السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :


لم يحترق ستر النبي لريبة

ذهب احد الروافض الى الحج , وكان حذقا ويجيد الشعر , وخلال طوافه على قبر الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم , لاحظ وجود بردة قد لف بها القبر الشريف وهناك آثار للحرق وقد وضع صحيفة فيها هاتان البيتان :
لم يحترق ستر النبي لريبة
كلا ولا يخشى عليه العار
لكنما أيدي الروافض لامست
ذاك الجنان فطهرته النار

وعاد الى المكان الذي يبيت فيه وهو في حال من الحزن والهم .
وكتب على صحيفة أخرى هذه الابيات :
لم يحترق ستر النبي لريبة
ولكل شيء مبتدا وعواقب
لكن شيطانان حلا حوله
ولكل شيطان شهاب ثاقب

وفي الليل تسلل الى الغرفة التي فيها قبر النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم واستبدل الصحيفة القديمة بالحديثة .
وعند الصباح , شاهد زوار قبر النبي صلى الله عليه واله وسلم ما كتب على الصحيفة وانتشر الخبر , وجاء الجنود الحرس وحملوا الصحيفة الجديدة , وبعد انتهاء موسم الحج أجتمع كبار الوهابية لمناقشة الأمر , وأنتهى بهم الرأي ان الفاعل هو من الروافض , لذا قرر مجلسهم بارسال عدد من المتطوعين الى بلاد الروافض للبحث عن ذلك الرافضي .
و قدم أحد هؤلاء الى مدينة النجف الاشرف وأدعى انه من السعودية وانه ايضا من الروافض , وقد هرب الى العراق من ظلم وتعسف الوهابية هناك , ومرت الايام وهو يبحث عن غنيمته , وشاءت الاقدار ان يلتقي هذا الوهابي بذلك الرافضي , وقد تعرف عليه من خلال السؤال التالي : يا شيخ هل قلت يوما من الشعر , حيث يبدو عليك شاعرا , فقال الرافضي : لا , ولكن لم أقل من الشعر غير بيتين أفتخر بهما أمام الخلائق يوم القيامة . فعاجله الوهابي بالسؤال وما هما ؟ فذكر له الرافضي الابيات المذكورة .
فرح الوهابي بهذا الصيد الثمين , وراح يجتمع مع صديقه يوميا , وما ان حان وقت الذهاب الى الحج , طلب من صديقه ان يحج معه وهو يتحمل كل اجور السفر والاقامة وايضا معونة عائلته في مدينة النجف الاشرف , وبعد حديث طويل وافق على ذلك .
وما ان حل في السعودية حتى استقبل الصيد الثمين بأستقبال عظيم , وقد تعجب الرافضي لذلك , ولكن شيوخ الوهابية أخذت صاحبه بالاحضان , في حين أخذته الشرطه الى مكان مجهول وهو يستنجد بصديقه .
وقرر الشيوخ ان يحبس هذا الرافضي في أحد المنارات العالية لكي لا يفكر بالهروب , وحينما حل الليل دعى الرافضي ربه ومتوسلا اليه بنبيه المصطفى صلى الله عليه واله وسلم .
نام الرافضي تلك الليلة في تلك المنارة العالية , وأتاه في المنام رجل قد عرض عليه المساعده , فقال له أخرجني مما انا فيه , فقال له : لن تعود الى أهلك الا بعد خمس سنوات ومن بعدها سوف تعود الى عائلتك .
نهض صاحبنا الرافضي على صوت يقول له : أنهض يا هذا لصلاة الصبح , واعلم ان هذا المكان ليس للنوم .
لم تصدق عين الرافضي مما هو فيه من الحال , فقد وجد نفسه في مسجد آخر , والناس المتواجدين هناك يرتدون ملابس تختلف عن ملابس أهل الحجاز .
وما زال في حال من الحيرة , وما بين ان يصدق نفسه أو عينيه , وهو يشد الرحال الى المغاسل لأجل الوضوء ومن بعدها الى الصلاة , وبعد فراغه من الصلاة طرده أصحاب المسجد خارجا , وبقي على الحال حتى طلعت الشمس , ومر به احد المارة وعرض عليه المساعدة , بعد ان وعده ان لا يكشف سره .
وبقي الرافضي خمس سنوات في بلاد اليمن التي وجد نفسه فيها , ومن بعدها سمح له صاحبه ان يسافر الى العراق .
( هذه القصة نقلها لي أحد كبار السن وذكر لي انه سمعها من احد اصدقائه من مدينة بغداد في بدايات الحرب العراقية الايرانية )