تسعى غوغل حاليا إلى جعل "يوتيوب" الذي اشترته قبل ثلاث سنوات لتحقيق أرباح عن طريق إقناع أصحاب الأفلام المقدمة على الموقع بتحقيق دخل إعلاني من أعمالهم بدلا من إزالتها من الموقع بسبب خرق قوانين حقوق الملكية الفكرية، وهذا موجه بالدرجة الأولى لشركات إنتاج الموسيقى والانتاجات الفنية الأخرى لأسماء معروفة.

وكانت غوغل قد صممت نظاما شبيها بنظام طمغات الأصابع لأصحاب حقوق ملكية الأعمال وهذا يعني أن يوتيوب ستتمكن من تشخيص المادة المرسلة إليها حتى حين تعديلها وجعلها جزءا من محتوى معمول على يد المستخدم مثل فيديوات الأعراس والكليبات الساخرة.

وجذب نظام "كونتنت آي دي" (هوية المحتوى) الذي تم تطويره قبل سنتين شركات الإنتاج الموسيقية ومنتجي البرامج التلفزيونية ومالكي الأفلام الرياضية الذين يرغبون في تحقيق أرباح إضافية عن طريق الويب. وتقارن غوغل كل المواد الموجهة لموقع يوتيوب حيث يتم تفحص فيديوات تمتد لعشرين ساعة في كل دقيقة. ويحضّر البرنامج تقارير عما تمت مشاهدته من حيث المكان وعدد المرات.

ووفقا لذلك يكون أمام أصحاب ملكية أفلام الفيديو المعروضة على يوتيوب خياران: إما منع إدخال أفلام الإعلانات بجانب أفلامهم ودفع أجور عرض أعمالهم ليوتيوب أو عرض الإعلانات بجانب الفيديو والمشاركة في الدخل مع يوتيوب، التي تستقطع حصة صغيرة لها. كذلك يستطيع أصحاب حقوق ملكية الفيديوات تحقيق الكسب المالي من خلال تحقيق الربط بمواقع تبيع اسطوانات دي في دي وسي دي من المحتوى الأصلي.

ومن تطبيقات استخدام هذا النظام كانت أفلام مستر بين الذي عرف إقبالا عالميا من خلال يوتيوب حيث أعلنت الشركة المنتجة له "تايغر أسبكت" أن أكثر من 5000 مستخدم قاموا بخزن مسلسل "مستر بين" حتى الآن وقررت أن تحقق فائدة مالية من ذلك. ويأتي قرار شركة غوغل هذا بعد بلوغ خسائرها من يوتيوب ما لا يقل عن 175 مليون دولار سنويا، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان اللندنية الصادرة اليوم في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009.

لكن مدراء غوغل يرون أن موقع يوتيوب قابل لأن يصبح مربحا للشركة وأن نظام "كونتنت آي دي" سيكون جزءا من ذلك. مع ذلك فإن ذلك سيستغرق وقتا لتحققه فموقع يوتيوب يتسلم حاليا 7 مليارات فيديو أسبوعيا وليس هناك سوى مليار واحد منها تحقق دخلا ماليا وثلث منها يحقق دخلا من خلال نظام "كونتنت آي دي".