صدام وبوش من المحظورات في مدارس العراق


رويترز

بغداد: منعت مدارس بغداد من التطرق للرئيس العراقي الراحل صدام حسين والرئيس الامريكي السابق جورج بوش وأعمال العنف الطائفية التي شهدها العراق بعد الغزو الامريكي للبلاد. فبعد أعوام من السعي لتجنب الرصاص والقنابل في الطريق الى المدرسة يواجه المدرسون العراقيون تحديات جديدة مع تراجع أعمال العنف مثل الطلاب المصابين بالصدمة جراء الحرب وايجاد وسائل لشرح ماضي العراق المأساوي من دون نكء جراح قديمة وتعريض المستقبل للخطر.

وقالت أنجل ماطي ناظرة مدرسة المتميزات الثانوية العراقية " بالنسبة لحزب البعث وحقيقة أنه حكم العراق وأخفق ومعاناة العراق.. هي موضوعات مذكورة ولكن هذا هو كل ما هنالك." وقمع نظام صدام الاغلبية الشيعية والاقلية الكردية. ولم تضع الحكومة الحالية التي يقودها الشيعة منهاجا دراسيا يتعامل مع التاريخ الحديث للعراق. وحتى ذلك الحين يظل هذا الموضوع مغلقا."

وأضافت ماطي التي تضم مدرستها خليطا من السنة والشيعة والاكراد والمسيحييين "بمجرد سقوط صدام سحبنا أي اشارة اليه على الفور." وفي يوم من الايام كان صدام يطل مبتسما من غلاف كل كتاب وكانت صورته معلقة في مكتب كل ناظر مدرسة. وفي مدرسة الابتكار الابتدائية التي يديرها أفراد من الاقلية المسيحية العراقية وغالبية طلابها من المسلمين كانت الصورة الوحيدة المعلقة على جدار مكتب ناظر المدرسة هي للسيد المسيح.

وتقول العاملات اللاتي ترتدي بعضهن ملابس الراهبات والاخريات الحجاب الاسلامي انهم يقظات في مواجهة المشاكل الطائفية. وقاتل المسلحون السنة الميليشيات الشيعية عقب الغزو الامريكي في عام 2003 ولكن المدنيين كانوا أكثر من عانوا جراء ذلك. كما استهدف المسيحيون في الهجمات. وقالت ناظرة المدرسة أسماء عبد الكريم وهي راهبة "نحن لا نسمح أبدا بالتطرق للطائفية هنا. هذه ليست مسألة مطروحة. أنا لا أسمح بأي تعليم يجعل أي تلميذ يحس أنه مختلف عن الاخر."

والاستثناء الوحيد هو خلال حصة التربية الدينية حيث يتلقى مسيحيو المدرسة وعددهم 150 تلميذا والمسلمون البالغ عددهم 2650 دروسهم بشكل منفصل. وفي حصة التربية الاسلامية لا يذكر الفرق بين المذهبين السني والشيعي. وخارج بوابة مدرسة الابتكار يقف شرطي حراسة يعلق في جانبه مسدسه بينما كان الاطفال يلعبون وراء ظهره. ويهاجم مسلحون المدارس في بعض الاحيان وذات مرة زرعت قنبلة في سيارة متوقفة خارج مدرسة الابتكار.

ودربت المدارس التلاميذ الصغار الذين تصل أعمارهم الى ستة أعوام على عدم لمس المواد غريبة الشكل سعيا لحمايتهم من الذخائر العسكرية التي لم تنفجر. وقالت ماطي مديرة مدرسة المتميزات ان المدرسين شكلوا ذات مرة سلسلة بشرية سدت البوابات من أجل ابقاء التلميذات في أمان خلال هجوم طائفي على مسجد قريب.

وأدت أعوام العنف الى اصابة أطفال العراق بالصدمة. ويتمت الاحداث كثيرا منهم ورملت أمهاتهم. ونزح عدد كبير منهم داخل العراق وخارجه. وقالت أسماء عبد الكريم ان الاطفال الذين ابتعدوا عن مقاعد الدراسة ظل كثير منهم في منازلهم مما حرمهم من اخراج طاقاتهم ومخالطة الاطفال الاخرين.

وأضافت "والاطفال الذين كانوا يلعبون كرة القدم في الماضي يحضرون معهم ألعاب مسدسات أو سكاكين أو حتى أمواس.. الطفل يقلد من هم أكبر منه سنا." وكثير من المدارس في حالة صعبة بسبب التخبط البيروقراطي في العراق. ويؤدي انقطاع التيار الكهربائي الى أن تجرى الحصص الدراسية من دون انارة في بعض الاحيان وعلى ضوء المشاعل.