ضيوف الرحمن في منى لرمي الجمرات


ثلاثة ملايين حاج في ضيافة الرحمن
بعد أدائهم ركن الحج الأعظم بالوقوف على صعيد عرفات الطاهر يتوجه ضيوف الرحمن الجمعة 27-11-2009 الموافق العاشر من ذي الحجة لعام 1430هـ، أول أيام عيد الأضحى المبارك، إلى منى لأداء ش***ة رمي الجمرات.

وأدى الحجاج صلاتي المغرب والعشاء جمع قصر وتقديم في المزدلفة الخميس 26-11-2009 بعد نفرتهم من صعيد عرفات، ثم توجهوا إلى منى، حيث يبيتون ثلاثة أيام، هي أيام التشريق الثلاثة، أو يومين لمن تعجل؛ لرمي الجمرات الثلاث (الصغرى والوسطى والكبرى)، وذلك اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.


وفي جو صاف بلا أمطار ودون وقوع حوادث تذكر وقف الحجاج في وقت سابق الخميس على صعيد جبل عرفات، حيث شهدوا يوم التاسع من ذي الحجة، ولبوا وكبروا ورفعوا أيديهم إلى السماء داعين الله سبحانه أن يغفر لهم، وأن يجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا، وأن يجعلهم من المقبولين.

إثارة الفتن

جموع الحجاج كانت قد توافدت منذ وقت مبكر الخميس على مسجد نمرة، حيث أدوا صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا، اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واستمعوا لخطبة عرفة من مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ.

وأكد آل الشيخ أن إثارة الفتن وتسييس الحج والإرهاب هي من أبرز التحديات التي تواجه المسلمين حاليا، وتوجه إلى ضيوف الرحمن ناصحا بقوله: "احذروا أن تكونوا سببا لهدم بلادكم بأيديكم.. وحلوا مشاكلم بأيديكم ولا تركنوا لما يأتيكم باسم الطائفية"، ودون تحديد دول أو جهات بعينها أضاف أن: "من التحديات التي يواجهها المسلمون ممن يدعون الإسلام إيقاد الفتنة والحرب والتقاتل بين الأشقاء.. أرادوا تفريق شمل الأمة واستعداء الأعداء وعزموا على تسييس الحج وإحلال الفوضى والشغب".

وطالب قادة المسلمين بحماية الأمة "من شر أعدائها المتربصين بها، وأن تبعد الأمة عن الصراعات السياسية"، وحذر من أن يهدم المسلمون بلدانهم، وحثهم على الوحدة والبعد عن الطائفية، مؤكدا أن "المناهج البشرية قد أفلست، والمنقذ الحقيقي هو الإسلام".

ومن على صعيد عرفات وجه آل الشيخ رسالة إلى قادة الأمة حثهم فيها على أن يتقوا الله وأن يعودوا إلى دينهم في حياتهم وأن يحرصوا على حل مشاكل أمتهم، مشددا على ضرورة قيام القادة بمسألة العدالة بين شعوبهم، كما وجه نداء عاما إلى قادة العالم دعاهم فيه إلى الدخول في دين الإسلام من خلال قراءة منصفة تعمل على التفكر في هذا الدين الذي هو دين الحق ودين الأنبياء كلهم.

لا مشاكل

وبخلاف سيول الأربعاء 25-11-2009، التي أودت بحياة 48 شخصا في مدينة جدة، ليس بينهم حجاج، لم تبلغ السلطات عن أي من المشاكل أو الكوارث التي شهدها موسم الحج في أعوام سابقة، مثل الحرائق أو انهيارات الفنادق أو حوادث التدافع المميتة التي يسببها الزحام.

وقامت السلطات السعودية بتجديدات على مدار العام الماضي لتخفيف تزاحم الحجاج داخل المسجد الحرام وجسر الجمرات، الذي تكررت فيه الكوارث، ففي يناير 2006 لقي 362 شخصا حتفهم في أسوأ مأساة يشهدها موسم الحج خلال 61 عاما.

وبحسب مدير الأمن العام السعودي الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني فإن أكثر من 100 ألف رجل أمن و15 ألف عضو في الفرق الطبية يتولون السهر على أمن وسلامة وصحة الحجاج.

فيما قال وزير الحج السعودي الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي: إن مكاتب إرشاد الحجاج التائهين والموزعة على مسطح مشعر عرفات تقوم بواجبها لخدمة الحجاج وإيصالهم إلى مواقعهم.

وبين وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة أنه تم تجهيز مستشفيات وزارة الصحة سواء في عرفات أو منى أو مكة المكرمة لاستقبال أي حالات مرضية أو إجهاد.

**وة الكعبة

جاء ذلك فيما اكتست الكعبة المشرفة الخميس 26-11-2009 ب**وتها الجديدة في حضور عدد من المسئولين في شئون المسجد الحرام وخدام بيت الله الحرام، وأعيان وأهالي مكة المكرمة الذين اعتادوا حضور هذه المناسبة سنويا.

وأوضح المشرف العام على مصنع **وة الكعبة المشرفة محمد القويفلي أن **وة الكعبة المشرفة تبلغ تكلفتها 20 مليون ريال (الدولار يعادل 3.75 ريالات)، وتصنع من قماش الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود، وتبلغ عدد طاقات القماش المستخدمة فيها 47 طاقة، بعرض 98 سم وطول 14 مترا لكل طاقة.

وتستهلك ال**وة حوالي 670 كيلوجراما من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل المصنع باللون الأسود، ويبطن من الداخل بقماش من القطن الأبيض، ويوجد على ال**وة نقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء (بطريقة الجاكارد) تحمل عبارات: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، و"سبحان الله وبحمده"، و"سبحان الله العظيم"، و"يا حنان يا منان يا الله".

وعلى ارتفاع 9 أمتار من الأرض وبعرض 95 سم يثبت حزام الكعبة المشرفة حول الكعبة الذي يبلغ طوله 47 مترا، وتصنع قطعه المطرزة من قماش الحرير الطبيعي الأسود السادة وحروفه مغطاة بأسلاك الفضة والذهب، وبين القويفلي أنه يتم حفظ ال**وة القديمة التي يتم إنزالها من الكعبة المشرفة اليوم الخميس، ويتم تحويلها للمستودعات لتبقى كشاهد تاريخي على الاهتمام بال**وة.