trt


زيارة مقتدى الصدر إلى أنقرة



تقييم البروفيسور حيدر جاكماك



ان بدء بريطانيا بسحب قواتها العسكرية من العراق وعزم الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما بشأن سحب الجنود من العراق ونتائج الانتخابات المحلية التي جرت في الحادي والثلاثين من يناير/كانون الثاني ۲۰۰۹ وقرب موعد الانتخابات العامة اسفر عن ضعضعة الموازين في العراق. في غضون ذلك اتفقت الأحزاب الشيعية والسنية المتطرفة والتركمان والعلمانيين عدا الأكراد بشأن حماية وحدة أراضي العراق. ان العرب الذين التزموا بالصمت ازاء موضوع انتقال مدينتي كركوك والموصل الى الأكراد باتوا يعترضون بشدة على هذه الفكرة. ان تأثير الأكراد في العراق ليس كما كان سابقا. وان التوتر خف بين السنة والشيعة. والتقى العرب الشيعة والسنة العلمانيين والقوميين بغض النظر عن اختلافاتهم الطائفية.


من الجدير بالذكر ان السبب الرئيسي الهام لهذا التغير هوالمواقف المفرطة للأكراد في العراق الذين نالوا دعما مفرطا من الولايات المتحدة الاميركية واتخاذ قوات الاحتلال مواقف تفتقر الى الاحترام ازاء الشعب والاداريين العراقيين واستغلال الثروات الطبيعية ولاسيما النفط والغاز الطبيعي بشكل علني.

ان قيام مقتدى الصدر رئيس المجموعة الشيعية الراديكالية الواقعة تحت تأثير ايران بزيارة الى تركيا في الفترة بين الثاني والخامس من مايو/ايار ۲۰۰۹ واستقباله من قبل كل من الرئيس عبدالله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان دليل على ان تركيا تقوم بالمبادرات من أجل عدم إلحاق أي ضرر بالعراق بعد بلورة الصياغة على اثر انسحاب الجنود الأجانب من العراق. وتجدر الاشارة الى ان الكتلة الصدرية التي تمتلك قوة معينة في العراق بدعم هام من ايران تتخذ موقفا معاديا للكيان الاميركي في العراق.

ان الكتلة الصدرية التي تمتلك ۲۸ مقعدا في المجلس الوطني العراقي تملك في نفس القوت قوة مسلحة غير مشروعة تحمل اسم جيش المهدي. وحسب ما اشارت اليه الانباء فان الصدر الذي يعيش في ايران وصل الى تركيا على متن طائرة تركية خاصة أجرى اتصالات شتى أولا في العاصمة أنقرة ومن ثم في مدينة استانبول. وأفاد المتحدث الصحفي باسم الصدر ان تركيا صديقة قديمة موثوقة بها وذكر انهم تبادلوا مع المسؤولين الأتراك وجهات النظر. هذا وانه من غير الممكن ان لا تكون الولايات المتحدة الاميركية على علم بهذه الزيارة المثيرة.

ان الادارة الاميركية الجديدة اتخذت موقفا عقلانيا وطلبت من تركيا ان تقوم باستخدام ثقلها من أجل السلام في المنطقة. ان الصدر يمتلك قوة مسلحة وانه يسترشد بايران. هذا وان خروج الصدر من تحت تأثير ايران وتحوله الى صاحب الكلمة عبر الطرق المشروعة والديمقراطية في العراق الديمقراطي سيكون موقفا أكثر عقلانية. ان هذا الموقف سيكون أفضل بالنسبة لجميع الأطراف. وتجدر الاشارة الى ان الصدر يشاطر وجهة نظر شبيهة لتركيا بشأن مواضيع كركوك والموصل ووضع الاكراد في العراق ووحدة الاراضي العراقية. ويتعين ان لا يتم تلقي تحول حركة الصدر خلال فترة قصيرة الى مفهوم معقول بمثابة المفاجأة. بيد ان مواصلة تأثير ايران وعدم تفريق القوة المسلحة سيعرقل تحقيق التغيير المرغوب.

وتُشكل القوات المسلحة للمجموعات الكردية وجيش المهدي العائد للصدر والمنظمات المسلحة غير المشروعة الاخرى كالقاعدة وحزب الله أهم العثرات التي تعيق تحول العراق الى بلد طبيعي.