وصف الكرد بانهم صناع الملوك في العراق الجديد
هلترمان: الكرد سيقفون ضد المالكي إلا إذا عقد معهم صفقة جيدة حول كركوك
اخبار العراق | 25-10-2009

واشنطن/ اور نيوز
عكس حوار أجراه "مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي للأبحاث مع نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "مجموعة الأزمات الدولية" جوست هلترمان نظرة تشاؤمية في الغالب لمسار العملية السياسية في العراق، الذي اشار للدور الكردي في مرحلة ما قبل الانتخابات المقبلة، وبعدها، واصفا الكرد بأنهم "صناع ملوك" اللعبة السياسية في العراق.
وردا على سؤال حول وصفه للحالة العراقية وعما إذا صار القلق الشعبي كبيراً إزاء الانتخابات المقررة في كانون الثاني، قال هلترمان إن "الهدوء مضلل. الناس قلقون إزاء الانتخابات، وحيال ما سيحصل. الحالة في العراق أقل فوضى، حتى الآن، رغم أن العنف لم يختفِ.. هناك سيناريوهات عديدة محتملة. أولا، هناك مجموعة من المستغلين ترغب بتعطيل العملية السياسية، كما ترغب بخلق المشاكل بالتزامن مع الانتخابات القادمة، وأثناء الانتخابات".
وقال هلترمان إن "مجمل خصوم رئيس الوزراء نوري المالكي، وما أكثرهم، يرغبون بتشويه صورته واظهار عجزه عن توفير الامن من خلال الهجمات الانتحارية. قد يكون من بين المستغلين بعض خصوم المالكي، وأعتقد أنهم لن يكونوا من الأحزاب البارزة، بضعة أشخاص في المناطق الخارجة عن العملية السياسية يرغبون بتقويض صورته من خلال إشعال العنف بأية طريقة".
وأعرب عن اعتقاده باحتمال وقوع "أعمال عنف قبل الانتخابات، لكن خوفي يقع على مرحلة ما بعد الانتخابات، حيث يترتب على الفائزين التنسيق مع بعضهم لمناقشة قيام تحالف حكومي، إذ لا أعتقد أن أي طرف بارز في الانتخابات، سيكون قادراً على تشكيل حكومة لوحده، لذا ستجري مفاوضات تستغرق وقتاً طويلاً حول شكل الحكومة الجديدة، كما حصل قبل أربع سنوات حيث استغرقت عدة أشهر".
وقال هلترمان "عندها كما الآن سنشهد بروز مسألة كركوك كعنصر خلافي لأن الكرد سوف يثيرونها مجدداً كشرط لمشاركتهم في التحالف الحكومي، ويبقى الكرد، بسبب قوتهم الانتخابية وقدرتهم على ضمان الأصوات في مناطقهم الخاصة، صانعي الملوك في العملية السياسية".
وتابع "من الصعب التكهن الآن من سيكون رئيس الوزراء. ولكن باستعادة ما جرى منذ أربع سنوات، تجد أن الكرد اعترضوا على إبراهيم الجعفري الذي ترأس حكومة انتخبت قبل خمس سنوات. الكرد سوف يرفضون المالكي هذا العام، إلا إذا عقد معهم صفقة جيدة حول كركوك، ويصعب تخيل ذلك. سيجري البحث عن شخص يبدو ضعيفاً، على غرار وضع المالكي قبل أربع سنوات، ليكون واضحاً أنه مرشح قابل للاختراق ويمكن السيطرة عليه، أما المالكي فلم يكن مؤخراً، على هذا النحو".
وردا على سؤال حول الانسحاب المقرر للقوات الأميركية من العراق، قال هلترمان "هذا سؤال تصعب الإجابة عليه، لأننا لا نملك مقاييس جيدة، كما إننا نملك معلومات أقل دقة. يبدو واضحاً أن القوات الأمنية (العراقية) تتحسن، وتبدو قادرة تماماً في نواح عديدة، لكن، بالتأكيد، يعتريها ضعف من شأنه أن يبقيها معتمدة على دعم الولايات المتحدة لبعض الوقت، وبالأخص فيما يتعلق بالدعم الجوي، اللوجستي، والاستخباراتي".
واعتبر "أن السؤال عن مدى تماسك (القوات الأمنية) أكثر أهمية من السؤال عن مدى قوتهم. فهل تعمل القوى الأمنية مع بعضها إذا قررت الأحزاب المتشاحنة القتال بدلاً من التفاوض، حين يغادر الجنود الأميركيون؟ وإذا تحقق ذلك، فلمن سيستجيبون؟ وفي حال لم يحصل ذلك، هل سيصطفون بموازاة الانقسامات السياسية، والإثنية، والخطوط المذهبية، ويعودون إلى دولة ميليشياتهم الأساسية؟ تبدو هذه الهواجس حقيقية".
وردا على سؤال حول إمكانية التوصل إلى تسوية في كركوك، قال هلترمان " يجب أن يقوم الحل على فكرة من نوع الصفقات الكبيرة، لأنه، خلافاً لذلك، لا توجد صفقة تقاسم بحت للأراضي، على ما أعتقد. لن يتم الاتفاق حول كركوك من خلال تقاسم المناطق، غير أنه يمكن أن يوافق الكرد على كركوك، إذا حصلوا على شيء يريدونه بالفعل، وهو ضمان الحماية، على المدى الطويل لهم ولإقليم كردستان وللسلطات التي يمتلكونها في تلك المنطقة. وما يحتاجونه هو ترسيم دقيق لحدود الإقليم، وضمانات دستورية بعدم تضاؤل قوتهم. تلك المطالب من شأنها أن تكون شرعية ومعقولة، لكنها لن تتحقق بسهولة".
وتابع "على الكرد التخلي عن اعتقادهم بسيطرتهم الحصرية على كركوك، ويجب أن تحظى كركوك بنوع من الصفة الخاصة خارج إقليم كردستان، ما يعني أيضا ألا تخضع مباشرة لبغداد، وأن يكون فيها ترتيب داخلي لتقاسم السلطة، وحماية الأطراف المتواجدة".
وسئل هلترمان عما إذا كانت للولايات المتحدة مرشحها المفضل، فقال إن "إحساسي بأن المرشح المفضل لديها هو المالكي، لكنها لا تجاهر بذلك، ليس لأنهم يحبون المالكي، بل لأنهم يرون القائمة الشيعية الأخرى طائفية، ويفهمون إن الشعب العراقي قد طفح كيله من الطائفية. لذلك، وبغياب خيارات أخرى، يمكن أن يدعموا المالكي، لكنهم لم يجاهروا بذلك، واستبعد أن يقوموا بذلك".