نص خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين، السيد مقتدى الصدر
العراق للجميع : : GMT 05.00 hours + 2004-01-21 - 08:03:36






خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين، السيد مقتدى الصدر



أقيمت صلاة الجمعة في مسجد الكوفة المعظم بإمامة السيد السيد مقتدى الصدر (دام ظله) في 23 ذي القعدة سنة 1424هـ وقبل البدء بالخطبة الأولى تطرق إلى بعض النقاط قائلاً:-

اولاً: أوجه الشكر الجزيل إلى الأخ العزيز إبراهيم الجعفري لتعاونه مع وقوفنا لإطلاق سراح المعتقلين وارجوا أن يكون باب جديد للتعاون الشخصي بيننا وأرجوا أن تتوحد القوى الخيرة ضد قوى الباطل .

ثانياً: اوجه الشكر الى كل من كتب استنكار على قرار فرنسا بمنع الحجاب وأرسله إلى مكتبنا.

ثالثاً: اوجه الشكر الجزيل الى الرئيس السوري بشار الأسد على رفضه دعوة الإرهابيين لزيارة القدس لأنه بذلك يرفض دعوة المحتل، حيث أن الدعوة لا تكون إلا من أصحاب الدار فقط .

رابعاً: ليعلم الجميع أني لن أخضع لأي طرف من الأطراف الخارجة عن الشعب العراقي والتي لا تعيش معاناته وسيبقى الشعب العراقي مستشاري الوحيد وديني الإسلام ووطني العراق ووليي الصدرين (قدس الله سرهم الشريف) وأن أعتزلت الساحة لأسباب شرعية لكن سيبقى قلبي معكم ونفسي وجسدي مضحي لأجلكم ولن أترككم لا في سراء ولا في ضراء، فأني إنما تصديت فتطبيقاً لوصية الوالد (قدس) وبما أنها أنتفت بصورة أو أخرى فقد أبرءت ذمتي أمام الله وأهل البيت والسيد الوالد وسأكون متفرغاً بعد ذلك الى أمور مهمة أخرى وأن كان قد يعرضي هذا الأمر إلى القتل أو الاعتقال فهذا مطلبي وأسألكم الدعاء والفاتحة. لكن صلاة الجمعة لن أتخلى عنها ولو على رقبتي.

وبعد هذا بدء بالخطبة الأولى وبعد الصلاة على محمد وآله الطيبين قال سماحته أنه قد طرق أسماعنا

مؤخراً القرار الأمريكي الجديد باعتبار صدام هو أسير حرب لكي يُعطى حقوق الأسير التي تنص عليها اتفاقية (جنيف) التي لا يعلم بنودها ومن هو واضعها الذي هو غربي مثلهم. وهذا القرار حاله حال أي مخطط غربي لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم وحيث لا تعلم بها الشعوب الا بعد وقوعه ويكون قد فات الاوان. وأقول أن هذا القرار اذا طبّق فستكون نتائجه وخيمة على الشعب العراقي المتضرر والشعوب المتضررة وبالتالي فهم يعينونه على أفعاله التي هي منهم او بالاحرى هو مكلّف بها. وأن قالوا إنما هي خطة للامساك بأعوانه قلنا لا يمكن جعل حزب البعث كله أسير حرب وان خفتم من بعض المقاومة التي قلتم أنها من أتباعه مما جعلكم تقولون انه أسير حرب فهذا الجبن بعينه وهذا هو ديدنكم .

ولعل من أهم نتائج هذا القرار هو عدم تمكن الشعب العراقي من محاكمة صدام الهدام لأن محاكمة أسير حرب لا تكون إلا من طرفين احدهما المحكمة الدولية وهي تابعة لعولمة أمريكا أكيد وتخاف على نفسها أن تُحاكم بنفس الحكم الذي ستطلقه على هذا الأسير .

أما الطرف الثاني هو الجهة المحاربة (أمريكا) وهذا له عدة قرائن أهمها أنه لا يعتبر دولياً أي أن أسير الحرب لا يحاكم بمحاكم دولية لأن حربهم هذه غير دولية أكيد أي ليست بموافقة الامم المتحدة وان قصدوا حرب الخليج الأولى فنقول أنها انتهت والجريمة أنتهت وزالت الأحقاد بعد الاجتماع الذي دار بالخيمة بين الطرف الإرهابي وقوّاده وبين البعث الكافر وقوّاده. وان قصدوا الحرب الصدامية الإيرانية قلنا أنه ذنب لا يغتفر هذا أن سميناها حرباً أصلاً. فالحرب لها شروطها التي لم يطبقها صدام الهدام كاستعماله الأسلحة الكيماوية والفتاكة .الهدام كاستعماله الأسلحة الكيماوية والفتاكة .

وأن جميع ما فعله هو احتلال وليس حربا كدخوله الأراضي الإيرانية والكويتية باعتراف أسياده ومعونتهم لأنهم أرادوا دخول هذه المناطق بأي صورة ودخلوها الآن على أنهم محررين . والسؤال هو لماذا صدام دون غيره مع علمنا أن للمحاكم الدولية الحق بالحكم غيابياً على المجرمين فلماذا لم يفعلوا ذلك مع المجرم هدام، ولن يفعلوا فليس هذا من حقهم فمن أعطاهم هذا الحق .أقول وحسب ظني أن هذا القرار صدر في هذا الوقت بالذات للتغطية على ما نصبته أمريكا حاكماً على العراق الذي يقول أن العراق يجب أن يكون حكومة فيدرالية بناءاً على طلب الأكراد مع شديد الأسف وهذا ما يريده الاسرائيليون لأن دولتهم قائمة على ذلك فنقول للأكراد كفاكم ابتعاداً عن أخوانكم العرب، وأن لا تسيروا قدماً في خطط الاستعمار ولا تستعينوا بهم بل استعينوا باخوانكم في الحوزة اولى لكم فهل أنتم منتهون وأن كنتم قد رأيتم شيئاً من العرب فهم أنما أتباع صدام الملعون وهم ليسو بعرب ولا عراقيين ولا مسلمين. فأن اتحدتم معنا اعطيناكم حقوقكم والا فسيُنكّس العلم العراقي بدلا من العلم الأمريكي. وعذراً على هذه اللهجة الا ان الموضوع يستحق. وأخيرا أقول بأنه لا توجد حرب حقيقية بين صدام وأمريكا فالحرب الأولى بين دولتين مسلمتين وكذلك الثانية والأخيرة فقد فر منها جميع أعوانه وكان يمكن لأمريكا تجنبها إلا إنها أرادت أذية الشعب لا صدام الهدام، انما الحرب هي الحرب الطويلة التي بين صدام والشعب العراقي التي دامت أكثر من40 عاماً وله الحق وحده في تقرير مصير صدام وأن كان أسير حرب فهو أسير الشعب العراقي .

ومن هنا ادعوا جميع القادة ان يكونوا احراراً لا تحت لواء الباطل وحق النقض الأمريكي وسوف نؤسس مجلساً ولنسميه مجلس شورى يضم جميع الأديان والأعراف والقوميات تحت اسم (عراقيين) وسأرسل وفداً إلى الشمال لمناقشة مشروعهم وأخيرا على العراقيين التنديد بالقراريين هما تقسيم العراق واعتبار صدام اسير حرب وذلك بالطرق السلمية وهي المظاهرات وقد تم التنسيق مع حزب الدعوى وفيلق بدر لتكون موحدة وسيكون موعدها الثلاثاء صباحاً ان شاء الله . العراق واعتبار صدام اسير حرب وذلك بالطرق السلمية وهي المظاهرات وقد تم التنسيق مع حزب الدعوة وفيلق بدر لتكون موحدة وسيكون موعدها الثلاثاء صباحاً ان شاء الله .

وفي الخطبة الثانية قال سماحته:

ان على الفرد ان يكون على قدر المسؤولية وان لا يقصّر أمام الله سبحانه وتعالى لأنه ان قصّر عن علم او عمد فأن عواقبها ستكون وخيمة في الدنيا والاخرة. فعلى رب الاسرة مثلاً ان لا يقصّر تجاه عائلته في الامور الدينية أوالدينوية لان الله اعطاه تلك النعمة اوالقدرة وسيسأله عنها وكيف تصرف بها وهذا ينطبق على كل شخص من باب( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) فالذي يعطيه الله مالاًً وفيراً عليه ان ينفقه على عائلته ويكسيها وان يتصدق منها ويخمّسها وان يبتعد عن الاسراف والربا وتجارة الحرام. فأن رفض تلك الصورة فان النعمة تزول وهذا العقاب الدنيوي اولى له من العقاب الآخروي ورادعاً عن العودة لمثل هذه الاعمال وقد يكون العقاب الدنيوي مزيلاً للعقاب الاخروي. واعلموا ان بالشكر تدوم النعم “ولئن شكرتم لأزيدنكم” ويجب عليك ان تشكر الله على كل حال فان الشر بنظرك هو خير لكن من حيث لا تعلم واعلم ان الله لا يأتي منه الا الخير. واعلم ان الشكر مراتب او درجات ادناها الشكر اللساني لأنه قد يقصد منه الرياء او السمعة .

اما الشكر القلبي فهو اعلى رتبة من الشكر اللساني لأنه لا يأتي معه الرياء. وبعد أن وسعتك رحمة الله فعليك ليس بالشكر اللساني والقلبي بل يتعدى ذلك إلى العملي كالتسبيح والاحسان والعبادة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأن قمتم بالاحسان تجاه الاخرين فلا تنتظروا منهم جزاءاً دنيوياً لأنه يزول معها بل يكون احسانكم لهم هو الشكر على النعم وليكن مبتغاكم شيئاً اخروياً.واخيراً فأن التفكر في أمر الله سبحانه وتعالى هو من العبادات وان التفكر يؤدي إلى علمك بالنعم التي حولك وبالتالي يؤدي إلى شكرك لله عليها لتدوم عليك.