السيد نصر الله يدعو الى انتفاضة ثالثة في فلسطينبيروت - فارس : دعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم الاثنين الى انتفاضة ثالثة في فلسطين و انتفاضات في كل العالمين العربي و الاسلامي ، ردا على العدوان الصهيوني ضد الفلسطينيين في قطاع غزة .
و افادت وكالة انباء فارس بأن السيد نصر الله بدأ بالقاء كلمته اليوم امام الحشود الجماهيرية عبر شاشة كبيرة قرب المنصة المستحدثة في ملعب «الراية» في الضاحية .
و دعا الامين العام لحزب الله في كلمته امام هذا الاجتماع ، الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى ان يبذل جهدا للدفع باتجاه عقد قمة عربية طارئة حول غزة ، مشيرا الى ان هناك من يعمل على تعطيلها .
و قال السيد نصر الله متوجها الى الرئيس اللبناني "نحن نطالبك و نناشدك كرئيس توافقي للبنان ان تبذل جهدا و تلعب دورا للدفع في اتجاه عقد القمة العربية لان هناك من يعمل على منع عقد القمة و تعطيلها لحسابات اخرى" .
و اضاف "إن رئيس الجمهورية المستند الى اجماع لبناني في انتخابه ، يجب ان يطالب بوقف العدوان على غزة ، و يمكنه ان يستند الى هذا الاجماع ليلعب دورا مركزيا في اتجاه عقد القمة دون التاثر باي حسابات او حساسيات عربية .
و تابع سماحته "إن الموقع الرسمي اللبناني يجب ان يكون في اتجاه التضامن مع غزة لا مع هذه الجهة العربية او تلك" ، واصفا الحسابات العربية بـ «الحسابات الشيطانية» .
و تابع سماحته القول "في غزة تقتل النساء و الأطفال و تهدم المدارس و الجامعات و تقصف كل مقومات الصمود و البقاء ، و الرئيس اللبناني المستند الى تجربة لبنان المنتصرة في المقاومة و هو واكب من موقعه في قيادة الجيش انتصار تموز ، مطالب بأن يلعب في القمة العربية دوراً مركزياً ، و كما سمعنا صوته الشجاع في مؤتمر الأديان يجب أن يكون صوته مدوياً في القمة العربية دفاعا عن الشعب المظلوم في غزة" .
كما توجه سماحته بالنداء إلى الشعب الفلسطيني كله للتوحد و التماسك و التعاون ، مشيراً الى انه مخطئ من يعتقد أن الحرب بل هي على حماس بل هي على الشعب الفلسطيني و إرادته و حقوقه" .
و قال سماحته في هذا الاطار "يجب ان أوضح أنه بالنسبة للإدارة الأمريكية ، و مشروعها في السيطرة على المنطقة لتثبت إسرائيل كقوة مركزية عاتية لا يعنيها من يحكم في بيروت أو بغداد أو أي بلد . ليس هناك مانع لدى الإدارة الأمريكية أن يحكم حزب إسلامي أصولي أي بلد عربي أو إسلامي فالمهم لديها البرنامج السياسي و الموقف من إسرائيل و أمريكا . و هل تقبل أن تسلم نفسك و تبيعه بأثمان منخفضة للأسواق الأمريكية و الشركات الأمريكية هل أنت مستعد للسلام المذل مع إسرائيل" .
و اوضح الامين العام لحزب الله ان الدليل على ما يقوله هو أنه في أفغانستان الحركات الاسلامية والأحزاب الاسلامية موجودة في الحكومة ، مشيراً الى انه في العراق لرئيس الجمهورية نائبان و كلاهما ينتميان الى أحزاب اسلامية ، و ليست هناك مشكلة لأمريكا ان يكون في فلسطين حكومة اسلامية أو في أي مكان في العالم .
و تابع "لكن أن تترك الأمر و السيادة و المصالح العليا لأمريكا و اسرائيل ، اذا التناقض مع حماس و أي حركة ليس نتيجة انتمائها الفكري بل هو مشروع المقاومة ، في 2000 في مفاوضات «كامب ديفيد» حركة فتح كانت مصنفة ارهابية و لكن أزيلت و أتيح لعرفات الدخول الى فلسطين ، و لكن عندما رفض عرفات التسوية التي عرضت عليه في كامب دايفيد عاد الى رام الله و حوصر و عملوا على قتله مسموماً كما تظهر التقارير" .
و اسهب سماحته في القول "ليس المهم لدى أمريكا ما هي عقيدتك و هويتك بل المهم البرنامج السياسي ، الذي يقاتل اليوم في غزة ليس العنوان الإسلامي إنما برنامج المقاومة ، اليوم إذا يتصل مشعل أو أي قيادي من حماس بأي وسيط و يقول نحن حاضرون للمفاوضات مع إسرائيل و تسوية كيف ما كان مع إسرائيل سيقف القتل في غزة و القصف في غزة وستقبل حماس ، كذلك كانت المسألة في لبنان و لا أحد يتصور أن مشكلة أمريكا و إسرائيل مع حزب الله أنه حزب ديني أو عقائدي ، و اليوم أقول أنه في حال اتصل أحد المسؤولين في حزب الله بأمريكا و أكد أنه مستعد للتفاوض مع إسرائيل و الإعتراف بها و التفاوض على موضوع السيادة اللبنانية عندها سيساعدنا الأمريكيون لنصبح السلطة ، مشكلتهم مع برنامجنا السياسي الذي يرفض التخلي عن أسير أو عن أرض محتلة او عن السيادة الحقيقية" .
و توجه سماحته بالشكر على تلبية اللبنانيين لنداء التجمع تضامناً مع غزة ، و قال "أنتم اليوم في هذه الساحة و هذا الطقس البارد تعبرون عن التزامكم الدائم بتلبية هذا النداء في كل عام ، و اليوم هو يوم من أيام الجهاد و أيام الشهادة ، لم يمنعكم من تلبية النداء لا برد قارس و لا شمس حارقة و لا تهديد داخلي و لا عدوان خارجي" .
و اضاف "انتم المقاومة في الضاحية تحت القصف و المطر و في ظل الخطر ، أنتم تلبون نداء الحسين عبر التاريخ الذي يختصر نداء كل مظلوم و كل صاحب حق و كل محاصر و كل مهدد بكرامته و بإبائه و انسانيته و حقه ، أنتم تلبون نداء الخامنئي لتعبر الأمة عن تضامنها و مواساتها و حزنها للشهداء و افتخارها بهم ، لنقول لأهلنا في غزة دمكم دمنا و حزنكم حزننا" .
و تابع سماحته "تلبيتكم اليوم هي تلبية طبيعية منسجمة مع حاضركم و تاريخكم و مع كل الأمل المعقود عليكم ، و هي مدعاة للشكر لأنها تعبير عن الواجب و لأنها صرخة لكل العالم الذي يجب أن يفهم أن غزة ليست وحدها و فلسطين ستبقى في وجدان هذه الأمة و ان عشرات السنين و وسائل الإعلام المخذلة و تراجع النخب السياسية التي تتدعي العلم لا يمكن أن يسقط فلسطين من عقل و قلب الأمة ، و الزمن لا يمكن أن يجعل الحق باطلا و الباطل حقا ، و من يقف مع فلسطين يقف مع الحق" .
و اعتبر سماحته ان هؤلاء الشهداء في غزة كما في لبنان سقطوا في المعركة الأوضح و الأقدس ، و قال "لو ذهبتم الى كل العالم لتبحثوا عن معركة واضحة الشرعية على كل المستويات لن تجدوا معركة أوضح من هذه ، هؤلاء هم الشهداء في سبيل الله ، و هو سبيل الدفاع عن المقدسات و استعادة القدس و رفض التخلي عن حبة تراب واحدة من الأرض المقدسة" .
هرا و امتلأت ساحة ملعب الراية في الضاحية الجنوبية لبيروت و الشوارع المحيطة له و المؤدية اليه بمئات الاف المتضامنين مع قطاع غزة الذين بدأوا باكرا بالتوافد الى المكان رافعين رايات حزب الله والاعلام الفلسطينية تلبية لنداء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله .
/ نهاية الخبر / .