النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,845

    افتراضي تحولات أبرز قادة القاعدة الى أكبر عدو للقاعدة!

    الرجل اللغز ..لم يعرف سرّه إلا زوجته وشقيقه وصديقان له كانا يعاونانه

    أشهر سلفيي الأنبار في عهد صدام
    قاد متمردي القاعدة ثم قاتلهم بشراسة مع الأميركان!


    الأنبار/ واشنطن/ النور

    تنشر النور أسرار قصة تحولات وهابي سابق كان من أكبر الناقمين على نظام صدام. لكنّه قاد تمرّداً مؤثراً، ثم أصبح من أبرز قادة القاعدة، لكن هذاالرجل اللغزالذي لم يكن يعرفسرهإلا زوجته وأحد أشقائه وصديقان له، تغيّرمساره بعد تفجيرات سامراء، وبالتحديد بعد أن قطع إرهابيو القاعدة رأس أبيه وأخيه كـعقوبة إدارية لرفضه جمع التبرعات المالية من خارج العراق، بعد أن أوقف الممولون السعوديون إمداداتهم.أبو أحمد يروي بنفسه الكثير من تفاصيل قصته لمجلة النيوزويك، وكيف تحول الى صديق للأميركان و أكبر عدو للقاعدة !.

    يقول سكوت جونسون المحلل السياسي، ومراسل مجلة نيوزويك: لقد أعرب المتعاملون مع الأميركان عن شكوكهم علنا عندما قال لهم الشيخ القبلي إنهم قد يجدون في أبي أحمد حليفا قيما. كان الأميركيون يعرفون من هو هذا الشاب: المنظم المخضرم والقائد الروحي للمتمردين. كانت القوات الأميركية تحاول قتله أو القبض عليه منذ انطلاق المقاومة العراقية تقريبا. غير أن الشيخ، وهو زعيم قبلي نافذ من محافظة الأنبار، كان يعرف أبا أحمد أكثر من الأميركيين. يتذكر الشيخ قائلا: قالوا «إنه إرهابي». فأجبت «لا، لا تحكموا عليه» يمكنكم أن تستعملوه» .

    كان الشيخ محقا. فمنذ أكثر من سنة، وأبو أحمد والأميركيون شركاء أساسيون في حرب سرية ضد تنظيم القاعدة في العراق. يوفر الأميركيون الموارد في حين يؤمن أبو أحمد المعلومات الداخلية التي اكتسبها من السنوات التي أمضاها في صفوف التمرد. وقد سمح العمل المشترك بينهم بالكشف عن عشرات المتطرفين أو إلقاء القبض عليهم أو قتلهم (في حالات قليلة). يقول الشاب السني النحيل والمثقف:هل هو أمر غريب الانتقال من الرغبة في قتل [الأميركيين] إلى الرغبة في العمل معهم؟ نعم بالتأكيد . غير أن أمل العراق بسلام دائم يتوقف على أبي أحمد وعراقيين آخرين أمثاله. يقول مسؤول أميركي مطلع على دور أبي أحمد في حرب الظل:إنه ورقة رابحة في أيدينا. إنه المكسب الحقيقي .

    ويروي مراسل نيوزويك المزيد من التفاصيل قائلاً: أبو أحمد والشيخ بطلانلا يُتغنّى بهما في نضال الشعب العراقي لاستعادة بلاده من الجهاديين. إنّ من شأن استعمال اسميهما الحقيقيين أو رواية قصتيهما بالتفصيل الدقيق أن يعرض حياتهما للخطر. لقد حصل المقاتلون على الجبهات الأخرى في المعركة على تغطية أكبر بكثير: زعماء القبائل السنية الذين كانت مجالس صحوتهم أول من يثور على إرهاب القاعدة، الأميركيون الذين سمحت زيادة أعداد جنودهم وأخيرا بتراجع الفصائل المذهبية المتناحرة، و«أبناء العراق» الذين ساعدت الدوريات التي يجرونها في الأحياء على الحفاظ على السلام. وعلى الرغم من أنهم ساهموا جميعا في الحد من قبضة القاعدة على العراق، مازال للتنظيم موطئ قدم راسخ في البلاد. هذا ما يقاتل من أجله أبو أحمد والشيخ وربما مئات العراقيين المجهولين الآخرين: القضاء على آخر مخلفات المجموعة المتطرفة. يقول أبو أحمد:مازال القفير موجودا. إذا قتلت خلية النحل وتركت الملكة، فكأنك لم تفعل شيئا .

    ويؤكد عراقيون يحتلون مناصب مرموقة ومسؤولان اميركيان تقاعد أحدهما أخيرا للصحفي الأميركي سكوت جونسون التفاصيل الأساسية في قصته وفي تعاونه مع الأميركيين، ويشير الكاتب في مقاله في نيويورك تايمز الى أنّ المسؤولين الأميركيين مطلعان على مسألة أبي أحمد لكن يُمنع عليهما الإفصاح عن هويتهما.

    قصة أبي أحمد هي أيضا وبطرق عدة قصة العراق. فالتحول الذي عرفه يرسم مسارا سلكه الكثيرون من أبناء بلاده، من الحرب الشاملة ضد الأميركيين إلى النفور من الإيديولوجيا السيكوباتية لتنظيم القاعدة، وبمعنى العدائية للمجتمع بساديّة لا تتورّع عن فعل شيء. يجسد أبو أحمد في شخصه الأمور التي ضلت السبيل في العراق، ثم سلكت المسار الصحيح، لكن يمكن أن تضل السبيل من جديد بطريقة مروعة. انجذب أبو أحمد منذ طفولته إلى الدين. وعندما كان مراهقا في عراق صدام حسين، مال إلى السلفية في الإسلام السني. يبشر السلفيون الذين يُعرَفون غالبا بالوهابيين (وهي تسمية تحقيرية في نظر عدد كبير منهم)، بنسخة إحيائية من الإسلام تدعو إلى العودة إلى ما يعدونه المعتقدات والممارسات الأصلية في الدين. يرفضون بشكل عام العلمانية والتسامح على الطريقة الغربية، ويمقتون بشكل خاص ما يسميه أبو أحمدالتطير والأكاذيب لدى الإسلام الشيعي.

    وحسب جونسون، درس الشاب أبو أحمد باجتهاد في صفوف القرآن، وأصبح مدرسا في نهاية المطاف. وكان يصطحب طلابه الألمع في رحلات على طرقات متعرجة في المنطقة الخلفية في جنوبي العراق، فيزورون البدو في الصحراء ويتقاسمون وجبات الطعام مع أفقر الفقراء. غير أن أسفارهم لفتت انتباه شرطة صدام التي عمدت مرارا وتكرارا إلى سجن المدرس الشاب بتهمة إثارة النعرات السياسية. كان والده يزوره أسبوعيا حاملا إليه الطعام والملابس الجديدة والمال لدفع الرشاوى كي يستثني الحراس أبا أحمد من العقوبات الجماعية الأسبوعية في السجن. في زنزانته في الليل، كان الشاب يفكر في آفات نظام صدام. يقول أبو أحمد عن الديكتاتور:كان ظلمه يملأ العراق .

    غير أن أبا أحمد –كما يقول جونسون- لم يرحب بالجنود الاميركيين الذين أطاحوا بصدام في ربيع 2003. ويعد عدد كبير من السلفيين المتشددين أن احتلال قوات خارجية لأراض إسلامية هو تدنيس لها، مثلما اعترض أسامة بن لادن على تمركز جنود اميركيين في السعودية. في ايار 2003، حضر أبو أحمد اجتماعا شارك فيه نحو 50 إماما وعالما دين سلفيا في منزل يقع على بعد بضعة أميال جنوب بغداد. واتفقوا على خطة من ثلاثة مستويات للاستعداد للحرب ضد الاميركيين: جمع أسلحة من مستودعات صدام، وجمع أموال من المبالغ التي خلفها النظام وراءه، وسرقة ملفات استخباراتية من المكاتب الحكومية. في وقت لاحق ذلك الشهر، وتحديدا في 20 حزيران، سدد التمرد حديث العهد ضربته الأولى ضد الاميركيين، حيث نصب كمينا لوحدة عسكرية اميركية في بغداد.

    ويتابع المحلل السياسي قوله: بما أنه لم يكن لأبي أحمد أي تدريب أو خبرة عسكرية، فقد ركز على اللوجستيات: توفير الأسلحة والأموال ونقلها، وتنظيم المخابئ وتنسيق العمليات بين الخلايا المختلفة. كانت زوجته تقود السيارة عندما يريد نقل أسلحة، فقد كان الاحتمال أقل بأن يوقف الاميركيون سيارة فيها امرأة أو أولاد ويفتشونها. يقول أبو أحمد:هذا ما كان عليه زواجنا منذ البداية. غالبا ما كانت تشعر بالخوف» كانت تعرف أن السيارة ممتلئة بالأسلحة، لكنها كانت تساعدني . وبحلول منتصف عام 2005، كان أبو أحمد قد ارتقى إلى أعلى المراتب في واحدة من مجموعات المقاومة العراقية الأفضل تجهيزا والتي كانت تملك مئات المقاتلين الذين يحاربون القوات الاميركية في مختلف أنحاء العراق. غير أن مخاطر عمله جعلته أشبه بالناسك. فلم يكن يشارك في الأحداث والتجمعات العامة، وكان أحد أشقائه وصديقان فقط يعرفون أين يعيش.

    غير أن حياته آنذاك كانت سارة نسبيا مقارنة بما أصبحت عليه بعد 22 شباط 2006. ففي ذلك اليوم، فجرت زمرة من الارهابيين ضريح الامامين العسكريين ذي القبة الذهبية في سامراء والذي يُعد من أقدس أمكنة العبادة عند الشيعة. فأطلق الاقتتال المذهبي الدموي الذي أعقب الحادثة ردا شيعيا قاسيا جدا، مما دفع بدوره آلاف السنة إلى أحضان القاعدة. وفي غضون أسابيع قليلة –يقول مراسل مجلة نيوزويك- هجر ثلثا المقاتلين المجموعة المتمردة التي ينتمي إليها أبو أحمد. يقول:فقدنا السيطرة على رجالنا . عندما أدرك ممولو المجموعة السعوديون ما يحصل، قطعوا التمويل والإمدادات عنها. يتذكر أبو أحمد:أرادوا الحؤول دون حدوث اقتتال مذهبي. كانت لديهم تجربة في أفغانستان، وقد كان تصرفهم حكيما . تذكر السعوديون حرب الفصائل التي مزقت المجاهدين الأفغان عقب انسحاب السوفييت، ولم يريدوا رؤية حمام دم مماثلاً في العراق المجاور لهم.

    ويضيف جونسون قوله: ربما كان تصرفهم حكيما، لكنه جاء متأخرا جدا أيضا. في خضم العنف، أمر قائد كبير جدا في تنظيم القاعدة أبا أحمد بالقيام بمهمة تجنيد وجمع للأموال خارج العراق. رفض أبو أحمد الامتثال، فرد القتلة في تنظيم القاعدة بقطع رأس والده وأشقائه. يقول أبو أحمد:لم أعد أقيم حسابا لشيء بعد ما جرى . وفي غضون ثلاثة أسابيع، قطع رؤوس القتلة. اتصل به مسؤولون كبار في القاعدة للاعتذار، لكن أبا أحمد لم يصدق قصتهم ورفض عروضهم للتعويض عليه. يروي:قالوا لي «لو لم تقتل [قتلة والدك]، لفعلنا ذلك بأنفسنا». لكنني كنت مقتنعا بأنهم خططوا للقيام بذلك . انطلق بمفرده، من دون أب أو إخوة، يطارده الاميركيون كونه إرهابيا ولا يستطيع بعد الآن الوثوق بأشد الداعمين للتمرد. لكنه لم يكن وحيدا بقدر ما تهيأ له. فقد التقى صديقه الشيخ أول مرة عام 2005. حتى في ذلك الوقت، كان الشيخ الذي يكبر أبا أحمد سنا يمقت القاعدة: فهو يعد أن كل تلك الهمجية لا تنفع بشيء. وعلى الرغم من أن أبا أحمد كانعالقا في القتال ، فإن الشيخ رأى في المتمرد الشاب حليفا محتملا. يتذكر:لم أحاول أن أقنع [أبو أحمد] مباشرة. كان علي أن أكون أذكى من ذلك .

    ويواصل جونسون رواية قصة هذا الرجل اللغز قائلاً: وكلما سنحت الفرصة، كان الشيخ يتدبر لقاء بين أبي أحمد والأرامل والأيتام العراقيين، كي يعاين المتمرد الشاب عن كثب الكلفة البشرية للحرب، وكان يحضه على القيام بمزيد من الأعمال الإنسانية. كانت الأمور تسير ببطء، لكن التشجيع بدأ يفعل فعله. دغدغ الشيخ حس القومية لدى أبي أحمد:قلت له: «لا نريد أن يبقى الاميركيون هنا إلى الأبد، لكن ما هو قائم الآن سيئ» . كان الشيخ مقتنعا بأن حرب القاعدة المذهبية سوف تنتهي بتدخل إيران للدفاع عن الغالبية الشيعية في العراق. كان البديل الوحيد عن العيش في ظل الحكم الإيراني مساعدة الاميركيين على ردع تنظيم القاعدة. يروي الشيخ:قلت له: «عدو عدوي هو صديقي، في الوقت الراهن» .

    وذات يوم في منتصف 2007 –يقول مراسل النيوزويك- جلس الشيخ في بغداد مع مجموعة من الاميركيين في ثياب مدنية للحديث عن التخلص من القاعدة في العراق. يقول:بدأنا نناقش المستقبل، وتحول حديثنا نحو الأسماء . كان الاميركيون مهتمين بأمر أبي أحمد، لكن اهتمامهم كان ينصب على اعتقاله وليس التعاون معه. يروي الشيخ:سألوني عن رأيي، فأجبت: «لا يمكننا قتل كل الإرهابيين» كانوا يعلمون أنني أعرف أبا أحمد. وقلت لهم إنني سأقنعه . واستمرت المفاوضات بين المتمرد السابق والعملاء الاميركيين عن طريق وسطاء طوال أشهر إلى أن التقوا وجها لوجه في أواخر 2007. لم يكن أبو أحمد يعرف كيف يجب أن يفكر بشأن العملاء. فوجئوا عند رؤيته قائلين إنهم تخيلوا أنه أكبر بـ10 سنوات على الأقل. كانت لديهم صور استخباراتية يُفترَض بأنها له، لكنها كانت كلها لشخص آخر. وقالوا له إنهم يعرفون ثلاث كنيات له، لكنها كانت كلها خاطئة. غير أن أبا أحمد أعجًب بمعارفه الجدد، وقرر أن بإمكانه العمل معهم. وكان من الواضح أنهم بحاجة إلى المساعدة منه.

    ويضيف جونسن قوله: ومنذ ذلك الوقت كرس أبو أحمد نفسه لتعقب ناشري أفكار القاعدة السامة في العراق. يحتفظ بكتاب صغير يعدد فيه الأشخاص وأدوارهم في هرمية القاعدة. بعضهم أصدقاء قدامى له» وبعضهم الآخر طلاب سابقون» وهناك أيضا جهاديون أجانب تعرف إليهم خلال عمله إلى جانب المتمردين. يقصدهم فردا فردا، ويحاول أن يحملهم على إدراك التأثير المدمر الذي يمارسه تنظيم القاعدة ليس على جهود المقاومة فحسب إنما أيضا على الإسلام في ذاته. ويقول إنهم يوافقون في أحيان كثيرة على الانضمام إليه. وأحيانا يتطلب الأمر أكثر من زيارة واحدة. جلس أخيرا في منزل في بغداد مع مخطط ومنظم كبير في التمرد. يقول أبو أحمد:إنه خطير جدا، لكنه يصغي أيضا . وتركه في آخر زيارة على أساس أنه لايزال يفكر في ما قاله له أبو أحمد.

    ويمكن أن يكون المال محفزا قويا. يقول أبو أحمد إن صديقه الشيخ خصص نحو 1.5 مليون دولار ــ إلى جانب مبلغ من الاميركيين لم يُكشَف عن قيمته ــ لاستقطاب مجندين في القتال ضد تنظيم القاعدة. وقد ساعدته السيولة على جعل عشرات الأشخاص ذوي المناصب العالية يهجرون التمرد. يقول:جل ما أفعله هو تصحيح نفوس المحاربين الذين يخوضون حربا مقدسة. الفقر أكثر خطورة من الاحتلال .

    لكن في بعض الحالات، يجد أبو أحمد أن كل حججه عقيمة. يقول:لدي دائما خطة دعم . في بعض الأحيان ساعده أصدقاؤه الاميركيون على إقناع من يتعذر إصلاحهم بالهروب من البلاد، مستخدما ما يسميه أبو أحمد أدوات تجعلهم يخافون ، مثل اتصال هاتفي بسيط تُردَّد فيه على مسامع الشخص غير التائب كميات كبيرة من البيانات الشخصية عنه، إلى جانب رسالة ضمنية بأنه يمكن إيجاده بسهولة والإجهاز عليه. إذا لم تنجح الوسائل الأكثر لطفا، قد يزود أبو أحمد الاميركيين بالمعلومات الضرورية لتوقيف الشخص.

    لكن لا يمكن السماح لأسوأ المرتكبين بأن يبقوا على قيد الحياة، كما يقول أبو أحمد، وليس المقصود بذلك جنود القاعدة الميدانيين بل الإيديولوجيون والعاملون على البروبغندا. يقول أبو أحمد:من يجب قتلهم هم الأشخاص الذين يصنعون الأفكار. من يجب قتلهم هم أولئك الذين يعطون المبررات لهذه الأفكار، ومن ينشرونها، لأنهم بلغوا نقطة اللاعودة . بحسب التعداد الأخير، نظر أبو أحمد وشركاؤه الاميركيون في 63 اسما في كتابه. يقول:قررنا أن نقتل خمسة منهم .

    لن يدخل أبو أحمد في تفاصيل الموضوع إلا ليذكرانتصارين استراتيجيين تحققا أخيرا، ويقول إن القاعدة ستحتاج إلى أشهر للتعافي منهما. يقول المسؤولون الاميركيون في بغداد إن وتيرة الانتصارات على قادة تنظيم القاعدة ارتفعت في الأشهر الأخيرة، بمساعدة من معلومات محدَّثة يتم الحصول عليها من شبكة متنامية من المتمردين السابقين. يقدّر أبو أحمد أنه جنّد نحو 70 متمردا سابقا العام الماضي تقريبا. يدير صديقه الشيخ مجموعة من نحو 20 رجلا مثل أبي أحمد، وهو ليس الشيخ الوحيد الذي يعمل مع الاميركيين. يقول مسؤول اميركي كبير لا يسمح له بالكشف عن هويته:نعتقد أن [القاعدة في العراق] تواجه مشكلات خطيرة. إن قتل قادتهم يزيد من صعوبة الأمور بالنسبة إليهم، لاسيما عند قتل المسؤولين الماليين .

    على الرغم من ذلك، يواصل المتطرفون معركتهم. يقول أبو أحمد إن تنظيم القاعدة في العراق يحتفظ بـ جناح أمنيمؤلف منمستشارينذوي مراتب عالية وملتزمين التزاما كاملا، وهم يديرون عمليات التنظيم في العراق من مناطق آمنة نسبيا. ويعد أنهم الأخطر على الإطلاق. ويقدّر عددهم بنحو 20 شخصا في العراق والبلدان المجاورة. لن يؤكد المسؤولون الاميركيون أرقاما محددة لكنهم يجمعون على أن القادة الكبار المتبقين في تنظيم القاعدة هم قلة يمكن حصر عددها.

    يقول الاميركيون: يبدو أن القوة الأساسية المتبقية في تنظيم القاعدة باتت فعلا في موقع حرج. يخوض المتطرفون معركتهم في الموصل. ويؤكد مسؤول اميركي كبير مطلع على الوضع، قوله:ينجح الأمر بالنسبة إليهم جغرافيا وإثنيا. فهي قريبة من الحدود السورية ومن خطوط التموين» ولديها سكان متعددو الإثنيات يمكنهم الاختباء بينهم، كما أن القوى الأمنية العراقية لم تنجح كثيرا هناك. يعبر [عملاء القاعدة] الوادي نزولا من هناك إلى بغداد. نرى أنهم يزدادون يأسا في تصرفاتهم .

    لكن هناك مؤشرات إلى أن المتطرفين يتكيفون مع المستجدات. يقول المسؤول الاميركي:سمعنا أنهم يحاولون تغيير صورتهم عبر استعمال أسماء أخرى. ونرى أدلة بأنهم يحاولون استعادة مكانة ما . لقد عاد التنظيم للتركيز بشكل أساسي على محاربة الاميركيين بدلا من مهاجمة أهداف عراقية مثل المكاتب الحكومية والمساجد الشيعية (على الرغم من أن 60 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم في تفجيرات وقعت الأسبوع الماضي بمناسبة الأربعين الشيعية). لقد سمع أبو أحمد الشيء نفسه أخيرا عندما زار أحد معارفه خارج بغداد ممن لم يتخلوا عن التمرد. ينقل أبو أحمد عن الرجل قوله له:لقد عادت القاعدة إلى هنا. هناك اتفاق على أننا لن نتصادم معهم إذا لم يتصادموا معنا . يقول أبو أحمد إن التنظيم عقد اتفاقات سلام مماثلة مع قادة أبناء العراق في أجزاء من بغداد، فقد قطع وعودا بالإحجام عن اللجوء إلى العنف في أحيائهم في مقابل حصوله على الأمان في مناطق وجوده.

    ومازالت القاعدة تشكل تهديدا على الرغم من التراجع الكبير في إمكاناتها. يقول أبو أحمد إن التنظيم يحتفظ بمصانع لإنتاج عبوات السيارات في بعض المناطق ومخابئ أسلحة في مناطق أخرى. ينقل عن متمرد آخر من معارفه قوله:حتى لو كانت المناطق التي يسيطرون عليها قليلة، فإن الإرهاب لا يحتاج إلى بلد. لا تحتاج إلا إلى مائة متر لتنفيذ عملية إرهابية . يقول أبو لينا (الاسم الحركي لمتمرد ناشط آخر) إن قادة التنظيم يحتجبون الآن في حين يركزون على استقطاب أعضاء جدد في أوساط الشبان العراقيين الذين تسهل قولبتهم:يمضون وقتهم في التكلم والتجنيد والإقناع .

    والراغبون في الإصغاء ليسوا عددا قليلا. فعدد كبير من السنة يحتفظ على الأقل بشيء من مخلفات الحماسة القومية التي غذت التمرد. يقول أبو أحمد إنه يتجادل من حين إلى آخر مع زوجته بشأن قراره العمل مع الاميركيين. فهي لاتزال تحمّل الاحتلال العسكري بقيادة الولايات المتحدة مسؤولية المعاناة التي تتكبدها بلادها منذ بداية الحرب. هجر بعض معارف أبي أحمد القدامى التمرد مؤقتا لينخرطوا من جديد في دورة العنف بالسهولة نفسها التي غادروها بها. يقول أبو أحمد:عدد كبير منهم أشبه بالحرباء . ورأى أيضا مجموعات كاملة من المتمردين السابقين يبيعون مهاراتهم القتالية وكأنها سلع في سوق لمن يدفع المبلغ الأكبر، على غرار القتلة المأجورين الذين جعلوا شارع حيفا من قبل واحدا من أخطر الشوارع في بغداد.

    ويشدد أبو أحمد على قوله إنه يأمل فقط أن يتمكن من إنقاذ أرواح بقدر تلك التي سيضطر إلى الإجهاز عليها. يحب العمل مع الاميركيين. يقول:إنهم محترمون ومتفهمون جدا. وهم أذكياء جدا . وقد أعجًب بأنهم يعملون في أيام العطل الرسمية. يقر أنه شعر في البداية بشيء من الخوف من إمكاناتهم وفضولهم بشأن التقليد والثقافة والتاريخ العراقي. يقول:كل ما أقوله لهم، سواء كان مهما أو لا، يحللونه لأنهم يعرفون أنهم سيحتاجون إليه في وقت لاحق . مازال فخورا بالعمل الذي قام به في مقاومة الاحتلال. لكنه ليس أقل اعتزازا بما يفعله الآن. يقول:لكل مرحلة من مراحل الحياة منطقها. كل ثمرة تنضج بحسب وتيرتها الخاصة .


    قصة تحولات وهّابي سابق..

    القائد الإرهابي السابق أبو أحمد : المموّلون السعوديون قطعواأموالهم بعد تفجير سامراء !

    رفض أمر القاعدة بجمع الأموال من الخارج فقطعوا رأسي والده وأخيه..ثم كان التحوّل !

    شيخ صديق لـ (أبي أحمد) أقنعه بانتهاء الحرب المذهبية للقاعدة إلى هيمنة إيران على العراق
    اللهم احفظ العراق واهله




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4,251

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    تحول البعض من مناصر مستميت الى ناقم ومتمرد على الفكر السلفي المنحرف , بسبب الاعمال الشنيعة التي قام بها هذا التيار المنحرف , حيث وصل الاذى الى العظم , فماذا ينتظرون بعد إذ ؟

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني