إساءة شيخ الأزهر إلى الإسلام

وعلى صعيد آخر، فقد فوجئنا بحديث شيخ الأزهر الذي استقبل به وزير الداخلية الفرنسي، بإعطاء الحق الشرعي ـ من خلال صفته الشرعية الرسمية ـ لفرنسا في منع الفتيات المسلمات من ارتداء الحجاب، بالرغم من تصريحه بأن الحجاب فرض ديني، ودعاهن إلى الالتزام بهذا القرار ـ لو صدر ـ تحت عنوان الاضطرار..

وكأن شيخ الأزهر ـ من خلال هذا التصريح ـ يقول لكل الدول غير الإسلامية، بل حتى الدول الإسلامية غير الملتزمة بالإسلام: اصنعوا للمسلمين ظروف الاضطرار ليكون ذلك مبرراً لهم للخروج من التزاماتهم الشرعية.. وكأنه يقول للمسلمين في فرنسا وفي العالم: ليس من حقكم الاعتراض حتى على مستوى الحوار الموضوعي العقلاني مع الدولة الفرنسية وغيرها، أو التحدث عن الإسلام في التزاماته الدينية، بل عليكم الطاعة للحق القانوني حتى لو منعكم من الصلاة في المساجد، أو الصوم في شهر رمضان!!

إن فرنسا هي بلد الحريات في التاريخ، ومن حق المسلمين أن يمارسوا حريتهم في النقاش الموضوعي، وفي الاعتراض السلمي كمواطنين في فرنسا، أو كأصحاب فكر يثير الآخرون الجدل حوله.. ولا أدري لماذا لا يلتفت شيخ الأزهر إلى الكاثوليك واليهود الفرنسيين الذين قالوا للحكومة: "ليس ذلك من حقها"، أو أن يلتفت إلى أمريكا وبريطانيا وغيرها من الدول الغربية التي رفضت هذا القرار؟؟

لقد أساء شيخ الأزهر إلى الإسلام والمسلمين، عندما أعطى الدولة الفرنسية الحجّة الشرعية الإسلامية في إصدار القرار باعتبار مبدأ الحق، والمطلوب منه الاعتذار للمسلمين والوقوف إسلامياً من أجل حماية الإسلام من كل ضغط في الداخل والخارج