النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    1,538

    افتراضي سيناريو له دلالة تستدعي التفكير

    مـــن قـــلب الــحــدث



    سيناريو أحداث كربلاء الأخيرة



    قداسة الفوضى وفوضى القداسة



    مشاوير شاهد عيان كربلائي





    موفد كتابات

    مداخل



    أولاً أنا لا أقلد الصدر ولا السيستاني وأحاول دائماً أن أتخلّق بأخلاق الله ورسوله وأهل البيت عليهم السلام وأذكر القارئ بحديث للرسول قال فيه : ( تخلّقوا بأخلاق الله) وتهدف هذه الأوراق(التي جمعت من الناس في الشارع بحرية وبدون صفة إعلامية) الى أن تضع أموراً مغيبة على جادة الوضوح وتحاول أن تصحح النظر الى ما ترك وأهمل من أمور هي أهم كثيراً من الصراعات العابرة ،لتنشأ اسئلة وتنفجر في ذهن أي عاقل مفادها :ما هو الفرق بين المبادئ والمصالح؟.والى متى تبقى المصالح تستعين بالمقدس لتثبيت ديمومتها.حتى لو كان هذا على حساب المقدس وتحريفه وإخراجه عن مساره؟.وهل تبقى المبادئ مثيرة شغب دائماً بينما المصالح تبني بناءها على حساب إنسانية الإنسان وإقلاقه في وطنه ولا توصم بالشغب.وهل أن القائم على سدانة المقدس مقدس أيضاً؟.وهل أن المتحدث بشعارات تشير الى المقدس يكتسب قدسية ما؟.وهل أن الساكن قرب المكان المقدس مقدس أيضاً؟. والمجال مفتوح للمزيد من الأسئلة.مع العلم أن الظروف التي مرّ بها الوعي العراقي قد سمحت له بطرح الأسئلة وتقييم من كان يهتم بشؤونه ويضحي من أجله وما عاد يمنح القدسية لكل من هب ودب.

    وهذه الأوراق ليس من واجبها تقديم الأجوبة ولم تنطلق لأن كاتبها يميل الى هذه المظلة ويهاجم تلك فهو يربأ بنفسه على أن يكون بسذاجة الشاعر الذي قال: وما أنا إلاّ من غزيّة .إن غوتْ غويتُ وإن ترشد غزيّةُ أرشدِ.ولكنها كشف كامل لوقائع يومية عاشها ودفع أطفاله ثمنها مخاوف ورعباً في ليل مدينة لعلع فيه الرصاص وهدرت الطائرات وسقطت القذائف والقتلى بسبب صراع بين فكرتين لم تجدا مكاناً سوى بيوت الناس الآمنة لتطبيق صراعهما.ورأى (كاتب السطور) كيف أن البيروقراطية تستعيد مجدها وسطوتها .والسلطوية والكارتلات البرجوازية تحيط نفسها بتابو مقدس وتعمد الى تعمير مقاماتها بينما الشعب بأمس الحاجة الى جهود عمل جبارة لإستعادة شرطه الإنساني في الحياة والإبداع والرقي.

    والكتابة عن أحداث مرّ عليها عدة أيام تبدو كأنها عملية غير ناضجة صحفياً وأن المادة الصحفية غير ساخنة لأنها بردت بعد تسوية الوضع – وهي تسوية إعلامية في كل الأحوال- ولكني تقصدت الكتابة الى ما بعد برود الأحداث لكي أثبت للقارئ كيف تفعل المجاملات والمصالح فعلها في تغييب الحقائق والتستر على القبيح من كل شئ والإستخفاف بأمن وكرامة الآخرين وبالضحايا الذين سقطوا من كلا الجانبين وصياغة الواقع صياغة لا تسمح لأي أحد بالتعليق أو التساؤل بعدها وأن ترى بأم عينك كيف يتجول ويتزعم المدينة ذوو المصالح المريبة والكيانات البرجوازية الطامحة الى كل شئ في الدنيا إلاّ الصدق والإخلاص للبلد. وكيف تتم خديعة الآخرين والإعلاميين بواقع مصنوع مموه.ولا أبرّئ أحداً.



    مدخل شبه تاريخي



    أبتني هذا الصراع الذي دار في كربلاء على بنى ليست جديدة ولا يمكن تجاهلها كما تجاهل الإعلام الوظيفي الذي يدخل ساحة الصراع بلا مرتكزات ويروح يشنع بهذا الطرف على حساب ذاك وهو في كل الأحوال صنيعة لأحدهما.إذن لا بد من مراجعة تاريخية للتراكم الذي أنجب هذا الصراع وهو ليس بعيداً وقد بدأ فعلياً منذ أنطلاق صلاة الجمعة في زمن الشهيد محمد الصدر بعد انتفاضة 1991 وقد واجه الشهيد الصدر موجات عداء كثيرة لا تخفى عن المتابعين وقد تركز مشروعه الإصلاحي على استثمار طاقات الإنسان وإخراجه من مرحلة التلقين الى العمل في كافة مناحي الحياة وهو دور لم يمارسه أي مرجع من أي مذهب سابقاً وفي ظروف عصيبة جعلت الحسابات تتضارب والمصالح تتصادم ولكنه تقدم ليزرع شراراته في نفوس الملايين وخصوصاً الشباب ولم ينته هذا المشروع باستشهاد مؤسسه.وقد واجه قوتين هما النظام الدكتاتوري وأساليبه القمعية والحوزة التقليدية الساكتة التي وقفت تتفرج على مسخ الإنسان من قبل الظالمين واكتفت بالممارسات الدينية التقليدية.فضلاً عن المحاربة والتعرض لمشروع الصدر.

    إن مشروع الشهيد الصدر كان في جله مهمة إسلامية وطنية جعلت أبناء الوطن وخصوصاً الجنوبيين على استعداد واع لتحمل مسؤولية تطبيقه ولإثبات وجودهم الوطني والعقائدي الذي طالما صودر وكاد أن يلغى من قبل السلطات الحاكمة التي تعاقبت على العراق والسلطات الدينية التي لم تعبر عنه يوما ولم تمنحه الفرصة والمؤازرة في التعبير.

    وفي الظروف الحالية صار مشروع الصدر هوية لها دلالات مضافة الى دلالاته الأولى ولهذا أخذ استمرارية عمل جديدة ومقننة أكثر من السابق ونهض أيضاً أعداؤه التقليديون ليخوضوا معه صراعاً لم يكن ينطلق من مبدئية شعبية عامة إلاّ المحافظة على مسألة إثبات وجوده على الأقل والإستعانة بذوي المصالح والمتذبذبين الذين يدافعون عن مكاسبهم تحت طروحات مذهبية لا تنزل الى واقع الإنسان أبداً بل هي مصنوعة وتتجاوز البلد ومافيه من عباد وتكرس الكهنوت الذي يستقوي بما موجود من سلطات مهما كان نوعها وهذا دأبه منذ فجر التاريخ.

    كان علينا لكي نقول رأياً منصفاً أن نرجع الى وثائق هذا الصراع الذي دار أيام الرعب والإضطهاد في عهد الدكتاتورية ولم يرفع لواء الكفاح سوى محمد الصدر .وعلى ما ورد في هذه الوثائق حدث ما حدث في كربلاء كما سنرى عندما نراجع كتاب ( السفير الخامس) لعباس الزيدي والذي ضم الكثير من الوقائع والمتابعات فيما يخص محمد الصدر ومنها صلاة الجمعة في كربلاء أيام العهد الدكتاتوري فقد كانت حركة الصدر ضعيفة نسبياً في كربلاء المقدسة وذلك لعدة عوامل وأسباب من أهمها:

    1. كثرة الحركات والإتجاهات الدينية التي عصفت بهذه المدينة والتي ما زالت بقية منها متغلغلة فيها..

    2. تواجد جنسيات مختلفة فيها ومنذ عصور قديمة بحيث أثرت في كربلاء ثقافياً واجتماعياً فتجد أن سكان مركز المحافظة في الغالب حملوا لواء الحرب ضد الشهيد محمد الصدر.

    3. تركيز النظام على هذه المدينة المقدسة وتشويه معالمها الدينية والأخلاقية.

    4. قلة سكان هذه المدينة بالقياس الى باقي المحافظات مما أدى الى شكل من أشكال التكتل وخصوصاً للمراجع غير العرب وهذا يؤثر بشكل واضح على حركة الصدر.

    ولكن أهم هذه العوامل ما ذكر في النقطة الثانية حيث أن الأجانب الذين قطنوا كربلاء ينظرون الى أنفسهم أنهم شعب الله المختار والباقي همج رعاع وهذه النظرة موجودة في مدن أخرى مثل النجف والكاظمية حيث أن أهل الجنوب يُعتبرون من الطبقة المتدنية في نظر هؤلاء وهم (معدان) كما هو المشهور فأصبح الحكيم والخوئي والشيرازي مرجعاً لهؤلاء ومحمد الصدر مرجعاً لأهل الجنوب حسب تصورات هؤلاء.

    كما أن المرجعيات الأخرى ساهمت بشكل فعال في الحد من حركة الشهيد الصدر في بادئ الأمر بواسطة وكلائها في كربلاء.

    كانت نسبة مقلدي الصدر خمسة وتسعون بالمائة من الشباب وخمسة بالمائة من كبار السن فكما قلت فإن قلة مؤمنة من الكربلائيين ناصروا الصدر وأما الكثير منهم فهم من أطراف كربلاء وهم بالأصل من جنوب العراق إلاّ أنهم سكنوا كربلاء بسبب ظروف الحربين .

    وكغيرها من مناطق العالم الإسلامي الشيعي كان في كربلاء أوكار عديدة لضرب حركة المستضعفين التي قادها محمد الصدر وكان قادتهم متصلين ومنتمين الى الحوزة الساكتة ووكلائها الذين أتقنوا السكوت وجمع الأموال وإيهام الطبقة المترفة بأنها على طريق الإسلام بينما الناس في نضال ضد الحصار والنظام الدكتاتوري ومن هؤلاء الوكلاء الذين أصبحوا أبطال ونجوم في الصراع الجديد:

    1. الشيخ زهير :وكان هذا الشاب شديد العداء للصدر ويسبّه سبّاً مقذعاً وغير مؤدب أقله أن محمد الصدر عميل وغير عادل وإنه ينفذ مخططاً للنظام.وقد دأب حالياً على إقامة مجالس للطبقة المترفة في المدينة ويؤم المصلين في جامع الحسين لوقوعه في منطقه تجارية نشطة ويسميه الناس جامع التجار.تندراً.

    2. السيد أحمد الصافي: وهو من أساتذة الحوزة الساكتة ويشكل الآن الساعد الأيمن للشيخ عبد المهدي الكربلائي مسؤول مكتب السيستاني. وقد خذل هو وأتباعه محمد الصدر في كربلاء وكان يدعو الى الحوزة الساكتة ومن ضمنها بشير الباكستاني (النجفي مؤخراً).

    3. الشيخ عبد المهدي السلامي الكربلائي: وهو أحد طلبة النجف ومسؤول مكتب السيستاني في كربلاء وكان هذا الشيخ يعقد المجالس للطعن في مرجعية محمد الصدر وكان قد تصدر لائحة المعترضين على محمد الصدر في حادثة المدارس في النجف.وزعم بعض المواطنين أن هذا الشيخ قد ثبّت ركائزه بواسطة أحمد الجلبي قبل أحداث الإثنين بأيام.

    وقد تشكلت لجنة من هؤلاء الأشخاص وسواهم في كربلاء مرتبطين بمكتب السيستاني وكانت مهمتهم توزيع الأموال التي تصل اليهم من المكتب وكانت توزع على المقربين والذين يقدمون عملاً جيداً لصالحهم أو ضد محمد الصدر وأصبحت هذه الثلة تمتلك العقارات والمزارع والسيارات بشكل ملفت للنظر وصرفوا الأموال على ملذاتهم الشخصية حتى أن أحدهم تمتع بنساء لفترات معينة بمبلغ وصل الى ثمانية ملايين دينار عراقي (وأهمهم أكرم أبو مصطفى -الزبيدي- فيما بعد) وكانت هذه اللجنة تقوم من باب الظاهر بزيارة العوائل الفقيرة وهناك رواية مؤكدة .أنهم زاروا إحدى العوائل وكانت ابنتهم تحتاج الى عملية جراحية بصورة مستعجلة وعندما دخلوا الى منزلها رأوا صورة محمد الصدر معلقة على الجدران فاعتذروا بأنهم لا يستطعيون توفير المبلغ المطلوب وأعطوهم مبلغاً يكفي ليوم واحد للطعام فقط.وكان رئيس هذه اللجنة هو المدعو : أكرم أبو مصطفى.(الزبيدي).

    لقد استقطبت حركة الصدر الشباب الفقراء في كربلاء أما العوائل الغنية والأسر العلمية التي لا تعود الى أصول عربية إلاّ فيما ندر فقد استصحبوا حالة السكوت أوالطعن على محمد الصدر وأعانوا الظلمة ضده في بعض الأحيان.

    لقد كان المراجع في معظمهم يخطئون كثيراً في اختيار وكلائهم ولا يحاسبونهم ويمنحونهم صلاحيات كبيرة منها أن الوكيل له نصف ما يجمع من أموال وقد هاجم محمد الصدر هذه السنة التي لا مصدر لها ولعن مؤسسها وألغاها من وكلائه الفقراء وصرف الأموال فيما ينفع ويفيد.( وهذا ما جعل الكثير من رجال الدين ينصرفون عنه لأنه لا يحقق لهم منافع دنيوية وامتيازات فانضم اليه المعذبون من قبل النظام ولا تجد من بين أتباعه من هو من أسرة ثرية بنت مجدها وثراءها في أيام المجاعة والسكوت وفي نظرة أكثر شمولاً الى دائرة الصراع نرى أن بعض المراجع قد حاربوا محمد الصدر وما زالوا وبواسطة وكلائهم الذين كانوا يتفننون في هذه المحاربة ويحاولون إعطاء الدور الوطني والفدائي الذي لعبه محمد الصدر ومقلدوه صفة الخرق والحماقة والتخريب منذ أن نهض بوجه الدكتاتورية وكانوا هم يمارسون التقية النفعية والمتذرعة بالدراسة وصون الأموال (وأذكر أنني لست بصدد الميل المجاني الى هذا أو ذاك ولكن الحق واضح والإنجاز ظاهر).ولو قرأنا سيرة المرجع علي السيستاني لوجدنا له دور خطير في سحق حركة محمد الصدر وكان يبذل الأموال الطائلة لشراء الذمم فكان فضلاء الحوزة إلاّ ما ندر يصرحون في المجالس الخاصة إنهم لو أيدوا الصدر وهو على حق لماتوا جوعاً.وكان لمحمد رضا السيستاني (ولد المرجع علي السيستاني) دور في محاربة محمد الصدر وهو معروف بلسانه الوسخ حيث لا يمتلك أبسط الأخلاق العرفية فضلاً عن الإسلامية وكان يسب محمد الصدر ويحرض ضده.أما من حيث سلطته فهو متماد في عنجهيته وهجومه على العلماء.وكان الخدم الذين يعملون في مكتبه يعاملون الطلبة العراقيين باحتقار وحدث أن قاموا بطرد العديد منهم والإعتداء عليهم أكثر من مرة وفي احداها سلموا أحدهم الى ضابط الأمن الذي كان يحرس السيستاني.وقد حارب السيستاني محمد الصدر حرباً لا هوادة فيها وكان قائد الجمع في العالم ضد محمد الصدر وقد شكّل مع محمد سعيد الحكيم وبشير الباكستاني (النجفي) الثلاثي المعروف لإسقاط محمد الصدر.ولم يعرف عنه موقفاً استنكارياً واحداً تجاه أي حدث في العالم الإسلامي.وحدث أن قطع رواتب العديد من الطلبة لأسباب منها : أذا علم أن أحد الطلبة قد اعتقله النظام وإذا راجع أحد بخصوص هذا الطالب فإنه يطرد.وكان الطلبة العراقيون يقفون أيام الراتب أمام مكتب السيستاني بشكل طوابير ذليلة لإستلام رواتبهم وطلبة باقي الجنسيات تصلهم رواتبهم الى بيوتهم أو مدارسهم.وكان جميع المراجع عدا محمد الصدر يمتنعون عن قبول الطلبة العراقيين وخصوصاً الجنوبيين وذلك لأن المتعارف عليه في الحوزة التقليدية أن أهل الجنوب متخلفين و(معدان) أو كما يسميهم الملتفون حول السيستاني وغيره (بالعربنجية) هذا مع العلم الأكيد ما لأهل الجنوب من أدوار تاريخية وعراقة وطنية.و عكس هذا كله تجده عند محمد الصدر ومجلسه وجلّ أموره. وللمزيد من المعلومات راجع كتاب (السفير الخامس) لعباس الزيدي.لتكتشف أن لقضية محمد الصدر ابعاد وطنية عظيمة رفعت ضد أعتى نظام دكتاتوري ولكن الحسد والمصالح حاولت تشويهها.



    مفارقة إعلامية



    من المثير للسخرية بصدد أحداث كربلاء الأخيرة أن يطل علينا مراسل شبكة الإعلام العراقية من التلفزيون برسالته الصوتية مساء السبت18/10/2003 ليعلن للناس أن الوضع في كربلاء آمن وأنه دخل بسيارته بسهولة الى المدينة. علماً أن الحواجز تسمح للإعلاميين والصحفيين بالدخول تلقائياً أما المواطنون فلا يسمح لهم بذلك.وقد انشلت الحركة في المدينة منذ يوم عصر الإثنين 13/10 وتضرر الناس في مصالحهم وتعطلت المدارس وأغلقت المحلات وكثفت القوات الأمريكية والبولندية حواجزها عند تقاطعات شارع القبلة مع شارع المخيم المؤدي الى مكتب الشهيد الصدر والذي اتخذ كمقر ومكتب وجامع لأداء صلاة الجماعة منذ عهد الشهيد محمد الصدر.وفي تقاطع آخر وهو شارع قبلة العباس مع شارع الجمهورية المؤدي الى طريق محافظة بابل والذي وجد بعد اشتباك جماعة السيد محمود الحسني مع القوات الأمريكية وقتلهم جنرالاً .ليلة الجمعة الماضية.(ولهذا الموضوع تفاصيل خاصة وغريبة).

    تحت السطح
    هناك الكثير من الوقائع التي تعوم تحت سطح الأحداث وتتغير أو يتغير التعبير عنها عندما يتدخل الإعلام الذي لا يستطيع أن يعمل إلاّ بعد الإعلان عن هويته ووجوده أما نحن فقد قيض لنا التجوال والمشاهدة واللقاء بالناس وأخذ الكثير من الوقائع والآراء من خلال الحديث العادي العفوي وكان الناس يعبرون عن آرائهم بطلاقة وبدون تحفظ أمامنا.لأننا لم نعلن لهم (عدا لبعض منهم) أننا بصدد الكتابة عن هذه الأحداث التي شغلت وسائل الإعلام والناس وأوهمتهم بأنها صراعات عقائدية أو مذهبية أو أنها إنجازات من قبل الأطراف التي تتصارع وكل منهم يدعي ويصرح بشعارات فارغة بينما الحقيقة تتكشف عندما نذهب الى المستفيد ونعرف أن الصراع عبارة عن صراع زعامات جوفاء ومصالح نفعية مبنية على مفاهيم بالية أكل عليها الدهر وشرب ولا نستطيع استباق الأحداث الآن والإطلاع عليها ما لم نعرف الحكاية من أصولها الأولى وكما عايشناها وتحملنا مواجعها مجاناً.

    تبدأ الحكاية هكذا.

    بانوراما الزيارة الشعبانية
    إثناء التحضيرات لإستقبال زوار الزيارة الشعبانية قامت لجنة التنسيق بين الأحزاب والحركات والمؤسسات الإسلامية في كربلاء بتنسيق الأعمال والمهام ووزعت بطاقات خاصة على الفرق التفتيشية التي كانت تفتش الوافدين الى المدينة عند رؤوس الشوارع والتقاطعات وسط ازدحام الآلاف من الوافدين وقد قدمت هذه الفرق التفتيشية جهداً طيباً.وفي اليوم الثاني للزيارة تعرضت مفرزة شرطة في الجدول الغربي الى هجوم بالرمانات اليدوية واستشهد نقيب شرطة وشرطيان وكان هذا بعد أيام من اكتشاف سيارة مفخخة في كراج حي العامل على بعد 1000 متر من مرقد الحسين.(علماً أن السيارة وصاحبها الذي هو من محافظة الموصل كما أشيع لم نر له أثراًً.ولم تكتب أو تعلن عنه أي وسيلة إعلامية).

    كانت مشاهد الزيارة غاية في الفوضى والنظام معاً فوضى ممارسة الشعائر وانشغال الناس في البحث عن الطعام والمآوى وإداء الزيارة الذي جعل معظم شوارع المدينة رطبة ببرك المياه وازدحام الزوار وأما النظام فقد توضح في السيطرة وتفتيش الداخلين فقط.وقد شاهدنا فعالية جديدة لم نألفها من قبل وهي استعراض سرايا جيش المهدي على شكل أرتال (عسكرية) غير مسلحة وهي باللباس الأسود تخرج من مكتب الشهيد الصدر لأداء واجباتها مع باقي الفرق وكانت هذه الأرتال تردد الشعارات التي تؤيد وقوفها وتؤكده الى جانب الإمام المهدي في نضاله الدائم والقادم ضد الظلم .جيش المهدي كان أكثر الفصائل تمادياً في إداء الواجبات وكان من حق أفراده إعتقال من يريدون أو التحقيق معه وقد تم من قبلهم تشكيل محكمة شرعية في المكتب وتم فيها جلد سكران ثمانين جلدة وكانوا يفتشون النساء ويقصون شعر الشاب الذي أطاله وقد أضفوا طابعاً أمنياً عسكرياً أكثر منه طابعاً إصلاحياً وقد شوهد عدد منهم وهم يتظاهرون بمظاهر القبضايات المخزية وينظرون الى الناس نظرة باردة جامدة توحي بأن المهدي رجل عسكري والويل لمن يقف في طريقه والحديث يطول حول ما ترك هذا الجيش الباسل من روع وخوف في نفوس الكثيرين.ناهيك عن أنهم حاولوا قبل أيام من الزيارة الشعبانية الإستيلاء على مقام الإمام المهدي وطرد السدنة القائمين عليه وقد صرح لي أحد أعضاء جيش المهدي بأن هذا المزار تذهب أمواله الى جهات غير معلومة .وقد تم صدهم عن هذه المحاولة من قبل المواطنين الزائرين. وحقيقة الأمر تعود الى أن الشيخ خالد الكاظمي من مكتب الصدر اتخذ من هذا المقام مكاناً لتدريس 80 مدرسة ومعلمة دروساً عقائدية وفقهية.ولم يطق بعض رجال الدين نشاط هذا الشيخ فطردوه واتخذ حسينية أهل الكرادة مقراً آخر وتم طردهم منها وقد تعرض بعض الدارسات الى مضايقات من ناس مجهولين.

    ما رواه أبو شهد
    الى هنا والأمور مازالت غير واضحة حول القتال الذي حدث ليلة الإثنين 13/10 والسبب الرئيسي الذي تم التحري عنه من قبلي بعد لقائي بأحد أفراد قوة حماية الصحن (أبو شهد) وهو الذي سمى نفسه بهذا الإسم الحركي صباح يوم الثلاثاء 14/10 وروى تفاصيل الليلة الليلاء التي عاشتها المدينة وقد بدأ السبب الرئيس للإشتباك يتوضح وهو إعتقال الشيخ ميثم من قبل جيش المهدي.(وستظهر الأهمية العظمى لهذا الشيخ في سياق التفاصيل القادمة).وبعد انتهاء الزيارة طالب الشيخ عبد المهدي الكربلائي وكيل السيستاني في كربلاء( كان اسمه الشيخ عبد المهدي السلامي وأصبح الكربلائي بعد استلامه لمكتب السيستاني في كربلاء) طالب بإطلاق سراح الشيخ ميثم وأرسل بعد عدة اتصالات مع مكتب الشهيد الصدر وفداً غير مسلح الى المكتب لإطلاق سراح الشيخ ميثم برئاسة (الشيخ أكرم الزبيدي وكيل سابق للسيستاني وله وقائع مخزية ورغبة في جمع الأموال فقط وهو عضو المجلس البلدي الثاني الذي شُكل في نهاية آيار الماضي ثم طارده الأمريكان بتهمة الإختلاس وتهريب الأسلحة فهرب الى إيران واختفى وعاد مع الزيارة الشعبانية .وبعد كلام ومداولات وسباب وشتائم وتعريض بصفات الشيخ ميثم وإلصاق التهم النابية به (والكلام لأبي شهد محرر القسطنطينية) حصلنا على وعد من مكتب الشهيد الصدر بإطلاق سراحه بعد ساعة.

    الزحف المقدس والبيانات
    ومضت الساعة ولم يبروا بوعدهم وبدلاً من ذلك نصبوا كميناً مسلحاً للقادمين ورشقوهم بصليات من بنادقهم فسارع الشيخ أكرم الزبيدي الى صحن الحسين وراح يقرأ البيانات التي تهيب بأهالي كربلاء الى أن يخرجوا في زحف مقدس لمحاربة بقايا البعثيين والوهابيين الذين احتلوا جامع المخيم ويريدون احتلال الصحن الشريف(وهذه النقطة لها مكانها من الحوادث.علماً أن صحن الحسين لم يزحف عليه أحد وأن الشيخ ميثم أطلق سراحه قبل صلاة المغرب من يوم الإثنين كما صرح عنصر من عناصر الجامع)وكانت بيانات أكرم الزبيدي تنتهي بعبارة الله أكبر ثلاث مرات وقد حذف (وليخسأ الخاسئون) لكي لا يزداد شبهاً بصدام وأثبت جدارة في الإلقاء والخطابة خصوصاً أن صوته كان يدوي في ليل المدينة من بين أصوات الطلقات.والعجيب أنه ادعى في أحد بياناته الثلاثة أن السيستاني قد أفتى بهدر دم الصدريين وكلنا نعلم أن السيستاني لم يفت بهدر دم البعثيين فلماذا هؤلاء.وبعد لحظات من الهدوء بدأ الرمي وإطلاق النار يسمع في ليل المدينة وأحصى أحد إصدقائي (وهو شاهد عيان لأن بيته كان ضمن مجال المتقاتلين ويقع خلف المخيم الحسيني) أحصى 25 قذيفة آر بي جي وكانت تطلق من رأس زقاقهم خلف المخيم الحسيني وقال شاهد العيان هذا أن هناك تفاصيل خطيرة حدثت خلال الإشتباك منها خروج سيارة محملة بالعتاد من صحن العباس ووقوف الشيخ عبد المهدي الكربلائي وهو يقول لقوة حماية الصحن وبعض من نخاهم للقتال : هذا يومكم.. أقضواعليهم).قال أبو شهد المقدام أن قناصاً من مكتب الشهيد الصدر كان قد قتل عدداً من الذين لبّوا نداء الجهاد ومن ضمنهم امرأة أخرجها فضولها وصبياً وبلغ عدد القتلى 11 قتيلا ومن مكتب الشهيد الصدر قتيلا واحداً وتم القاء القبض على هذا القناص واسمه أحمد مجذوب بعد يومين من الحادث ولم يعلن عن مصيره لحد الآن!!).في صباح يوم الثلاثاء 14/10 ذهبنا الى مكتب الشهيد الصدر قرب المخيم وكانت الحواجز قد أقيمت من قبل الشرطة العراقية والقوات الأمريكية والبولندية وقد أغلقت المحلات وشلت الحركة في المدينة وعند أحد الحواجز منعني الأمريكان من الدخول أكثر وبعد جدال تدخل أبو شهد الهمام وسمحوا لي بالذهاب الى الجامع..كان التفاوض جارياً وقد تدخل فيه أفراد من الشرطة العراقية ورجال الدين لغرض إخراج أعضاء مكتب الشهيد الصدر من كربلاء بعد إدائهم الزيارة ليعودوا الى مدنهم (لأنهم غرباء) على حد تعبير أبي شهد الوطني .قلت له: ولكن أغلبهم بيوتهم في محافظة كربلاء. قال: كلا إنهم غرباء وليسوا كربلائيين (يقصد أنهم من أهل الجنوب (المعدان) الذين نزحوا الى مدينة كربلاء في بداية حرب الثمانينيات.علماً أن كلمة -غرباء ولفوّة ومعدان - كلمات يتداولها الكربلائيون كثيراً من المسؤولين الى رجال الدين الى التجار باحتقار كبير ضد الجنوبيين(والعرب عموماً) وهي غاية في التمييز والتفرقة ولم يخاطب بها أي ايراني أو هندي أو باكستاني بل هي خاصة بعرب الجنوب تماماً للإمعان في تحقيرهم..).وإثناء المفاوضات خرج وفد من مكتب الشيخ المدرسي يتكون من حوالي 50 رجل دين حاملين معهم كارتون ملئ بالسندويجات كمعونة للمعتصمين في مكتب الشهيد الصدر.وتم الإتفاق على أساس أن يخرج الصدريون بعد إداء الزيارة ويسلموا أسلحتهم.

    حيرة المراسلين الصحفيين
    وما زال وضع المدينة غير مستقر ومشوب بحذر شديد على عكس ما أعلن إعلامياً(ففي اليوم الثاني أطل الشيخ عبد المهدي من تلفزيون شبكة الإعلام ليعلن للناس أن الفتنة تم احتواؤها وأن الوضع في كربلاء آمن لأنها مدينة الحسين.بينما لم تكن المفاوضات قد تمت). وقد ثبت لنا أن وسائل الإعلام ترسل مراسلاً الى مكان الحادث ليأخذ ما يرى فقط أو يوصف له المشهد فيعلق عليه وقد شهدنا الفارق الكبير بين ما نرى ونشهد من حوادث وبين تصريحات الإعلام المخجلة والغريب أن الكثير من مراسلي الصحف تجنبوا الخوض في الموضوع(أو كتب بشكل محايد مثل مراسل جريدة المدى) وقد صرح بعضهم بأن رئيس تحرير الجريدة التي يعمل لها مراسلاً لا يرغب في إثارة مثل هذه المواضيع التي تدل على أن البلد تتعثر فيه مرحلة التطوير ويقول لجأنا الى أسلوب عمل تقليدي وهو اللقاء بالمسؤولين والمحافظين وتدوين تصريحاتهم وانجازاتهم التي لا ندري عن حقيقة وجودها شيئاً وغايتنا فقط الحصول على المكافأة لأن الجريدة لا تصرف لنا شيئاً .وهذا موضوع آخر وقع فيه مراسلو الصحف بعد ارتباطهم بصحف تجارية تقلل النفقات وتطمح الى زيادة المبيعات فراحت تتلاعب بصرف مكافآت مراسليها وعادت الصحافة كما في عهد صدام لتصبح عملية مكياج على وجوه كالحة.

    المصالحة...كلهم بلا خطيئة
    بعد يومين من الأحداث زفّت البشرى بالمصالحة بين السيستاني ومقتدى الصدر وأعلن أحد أعضاء مجلس الحكم بأنه جندي في جيش المهدي وتمت تسوية المسألة وكأن المعركة بين قطبين من المراجع لم يأتلفا سابقاً وقد حشر السيستاني ومقتدى نفسيهما في صراع هو في الأصل مبني على طموحات محدودة بين عدة أشخاص تتمثل في الحصول على موارد العتبات المقدسة التي فاز بإدارتها مكتب السيستاني وراح يعين من هم من أبناء المدينة لهذا المنصب الذي تم إضفاء القدسية عليه وهو لا يمثل إلاّ جعل مراقد الأئمة الأطهار مكاناً للتنازع والتنافس الدنيوي ولا يعود بالفائدة على الناس(علما أن محمد الصدر حرّم رمي النقود في الأضرحة قولاً وعملاً) ولو أن أي موظف يؤدي هذا المنصب لما زاده شيئاً فكيف ومراجعنا يتصورون أن شاغل هذا المنصب يقاتل مع الإمام الحسين ليتيه على الناس فخراً.والغريب أن شاغلي هذا المنصب على مدى تاريخه الطويل لم تشهد الناس لهم مأثرة أو خدمة عامة قاموا بها بل هم من الناس الذين لديهم رغبة في الإستحواذ على كل شئ والتسيد على الناس.

    بداية الأسئلة والإحتجاجات
    وقد صدرت البيانات من قبل التجمع الإسلامي الذي طالب بتحديد جديد لهوية المدينة وتوكيل مسؤولية أمنها الى مسؤولين أكفاء وأن لا تتعرض مصالح الناس وأمنهم الى أضرار بسبب أهواء هذا وذاك ومشاكلهم. وطالبت جماعة المثقفين في المدينة تقديم المسؤولين عن هذا العمل وكافة الأطراف الى المحاكمة وطالبت المحافظ بتحمل مسؤولياته وعدم مجاملة رجال الدين خوفاً على منصبه (والغريب أن محافظ كربلاء ليلة الإقتتال تدخل هو والعميد عباس مدير شرطة كربلاء الذي كان مدير إعلام المحافظة أيام الطاغية وعضو فرقة في الحزب وكان الشيخ عبد المهدي الكربلائي أول المطالبين بإقالته في مظاهرات شهر آيار الماضي ولكنه الآن أصبح ساعده الأيمن وتحت تصرفه؟؟.ولما لم يجْدِ هذا التدخل نفعاً استقال –المحافظ ومدير الشرطة- سوية وعادا بعد المصالحة بين السيستاني ومقتدى سوية أيضاً).

    الشيخ ميثم... القميص العثماني
    نعود الى الشيخ ميثم الذي كان اعتقاله مشعل الأحداث ولأنه كان منصّباً من قبل الحوزة ومدير شرطة كربلاء والمحافظ لإستلام السيارات الحكومية التي كانت في عهدة الموظفين في نظام الطاغية ولا ندري ما وجه الكفاءة التي تمتع بها ليعين في منصب ثلاثي الأبعاد (ناهيك عن المساوئ التي أثبتها الصدريون بحقه قبل وبعد اعتقاله) فقد تجمع لديه عدد لا بأس به من السيارات وقام هو على تجميعها في منطقة الإسكان قرب مقر فوج الطوارئ وكان ذا شأن وهو يستولي على سيارات الدولة ليحميها وصار له شأن أيضاً عندما يستعين به رجال الحوزة لإمدادهم بالسيارات الحكومية التي استخدموها كما يريدون . وتعود قصة اعتقال الشيخ ميثم الى أن الصدريين في زيارة شعبان احتاجوا الى عدد من السيارات فذهبوا الى الشيخ ميثم ولكنه امتنع عن تسليمهم أي سيارة وطلب منهم موافقات أصولية فما كان منهم إلاّ اقتحام مرآب السيارات وأخذها واعتقاله.ولكن الصدريين رووا أن الشيخ ميثم كان يصادر سيارات الزائرين التي تحمل صورة الشهيد الصدر وينعته بأبشع الألفاظ فاشتكى الزوار الى الصدريين وتم اعتقاله من قبلهم وجلده في الجامع علماً أن من بين السيارات التي صادرها الشيخ ميثم هي سيارات ريم قديمة لا تعود الى الدولة ويملك سواقها أوراقاً أصولية بها.

    توالد الأسئلة
    بعد وضوح هذه الحقيقة للناس تكشفت لهم حقائق كثيرة وأسئلة محرجة وهو مانسمعه يومياً في الشارع علناً وهو ما لا يمكن أن تصيده وسائل الإعلام لأن الناس تخشى من التصريح خوفاً من سطوة رجال الدين والتكفير والمحاربة وكم من شهود عيان توسلوا وحلفوني بعدم ذكر أسمائهم ومن ضمنهم أنا كاتب السطور إذ أنني لا أأمن على نفسي وعائلتي بعد نشر هذه الصفحات. (وشكى لي مراسل راديو (…) أن الناس تخاف الكلام وبصعوبة حصلت على بعض المعلومات) لأنهم يخشون رجال الدين وأتباعهم من القبضايات والنفعيين أكثر من خشيتهم من أمن صدام سابقاً.

    ومن الأسئلة التي تراود الناس هذه الأيام هي:

    1. هل أن رجال الدين يتصارعون ويتصالحون طبقاً لأمزجة أتباعهم وهم من الذين لا يشغلهم شاغل أكثر من الفوز بغنيمة وجاه اجتماعي والدليل أن غالبيتهم من الذين لم يكملوا تعليمهم أو من الذين لا يعيلون عائلة ولا يزاولون عملاً معيناً أو وظيفة ؟.

    2. هل يتصور رجال الدين بأن الناس عليهم التضحية دائماً من أجلهم.وهل يتصورون أن الناس بمثل هذه السذاجة ليخرجوا لطاعة من لم يقم لهم شأناً ولم يفكر بما يعانونه طيلة سنين عديدة سوى التصريحات والإنشغال عن آلام الناس بالمناظرات والدراسة التي لم ترق الى تطور ملموس.ومتى كان رجال الدين رهباناً أو مدراء لإدارة المرافق السياحية الدينية وهل تتم رسالتهم بإدارة هذه المرافق.وهل أن منازل الناس وأمنهم ساحة صراع لهم.ولماذا لا يختارون أماكن بعيدة عن حياة الناس ليتصارعوا؟.

    3. أليس عمل رجال الدين الآن هو تعبير عن العجز الذي تعانيه كافة الأقطاب والمسميات .والشعور بعدم البادرة في انقاذ الشعب من الدكتاتورية وانزوائهم وانشغالهم فيما لا ينفع ولايرتق فتقاً.

    4. أحد المواطنين الذين قتل ابنه في الإشتباك قال أن ثمن دم إبنه يساوي خمسين عمامة.

    5. ماذا سيقول رجال الدين للناس الذين يشتمون رجال الدين علناً وفي الشارع وفي مجالسهم وأن رأوا صدرياً شتموا السيستاني وإن رأوا سيستانياً شتموا مقتدى لأن والده شهيد ضحى في سبيل الناس واشتغل في أحرج الفترات لا كرجال الدين الآن الذين اشتغلوا في عهد لا طغيان فيه سوى طغيانهم.

    6. ما هو سر الزيارات التي قام بها رجال الدين مثل الشيخ عبد المهدي الكربلائي ومقتدى الصدر الى أيران وكذلك بعض مسؤولي المحافظة الذين ذهبوا على شكل وفد الى ايران قبل الشعبانية بفترة ليست قصيرة.

    7. ماذا يعني مجلس الحكم في مثل هذه الظروف وإذا كان قائماً على مجاملة من لا يفكرون بالوطن والناس فهل تفرض عليه أوامر من رجال الدين وهل يحاول أن يجمع الأطراف على حساب مصلحة الناس.

    8. لماذا لا يطال القانون رجال الدين (وهذا السؤال لأحد المحامين من مدينة كربلاء).ويجب تحديد شخصية رجل الدين باعتباره مواطن مثل رئيس الدولة قانوناً فهو مواطن وليس قمة على هرم لا تطالها الحقوق والواجبات.وإذا كان رجل الدين غريباً فأولى له أن يحترم البلد الذي آواه أو أن يذهب الى بلده ليقوده نحو ما يريد.

    9. لماذا سفّر مقتدى عائلته الى ايران قبل الزيارة الشعبانية الى جدهم وأبي زوجته آية الله أشكوري.

    10. لماذا لا يشرف مجلس الحكم على إدارة العتبات المقدسة (السؤال لموظف في دائرة أوقاف كربلاء) وتخليصنا من العوائل التي بنت مجداً فارغاً في هذه الوظيفة وهي عوائل في أغلبها مشكوك في كيانها الوطني بل فرض الصفويون بعضها إبان احتلالهم للعراق.ولابد من إدارة العتبات إدارة رسمية لا إدارة عائلية.

    11. على من تقع ديات القتلى وأضرار المنازل ورعب الأسر في تلك الليلة التي كادت تنسى بعد مصالحة السيستاني ومقتدى.

    12. لماذا تبرّأ الشيخ عبد المهدي من الذين لبّوا نداءه وخرجوا للقتال وقد التقيت بأحدهم وكان يكيل له أشنع الصفات والأعمال والسباب وقد هاجم حسن مطلك وهو من أشقياء محلة السلالمة وقدخرج لنصرة صحن الحسين عند صدور بيانات الشيخ أكرم الزبيدي ،فقد هاجم هذا الشقي ببندقية كلاشنكوف الشيخ عبد المهدي الكربلائي بعد أن أعلن هذا الشيخ براءته من الذين خرجوا للقتال وقد خلصه الناس من حسن مطلك ودار هذا الحادث في صحن الحسين صباح يوم الأربعاء 15/10 وكال للشيخ أشنع الصفات وطعن في عرضه.ولماذا تبرّأ مقتدى من القائمين على مكتبه في كربلاء في بيان صدر بعد ثلاثة أيام من الحادث.

    13. سيطالب أصحاب المحلات التي أغلقت لحد اليوم بتعويضات من خلال دعاوى شكوى على رجال الدين.

    14. لا يبرّئ أي مواطن التقيته رجال الحوزة من الإساءة الى هذه المؤسسة العظيمة باشتراكهم في مهاترات جانبية لا تنفع الدين ولا المسلمين.

    15. لماذا تم التغاضي من قبل الحوزة والمحافظ أكرم الياسري عن ملايين الإيرانيين الذين وفدوا بحجة الزيارة وانتشرت معهم مظاهر الفساد وبيع الحشيشة بشهادة رجال الدين والصحف والناس وبعد ضبط العديد من قطع الأسلحة والعثور على زوار ايرانيين يحملون هويات عسكرية وقال شاهد عيان أنه رأى ايرانيين يحملون السلاح مع المهاجمين على جامع المخيم.ولماذا تم التغاضي عن ايرانيين اشتروا عقارات وبساتين بواسطة اسماء بعض سكنة كربلاء من الذين ينحدرون من أصول فارسية.ولم ينعتهم الشيخ عبد المهدي الكربلائي وأهل المدينة بأنهم غرباء مثل عرب الجنوب.ولماذا دفعت الحكومة الإيرانية بمثل هذه الأعداد بدل أن تحمي حدود العراق من الإختراق وكما قال لي مواطن :بودّي أن أسأل رئيس جمهوريتهم المحترم هل أن الإسلام علمه دخول البيوت من الثغرات أم من الأبواب ولماذا يرسل الإيرانيين الى بلد غير آمن ولم تستقر أوضاعه لحد الآن .ألا يخاف عليهم أم عمل على استغلال سذاجتهم الشيعية .وأنصحه بقراءة آراء الشهيد علي شريعتي في كتابه (التشيع الصفوي والتشيع العلوي). هل تحاول ايران إفشال تجربة العراق بإسقاط الدكتاتورية؟ أم أنها تحاول التقريب بين قوميتين تحت ستار المذهبية التي أثبتت فشلها في جذب شعبين جارين علماً أن العراقيين يحتفظون بأسوا الذكريات عن الشعب الإيراني من خلال الأسرى العائدين بالآلاف والمسفرين الذين قضوا في ايران ما يزيد على العقدين ولم يمنحوا الجنسية الإيرانية ونقلوا للناس فشل التجربة الإيرانية والدكتاتورية الإسلامية الجديدة في ايران والإزدواجية والبغض الشنيع للعرب والذي لم تطغ عليه محبة أهل البيت العربيي الأصل.

    16. أين اختفى تاجر الأسلحة الذي باع للشيخ مهدي كمية من العتاد.وهذا التاجر من منطقة باب السلالمة التي بها يلقب الشيخ عبد المهدي.

    رجال الدين
    هذا مقتطف من اسئلة كثيرة تشغل الناس هذه الأيام وربما سيشهد المستقبل انقلاباً خطيراً على رجال الدين الذين فشلوا في أن يكونوا في مصاف أهل البيت أو في مصاف الناس وخصوصاً بعد أن ثبت بالدليل العملي الواقعي محدودية نظرتهم وانشغالهم بمصالح دنيوية عابرة وتسليمهم أمورهم وسمعتهم الى كل منتفع يتملقهم ثم يسمحون له بعمل ما يشاء هذا إن كانوا يعلمون بما يفعل . وثبت منذ انهيار الدكتاتورية أن رجال الدين لا يمكن أن ينزلوا الى الواقع النفسي الذي حدث عند الناس بين تجربتين تجربة الدكتاتورية وتجربة انهيارها.وذهبوا الى تطبيق الشكليات والسماح للآخرين بممارسة التجربة الدينية بشكل ظاهري وإعادة الناس الى خبرات تزيد على خمسين سنة مضت متناسين أن العراقيين في عمومهم ورغم ما عانوه من عزلة قد أصبح لهم في قرارهم الوجداني القدرة على استشعار النوايا واستهلاك الشعارات وولد لديهم الطغيان تراكم خبرة بمواربات القادة وكيف يصلون الى مصالحهم بشعارات ومبادئ طنانة لا تصمد أمام الواقع الواضح.

    ومن الطريف أن أحد عناصر الأحداث قد حقق وجوده على الهامش واختفى الآن ولكن له قصة طريفة تدل دليلاً كبيراً على التسيب الذي تعانيه مدينة كربلاء وتعري سكوت الإداريين وعدم إطلاعهم مجلس الحكم بإخلاص على ما يدور.

    قصة هذا الرجل (ولي أمر المسلمين محمود الحسني) بدأت بعد انهيار الدكتاتورية عندما وزع صورته وألصقها أتباعه على جدران المساجد في كربلاء وهو في هيئة رجل دين شاب وسيم ورديّ الوجه وعريض الوجنات وكأنه خرج من لوحة لميكائيل انجلو وفي مفصل إعماله إعلان عن كتابه الفتح المبين الذي أثبت فيه 36 إشكالاً شرعياً على أستاذه المرجع اليعقوبي في أحكام الخل (والطرشي).وبدأت السخرية منذ تلك اللحظة ولكن من الطريف أن أتباعه أخذوا يتزايدون واستأجروا داراً في العباسية الغربية وأعلنوها مكتباً لإمامهم وبدأت الإعلانات والبيانات تصدر من هذا المكتب بتوقيع المرجع العظيم وفي بعض منها ورد أنه ولي أمر المسلمين وهو الأعلم والأحكم وعلى الجميع تقليده وطاعته وكل من لا يقلده فهو كافر والغريب أن أتباعه كانوا يخرجون في مظاهرات ضد الأمريكان ويضربون رؤوسهم بالسيوف أمام الأمريكان وسط سخرية الناس واستنكافهم ويعودون هاربين بعد أن يشد عليهم الأمريكان.وفتح هذا المرجع مكتباً له في طرف من أطراف مركز كربلاء(باب طويريج) لتسويق كتبه ومنشوراته وحدث يوم الأربعاء 15/10 أن تدخل الأمريكان لحماية مركز المدينة من اشتباك الصدريين والسيستانيين فأوقفوا مدرعتهم بالقرب من مكتب هذا المرجع فثارت حمية أتباعه وهاجموا الأمريكان وقتلوا جنرالاً منهم وقد زرت مكان الحادث وكان اتباعه المسلحون قد صعدوا على سطوح دور المواطنين وقطعوا الشارع بعدة حواجز فيما أخذ الناس من أهل المنطقة بإخلاء بيوتهم خوفاً من الإشتباكات ولشد ما شغل الناس هدوء الجنود الأمريكان وهياج اتباع محمود الحسني وتعاليهم على الناس وصياحهم المستمر.هذا المرجع راح طيلة فترة وجوده يلمح من خلال اتباعه الى أنه سفير المهدي المنتظر إن لم يكن هو بعينه علماً أن الناس لم يروه شخصياً أبداً وعاش مموه المكان.ومن انجازات مكتبه في أيام الزيارة الشعبانية أن أتباعه هجموا على مسجد الأخوان السنة في سوق النجارين واعتقلوا إمامه السوداني الجنسية الذي ترك عند الناس ذكراً طيباً لصلاحه وأمانته وحسن تقواه .علماً أن المسجد أنشأ منذ الخمسينات وأعيد بناءه في العام الماضي وقد أصدر أتباع هذا المرجع بياناً موجهاً الى مرجعهم جاء في بعض منه :( نبشركم بانهيار آخر معاقل أبناء العامة(السنّة)….) وبعد أحداث الصدريين والسيستانيين داهم الأمريكان مكتب محمود الحسني وهرب جميع اتباعه واختفى هو إلاّ أن أتباعه قالوا بأنه أوصى أن يرجع الناس في دينهم الى سفرائه الأربعة. وأتباعه لا يدرون من هم هؤلاء السفراء الأربعة وكما يبدو واضحاً فهي إشارة الى شبهه بالإمام المهدي الذي أوصى بالرجوع الى سفرائه الأربعة بعد غيبته عام 255هـ.

    مثل هذا الواقع المخجل الذي يتستر عليه رجال الدين والمسؤولون والإعلاميون هو ما يطفو تحت سطح الأحداث ويجعل الناس يعانون ويدفعون ثمن المستهترين بمصالح الناس.والذي يبعث على السؤال هو لماذا أخذ مثل هذا المرجع مجالاً واسعاً في العمل وتزييف عقول السذج وزرع الطائفية ولم ينتبه له أهل كربلاء ورجال دينهم.علماً أن بعض مثقفي كربلاء ما زالوا منذ فترة يساومون شخصاً بسيطاً من أجل الحصول على إضبارة من أضابير المخابرات العراقية عثر عليها هذا الشخص في بناية المخابرات فيها تفاصيل كاملة حول شخصية محمود الحسني هذا وعمالته لمخابرات النظام .ولكن الشخص البسيط يرفض طلب ثمن لهذه الإضبارة ويخاف تسليمها الى أي جهة.وما زالت المساومة مستمرة لحد الآن.

    هناك موقف تعرض له أحد المراجع الذين وفدوا الى كربلاء .هذا المرجع وصله خبر في منتصف أيلول الماضي مفاده أن رجاله رصدوا سيارة مفخخة انطلقت من الناصرية لإغتياله (وكأن عناصر الإغتيال أعلنت للناس عن هدفها) ثم اتجهت الى مدينة الديوانية وغيرت مسارها نحو مدينة الحلة وبين الحلة وكربلاء اختفت السيارة. فما كان من هذا المرجع إلاّ أن كافأهم وشدد الحراسة على مقره وبنى رصيفاً إضافياً حجز به نصف الشارع لتبتعد السيارات المارة عن مقره .وما عاد يعلن عن وجوده لأسباب أمنية وانطلت عليه اللعبة ولم يسألهم لماذا لم تمسكوا السيارة في الناصرية إذا كنتم تعلمون أنها انطلقت لإغتيالي.ولكنه معذور (لأنه ليس حسجة مثل أهل البلد). ونقل لي أحد العاملين في مكتبه أن هذا المرجع ينوي العمل على فصل كربلاء سياسياً وجعلها تابعة لإيران. ربما كان يطمح بجائزة نوبل في الإنغلاق والتجزئة إن كان هناك مثل هذه الجائزة.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    1,538

    افتراضي

    القداسة
    هذا الذي مر يعطي فكرة بسيطة وموجزة عن الفوضى المغلفة بالقداسة في مدينة كربلاء والتي أصبح الناس فيها نسياً منسياً ناهيك عن عوائل شهداء الحركات السياسية والمواطنين الذين هم الآن في رجرجة قصوى معاشياً وثقافياً وعقائدياً ولم يتمتعوا بفترة نقاهة ليستقبلوا مرحلة جديدة من النهوض والوعي بتغيرات الدنيا حتى كبسهم رجال الدين بسلفية أخذت لنفسها شرعية ربانية وعلى الجميع تحمل مطاليبها فيما انزوى مسؤولو المحافظة عن ممارسة مسؤلياتهم وراحوا يجاملون رجال الدين (خصوصاً الشيخ عبد المهدي الكربلائي) ويتبعون أوامرهم حتى أن بعض الدوائر لا تعين موظفاً أو تعيده الى الخدمة إلاّ بعد تزكيته من قبل مكتب إسلامي أو مؤسسة دينية أو وساطة رجل دين .كل هذا يجري وسط تفاؤلات مجلس الحكم الوردية جداً في هذه الأيام.

    تلفزيون IMN ياتلفزيون...
    وفي يوم الثلاثاء21/10 وفي الواحدة صباحاً تم إنزال عسكري بواسطة مروحيات أمريكية وجنود بولنديين وشرطة عراقيين لمداهمة جامع المخيم وإلقاء القبض على 32 رجل كانوا معتصمين في الجامع .وبدون اعلان اسمائهم او إحالتهم الى محكمة ما. أعلن تلفزيون العراق أن الأزمة انتهت صباح يوم الأربعاء 22/10 وبث صوراً تظهر الجنود على سطح بعض البنايات وكأن العملية تمت نهاراً. ولم تظهر صورة لأي من المعتقلين أو صورة للسلاح الذي تم الإستيلاء عليه.

    إن هذا الموضوع لو مرّ بلا تدقيق وتساؤل فإنه يعطي نتائج جد سلبية في المستقبل وهو ليس كما تتوهمه شبكة الإعلام باعتباره تمرد من قبل نفر ضال بل سيؤدي بالذين قتل ابناؤهم الى المطالبة بالكثير .من إعادة إعتبار الى محاكمة الجناة الى الديات.والدور الذي لعبه الإعلام في هذه الأزمة دور بائس ومنه أن مراسل شبكة الإعلام زار أولاً جامع المخيم يوم الثلاثاء بعد الإشتباك بيوم واحد وقام الشيخ كاظم الناصري المسؤول عن الجامع بتفريق وطرد كل من كان في الجامع حتى فرغ تماماً وكان هذا ليثبت له حسن النوايا ولكن الغريب في الأمر أن مراسل شبكة الإعلام علي كريم كان لا يشير الى بعض مما دار في الجامع وظل يصرح بآراء تتساوق مع مطاليب وأطروحات مكتب السيستاني وكأنه مال الى جهة ضد أخرى. وقد جاء في البيان الذي بث يوم الأربعاء 22/10بأن القوات المداهمة أنقذت مسؤولاً من مسؤولي المدينة كان معتقلاً في الجامع ولم يعتقل في جامع المخيم غير الشيخ ميثم الذي أطلق سراحه قبل الإشتباك بساعات يوم الإثنين 13 /10.وستشهد الأيام القادمة أحداثاً أكثر عنفاً وذلك لأن الطرفين يستعدان للرد على أي بادرة قد يقوم بها أحدهما.ويبقى سؤال الناس الدائر دائما.هل للقداسة فوضى أم هي فوضى القداسة.

    المريبون
    من الطريف أن أجد في أحد مكاتب الإستنساخ والطباعة يوم 28/10 تحضيرات جارية لطبع بيان صادر من مكتب السيستاني في كربلاء وبتوقيع الشيخ عبد المهدي يعلن فيه أنه لا يملك أية سطوة على أي موظف في المحافظة وبضمنهم المحافظ وأنه لا علاقة له بأي موظف أو مسؤول!!!وبسبب هيمنة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي تعرض الى هجوم برمانة يدوية من قبل مجهول يوم الأربعاء 29/10 وما زال راقداً في المستشفى في كربلاء.أقول بسبب هيمنته على واقع المدينة فإن من إنجازاته أن أشرف وبارك انتخاب المجالس البلدية والتي كان منها أن ترأس علي كمونه أحد هذه المجالس وأعضاؤه كلهم من (الكربلائيين) الذين يشعرون بأنهم قاتلوا مع الإمام الحسين وقد عمد هذا المجلس في باكورة أعماله في شهر ايار الماضي الى إصدار قرار يقضي بطرد جميع الغرباء اللاجئين الى كربلاء ويقصد بهم عرب الجنوب وهم يشكلون ثلاثة أرباع سكان المدينة ( وهذه العقدة هي التي تحكم الصراعات في كربلاء وليس المرجعية ولا الدين ولا هم يحزنون) وكان التهديد من قبل الناس ردّاً على هذه الوقاحة التي تجرح وطنيتهم وعروبتهم فسكت المجلس واستقال علي كمونة بصيغة اعتزال. وبسبب هيمنة الشيخ عبد المهدي الكربلائي فقد راح يبارك ويزكي كل من يتولى منصباً في هذه المدينة ويسخره للعمل تحت إمرته ومنهم مدير الكهرباء الذي قطع خط الكهرباء عن جامع المخيم قبل الهجوم عليه بساعات ومدير الماء وكذلك مدير البريد والهاتف( المهندس عارف) الذي عاد من إيران وادعى بأنه مهندس اتصالات وتولى مهام مدير عام ويوقع كتبه بصفة مهندس بينما تبيّن مؤخراً ومن خلال كتاب وزاري بأنه موظف فني. ومدير المستشفى الحسيني الذي رفض معالجة جرحى الصدريين بأمر مسبق من الشيخ عبد المهدي فتم علاجهم في مستشفى المسيب ليلة الإشتباك وكذلك مدير العلاقات في مديرية الشرطة (العقيد هاني) الذي كان ضابطاً للأمن وطرده الشيخ كاظم الناصري من المفاوضات بسبب دوره الكبير في محاربة الشعائر ورفسه لقدور الطبخ بحذائه أيام عاشوراء ولأهل منطقة الملحق ذكريات معه وتسببه في إعدام شخص من منطقة المخيم أيام الدكتاتورية. وسواهم كثيرون( ولا يبرئ الناس أحد منهم فهم كانوا ركائز الظلم دائماً وخدمة النظام على حساب شعبهم ولن تنفعهم تزكيات رجال الدين الذين كان معظمهم في فلك النظام دائرين).حتى تلفزيون كربلاء الذي كان يحضر لتغطية الصغيرة والكبيرة فقد عزّل قبل الهجوم على جامع المخيم ولم يبث برامجه وهو الحريص دائماً على أن يكون في قلب الحدث حتى لو زار المحافظ مطحنة ليصوره على مدى ساعة كاملة لكي نتذكر عقدة نفسية من عقد صدام حسين وحبه للكاميرات. وقد تم في محافظة كربلاء خصوصاً أيام الزيارة بيع الخبز المرّ الى الزائرين ولم يتحرك أي من هؤلاء الغيورين على قدسية المدينة ومصلحة المسلمين فأخذ أصحاب المخابز والأفران حريتهم في استعمال ما تلف وتعفن من طحين وبيعه خبزاً تالفاً للناس بلا ذمة ولا ضمير ولكن يكفي أن يعلق صاحب المخبز آية قرآنية أو صورة من صور المراجع أمام مخبزه وتنتهي المشكلة.

    لا بدّ

    لابد أن يتعلم كل من في هذه المدينة ومن في خارجها سواء إن كان رجل دين أم مسؤولا أم إنساناً بسيطاً أن المدينة فيها أعراض المسلمين وأمانهم وأموالهم وأنها ليست معرضاً لبطولاتهم وانتهازياتهم وإنها جزء عزيز من بلد عزيز وعريق وفيه من الأعراق ما أغنى التاريخ وكانت منه المكارم والصالحون والأولياء .ولابد أن يفتح ملف خاص بهذا الموضوع ويتم التحقيق فيه من قبل خبراء من خارج كربلاء وأن يعاد النظر في المجلس البلدي وفي شخصية المحافظ المصادرة والمهيمن عليها من قبل رجال الدين وأن يعيد السيستاني أو أي مرجع آخر النظر في من يمثله وأن يكون واضحاً لديهم بأن مكتب المرجع ليس وحدة عسكرية أو شعبة حزبية وإن في الله ونبيه وأهل البيت غنى واسعاً عن أمثال هؤلاء المراجع الذين لا يدرون ما حلّ بأبناء الوطن أمس واليوم .عدا من سعى منهم وكان سعيهم مشكورا.وأن لا تنطلي على الآخرين خديعة الإعلام ويتصوروا أن الموضوع انتهى فهناك الكثير من المتضررين الذين لن يسكتوا عن أضرارهم.

    خاتمة

    أثبتت الأحداث لا الأوراق أن هناك من المتصارعين من يستغل محدودية إطلاع الآخرين ويضفي على نفسه هالة قدسية لكي يكون بمنجى عن الشك والإتهامات وقد بلغ الذكاء ببعضهم وخصوصاً الشيخ عبد المهدي أن يرتب أموره مع المسؤولين أولاً ويضعهم تحت إمرته ومع الإعلاميين ثانياً لكي يمنتج الفلم وفق مصالحه والدليل على ذلك أن الإعلاميين كانوا يلتقون مع الشيخ عبد المهدي فيصرح ما شاء له التصريح من على شاشة التلفزيون بينما لم يلتق أي فريق إعلامي مع الصدريين( وقد التقى مراسل تلفزيون شبكة الإعلام علي كريم بمسؤول جامع المخيم إلاّ أن اللقاء لم يبث وتم بث اللقاء مع الشيخ عبد المهدي فقط) وتم إلصاق تهمة الغرباء والمخربين بهؤلاء بدون تحقيق أو سؤال علماً أن الأحداث جرت ليلاً وأن أحد كوادر تلفزيون كربلاء أخبرني قبل يومين من وقوعها وهو بوق للشيخ عبد المهدي بأن الصدريين سيهجمون على العتبات المقدسة لإحتلالها ونحن لهم مستعدون.وكانت النوايا مبيتة والدعايات تعد مسبقاً والسبب هو الدور الذي مارسه الصدريون أيام الزيارة وحماسهم في منع أي تخريب يحدث علماً أن باقي الأحزاب والحركات بذلت دوراً كبيراً مثلهم وأخص منهم فرع الإتحاد الكردستاني ورئيسه كاكه جميل ابراهيم ولم يثر هذا الدور مخاوف الآخرين.ولكن إذا رجعنا الى ما صرح به محمد الصدر في إحدى خطبه من تفسيق لسدنة العتبات المقدسة والذي ما يزال لحد الآن يشكل مصدر قلق وإزعاج لهم خوفاً على مصالحهم وعلى ما يحصلون من موارد بسبب عملهم في هذه العتبات ونظرة الناس والمسؤولين لهم دائماً على أنهم مقربون من الأولياء ويؤدون عملاً عظيماً.ولهذا فقد خاف هؤلاء السدنة من استفحال الصدريين الذين يتبعون اسلوباً واقعياً في عملهم فعمدوا الى بث الشائعات بأنهم (الصدريين) بقايا البعثيين والوهابيين وقد كان هذا دأبهم(السدنة) منذ أيام الدكتاتورية إذ كانوا يتقربون لضباط المخابرات والمسؤولين وتنفيذ ما يأمرونهم به حفاظاً على وجودهم.ولا ينكر أن إحدى العوائل من خلال صراعها على منصب السدانة استعانت بالمخابرات ضد عائلة منافسة وتم اعتقال العديد من رجال العائلة الأخيرة بشتى التهم وإعدامهم أيام الطاغية وأعلنوا أنهم شهداء بعد السقوط لغرض الوجاهة في المدينة.إن موضوع الأموال في العتبات شكل لعنة على الكثير من العاملين فيها (العتبات) وقد أخذ الصراع منذ زمن بعيد بعداً ايديولوجياً ووقف الكثير منهم ضد الأفكار التغييرية الداعية الى عدم رمي النقود في أضرحة الأولياء( ومنهم محمد الصدر) إلاّ أن الطبقة النفعية (طبقة السدنة) استعانت بالمراجع الساكتين التقليديين ليضمنوا توافد الناس ورمي نقودهم في الأضرحة لأنها جعلت منهم طبقة ثرية تعيش مستوى معاشى متطور مهما عصفت بالناس الظروف الصعبة.يبدو أن الكثير منا راح ضحية الإعلام السريع الجاهز الوظيفي وضحية التعريفات والأكاديميات والمجاملات التي كتبت عن وظائف وأمور تتعلق بالعتبات وهي لا تخلو من المجاملات إن لم تكن سواها من أمور نفعية كما حدث للكثير من الإعلاميين الذين انتفعوا وحصلوا على هبات من سدنة الحضرة وأثرياء المدينة للإمعان في تشويه صورة الصدريين حتى صدقهم الكثيرون.وأعود الى القول أني لا برئ في هذه الأحداث سوى الناس البسطاء و(كاتب السطور منهم).وربما ستسفر الأيام عما يدفعنا الى الكتابة وتوضيح تفاصيل لم يحن أوانها بعد.

  3. #3

    افتراضي

    ما هي الدلالة التي تستدعي التفكير ياكاظمي
    وكل عام وانت بخير
    ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

    واخو الجهالة في الشقاء ينعم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    المشاركات
    47

    افتراضي

    ..................... شكرا على هذا الهراء والسخافه ......................

  5. #5

    افتراضي

    المقال فيه دس على الطرفين ويشكل محاولة لاشعال فتنة بين الشيعة ، لم يتجرأ كاتب المقال على وضع اسمه عليه
    لذا يرجى الحذر من هكذا مقالات
    وشكرا
    أحب في الله من يبغضني في الله

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    1,538

    افتراضي

    المقال منقول من صفحة كتابات ومن موفدها في العراق


    والحقيقة المرة التي تنقل تزعج الاخرين وتوصف والدس والتفرقة بين الشيعة


    هذا الاخ يجعل نفسه حريصا على الشيعة والتشيع وهو المعروف بانه يكذب عقيدة الشيعة بالامام الثاني عشر (ع) وحاول ويحاول في كل حواراته وكتاباته ان يثبت كذب هذه العقيدة التي تقول بها الاثنا عشرية واما الدس فلانه ذكلر في المقال عن خروج وفد من رهبر بور الى المعتصمين لنصرتهم ام لان الايرانيين الذين هو منهم قد ذكروا قد نبزه في موضوع شرائهم العقارات في كربلاء وبجانب الصحن الحسيني والعباسي وعن دورهم في اسناد من يواليهم من العمائم الاطلاعاتية ام لانه قد مست كربلائيته في موضوع مركز كربلاء وكيف انهم سكنة كربلاء يهددون الاخرين باخراجهم من كربلاء لانهم من الجنوب العراقي ولان كربلاء عندهم هي للايرانيين والساكنين فيها من الكربلائيين الشيرازيين الرهبر بوريين

    واما الحذر فالحذر يكون من الايرانيين المتسمين باسم العراقيين وعلى راسهم الاخوين رهبر بور

    واخيرا خلونه ساكتين احسن واقرئوا وتدبروا

    واتبعوا قول الرسول الكريم (ص) الذي يقول

    الحكمة ضالة المؤمن اين وجدها اخذ بها

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    المشاركات
    47

    افتراضي

    اتق الله يا رجل .. فنحن في شهر رمضان .. واعلم أن الله محاسبك ..

  8. #8

    افتراضي

    الأخ العزيز الكاظمي
    تقبل الله اعمالكم
    بالرغم من اني لا اعرفك معرفة شخصية، حيث لم تزودنا الا بلقبك الرمزي، الا اني افترض انك عراقي وعربي اصيل ومسلم وشيعي محب لأهل البيت وللشعب العراقي ان شاء الله
    ومن هنا انطلق لكي الفت نظرك الكريم الى ان العراق يمر اليوم في اجواء فتنة مدمرة اخطر من نظام حكم صدام حسين واحتلال القوات الامريكية والأجنبية الاخرى، وهي فتنة سوف تدمر المجتمع العراقي وتمزقه شر ممزق، وتقضي على اية امكانية لبناء ديموقراطية راسخة او دولة اسلامية عادلة، وتسعى لتدمير وحدة الشعب العراقي بين عرب وكرد وترك وفرس وآشوريين وكلدان ويزديين، وسنة وشيعة وحظر وقرويين، وشماليين وجنوبيين وشرقيين وغربيين، واسلاميين وليبراليين وجمهوريين وملكيين وصدريين وحكيميين وسيستانيين وشيرازيين ، وهكذا حتى لا تبقي حجرا على حجر ولا قبيلة على قبيلة ولا حزبا على حزب، وذلك ببث الاشاعات ضد هذا وذاك وتأليب هذا على ذاك والانتقام من هذا وذاك،
    ولن ينجينا من هذه الفتنة العمياء التي اطلت برأسها في العراق الا العودة الى القرآن الكريم والوحدة الوطنية وتغليب جوانب الالتقاء على نقاط الاختلاف ، والمودة والمحبة على الكراهية والبغضاء.
    واذا كانت لدينا اية انتقادات او ملاحظات على هذا الطرف او ذاك فلا مانع من تقديم تلك الملاحظات على طبق من الاحترام والود والسلام، وليس العنف والسخرية والكراهية .
    وآمل ان يجعلك الله سدا منيعا امام الفتنة واطفائيا من جنود الوحدة والسلام
    أحب في الله من يبغضني في الله

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    56

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم



    كتابات موقع مشبوه ..


    ولا أثق به . !



    تحياتي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني