الأخبار العاجلة المالكي يريد إجراء انتخابات كركوك قبل الانتخابات العامةعاصفة رملية تغطي العراق والمئات يدخلون المستشفيات للعلاجالسامرائي يبدأ محادثات في الكويت حول مسالة التعويضاتالمالكي يزور الولايات المتحدة في 21 من الجاريالمالكي يستقبل نائبة الرئيس الايراني ورئيسة منظمة الحفاظ على البيئةالمالكي: بإمكان أي فرد أن يأخذ موقعا من مواقع المسؤوليةتصاعد المطالبة في البصرة بتشديد المراقبة للحدود مع إيران الرئيس السامرائي:الكويت ستعمل جاهدة على إخراج العراق من البند السابعمستشفيات واسط تتلقى أكثر من 450 حالة إصابة بالربو نتيجة الغبار الشديد عادل عبد المهدي: بايدن يحمل رسالة تتعلق بالتزام الولايات المتحدة لتعهداتها مع العراق
زيارة نائب الرئيس الاميركي تخفق في تحريك مسارات العملية السياسية في العراق
الولايات المتحدة فوجئت بـ((رفض)) المالكي لتدخلاتها في ((المصالحة السياسية))
شؤون سياسية - 05/07/2009 - 12:00 am

واشنطن تخطط لـ(إعفاء نفسها) من مسؤولية احتمالات انحدار العراق ثانية نحو حرب طائفية أو إثنية
واشنطن-النور:
أخبر نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن القادة العراقيين يوم الجمعة ، أنه والرئيس اوباما، ملتزمان بمساعدتهم لحل خلافاتهم السياسية، لكنه حذر ايضا، بحسب صحيفة النيويورك تايمز من أنّ الولايات المتحدة من المستبعد ان تبقى منخرطة في العراق اذا رجع البلد الى العنف الطائفي، استنادا الى ماذكره المسؤولون الاميركيون . وجاء تحذير بايدن ، خلال زيارته التي تستمر إلى ما بعد ثلاثة ايام من استكمال الانسحاب العسكري الاميركي من المدن العراقية بحسب صحيفة الواشنطن بوست. وتعتبر هذه الزيارة الاولى لنائب الرئيس الاميركي للعراق بعد تكليفه من الرئيس الاميركي اوباما بالاشراف على ملف السياسة العراقية . وفي لقاءاته مع مسؤولين عراقيين كبار ، ومن ضمنهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، شدد بايدن على ان الولايات المتحدة ستبقى ضالعة في المسألة العراقية، حتى مع تضاؤل دورها العسكري بعد خطوتها بالانسحاب والتي يتوقع ان تحقق السلام بعد الانتخابات البرلمانية في شهر كانون الثاني القادم . ولكن صحيفة الواشنطن بوست نقلت عن مسؤولين اميركيين كبار قولهم بان بايدن قدم ذلك الدعم مستندا على مدى ما يحققه العراق من تقدم في حل نزاعاته طويلة الامد ، والتي يعتقد ان بعضها كان قائما حتى قبل قيام الولايات المتحدة بغزو العراق في سنة 2003 . وقال ذلك المسؤول الاميركي:((اذا تراجع العراق، الى العنف الطائفي، او انخرط في العنف العرقي ، عندها لا يعد ذلك شيئا محتملاً يجعلنا مستمرين في التدخل، اولا لأن الشعب الاميركي لن تكون له مصلحة بالقيام بذلك، وثانياً لن يكون يدخل ذلك في اختصاص نائب الرئيس او الرئيس)).

وانهى بايدن اجتماعه بالمالكي ليصدر بيانه الصحفي الحذر، قائلاً:(( الرئيس اوباما وانا نقدر بان العراق قد مضى بمسافة كبيرة خلال السنة الماضية ولكن هناك طريقاً صعباً مازال قائما اذا اراد العراق ان يمضي للعثور على سلام واستقرار دائمين)). ودعا بايدن العراقيين الى ((استعمال العملية السياسية لحل المشاكل المتبقية وتقديم المصالح الوطنية)). وقال بايدن إنه هو والرئيس اوباما (( يقفان جاهزين ، اذا طلبت منهما المساعدة، وإذا استطاعا تقديمها، تسريعاً للعملية السياسية)).

ولكن المسؤولين الأميركيين قالوا بشكل خاص إن نبرة بايدن كانت اكثر مباشرة ، وقال احد المسؤولين الاميركيين بان نائب الرئيس بيدن جعل من الواضح بانه اذا عاد العراق الى العنف العرقي ، فان الولايات المتحدة من المستبعد ان تبقى ضالعة في الازمة. وبحسب صحيفة الواشنطن بوست، فان هذا التحذير كان مؤشرا دراماتيكيا لتغيير صورة الولايات المتحدة في العراق ، وللاهتمامات السياسية السابقة في عهد الرئيس جورج بوش ، والبيان الذي صدر يعرض بان ادارة اوباما سوف تعفي نفسها من المسؤولية اذا انزلق العراق مجددا الى الفوضى ، وبقي بطيء الحركة لحل فيما تبقى من ازمات غير محلولة ، والتي تتضمن النزاعات الواسعة بين الاكراد والعرب وايضا اصدار قانون للنفط العراقي .

ولكن صحيفة اللوس انجلس تايمز ، تذكر بان مهمة نائب الرئيس جو بايدن للترويج للمصالحة الوطنية في العراق ، رفضت يوم الجمعة من قبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، والذي اخبر نائب الرئيس الاميركي ، بان الموضوع هو من الامور الداخلية العراقية وبان الضلوع الاميركي لن يكون مرحبا به . في الوقت الذي قال بيان للبيت الابيض بان مهمة بايدن الى العراق هي للعمل مع العراقيين: ((باتجاه التغلب على خلافاتهم السياسية والتوصل الى نمط المصالحة والذي نفهم جميعنا بانه لم يتحقق بشكل كامل على ارض الواقع)). ولكن اجتماع بايدن مع المالكي ، بحسب اللوس انجلس ، يعتبر ايضا تذكيرا بانه بالرغم من ان الولايات المتحدة مازالت تحتفظ بحوالي 130 الف جندي اميركي في العراق ، فان نفوذها يتضاءل بسرعة الان ، وبان الساعة قد حانت لمغادرة كل الوحدات القتالية الاميركية في السنة المقبلة. وبالرغم من الترحيب بزيارة بايدن التي جاءت في خضم احتفالات العراقيين بالانسحاب العسكري من المدن العراقية ، ولكنها اعتبرت ايضا دليلا بان الولايات المتحدة لا تخطط بعدم الانخراط كليا في العراق ، وقد اوضح المالكي بانه لايريد المسؤولين الاميركيين بان يكونوا ضالعين تماما في السياسة العراقية ، كما كانوا في السابق . وقال الناطق باسم المالكي علي الدباغ بان المالكي اخبر بيدن: ((بان موضوع المصالحة هو موضوع عراقي محض واي ضلوع غير عراقي سيكون له اثار سلبية ، ولانريد الاميركيين ان يأتوا ويتدخلوا فيه)). وقال الدباغ بان بيدن : ((تسلم الرسالة جيدا وقال بانه مستعد للمعاونه في المجالات التي تطلبها الحكومة العراقية)). وبحسب اللوس انجلس فان المشاكل العراقية التي لم تجد حلا لحد الان ومنها قضية كركوك المتنازع عليها بين الاكراد والعرب ، وموضوع قانون النفط وكيفية توزيع عوائده ومشكلة كيفية مصالحة المؤسسة السياسية العراقية الحالية مع الاعضاء السابقين لحزب البعث ، واية واحدة من هذه المشاكل يمكن ان تتوهج ليغرق التقدم العراقي الهش والتجريبي نحو الاستقرار الواسع . وبحسب النيويورك تايمز فان زيارة بايدن الى العراق تلقي الاضواء على الخط الصعب الذي تسير عليه ادارة اوباما في العراق في ضوء نتائج الانسحاب الاميركي من المدن العراقية في هذا الاسبوع . واذ يمضي العراق في سبيل ما يطلق عليه المسؤولون ب " السيادة الحقيقية " فان نائب الرئيس بايدن والرئيس اوباما كليهما عبرا عن القلق بان الوضع الامني العراقي هش ، وبان القادة العراقيين لا يفعلون المزيد للمصالحة على اختلافاتهم من خلال المشاركة في السلطة السياسية وعوائد النفط .

وتحدث اثنان من المسؤولين الاميركيين لصحيفة النيويورك تايمز بشرط عدم الافصاح عن اسمهما، لمناقشة اللقاءات الخاصة لنائب الرئيس، وقالا بان القادة العراقيين بدوا مفتوحين للضلوع الاميركي ، وبان المالكي ناقش عدة طرق خاصة يمكن ان تكون الولايات المتحدة مساعدة فيها ، وامتنعا عن اعطاء تفاصيل اخرى ، وقال احد المسؤولين الاميركيين ، بان السيد بايدن اكد على ان : ((مستقبل العراق هو من مسؤوليته – العراق – الخاصة)). وبحسب الصحيفة فان العلاقات بين واشنطن وبغداد ليست بدون توتر، وحينما انسحبت القوات الاميركية رسميا يوم الخميس ، على سبيل المثال ، فان المالكي ابدى ضجره من المسؤولين الاميركيين من خلال القاء خطاب لم يمتدح فيه الولايات المتحدة للمساعدة في تحقيق المزيد من الاستقرار في العراق . ولكن بعد لقاء المالكي يوم الجمعة بنائب الرئيس الاميركي بيدن ، فقد استشهد المالكي: ((بالشراكة العامة والجهود المشتركة بين القوات الاميركية والعراقية في دحر وكبح وردع القاعدة في العراق))..

وقال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة ، بان الموضيع المهمة للبلدين تعني تطور التجارة ، وليس السياسة ، وقال الدباغ: ((فيما يتعلق بالمصالحة لا ، ونحن نشعر ان العراقيين قادرون على القيام بها بانفسهم لانه موضوع عراقي)). ولكن اللوس انجلس تقول انه فيما اذا كان العراقيون قادرون على ذلك ، فذلك موضوع اخر . وبالرغم من انخفاض العنف بشكل دراماتيكي، فان معظم المنازعات السياسية بقيت بدون حل وكما كانت منذ ست سنوات حينما اسقط الغزو الاميركي صدام حسين . والاكراد الاقلية الموالون لاميركا – بحسب اللوس انجلس – يخافون بانهم سيهمشون مع انسحاب القوات الاميركية ، وسوف يرحبون بضلوع ادارة اوباما في التوسط لحل تلك المنازعات ، ولاسيما تلك التي تتعلق بحدود كردستان ، كما قال النائب الكردي محمود عثمان الذي أكد أن زيارة بايدن تشير الى ((أن اميركا لن تتخلى عن العراق ، وهو امر جيد)) ولكنه اضاف ((اذا لم يكن العراقيون انفسهم مستعدين للتصالح ، فلا اعتقد بان جو بايدن يستطيع ان يفعل ذلك لهم)).

وفي الوقت نفسه فقد تساءل اخرون ، فيما اذا كان نائب الرئيس بيدن – والذي قام بالعديد من الزيارات في السابق للعراق حينما كان رئسيا للجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس ، هو الاختيار الجيد كمبعوث خاص الى العراق من الرئيس اوباما ، مع الاخذ بنظر الاعتبار خطته السابقة المثيرة للجدل لتقسيم العراق الى كانتونات كردية وشيعية وسنية . وقال النائب اسامة النجيفي عن خطة بيدن ((المشروع كان سيؤدي الى تقسيم العراق واراقة الدماء والحروب بين الطوائف حول الحدود والمصادر ، وبسبب اضطهاد الاقليات ومشاكل متنوعة)) واضاف النجيفي بانه يأمل بان بيدن قد صرف النظر عن تلك الخطة ، ولكنه قال ((إن لي شكوكي)). ولكن علي الدباغ أكد أن الحكومة العراقية واثقة بان بايدن قد تخلى عن الخطة ، ولم تكن مذكورة في لقاءاته مع المسؤولين العراقيين .