رؤساء مجالس محافظات خسروا الانتخابات لـ«الشرق الأوسط»:
مستعدون لمساعدة المجالس الجديدة
رئيس مجلس بغداد حزين لـ«عدم وضوح الصورة».. ونظيره بالأنبار: سأعود للطب
الخميـس 24 صفـر 1430 هـ 19 فبراير 2009 العدد 11041
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: أخبــــــار
بغداد: هدى جاسم
فيما يستعد بعض رؤساء مجالس المحافظات الحاليين لـ«التقاعد» عن الوظيفة او المشاركة كأعضاء في المجالس الجديدة، يستعد بعض آخر منهم الى العودة الى وظيفته الاساس كمهندس او طبيب اختصاص مارس مهنته على مدى سنوات طويلة. اثناء هذه الاستعدادات كانت لـ«الشرق الأوسط» وقفة مع عدد منهم .
الوقفة الاولى كانت في بغداد حيث كان معين الكاظمي رئيس المجلس يلملم اوراقه ربما نحو عضوية المجلس او الاستعداد لخوض معارك جديدة في انتخابات مقبلة. ويقول الكاظمي ان شعوره في هذه الساعات مزيج من الراحة من الحمل الثقيل الذي كان على اكتافه اثناء الاربع سنوات والحزن لعدم الوضوح لدى المواطنين الذين اختاروا قائمة رئيس الوزراء نوري المالكي لكنها تمثل الحكومة أي انهم انتخبوا الحكومة وانتخبوا من بيده السلطة ولم ينتخبوا من انجز لهم المشاريع. لكن الكاظمي عاد وقال انه ربما سيكون احد اعضاء المجلس الجديد بعد اعلان النتائج النهائية للانتخابات اليوم، حسبما هو مقرر. واشار الكاظمي وهو مهندس ميكانيكي اكمل دراسته الجامعية في دمشق بعد ان درس السنة الأولى من كلية الهندسة ببغداد الى ان هناك دورا مهما سيكون له في المجلس الجديد اذا كان احد اعضائه وحسب ما يقره اهل بغداد . ومن الغرب العراقي كانت لـ"الشرق الأوسط» وقفة مع الطبيب عبد السلام العاني رئيس مجلس محافظة الانبار وهو احد المنتمين للحزب الاسلامي، الذي لم يترشح للمجلس الجديد، فقد بدا مرتاحا لعدم ترشيحه لنفسه وقال انه سيعود لممارسة مهنة الطب والاختصاص النادر فيه «أمراض الدم». في نفس الوقت يقول العاني ان «هناك ملفات تم انجازها وستكون في متناول المجلس الجديد منها القرارات التي تم اتخاذها من قبل المجلس، التي ستكون اولويات مهمة للمجلس الجديد، خصوصا من المرشحين الجدد الذين لا يمتلكون خبرة في ادارة المجالس. والمسألة الثانية هي الميزانية والرواتب والفروقات، التي تم ايصالها الى وزارة المالية. كما ان هناك احتياجات للاقضية والنواحي تم تثبيتها لتكون خطوة جديدة للمجالس الجديدة». وقال العاني انه ليس من السهل في العراق بشكل عم التخلي عن النفوذ والسلطة وعلى الجميع التعلم او التدرب على هذه الصفة، مؤكدا انه سيعود للتدريس في جامعات العراق وهو الاستاذ المساعد ومن المحتمل ان يحصل على مرتبة استاذ في المادة التي يدرسها ويتخصص بها وهي امراض الدم.

ومن كربلاء يؤكد عبد العال الياسري وهو من المستقلين انه سيكون مع المجلس الجديد ليتابع بعض الاعمال التي انجزها المجلس القديم، مشيرا الى ان 75 في المائة من المشاريع الملقاة على عاتق المجلس قد انجزت. وقال انه سيعود ايضا الى عمله الحر لانه لم يترشح للمجلس الجديد، لكنه على استعداد بعد ان قدمت له عدة جهات وظيفة مستشار ان يمنح خبرته للمجلس الجديد. ويشير الياسري وهو من مواليد 1965 الى انه يتقاضى واعضاء المجلس القديم راتبا قدره مليون ومائتا الف دينار عراقي (أي حوالي 950 دولارا تقريبا) وسيكون للاعضاء ورئيسهم راتب تقاعدي بعد انتهاء مهام عملهم بمقدار80 في المائة من الراتب الاصلي وحسب قانون مجالس المحافظات. وسيكون عضو المجلس بدرجة مدير عام في الدولة العراقية ورئيس المجلس بدرجة وزير في الدولة ذاتها.

وفي محافظة نينوى كان الوضع مختلفا، فأعمال العنف التي شهدتها المدينة وما رافقتها من تفجيرات متكررة اجلت العديد من المشاريع التي كان قد اقرها المجلس الذي يترأسه هشام الحمداني، الذي ترشح اصلا عن التحالف الكردستاني وهو الان من المسقلين كما يقول. ويؤكد الحمداني وهو يعمل في السابق في الاعمال الحرة ومن مواليد 1947 ان الحكومة المركزية اطلقت 40 في المائة من المبالغ المقررة للمحافظة لم يُحَل منها سوى 10 في المائة تقريبا والمتبقي في دور الاحالة، ومع ذلك، والكلام للحمداني، فقد تم انجاز العديد من المشاريع، لكن اعمال العنف عطلت الكثير منها بالتفجيرات الارهابية، خصوصا في العامين 2006 و2007 .