أمن جعل ألارض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أءله مع الله بل أكثرهم لايعلمون – 61 – النمل .

هي أخطر الحروب على ألاطلاق ولمن لايعرف كيف نقول له :- هي حرب على ألانسان وعلى الحيوان وعلى النبات وهي حرب على الطبيعة وكفى بها من حرب مميتة مدمرة ؟ ولكنها صامتة ليس فيها مدفع ولا بندقية ولا طائرة تنزل القنابل ؟ .... بل فيها ما هو أقسى وأدهى من ذلك ؟ .. ألا وهو قطع الماء .. الذي قال عنه الخالق :وجعلنا من الماء كل شيئ حي ؟ .....اليوم تشن على أهل العراق حرب المياه وهي ليست وليدة هذه الساعة وأنما منذ سنوات ؟ ولكن من أداروا دفة الحكم في الماضي لم يلتفتوا الى ألامر لآنهم لايهمهم ألا أنفسهم وخصوصياتهم وهذه بلوى أبتلي بها أهل العراق ؟ ... بعض مناطق البصرة دمرت فيها الحياة نتيجة الملوحة والجفاف ؟ وبدأوا بالهجرة والرحيل ؟ وبعض مناطق ألانبار أصابها الجفاف القاتل ؟ وبعض مناطق محافظة بابل ذات الخضرة الدائمة تعاني من الجفاف ؟ وبعض مناطق محافظة القادسية ومحافظة المثنى ومحافظة واسط ومحافظة النجف وكربلاء وحتى محافظة ديالى أم البساتين والبرتقال ؟ .. يقتل خضرتها الجفاف ؟ ولا أحد يسأل ولا أحد يتحرك والمساومات السياسية هي وجهة العناوين وهي عنوان للدجل السياسي وألاعلامي ؟ بغداد التي كان المثل التركي يقول عنها :- لامدينة كبغداد ؟ أضحت عطشى وهي عروسة دجلة ؟ والعراق الذي كان معروفا بالنهرين من أيام أبينا أدم والذي لا زالت بقايا شجرته عند ملتقى النهرين وبداية شط العرب هو اليوم يشكو من العطش من يصدق ذلك ؟ .

أنهار الجوار العراقي تغلق وتمنع من ألاستمرار في دخول ألاراضي العراقية واللقاء بالمحبوب دجلة ومسرح اليدين شط العرب الذي تقتله الملوحة اليوم وتغادره النوارس والوز والبط الذي عشق السباحة في مياه الله ومنه شط العرب ؟ عصافير شط العرب حزينة وحمامه أصابته الحيرة أما أنسانه فهو يشكو ربه ومن غدر به وبنعمته؟ وللغدر صنوف وله فنون ليس ورائها ألا الخراب ؟ أحمد أوغلو وزير خارجية تركيا يقول :- نحن والعراق كألاصبع والظفر ؟ وطرب الذين في وزارة الخارجية من العراقيين ؟ ونسوا أن الهمس العلماني التركي منذ سنوات كان يقول عندنا الماء وعندهم البترول ؟ .. ولآنهم علمانيون فهم لايفرقون بين صنع الله مثل ألانها ر التي هي قرار وجعل رباني للجميع ما دامت مساراتها تتحرك بحرية منحها أياها خالق السماوات وألارض ؟ وهي أي ألانهار غير البترول الذي هو من طنوز ألارض وثرواتها التي تتطلب من ألانسان جهدا ومالا حتى يحضى بها ؟ والذين حكموا العراق لم يعطوا لهذه القضية أهتماما ولم يوقعوا أتفاقا مع دول الجوار حول جعلية ألانهار ؟ وأهمية ذلك في التشريعات الربانية وفي التشريعات الدولية وقوانين ألانهار الدولية ومنها نهري دجلة والفرات ؟ ولذلك يدفع العراقيون اليوم تقاعس حكوماتهم القديمة والجديدة على حد سواء ؟ . والغريب في ألامر أنه لم يحرك ساكنا تجاه هذه القضية " وهي حرب أبادة للعراقيين " حرب المياه هذه هي أقذر الحروب ؟ لآنها مخالفة صريحة لشرع الله لمن يدعون أنهم يحكمون بشرع الله ؟ وعلى الجميع أن يعلموا أن علي بن أبي طالب "ع" لم يمنع الماء عن خصومه في حرب صفين المعروفة تاريخيا ؟ وفي كل الحالات ورغم قساوة ألامر وشناعته لم نسمع بفرق عمل حكومية يشهد لها بالقدرة على الحوار وأسماع الحجة للطرف ألاخر حول الموضوع ؟ ولم نشهد حماسا أعلاميا يسلط ألاضواء على قضية هي من أهم القضايا على ألاطلاق ؟ فماذا يعني ذلك ؟ هل هي المحدودية ؟ هل هو الجهل بأدارة البلاد ؟ أم هو شيئ أخر ؟ لماذا هذا الخدر ألاعلامي ؟ ولماذا هذا الخجل من طرح قضايانا المصيرية على بساط البحث الشعبي والحكومي وفي كل المنتديات ؟ .. لماذا يستغل الجفاف والعطش لغايات أنتخابية ؟ .. ألا ترون أنها قضية لا أخلاقية من يقوم بها عليكم أن ترموه بفضلات الحيوانات ؟ وهو قليل بحقه ؟ .. وأذا كان يطيب لبعض المسؤلين القول أن دول الجوار غير جدية في هذه المسألة؟ ونحن نشك أنكم بعثتم من هو أهل لذلك ؟ لان الذين يسافرون الى دول الجوار هم زبائن دائمين لمصالح تلك الدول وليس لمصلحة العراق ؟ وأعرفوا من قال ماذا حصلنا من العراق خلال ثمانين عاما ؟ .مرة أخرى أذا كنتم مقتنعين بعدم جدية دول الجوار معكم لماذا لاتطرحون القضية أمام ألامم المتحدة وأمام المحكمة الدولية بأعتبارها قضية أنسانية من الطراز ألاول ؟ هذا أولا وبأعتبارها حرب مياه بكل ما لهذه الكلمة من دلالة قانونية ثانيا ؟ ..أخيرا أيها السياسيون عار عليكم أن تنشغلوا بلوائحكم ألانتخابية وتتركون شعبكم يعاني من العطش وبساتينكم تموت وخضرتكم تختفي لتزدحم على حدودكم شاحنات البضاعة الفاسدة والموظف الفاسد والزبون الجشع والمشتري المضطر ؟ وأنتم أيها المسؤلون عار عليكم أن تفكروا بسياراتكم المظللة وبحماياتكم الحمقى وبمكاتبكم وأثاثها وولائمكم التي هي من قوت الشعب وحولكم من جياع العراق ما يشكلون اللعنة عليكم ؟ . ياشرفاء العراق وأنتم قلة ما تنتظرون ؟ .. عليكم بالتحرك وأسماع صوتكم للعالم ؟ وأنتم يا أبناء العراق في الخارج لاتنسوا أنكم لابد راجعين يوما الى العراق وحق العراق عليكم أن توصلوا صوته الى منتديات العالم حول ما يشن ضده من حرب المياه وهي حرب قذرة ولئيمة وجبانة وحاقدة والوقت ليس لصالحنا جميعا فهل أنتم تبادرون وتكونون للعراق أوفياء مثلما كان أبراهيم النبي "ع" ونبوخذ نصر وحمورابي وعلي بن أبي طالب ؟


الدكتور علي التميمي