الحبوبي :معايشتي لمشاكل المواطنين وراء فوزي في كربلاء

لم يبدُ عليه اهتمام كبير بالسياسة يوازي ما حققه من مفاجأة في انتخابات مجلس محافظة كربلاء. فعندما التقته «الشرق الأوسط» أمس كان يوسف الحبوبي - قائمقام كربلاء في عهد الرئيس السابق صدام حسين، الذي يقول عنه خصومه إنه كان «بعثياً» - منهمكاً مع مجموعة من العمال في بناء إحدى الحسينيات، وكأنه لم يحدِث مفاجأة كبيرة في المدينة عندما تصدر القوائم الانتخابية بفوزه الكاسح على كتل وأحزاب سياسية لها نفوذ واسع في المدينة منذ عدة سنوات. فأهالي مدينة كربلاء وجهوا ضربة قاسية إلى الأحزاب الدينية التي سيطرت على المدينة منذ سقوط النظام السابق وقرروا «التغيير»، حسب تعبيرهم.

الحقوقي يوسف الحبوبي، 63 سنة، متزوج لديه ابن وبنت. وقال إن «فكرة ترشحي لمجلس المحافظة جاءت من ضغوطات كبيرة من قبل أهالي المدينة ورجال الدين» وأضاف لـ «الشرق الأوسط» إن «برنامجي الانتخابي هو تقديم الخدمة للمدينة وعلى كل المستويات، كوني أحد الأشخاص الذين لديهم عمل ميداني يومي في المدينة». وحول سبب عدم ترشحه مع القوائم الأخرى قال «فضلت أن أرشح نفسي في قائمة منفردة بعيدة عن قوائم الأحزاب والمستقلين حتى لا أحسب على أية جهة كانت». وحول دعايته الانتخابية قال الحبوبي إن «دعايتي اقتصرت فقط على طبع كارتات تعريف صغيرة إضافة إلى صورة ورقية وضعت في عدة ساحات وتقاطعات»، مضيفاً أن «من قام بتوزيع دعايتي الانتخابية البسيطة هو شخص يعمل في الأعمال الحرة ليس لديه أي فكرة عن الإعلام والدعايات الانتخابية بل بعض الشخصيات قامت بطبع وتوزيع دعايتي الانتخابية بدون أي مقابل». وأكد أن «عملي خلال السنوات الماضية التي أمضيتها كمدير ناحية لأغلب نواحي كربلاء ومعايشتي مع المواطنين ميدانياً جعلتني في مقدمة مرشحي قوائم الأحزاب والمستقلين». وعما إذا كان خبر الفوز قد فاجأه أم لا، قال «جاء خبر الفوز من قبل صديقي العزيز الحاج جابر ولم أشعر بأنه مفاجأة لي لأن المواطن بدأ يميز ويختار الشخص المناسب الذي يقوم بخدمته والتعايش معه ميدانياً»، مضيفاً «أشكر كل المواطنين الذين صوتوا لي وإن شاء الله سوف أكون عند حسن ظنهم وألبي كل مطالبهم».

أما اقرب أصدقاء الحبوبي فكانت علامات الفرح والسرور مرسومة على وجهه ويقول إن «أهالي كربلاء اليوم قالوا كلمتهم واختاروا الرجل المناسب الذي يمثلهم في مجلس المحافظة»، وأضاف الحاج جابر جاسم الخزرجي (50 سنة) لـ «الشرق الأوسط» إن «علاقتي مع الحبوبي منذ أكثر 25 عاماً وهو رجل مسالم يحب الخير للجميع وهو من أكثر الشخصيات قرباً لمشاكل الناس وخصوصاً الفقراء منهم». وأضاف أن «الحبوبي شخصية فرضت نفسها بقوة على مجلس المحافظة، لهذا نطالب المسؤولين في الحكومة والأحزاب السياسية بأن تقف مع هذا الشخص ليتمكن من تطبيق برنامجه الانتخابي»، مؤكداً أن «طموح الحبوبي أن يكون في موقع كبير يستطيع من خلاله خدمة الناس بشكل أوسع». وكان يوسف الحبوبي قد رشح على قائمة منفردة تحمل الرقم 349 وباسم «اللواء» وقد حازت القائمة أعلى نسبة من أصوات مدينة كربلاء (160) التي كانت معروفة بأنها من معاقل حزب «الدعوة» الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي.

إلى ذلك قال أبو ماجد، من أهالي كربلاء، إن «فوز الحبوبي جاء من صميم قلوب الناس وجاء نتيجة عمله الميداني في المدينة وقربة من الناس»، مضيفاً لـ «الشرق الأوسط» أن «هذا الفوز يدل على وعي المواطن العراقي وعدم انجراره وراء الوعود الكاذبة التي نسمعها فقط في أيام الانتخابات». وقال إن «على الأحزاب والحركات السياسية مراجعة نفسها وإيجاد الخلل الذي هزمها في الانتخابات، خصوصاً أن هناك انتخابات قادمة على مقاعد مجلس النواب». أما المواطن سعدون الكربلائي فاكتفى بقوله «العراقيون هم من يقررون مصيرهم ولا يحتاجون إلى نصائح الغرباء». وكان الحبوبي في مقر المحافظة بعد إعلان النتائج الأولية وتأكيد تفوقه. وقال في اتصال هاتفي لوكالة الصحافة الفرنسية «من يتهمني بأنني بعثي يريد خلق فجوة بيني وبين أبناء كربلاء. والكل يعرف أن كل من عمل إبان الحكم السابق متهم بأنه بعثي». يشار إلى تعرض العديد من البعثيين وخصوصاً في الجنوب للاغتيال في الأعوام السابقة فضلا عن حرمان عشرات الآلاف من وظائفهم إثر شمولهم بقانون اجتثاث البعث.

وأضاف الحبوبي أن «ردود الفعل المناوئة، وهي أصوات قليلة، لا تمثل أبناء كربلاء إنما الذين خسروا في الانتخابات». وأكد أن «كربلاء تريدني كما في السابق، لم يستطع النظام السابق إقصائي من منصبي على اعتبار أنني لم أكن بعثياً، كنت إدارياً، أريد خدمة الناس، لم أكن حزبياً أعمل في خدمة الحزب، حتى الآن لم أنضم إلى أي حزب».