هذه دراسة اجريت من قبل مخابرات النظام البائد حول حزب الدعوة في العراق .
************************************
حزب الدعوة العميل

النشأة:

بعدما اطاحت ثورة 14 تموز1985 بالنظام الملكي الرجعي وسعت لانهاء سيطرة واحتكار الشركات الاستعمارية،حاول الاستعمار التغلغل الى صفوف الجماهير تحت واجهات دينية مفتعلة غرضها خلق واذكاء النزعة الطائفية للتلاعب من خلالها بعواطف الجماهير الكادحة لهذا بادر بالايعاز لبعض عملائه بتشكيل تنظيم ديني يطغى عليه الطابع المذهبي ليكون على غرار الحركات الاخرى المستمرة بالدين كحركة الاخوان المسلمين وحزب التحرير ذلك هو (حزب الدعوة الاسلامية ).

لقد لقى هذا التنظيم منذ نشأته تأييدا ودعما معنويا وماديا من النظام الفارسي لتوظيفه كطابور خامس لتحقيق الاطماع الفارسية في شرق الوطن العربي من جهة ووقف مد الثورة العربية الصاعدة وأعاقة مسيرتها من جهة اخرى.

قيادة التنظيم:

1- محمد باقر حيدر اسماعيل الصدر:من مواليد بغداد 1935وهو من اصل لبناني ودرس العلوم الدينية في النجف وله عدة مؤلفات وهوالذي: اطلق تسمية حزب الدعوة على تنظيماتهم مستندا على الآية التي تقول(وادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن).له صلى قربى بموسى الصدر حيث انه زوج شقيقة الاخير وكذلك بالخميني نتيجة زواج احمد الخميني من ابنة شقيقة موسى الصدر. انسحب ظاهريا عام 1964 من حزب الدعوة الا انه بقي محتفظا بزعامة الحزب سرا.

2- مرتضى محمد اسماعيل العسكري: ولد في سامراء عام 1906 وهو من اصل فارسي درس العلوم الدينية في النجف ثم اصبح استاذ وعميد كلية اصول الدين وامام حسينية الكرادة الشرقية، هرب الى ايران عام 1969 بعد ثبوت اشتراكه بالمؤامرة الايرانية ثم استقر في سوريا قبل سقوط الشاه عام 1979.

3- محمد مهدي محسن مهدي الحكيم: ولد في النجف ودرس العلوم الدينية وهو نجل المرجع الديني محسن الحكيم وقد استغل مركز والده بتوزيع كوادر الحزب كوكلاء في المحافظات واستلام الحسينيات ومشاركة شقيقه محمد باقر وهرب خارج القطر عام 1969 لثبوت ارتباطه بالمخابرات الامريكية.

4- الشيخ مهدي علي اكبر شريعاتي: ايراني الجنسية عالم ديني كان يسكن النجف وكان بمثابة حلقة وصل بين السفارة الايرانية وقادة التنظيم وله علاقة مع موسى الصدر وكان كثير التنقل بين ايران والكويت ولبنان.

5- محمد مهدي الآصفي: ايراني الجنسية، عالم ديني، زاول التدريس في كلية اصول الدين والفقه ومارس نشاطه الحزبي من خلال التدريس والف بعض الكتب الخاصة بالدعوة. هرب خارج القطر بعد اكتشاف دوره في حوادث الشغب.

6- محمد علي الكوراني: لبناني الجنسية، مارس نشاطه المعادي للقطر خلال وجوده في لبنان. اقام في العراق وهرب من القطر بعد ثورة 17 –30 تموز لكشف نشاطه المعادي.

اهداف حزب الدعوة:

يؤكد حزب الدعوة في ادبياته عن ان له هدفا اساسيا واهدافا مرحلية.

الهدف الاساسي هو بناء الدولة وفق مفاهيم واحكام طائفية تتولى قيادتها المرجعية الدينية اما الاهداف المرحلية فهي:

أ‌- المجال الفكري: تغيير الافكار السائدة في المجتمع ونشر افكارا اسلامية ومحاربته للافكار القومية والاشتراكية.

ب-المجال التنظيمي والثقافة التنظيمية:

بناء هيكل تنظيمي اضفى عليه صفة دينية وعلى قيادة الحزب والتي تجلت بشرعية تلك القيادة باعتبارها دينية بحتة، وهي ضمن التكليف الشرعي للفرد المسلم(اغتيال، تخريب، تجسس،.. الخ).

ج- المجال السياسي: تفكير عموم المثقفين غربي ويعمل الحزب على محاربة هذا الاسلوب واستخدام اساليب جديدة في عملية التحليل وتقييم المسائل السياسية وتغطيتها برداء ديني.

د- المجال الاجتماعي: دعى حزب الدعوة الى تطهير المجتمع من المفاهيم والاحكام والتقاليد الموروثة وبعث مبادئ جديدة مضيفا عليها الطابع الديني.

هـ- مجال برامج العبادة: برامج اعتبرها ذات محتوى حقيقي للعبادة التي جاء بها الاسلام (كالحج، الخمس، الزكاة، الجهاد، الشهادة).

مراحل عمل حزب الدعوة:

1- المرحلة الثقافية( التغيير والبناء ).

2- المرحلة السياسية.

3- المرحلة الحاسمة( السيادة السياسية ).

4- المرحلة الحكمية( المراقبة والتنفيذ )وتتضمن مرحلتين:

أ‌- مرحلة بناء الدولة.

ب- مرحلة تصدير الافكار.
اسلوب الكسب:

1- مرحلة الملازمة – العنصر المراد كسبه (المأمول) واستخدام التوريط والاغراء المادي.

2- مرحلة المخاطبة(الترشيح)- بعد ايمان المأمول بفكر الدعوة يتم ترشيحه من قبل الداعية ويردد القسم امامه.

الهيكل التنظيمي:

تتألف القيادة من ثلاثة مجالس هي:

1- مجلس الفقهاء: يتألف من مجموعة من رجال الدين المتخصصين في فقه المذهب الجعفري وتتحدد مسؤولياتهم بما يلي:

أ‌- اتخاذ القرارات بشأن المسائل الاساسية والمصيرية التي يتعرض لها الحزب.

ب-بحث وحل المسائل والمشاكل الفقهية للحزب في المجالات الفكرية والعملية.

ج_اسباغ صفة الواجب الشرعي على الاوامر والتعليمات الحزبية (وخصوصا الاجرامية).

2- مجلس القيادة : ويتولى مسؤوليات الاشراف على مسيرة الحزب الفكرية والعملية على اعمال اللجنة التنظيمية وادارة جميع امور الحزب بصورة مباشرة او غير مباشرة بواسطة اللجنة المذكورة وضمن اطار النظام الداخلي للحزب.

3- اللجنة التنفيذية: مهمتها الاشراف على مسؤوليات الحزب الداخلية والخارجية ويتم تقيمها من قبل مجلس القيادة وتتألف من اعضاء يجري انتخابهم من قبل لجان الاقاليم ومناطق ضمن الولايات وترتبط بهذه اللجنة وتعمل تحت اشرافها اللجنة المركزية للولاية (الاقليم) والتي تربط بها اللجان التالية: لجان المناطق- وترتبط بها اللجان المحلية والاخيرة ترتبط بها ايضا اللجان الفرعية ( الفرق) والخلايا والحلقات.

الدرجات الحزبية:

1- ملتزم- وهو المتمسك بتعاليم المذهب الجعفري دون ان ينتمي لاي حركة سياسية.

2- نصير- وهو الشخص المتدين والمؤمن بضرورة التغيير في المجتمع(غير منتمي)

3- المؤيد- وهو الذي يعرف بوجود الدعوة ولا يعمل فيها ولكنه يتعاطف معها.

4- الداعي- وهو الذي فوتح بالانتماء الى الحزب ووافق وادى قسم الكتمان ويعتبر اللبنة الاولى في قاعدة الحزب.

5- المجاهد- وهو العضو الذي نضج فكريا لتحمل اعباء الدعوة ويتولى مسؤولية خلية او حلقة.

الانشقاقات في حزب الدعوة العميل:

1- في عام 1969ونتيجة لتوسع القاعدة التنظيمية وكسب المثقفين وخاصة من الوسط الجامعي برز تيار من تلك الاوساط في بغداد تزعمه الدكتور سامي جابر البدري الذي طرح عدة امور رفضها الحزب وهي:

أ‌- التوجه التام نحو التدين دون التأثر بمباهج الحياة.

ب‌- تولي طبقات الحزب من قبل الطبقات المثقفة وابعاد رجال الدين والمعممين عنها لعدم خبرتهم والمامهم بالسياسة التي تتطلبها القيادة خاصة في مرحلة مجابهة السلطة.

ج- التأكيد على ضرورة تكوين خط تنظيمي خاص بطلبة العلوم الدينية يسمى (خط تنظيم الحوزة) لقد ايد الطلبة الجامعيون الخط الذي سار عليه سامي البدري كما ايده خط تنظيم الكرادة الشرقية واستمروا بالعمل ضمن حزب الدعوة الى ان تفاقمت الخلافات بينهم وبين القيادة اثر حملة التشهير التي قادها عارف البصري عام 72-1973 حيث خرج البدري مع مؤيديه من الحزب والتقى (بحركة المسلمين العقائديين)التي يتزعمها غالب الشابندر فتوحدت تنظيماتهم واطلقوا على تنظيمهم الجديد (جند الامام) واصدروا نشريات (المستقيم،الهدى،المجاهدين) وانتقدوا فيها قيادة حزب الدعوة.

هرب سامي البدري عام1975 الى الكويت على اثر توجيه ضربة للتنظيم المذكور ويقيم حاليا في ايران.

2-في أواخر عام 1980ونتيجة للاحداث الجارية والضربات الموجعة التي وجهت الى تنظيمات حزب الدعوة العميل والتي ادت الى هروب قادته الى ايران والتسلط الفارسي على القيادة وتفضيل العناصر الفارسية على العناصر العربية في المعاملة اثناء تواجدهم في ايران،اضافة الى استئثار العناصر الفارسية بزعامة محمد مهدي الآصفي بالقرارات مما حدى بقسم من اعضائها وكوادر الحزب الى انتقاد القرارات الصادرةعنها وعن ما يسمى بفقيه الدعوة كاظم علي الشيرازي الملقب بالحائري فقد التف عدد من المنتقدين حول احد اعضاء القيادة الذي تزعم وهو علي الكوراني وتبلورت الخلافات والانتقادات بين الجانبين مما ادى الى خلق تيارين داخل الحزب الاول تزعمه محمد مهدي الآصفي والثاني تزعمه علي الكوراني وتبلورت بينهما الاتهامات التالية:

اولا – اتهامات تيار الكوراني لتيار الآصفي:

أ‌- الاعتراض على تفسير ولاية الفقيه ومضمونه اعتبار الخميني نائبا ووكيلا عن الامام المهدي المنتظر ومرشدا اعلى لكل الحركات الاسلامية وتفسير الكوراني لولاية الفقيه هو ان يكون الامر للمرجع الاعلم والافقه والاتقى والذي يتمتع بصفات العدل والزهد وان هذه الصفات متوفرة في مجموعة من المراجع وليست في خميني وحده.

ب-عدم اعتراف الكوراني بتسمية كاظم علي الحائري فقيها للدعوة.

ج-يطالب بابعاد المعميين عن قيادة التنظيم وجمعهم في خط واحد يركز على الجانب الثقافي للحزب وعدم اسناد المناصب السياسية في الدولة الى رجال الدين.

د- انتقاد الآصفي لما اتسم به من صفة استبدادية في اتخاذ القرارات دون الرجوع الى القيادة.

ه-اثارة موضوع السيطرة الفارسية على قيادة التنظيم في حين الذين توكل اليهم المهمات داخل العراق هم عرب.

ثانيا- اتهامات تيار الآصفي ضد تيار الكوراني:

أ‌- ان محمد باقر الصدر لم يكن يثق بالكوراني ويطعن بسلوكيته كما طلب ابعاده من الحزب.

ب-تحمل الكوراني مسؤولية فشل الحركة التخريبية في 4/10/1980والخسائر الفادحة التي مني بها الحزب.

ج- اتهام الكوراني بكونه عنصري النزعة بالتفاف العناصر العربية حوله.

د- تكذيب ادعاءات الكوراني باعادة التنظيم داخل القطر والكويت.

لقد طالب الآصفي بطرد الكوراني من قيادة الحزب واقترح اجراء انتخابات جديدة داخل الحزب تبدأ من القاعدة الى القيادةالا ان الكوراني رفض ذلك الامر الذي وضع النظام الفارسي الى محاولة اجراء المصالحة بينها الا انه فشل.

لقد دعى الآصفي الى اجراء انتخابات جديدة دون اشتراك الكوراني وجماعته فيها وتم انتخاب قيادة جديدة للحزب تتألف من العناصر التالية:

1- محمد مهدي علي صادق الآصفي- امين عام الحزب- ايراني.

2- كاظم علي الحائري الشيرازي – فقيها عاما للدعوة- ايراني.

3- مرتضى محمد اسماعيل العسكري- عضوا- ايراني.

4- علي عبد الله التسخيري _ عضوا_ ايراني.

5- عبد الرحيم على موسى الشوكي- عضوا- عراقي.

6- مهدي عبد مهدي – عضوا- وهو عديل الآصفي.

7- هاشم ناصر محمود – عضوا- عراقي من البصرة.

8- حسين ابراهيم بركة الشامي- عضوا – عراقي- متزوج من ايرانية.

9- موسى جمال الخوئي- عضوا – ايراني.

اما تيار الكوراني لا زال يعتبر نفسه جزءا من حزب الدعوة ويمارس نشاطه التخريبي ضد القطر ضمن مخططات النظام الفارسي ودعمه ومن المرجح ان تكون هذه الخلافات صورية وضمن تكتيك الدعوة لامتصاص النقمة الجماهيرية والتذمر الذي ولدته عملياتهم التخريبية داخل القطر.