمهورية العراقية عام 1958 تخليداً للشهداء الذين أطلقت عليهم الشرطة في زمن الحكومة الملكية الرصاص وسقطوا من على هذا الجسر, وأسقطت مظاهرات جسر الشهداء الحكومة العراقية في 1948 وتم تبديل الوزارة نتيجة لذلك الحادث، أسقطت الشرطة كم كبير من القتلى بعد ان نصبت الرشاشات والبنادق فوق البنايات والمساجد المطلة علي الجسر وخاصة جامع حنان و جامع الاصفية الواقعة في أكتاف الجسر وأخذت تحصد المتظاهرين فوق الجسر, سقط خلالها عشرات الشهداء ومئات الجرحى، في جانب الرصافة يلتقي جسر الشهداء بشارع الرشيد المشهور ليتفرع منه شارع المتنبي الذي يعتبر رئة بغداد الثقافية.



جسر الأحرار ( جسر مود ): ويربط الصالحية بحافظ القاضي، في عام 1918 أقام الجيش البريطاني جسرا جديدا من الحديد على القوارب سمي بجسر الجنرال مود، يربط بين الصالحية (في الكرخ) ورأس القرية (في الرصافة), في عام 1941 تم إنشاء جسر على أعتاب جسر الجنرال مود وسمي الجسر في حينها بجسر فيصل الأول ، بعد تحول العراق إلى جمهورية في عام 1958 تم تغير أسم الجسر ليصبح جسر الأحرار.



جسر السنك: الذي يربط فندق المنصور ميليا والصالحية بمجمع السنك التجاري وساحة الخلاني، وهو جسر من الكونكريت المسلح .



جسر الجمهورية ( جسر الملكة عالية ): ويربط كرادة مريم بساحة التحرير، تعرض الى التدمير 1991 م وأعيد بنائه.



الجسر المعلق: الذي يربط كرادة مريم بالزوية، قامت بإنشائه شركة بلجيكية، وهو من الجسور الفريدة، وقد تعرض الى التدمير الشامل في حرب الخليج الثانية عام 1991م، وأعيد بناءه عام 1995 م.



جسر الجادرية: الذي يربط البياع من جهة الكرخ بالجادرية من جهة الرصافة، وهو جسر من الكونكريت المسلح ويعتبر أطول جسر في بغداد.

والجادرية هي إحدى مناطق مدينة بغداد الجميلة، وتقع نهاية الكرادة، تعد هي والمنصور أرقى أحياء بغداد على الإطلاق، وهي المنطقة المحببة لسكن الوزراء ومسؤولي الدولة الكبار، وهي عبارة عن حي مغطى بالأشجار، يشاهد المار فيها أكبر قصور بغداد، وتسكنه أكثر العوائل تمكناً، ويضم عدة شوارع متداخلة.

وتقع في نهاية جسر الجادرية مجمع الجادرية لجامعة بغداد، والذي يضم عدة كليات منها الهندسة والعلوم واللغة العربية والتربية، والعلوم السياسية والتربية - بنات والتربية الرياضية وغيرها.

كما تحتوي الجادرية عدداً من المرافق المهمة في بغداد منها فندق بابل ونادي الجادرية للفروسية.



جسر الطابقين: ويربط هذا الجسر الكرادة خارج بالدورة، وقد تم إنشائه بعد حرب الخليج الأولى، وهو من الجسور الكونكريتية، ويحتوي على طابقين، الأسفل هو للذهاب والعلوي هو للإياب.



جسر الدورة: ويقع جنوب بغداد، وهو جسر إستراتيجي يربط الدورة والزعفرانية وهو من الجسور الكونكريتية.



ومن حوادث الجسور البغدادية، نذكر، في يوم 31 آب 2005م، سقط من جسر الأئمة وغرق في النهر أكثر من ألف شخص بين نساء وأطفال ورجال نتيجة للتدافع الشديد على ذلك الجسر بعد انتشار إشاعة بوجود مفجر انتحاري، مما أثار الذعر بين الجموع.

وبسبب اكتضاض الجسر بالمشاة وإغلاقه من أحد أطرافه بنقطة تفتيش سقط العديد من الزوار في النهر أو دهسوا بسبب الفوضى التي عمت بعد انتشار الإشاعة، عندما كان مئات آلاف الزوار متوجهين لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم في الكاظمية من جهة الكرخ، وقام أهالي الأعظمية، من جهة الرصافة، بمساعدة الغرقى والجرحى وانتشالهم من النهر، وغرق على أثرها أكثر من عشرة غواصين من المعروفين من أهالي الأعظمية.


نقلا عن العين.