اشرنا في حديث سابق عن استقرار الامراء الغساسنة في العراق لاسيما في مدينة الموصل ( الحدباء ) متحدثين عن سجايا نسل الامير همت اغا بن الامير مصطفى اغا الغساني ومواقفهم الخالدة التي لاتنسى مع ذكر بعض رجالاته ومحاسنهم .... وسنتناول في هذا الجزء شيء من تاريخ الغساسنة و نسل الامير همت اغا بن الامير مصطفى اغا الغساني ... معتمدين في ذلك على المصادر والمراجع والوثائق ومخطوطة في تاريخ الغساسنة وانسابهم للاستاذ غانم بن المرحوم محمد بن الامير مجيد اغا بن الامير همت اغا بن الامير مصطفى اغا الغساني .

ان الغساسنة ومنذ القدم اناسا متحضرين لم يعيشوا حياة البداوة بل على العكس شيدوا واستوطنوا الحواضر وعمروها والاثار الباقية خير دليل على ذلك ، ولماكان بني جفنة هم الملوك فالملك جفنة هو ابن الملك عمرو ميزيقيا بن الملك عامر ماء السماء ( ملوك كابر عن كابر ) حتى كان اخرهم الملك جبلة بن الايهم الغساني، فليس من الغريب اعتبارهم ونسلهم من رموز المدنية لتحضرهم .

اعقب اخر ملوك الغساسنة الملك جبلة بن الايهم الغساني عدت اولاد والدليل على ذلك هوماقالته الاميرة هند ابنة اخر ملوك المناذرة النعمان بن المنذر عندما استاذن المغيرة بن شعبة في مقابلتها فارسلت اليه من يساله وهو واقف على بابها : امن ولد الملك جبلة بن الايهم الغساني انت ؟ .... ، ومن هنا نجد ان للملك جبلة بن الايهم الغساني عدة اولاد هم : ( الامير المنذر وبه كان يكنى / الامير الحويرث / الامير الحارث / الامير عمرو / الامير استيراق / ......... الخ ) ويحدثنا الاستاذ غانم بن المرحوم محمد بن الامير مجيد اغا بن الامير همت اغا بن الامير مصطفى اغا الغساني بمخطوطته في تاريخ الغساسنة وانسابهم ان الملوك الغساسنة من بني جفنة كانوا يتزوجون فيما بينهم ويمكن القول مما لايبتعد عن الحقيقة ان الزوجة الاولى للملك جبلة بن الايهم الغساني هي اميرة غسانية من بني جفنة الملوك ، ويمكن انه تزوج غيرها حيث ان من المؤكد ان الاميرة ( زيتونة ) ابنة ملك الروم هي زوجو الملك جبلة بن الايهم الغساني وهي والدة الامير استبراق الذي كان ذا حظوة في بلاط القسطنطينية .

ان كون الغساسنة اناس متحضرين وليس بدوا هو امر يحسب لهم وليس عليهم ، وباعتبار ان الاجداد ملوك فعقب الملك هو الامير وهذا هو السبب الذي حدى بنا الى تسمية الموضوع ( الامراء الغساسنة في العراق ) وللمستشرق الالماني حديث طويل عن هؤلاء الامراء في كتابه ( امراء غسان ) بشيء من التفصيل ولكون ان الحياة التي عاشها هؤلاء الامراء هي حياة الحضر والمدنية نجدهم حتى بعد مغادرتهم الى بلاد الروم واستقرارهم فيها يستوطنون الحواضر المدني مثل ( القسطنطينية / مدينة العرب / اماسية / هرقلة / .... الخ ) .

وان توزع الغساسنة في العراق امرا لايخفى على المتخصص الدقيق في تاريخ الغساسنة ولاعن المهتم ايضا ، اذ هنا من امراء الغساسنة من استقر في العراق قيل الاسلام واستمر الاستقرار بعد مجيء الاسلام فاختط الغساسنة لهم خطط في البصرة والكوفة وواسط وبغداد والموصل ... حتى اننا لنجد تواجدا لهم في مدينة حديثة بمحافظة الانبار هم ( ال خالد الغساني ) ومدينة هيت بمحافظة الانبار هم ( ال قوام الدين الغساني ) ، حتى ان نسل الامير همت اغا بن الامير مصطفى اغا الغساني توزع في بغداد حيث سكنها الاستاذ المرحوم غازي بن الامير احمد اغا بن الامير همت اغا بن الامير مصطفى اغا الغساني مع اغلب اولاده بينما استقر الاستاذ فيصل بن الامير احمد اغا بن الامير همت اغا بن الامير مصطفى اغا الغساني مع اولاده في مدينة الحلة مركز محافظة بابل ، وتواجد الغساسنة ايضا في ديالى ومحافظة صلاح الدين ومنها تكريت مركز المحافظة وفي محافظة التاميم ومنها كركوك مركز المحافظة ومدينة دهوك وغيرها من مدن العراق .