بسم الله الرحمن الرحيم

"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"

صدق الله العظيم

لايمكن ان يكون لدينا مجتمع متماسك اذا كانت لدينا اسرة غير متماسكة، لإن مجموع الاسر غير المتماسكة يساوي مجتمع وبالتالي سيكون المجتمع غير متماسك، كذلك البلد هو مجموع عشائر، والعراق بلد عشائري شئنا ام ابينا، رغب الآخرون ام رفضوا، كلنا ابناء عشائر في اي موقع من مواقع المسؤولية، حتى القوميات الأخرى هي ايضاً عشائر كرد ام تركمان، وهذا لايعني دعوة للعشائرية المقيتة او للعشائرية التي نهى عنها النبي ص في حديثه ((ان ترى اشرار قومك خيراً من خيار قوم آخرين)) ليس هذا إنما العشائر هي الانتساب والانتماء وهذه الاخوة والعمومة التي تُشكل وحدة بناء لبناء وطن تنعم فيه العشيرة كما ينعم فيه الآخرون وفق المبادئ والقيم لإننا شعب مسلم ونعيش في بلد مسلم وعشائرنا عربية ولدينا قيم عربية وقيم اسلامية تتظافر فيما بينها لتشكل نسيج لقيم وطنية انسانية كبرى.
وهنا نسأل ماهو المعروف وماهو المنكر الذي عمل فيه اسلافنا. واجدادنا كانوا خير الامم. عمل المعروف هو للنفس وللأهل وللوطن وللناس ولكل المتعلقين، بل حتى على الحيوان والجماد والطبيعة. والمعروف ليس معروفاً ان أعطي صدقة الى فقير او ان ادل تائه او ان أاوي طريد هذه كلها معروف ولكن المعروف الاكبر هو المعروف السياسي، والاجتماعي والوطني.
المعروف الكبير حينما احرص على سلامة وطني ووحدته وسيادته واستقراره ورفاهه، وحينما احرص على بناء دولة القانون ودولة المؤسسات بل من المنكر ان اعمل بما يُهدد وحدة الدولة وسيادتها وقوتها وقوة القانون وحمايته، هذا هو من المنكرات الحقيقية والحسين عليه السلام لما خرج كان شعاره سياسيا ليس كما يصوره بعض الخطباء حينما يقولون انه خرج من اجل الشهادة ليدخل الجنة والحقيقة ان الجنة مضمونة له، لكنه خرج ليعطي درساً للبشرية، حيث قال الامام الحسين عليه السلام سمعتُ جدي رسول الله يقول "من رأى منكم سلطاناً جائراً محلاً لحرام الله ناكثاً لعهده عاملاً بالمنكر ناهياً عن المعروف ولم يخرج عليه بقول او فعل اكبه الله على وجهه في نار جهنم". فهذا هو المعروف الحقيقي، المعروف السياسي.
فالمعروف السياسي بالمفهوم ليس ان اكون حزبياً ضيقاً ولدي مصلحة الحزب الذي انتمي اليه فوق مصلحة الناس، او ان اكون عشائري ضيق لتكون مصلحة عشيرتي فوق مصلحة وطني، ولا اكون قومي ضيق ومصلحة قوميتي فوق مصلحة القوميات الاخرى، انما هناك عملية صعبة ومعقدة لذلك معروفنا ومنكرنا -ايها الاخوة- هو ان نقترب من بعضنا ومسألة ان نقترب من عشائرنا على هذا الفهم وعلى هذه القاعدة هو نقطة قوة ونقطة اسناد عشائر موجودة، لتكون العشائر لها دور.
ايها الاخوة انا أقدر كل الذي تفضلتم به من مطالب ويجب ان يكون العراق فعلاً بلد يستقر به ابناءه وينعم بالعيش الكريم بدون تفريق بين مواطن واخر. في حديثنا عن الحقوق لانتحدث عن سني وشيعي او مسيحي ومسلم او كردي وتركماني او شبكي ويزيدي. الحقوق واحدة، حق الحياة، حق العيش، حق الكرامة، حق التعليم، حق الصحة، حق جواز السفر. لايمكن ان نعود الى السياسة الجاهلية التي تمنع احد، حتى المعارض لهذا النظام السياسي الموجود يجب ان يتمتع بهذه الحقوق وليس لهذه الحقوق علاقة بالمعارضة، ووجهة نظر المعارض محترمة ومن حقه ان يعارض ويخرج على شاشات التلفزيون كما يخرجون يومياً ويتحدثون عن سلبيات الحكومة ورئيس الوزراء. صحيح ان هنالك تجاوز في الكلام من قبل البعض بسبب عدم فهم الحرية فهماً واقعياً. فنحن لانزال نحتاج الى وقت لإن العراق قبل أشهر كانا غارقاً في جرائم القتل وكان الكل ينظر الى العراق انه يسير بإتجاه الهاوية، ولولا بعض الاعمال والمواقف التي وقفها الناس وقفة عشائر، فكان للعشائر موقف في العمارة، كان لها موقف في بغداد، موقف في مختلف المناطق، رغم ان الظروف غير مؤاتية للعشيرة يعني مازالت العشيرة تعاني من مخلفات الماضي، والمطلوب في الوقت الحاضر ان نحتضن العراق ونحميه من الاختراق، من التفكك، من التمزق، ان يكون للعراق سيادة واستقلال كامل وان لايبقى على وجهه جندي اجنبي ولا يحمل السلاح فيه احد الا ابناء العراق من الذين ينتسبون الى الاجهزة لا ميليشيات ولا قاعدة ولا صحوة ولا اي طرف آخر غير الحكومة، بهذا نستطيع ان نبني دولة نعيش فيها كرماء، دولة قوية قائمة على اساس الانتخابات والحرية والديمقراطية، عندنا دولة قوية كانت تحبس الانفاس ولكن لايوجد فيها حرية، لايستطيع احد ان يتنفس. الحاكم يحكم فيها الى آخر العمر، اما اليوم فليس عندنا حاكم الى آخر العمر اقصى حد ثمان سنوات يتغير إلزاماً والاربع سنوات الاولى موقوف عليها مصيره اذا اراد ان يمدد اذن نحن اصبحنا في مأمن للكثير من التصرفات التي قد تحدث.
كما لاتنسوا ايها الاخوة اننا قبل اشهر كنا لانستطيع الخروج من بغداد الى كربلاء او من كربلاء الى بغداد او من الكوت او من الشمال، فالامر كان صعب خصوصاً المجئ عن طريق البر ومن المستحيل ان يعبر احداً من خلال الانبار الى الاردن وسورية واليوم اصبح عندنا الشئ الكثير من الامان على الرغم من حجم الخراب الهائل الذي يحتاج الى وقت. بقنبلة واحدة هدموا جسر الصرافية وهدموا الجسر الفلاني والمكان الفلاني، ولكن احتجنا بجهد استثنائي اكثر من سنة وثلاثة اشهر بنينا فيها جسر الصرافية. "فالتخريب سهل ايها الاخوة"، كما ان تفجير الامامين العسكريين في سامراء صار بلحظات، وكم مضى من الوقت ومازلنا نعمل ودخلنا فعلاً بخط البناء وقد خصصنا لوائين لواء مسك الطريق وقدم تضحيات وشهداء وقد تم فتح الطريق وهنالك سيطرات على طول الطريق وتم السيطرة على الوضع بعد ان كانت المدينة غارقة بدولة العراق الاسلامية كما يسمونها. وبدأت عندنا عمليات الاعمار. فهل كان احد يتصور انه يستطيع ان يعبر من هذا الطريق الى سامراء؟!، اليوم، الناس تذهب للزيارة والحمد لله الطريق مُأمن لكن كم اخذ منا وقت؟.
نحن لدينا تطور في الجانب الاقتصادي وانا متأكد ان تحسناً كبيراً في الحياة العامة للمواطن قد حصل ولدي ارقام حقيقية على التحسن لكن لايعني ان ليس هنالك شرائح مازالت ضعيفة تحتاج الى رعاية.
اليوم بدأت رؤوس الاموال تأتي من الخارج ومن الداخل، فأن شاء الله هذا الذي تعانون منه انا اعلمه جيداً، وهو ليس جديد، بالعكس اليوم قطعنا شوط كبير في تخفيفه ناهيك عن المساعدات التي تقدم عن طريق العمل والشؤون الاجتماعية، ومؤسسة الشهيد، ومؤسسة السجين، كما شرعنا مؤسسة الارامل واليتامى وسوف تقدم هذه المؤسسة الى كل الارامل واليتامى والنساء المطلقات رواتب تقاعدية، مليونين واربعمائة وخمسين موظف لدينا في الدولة، ولم يكن هذا العدد موجود، لدينا مليون ومائة ألف تقريباً عسكري وجندي يأخذون رواتب من الدولة، وعندنا خمسة ملايين وخمسمائة ألف عائلة. وعندما يكون لدينا مليون ومائة عسكري واقل راتب 600000 او 700000 دينار، يعني هنالك تحسن لم يكن موجود سابقاً، نعم هنالك ارتفاع بالاسعار لكن لاتقارن بما كانت عليه الرواتب وماكانت عليه الاسعار سابقاً، لدينا عائدات نفط لكن لاتستطيع ان تنهض بكل هذا الخراب وعائداتنا مقيدة ومهددة، ونحن الى الآن لانستطيع ان نحرك رأس المال من البنوك الامريكية الى بنوك أخرى لانها تحجز، كما قمنا بشراء طائرات وبدأت عملية تسليم تلك الطائرات، واول طائرة انجزت حاولنا جلبها الى العراق لكن حُجزت من قبل الكويتين والقضية الآن في المحاكم، هنالك تحديات كبيرة داخلية وخارجية وقانونية، والى الآن العراق تحت البند السابع، عقوبات دولية من سنة 1991 الى الآن مستمرة على العراق ونريد ان نخرج منها.
بصراحة لدينا هدفين اساسيين يتفرع منهما اهداف في الاهتمام بالجانب الزراعي لإنه تأميم الغذاء بالنسبة لنا ضروري والعراق بلد زراعي، صحيح لدينا مشكلات استحدثت في العالم عموماً وبالذات في العراق، ومن هذه المشكلات مشكلة الموارد المائية، لذلك نحن ذاهبون الى استراليا بعد عشرة ايام او اقل، من أجل ان نأتي بأنظمة سقي حديثة لاتحتاج الى هذه الكميات الكبيرة من المياه، كالانظمة الانبوبية وانظمة الرش، كما لدينا مهمة أخرى الى جانب الاهتمام بالزراعة هو الاهتمام بالجانب البيئي، فالعراق تحول الى كارثة ترابية بعد فقدان الجانب الزراعي، كما نريد للفلاح ان يبقى بأرضه لكن أي ارض الارض التي تعطيه والتي تغنيه.
نحن محتاجون للفلاح ان يتوطن الارض لإنها عملية ضمان اجتماعي وضمان أمني، فحينما تستقر هذه الحالة ويخف الضغط على الفلاح الذي يضطر ان يهجر ارضه ويتركها تموت، ليبحث عن فرصة عمل رغماً عنه فيكون شرطياً او موظفاً، وهذا الامر يتطلب منا مجموعة من الاجراءات بما فيها ماذكر من حماية المنتج والمستهلك ايضاً.
ايها الاخوة لابد ان نجد حالة وصيغة للعشائر تكون فيها موجودة ليست غائبة والدولة قائمة ايضاً، وكيف يكون جهد العشيرة يصب في مصلحة الدولة، انا شعاري في كل مااتكلم وشعار الاخوة جميعاً هو بناء دولة القانون، وهذا مطلبي من اخواني، هو ان يتجهوا نحو بناء دولة القانون وتشجيع هذه النظرية والتوجه لتحقيق دولة عصرية حضارية قائمة على قانون يحترم فيه المواطن وتحترم العشيرة ويحترم الحزب، وكلٌ يأخذ حقه بلا تمييز. لذلك وانطلاقاً من الدور الذي لمسناه قبل عمليات البصرة واثناءها، فكانت الرسالة ان العشيرة مازالت قادرة على ان تعطي اذا كان هنالك اهتمام بها لذلك قبل عمليات البصرة كانت لدينا مجالس اسناد تشكلت بناءاً على لجنة المتابعة وتنفيذ المصالحة الوطنية وهنا اشير الى ان الذي تحقق من أمن لاتعتبروه فقط للشرطي والجندي لإنه حمل السلاح وذهب ليعتقل، وانا اعلم بوجود مخالفات في العمارة وغيرها، وان شاء الله هي تحت المتابعة ولكن اريد منكم ان تزودوني بأسماء المفسدين ممن يتلاعبون بالمال العام، بعض العسكريين يسيؤون، لكن اعطوني اسم فلان ابن فلان اعتقل فلان ابن فلان او شتم فلان ابن فلان اعطوني اسم هذا المفسد الذي يتلاعب.
نحن الآن متوجهين لهؤلاء المفسدين الحيتان الذين لايشبعون، لكن عليكم مساعدتنا بالاخبار عن المفسدين المتلاعبين بالمال العام او الذين يتصرفون بإساءة للمواطن خلافاً لحقوق المواطنة وكرامة الانسان وحقوق الانسان.
مجالس الاسناد التي توجهنا لها قد بدت الحاجة لها اوضح في البصرة وبعد البصرة، هذا التوجه حقيقة هو مشروع لتوفير فرصة وجود العشيرة.
كما اننا لانريد للعشيرة ان تتمزق لان بعض الاحزاب تأخذ قسم من العشيرة، وكل مجموعة تأخذ قسم من العشيرة وبالتالي العشيرة تفقد قدرتها على ان تعطي، ان لا اخفي عليكم بأني امين عام حزب الدعوة، لكن انا لا ادعوا الناس الى ان يرتبطوا كعشائر بحزب الدعوة، لذلك نريد للعشيرة ان ترتبط مع الحكومة فتكون وحدة متماكسة.
ومادامت عشائرنا اليوم والحمد لله فيها الكوادر وفيها الطاقات والاساتذة ومنها علماء الدين والمفكرين فلا نخاف فلنتنافس في هذا مع الآخرين على اساس الصلاحية والكفاءة.
ايها الاخوة لقد جمعت السيد وزير الامن الوطني والسيد وزير الدولة للعشائر محمد العريبي ورئيس لجنة المتابعة والتنفيذ ورئيس لجنة العشائر عبود العيساوي وقلت لهم هناك نقص وخلل في هذا المجلس او ذاك، واننا لانمنع الاحزاب من ان تؤسس مجالس، الآن المجالس مثل مؤسسات المجتمع المدني من حق اي احد ان يؤسسها، لكن نحن نريد الدولة ونريد نحمي الدولة بآليات وتشكيلات ليعرفوا الناس انهم على صلة بشئ اسمه الدولة، لكن انا شخصياً كشخص ابن عشيرة من بني مالك انصح ان لايوجد عداء مع الاحزاب وليس عيب اصلاً ان اكون حزبياً، كما ليس عيب ان اكون انا شيخ العشيرة بالحزب الفلاني انما يوجد شئ اسمه مشروع الدولة الذي هو مجلس اسناد الحكومة المحلية والاتحادية المركزية، حيث تشكلت لجنة سوف تذهب لكل المجالس لتسجل العشائر التي لم تُضم، والعشائر التي اهملت، والعشائر التي غابت بسبب.
وان شاء الله لن تكون هذه المجالس الا مجالس حقيقية تخدم الدولة وليس الحزب، واذا رأيتم مجلساً تحول الى مجلس حزب فأعتبروا هذا ليس بمجلس دولة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


[media]http://www.nmc.gov.iq/sound/14102007/14102008.wmv[/media]