[grade="DEB887 D2691E A0522D D2691E DEB887"]صحيفة كريستيان ساينز مونتير تقرأ
تزاحم دول أوربا للاستثمار بالعراق
في ضوء المعطيات الجديدة[/grade]



شكلت رغبة ُكل ٍمن فرنسا وألمانيا تفعيلَ إمكانية استثمارات جديدة في العراق موضع اهتمام لبعض وسائل الإعلام الغربية ، وإن الدافع لهذا الاهتمام هو أن كلا من برلين وبارس كانتا في صفوف المعارضين للاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003. وحول ذلك نشرت صحيفة ( كريستيان ساينز مونتير ) مقالا بقلم ( وليام بوستن ) حمل العنوان الآتي : ((مع انحسار الحرب، اوربا تعود الى العراق .. فرنسا والمانيا المعارضتان للاجتياح الاميركي للعراق تنظران في إمكانية استثمارات جديدة في العراق ))

وقد جاء فيه : إنه بعد انتهاء ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش، بدأ الاوربيون المناهضون للحرب على العراق بالتخطيط في ابرام مشاريع لاعادة الاعمار في العراق ، واستدل على هذا التحرك أنه خلال الاسابيع الاخيرة أعربت كل من فرنسا والمانيا نيتهما بالاستثمار في العراق في زيارتين منفصلتين حملتا اهدافا مماثلة ؛ إذ توجه الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي، ووزير الخارجية الالماني فرانك والتر شتاينمر الى بغداد وفي جعبتهما رسالة واضحة مفادها : أنه في الوقت الذي اخمد فيه العنف بالعراق وبدأت الولايات المتحدة تقلص من وجودها العسكري فيه ، وجب على اوروبا التحرك بسرعة وجلب الاموال لاعادة بناء مفاصل البنى التحتية في العراق كافة، من محطات الطاقة وانظمة المياه والمدارس والمستشفيات والطرق والجسور.

وقال وزير الخارجية الالماني خلال زيارته التي اجراها لبغداد يوم 17 شباط ان "على الشركات الالمانية دراسة إمكانية توسيع دورها في العراق، وذلك بعد التحسن في الوضع الامني، وخاصة خلال الاشهر الاخيرة". ويعتبر ستينمير ثاني مسؤول حكومي الماني يتوجه الى العراق خلال الاشهر الاخيرة، وجاءت تلو زيارة وزير الاقتصاد الالماني السابق ميشيل غلوس.

لكن زيارة الاول كانت تتميز بعقد اللقاءات السياسية المضمون وهذا يعتبر دليلا ملموسا على تحول سياسة المانيا الخارجية تجاه العراق، واشارة على ان المانيا تنوي الان اعادة ترسيخ الروابط السياسية والاقتصادية- التي كانت قوية في فترات سابقة- مع بغداد. ونقلت الصحيفة أنه في الوقت الذي يشير فيه المراقبون الى ان الزيارات التي يجريها المسؤولين الاوروبيون الى العراق اشارة على التنافس وتنامي التوتر على صعيد العلاقات بين دول حلف الشمال الاطلسي، يُجمع اخرون بان حكومتي فرنسا والمانيا حريصتان اليوم على لعب دور اكبر في اعادة اعمار العراق من اجل اظهار تأييدهم الى الادارة الاميركية الجديدة بقيادة الرئيس باراك اوباما.

كما اعتبرت الصحيفة زيارة وزير الخارجية الالماني الى بغداد اشارة لواشنطن بان برلين قد وصلت الى تحديد الخيار العسكري في افغانستان ولعب دور اكبر في اعادة بناء العراق. وعلى هذا الأساس شرع شتاينمر بوضع قاعدة لارتباطٍ الماني طويل الامد مع العراق، فضلا عن المحادثات التي اجريت مع الحكومة العراقية حول كيفية دعم المانيا للحكومة الديمقراطية الجديدة في بغداد عن طريق تدريب الشرطة والاكاديميين، وايضا فتح شتاينمر مكتب اعمال من اجل تقديم التسهيلات للشركات الالمانية التي يمكن أن تستثمر في العراق، ويقول وزير الاقتصاد الالماني كارل ثيودور ان "المكتب سيساعد في تجديد العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين المانيا والعراق".

في موازاة ذلك اعتبرت الصحيفة الزيارة التي اجراها ساركوزي الى العراق تأتي ضمن الجهود لاعادة ترميم الروابط الفرنسية القديمة بالصناعة النفطية العراقية وكذلك من اجل سياسة فرنسية خارجية طويلة الامد في المنطقة.وزيارة ساركوزي الى العراق هي الاولى منذ الاجتياح الاميركي على العراق ، والتي قال في إطارها إنه سيتوجه الى بغداد خلال الصيف القادم على راس وفد فرنسي اقتصادي عالي المستوى. وتلقى الاوروبيون ترحيبا شديدا من حكومة بغداد حيث اشاد رئيس الوزراء نوري المالكي بالسمعة الطيبة التي تتصف بها الشركات الالمانية التي كانت تعمل في العراق ، قائلا : لم يكن الاستثمار الاوربي ينتظر القادة السياسيين من اجل اعادة مد الجسور مع بغداد، ففي كانون الاول الماضي اعلن العراق منح شركة سيمنس عقدا بقيمة 1.5 مليار يورو لتزويد مضخات النفط بالطاقة الكهربائية في البصرة وتكريت وكركوك وصلاح الدين وبغداد، وكذلك اعادة الحكومة العراقية فتح الصناعة النفطية امام الشركات الفرنسية بعد المحادثات التي اجرتها مع شركة توتال وشركة دتش –شيل لتطوير الحقول النفطية شمال وجنوب العراق.