أن العقلية السياسية الأمريكية قد تغيرت ، و أمريكا في طريقها للانزواء عن الساحة العالمية لمعالجة أزماتها الداخلية . و لا تني الإشارات تتوارد من داخل البيت الأبيض و مراكز البحوث الأمريكية و تصريحات باراك أوباما و وزير دفاعه لتصب جميعا في مجرى تغيير الطريقة التي دأبت عليها الإدارة السابقة فلا ضربات استباقية بعد اليوم و لا حرب غير مدروسة تشنها أمريكا في المنطقة كما حدث في 2003 .. الخ
تدرك الولايات المتحدة أن الخيار العسكري مع إيران هو خيار انتحاري لن يؤدي إلى أية نتائج تذكر ، فإيران الآن ليست العراق 2003 و الحكومة الإيرانية حكومة دينية على عكس حكومة البعث أي أنها حكومة عقائدية بمقدورها أن تحشد ملايين الإيرانيين المتدينين الذين سيكونون درعا واقية لأي ضربة أمريكية أضف إلى ذلك عوامل عديدة تختلف في إيران عما في العراق نحتاج لمقالات طويلة و متواصلة لمجرد عرضها و توضيحها و لهذا فالانسحاب من العراق يدفع إلى أن تتنفس إيران الصعداء بكل تأكيد . وهو فك لطوق عسكري كان يوشك أن يضع إيران في زاوية حرجة حال اندلاع مواجهة محتملة بين الطرفين ( الحقيقة لم تكن محتملة و لا شيئا آخر ، كانت مجرد بالونات إعلامية و رغبات سياسية و ضجيج و حديث بذخ لمحللين لا غير فكل المؤشرات كانت و لا زالت تدل على استبعاد ضرب إيران و نرجح أنها لن تضرب حتى في حال إعلانها عن امتلاك سلاح نووي لما قدمناه من خطورة المواجهة الأمريكية معها و يُستبعَد قدرة أمريكا على إقامة تحالف عسكري واسع النطاق كما في حرب تحرير الكويت لذلك يجري الآن محاولة مواجهة إيران النووية بمعادل إقليمي مقبول ويتمثل بتحالف عربي يمهد لتحالف عسكري نووي تقوده مصر و السعودية بوجه إيران وهذا ما يتم المضي فيه و تجري محاولات حثيثة من قبل أمريكا لإقناع إسرائيل بهذا الخيار المستقبلي ) .