تناقلت الأنباء البارحة عن مقتل دبلوماسيين يابانيين في منطقة تكريت. وبدا الأمر عادياَ ومر كأنه إغتيال من تلك الإغتيالات التي تطال بعض المسؤولين الأجانب في العراق. ولكن تسربت أنباء أخرى عن مقتل كوريين في منطقة تكريت ذاتها اليوم.

الذي يثير الإستغراب في هذين الخبرين هو سبب تواجد هؤلاء الأجانب في تلك المنطقة. فتكريت ليست موقعاَ دبلوماسياَ هاماَ ولا مكاناَ سياسياَ مميزاَ في العراق اليوم. الذي زاد الخبر غموضاَ هو السبب الذي أبرزته بعض وكالات الأنباء عن عزم هؤلاء العنصرين اليابانيين لحضور مؤتمر عن إعمار العراق في تكريت. ومع ملاحظة أن تكريت منطقة مضطربة جداَ أمنياَ، وتعتبر معقلاَ لأتباع رئيس النظام البائد وضباط جيشه ومخابراته فمن الذي يثير الإستغراب حقاَ عقد مثل هذا المؤتمر وبحضور شخصيات أجنبية دبلوماسية فيها. الشيئ الوحيد الذي نستطيع أن نبرر به تواجد هؤلاء في تلك المنطقة وفي هذا الوقت بالتحديد هو وجود إما مباحثات سرية بين الحكومة اليابانية والكورية اللتان تعتزمان إرسال قوات حفظ سلام إلى العراق وبين أتباع النظام السابق وربما رأس النظام البائد نفسه. وربما لم تؤد هذه المفاوضات إلى نتيجة فتمت تصفيتهم. أو وجود شيئ ما ذا مضمون سياسي أو أمني يجري في الخفاء بين أطراف دولية متعددة وبين أتباع النظام البائد في مدينة تكريت وأطرافها.