قبيلة العقايله ـ العقيلات



بداية نود توضيح بأنه العليقات هم العقيلات العقايلة

ولا تحسب أن ( العليقات ) و ( العقيلات ) اسمان مختلفان وانما الاصل العليقات نسبة الي ابراهيم بن عبدالله بن مسلم بن عبدالله بن محمد بن عقيل بن ابي طالب ، وابراهيم ذاك يقال له ابراهيم العلق ( النفيس ) وهو رأس العليقات ، وكانت مساكن العليقات بين أرض الجزيرة والشام ونزحوا الي مصر بعد سقوط مصر في أيدي العثمانيين سنة 922 هــ ولفظ ( العقيلات ) فيه قلب مكاني وقع في لفظ ( العليقات ) ، أو نسبة الي الرأس الاعلي ( عقيل ) بن أبي طالب .

عرفنا ذ رية مسلم بن عبدالله بن محمد بن عقيل وعرفنا ان ولده عبدالله ابن الجمحيه قد اعقب خمسة رجال منهم ابراهيم دخنه بن عبدالله بن مسلم وقد اعقب ابراهيم عليا وثلاثة اخرين ومات بمصر 341هـ ومن علي هذا ابراهيم العلق رأس العليقات كان موجودا فى نصيبين وكانت العليقا ت منذ التاريخ القديم مع بني همام بني عمومتهم تتردد ما بين الجزيرة والشام ثم استقر قرارهم في حلب وبلادها علي عهد الحمداني في القرن السابع وقد كان الحمداني هذا الموظف المختص بشؤون العرب وقبا ئلها على عهد الايوبية واوائل دولة المماليك وشهد كيف تفرقت العربان عند هجوم التتار علي ممالك المسلمين واخذ هم حلب 658 هـ وكانت من المواقع الفاصله فى تاريخ الاسلام بقي بعدها العرب جميعا فى حماية مصر من حدود العراق الي المحيط الهندي ولما سقطت مصر في ايدي العثمانيين سنة 922 هـ = 1517 م بدأ العرب يهجرون جزيرتهم الي الاماكن التي كانوا فيها من قبل والي مصر معبودة العرب منذ فجر التاريخ هنا هبطت العليقات مع قبائل اخري الي سيناء ومع اننا نجهل السنة التي هبطت فيها العليقات سيناء الا انه تم العثور في كتاب الام وهو سجل عقود البيع والشراء في سيناء ومحفوظ في دير طور سيناء الي اليوم ـ علي عقد بيع لصبيح بن سلمي العليقي فى غرة المحرم سنة 1508 هـ فرجحنا ان وجود القبيله في سيناء كان قبل ذلك لان الشاهد علي هذا العقد عليقي ايضا واهم ما اغري قبائل العرب جميعا باختيار هذا المكان الفقر من اول الفتح العربي لمصر هو نقل المتاجر بين مصر وافريقيا واوربا ثم خفارة دير طور سيناء ثم تقديم الابل للمحمل المصري

انساب جزء من العليقات الي القليوبية والشرقية بفاقوس واخذ جزء اخر طريقه الي السودان فى فجر القرن الثاني عشر الهجري تقريبا حيث حط رحاله بجوار ابناء عمومتهم الجعافره فى اسوان وقنا وما بعدها ولا تزال القبيله ممثله فى سيناء والشرقيه وقنا واسوان
وفى عهد امير الصعيد شيخ العرب همام أ ناط بهم خفارة سكة الحجاز من قنا للقصير كما اشتغل الغالبيه فى نقل التجارة السودانية بين الشلال الاول والثاني مع خفارة الدرب الاربعيني الموصل بين دارفور واسيوط وكان مقرهم الرئيسي الوادي المسمي باسمهم حتي اليوم وادي العرب بين المضيق وكورسكو مركز الدر
وكان فى طريق الحجاز من قوص للقصير قبيلتان من العربان عليهما خفارة الدرب وتوصيل القوافل وهما الطريفات والشرايقيه وقد اساؤا السيرة واكثروا من السلب والنهب لقوافل الحجاج واخيرا اخذوا يصادرون غلال الحرمين الشريفين فضرب شيخ العرب همام علي أيديهم واحل العليقات محلهم وكانت فروع القبيله علي اتصال محكم بعضها ببعض لصد غارات العربان المنافسين لهم فى خفارة الدرب وسكة اسودان وطريق الحجاز

كان شيخ عليقات قوص اسمه : عشري بن أحمد من الروافيه ، وقد ظل شيخا لعموم العليقات حوالي عشرين عاما ، وكان معاصرا لشيخ العرب همام ، ولما مات تولي شياخة القبيله محمد جمعه ، وظل حوالي الثماني سنوات ، ثم تولاها بعده الحاج علي محمد جابر من الروافيه ايضا ، وكان هذا الشيخ معاصرا لمحمد علي الكبير ، وفي عهده تفاقم النزاع بين العليقات والعبابده في شأن خفارة الدرب وسكة السودان ، وقد احتكموا جميعا عند محمد علي ، فأحالهم الي ابنه ابراهيم في نجد ، فذهب ثلاثة من زعماء العليقات له هناك ، وهم الحاج علي المذكور اعلاه ، وأحمد البرسي ، وسعد خلف ، الاول من الروافيه والثاني من العمراب والثالث من الصلحاب وتركوا رابعا اسمه سعد جبريل للمدافعه عنهم امام حكام مصر ، وكان من الروافيه ، وقد أكرم ابراهيم باشا ابن محمد علي اكرم وفادتهم ومنحهم كل امتيازات العربان ، من المعافاة من الجنديه الي خفر الترع والجسور وخص بهم خفر الدرب الاربعيني ، واباح لهم ما كانو يجونه من الضرائب علي القوافل السودانيه ، علي كل جمل ريال ، وعلي كل رأس من الرقيق ريال ، حتي اذا شرع محمد علي في فتح السودان سنة 1821 هـ ذهب في حملته فريق كبير من العليقات ، كخبراء في الطريق فضلا عما يحملون علي جمالهم من معدات .

تضاءلت مشيخة قوص بعد فتح السودان الاول ، فتولاها الحاج أحمد عوض من الروافيه حتي سنة 1264 هـ وحين شرعت الحكومه المصريه في عمل الاحصاء الاول للعربان سنة 1268 هـ هرب العرب جميعا ، واوغلوا في انحاء القطر حتي سنة 1276 هـ ، ومن هؤلاء عرب العليقات فرع قوص ، نزحوا عنها لداخلية القطر المصري ففقدو بذلك قرابة الخمسة الاف فدان في زمام البلده ، وحين رجعوا كان الحاج أحمد قد توفي ، وتولي الشياخه محمد خير محمد ، وقد عاش الاخير حتي سنة 1313 هـ ثم أعقبه الشيخ محمد حامد الطيب من الغلياب .

ثارت العرب سنة 1268 هـ واعتصموا بالصحراء حصنهم المنيع ، فطاردتهم الحكومه فذهبوا لطرابلس ثم للسودان في شبه غزوه مارين بالدرب الاربعيني الذي تخفره العليقات " فرع وادي العرب " وقد أبدي شيخهم محمد عمار لسعيد باشا من الولاء والاخلاص ما أكبر القبيله كلها في عينه ، وجعل يحررها من سلطة كشاف الدر ، كما وصل ذريه الشيخ محمد عمار الي مشيخة القبيله فيما بعد .
وحين اعتزمت الحكومتان المصريه والانجليزيه استرجاع السودان 1314 هـ = 1896 م ورابط الجيش المصري في كروسكو واتخذها قاعده حربيه له ، وطلبت الحكومه الي محمود بك عمار عمدة القبيله ، ان ينظم قوه من افرادها لحماية الحدود من غارات المهديه ، وحين تحرك الجيش من حلفا الي دنقله ، كان في الحمله 176 هجانا من العليقات تحت قيادة شيخهم حسن بك عمار ، وحين تم الفتح منحتهم الحكومتان المصريه والانجليزيه أوسمة التقدير ورقي حسن بك الي مشيخة القبيله فى قوص والسودان ، وقد قلت خفارة طريق الاربعين واباره لعدم سير القوافل ، ولظهور وسائل النقل الحديثه ، من بواخر وسكه حديد وطائرات .
كان شيخ القبيله محمد عمار من الروافيه ثم كان بعده نجله الاكبر محمود بك عمار ، ثم ابن اخيه حسن بك عمار قائد القبيله فى حملة السودان ، وقد أعتزل المشيخه سنة 1906 م وبدت له الهجره الي السودان ، بعد ان وحد القبيله في الصعيد ، وكان يؤمل ان يضم اليها فرع القليوبيه وسيناء والشرقيه ، وفعلا زارهم وتشاور مع زعمائهم لتوحيدهم ، ويأبي الله الا ما يريد واصبح بعد ذلك من اعيان السودان ، وعين شيخا بدله الشيخ محمد محمود عمار حتي سنة 1908م وبعده الشيخ العمده النور محمد عمار ،
وفي منيا القمح المحمديه بيوت الفريجا ت أو ألفرا وجه ( ألفر جا وي )
اما مشيخة مديرية الشرقيه وسيناء كانت قبل العام 1900 أل رطيل بمحطة فاقوس ثم انتقلت العمديه الي الرماضين وعمدتهم عبدالرحيم حسين رمضان سلمان العقيلي وكان شيوخ القبيله في 1911 عبدالرحمن حسين رمضان وحسن علاوي الرطيل و سالمان مصبح ، ثم انتقلت الي اخيه عبدالهادي حسين رمضان حتي العام 1930م ثم من بعده احمد عبدالهادي حسين رمضان حتي العام 1960م ثم من بعده عبداللطيف أحمد عبدالهادي حسين رمضان ، ومنهم الفريجا ت بالمحمديه منيا القمح .
وكان شيخ عربان قوص ، من الروافيه تاره ومن الغالياب تارة اخري ،
حتي سنة 1299 هـ = 1883 م كان من العليقات في النواحي والنجوع 6693 نفسا ، وفي الخيوش 1553 ،
وكانت العليقات أول القبائل العربيه التي ذاقت لذة المدنيه فأصبحوا مستديموا الاقامه ، بعد البداوه .
وقد سكنت القبيله في أقسام مصر الاداريه ، بحسب احصاء 1883 م فيا يلي
القليوبيه 385 ذكور 345 اناث اجمالي 730
اسنا 1124 ذكور 1491 اناث اجمالي 2615
قنا 2517 ذكور 2384 اناث اجمالي 4901
مصر السفلي
ذكور 385 اناث 345 اجمالي 730
مصر العليا
ذكور 3641 اناث 3875 اجمالي 7516
الاجمالي " 8246 "
وهناك فرق صغيره من العليقات ، وقد انسابت فى داخل القطر ، فى أولاد جاد بنجوع مازن شرقي سوهاج ، وفي أبنوب الحمام بأسيوط وفى عزبة الاداره بالاشمونين بملوي ، ولا تزال مشيخة هؤلاء جميعا تعين من مركز قبيلتهم فى أسوان ، كما هو الشأن فى عموم القبائل العربية فى وادي النيل ، ماعدا فرع القليوبيه والشرقيه وسيناء كل منهم له مشيخه مستقله.

جاء العليقات الي سيناء فى القرن العاشر ، وحالفوا النفيعات المنحدرين من مروان من طئ ، وصاروا حزبا واحدا ، وسكن العليقات أولا عين حديرة والنوبيع ، ثم رحل النفيعات للشرقيه ، وسكنوا حول الزقازيق ، فورثهم العليقات ، وتوسعوا في التملك في شبه الجزيره شرقا وغربا ، بعد انتصارهم علي عربان الكعابنه الفلسطينيين في وادي الفهيدي ، ووهبهم رهبان الدير حديقة واسعه كانت لهم ، بحيث صار للعليقات نصف منافع شبه الجزيره كلها ، والنصف الاخر كان للصوالحه وهم بطن من جهينه .
وكانت شبه الجزيرة في أول الامر مقصوره علي بني واصل من عقبه من عرب الحجاز وكان لهم النصف الجنوبي الي وادي فاران ، وحماضه وهم سكان الجزيره الاصليون ولهم من وادي فاران الي اقصي الشمال ، وكانت فوائد البلاد مقسومه بينهم بالعدل ، ثم اختلفوا فيما بينهم علي نقل الحجاج المصريين ، وتحاربوا سنين طويله حتي ضعفوا جميعا ، ثم تفرقوا في ريف مصر بعد ذلك.
ثم جاءت الصوالحه والنفيعات من الحجاز ، واستولوا علي البلاد وأقتسموا منافعها ، علي نحو ما كان عليه بنو واصل وحماضه ، وانظم من بقيمن حماضة الي النفيعات ، ثم الي حلفائهم العليقات فيما بعد ، فقويت النفيعات علي الصوالحه ، فلما رحلت النفيعات الي الشرقيه ، أخذت العليقات مكانهم ، ونشبت حروب بينهم وبين الصوالحه ، علي قسمة منافع البلاد ونقل الحجاج كان النصر فيها للصوالحه ، ثم جاءت مزينه من حرب الحجاز فحالفتها العليقات ، علي ان تعطيها نصف منافعها ما عدا حديقة الدير فأنها تبقي للعليقات وحدهم ، وقد قويت العليقات بهذا الحلف الجديد ، وزاد في قوة العليقات المدد الذي جاءهم من حلفائهم الاقدمين النفيعات ، فحاربت الصوالحه وانتصرت عليها ، علي ان الجميع شعروا بخطر الحروب الاهليه ، وكان اتفاقهم اخيرا علي ان تكون منافع شبه الجزيره مناصفه ، وكما ورد في كتاب الام المحفوظ بالدير ، شروط الصلح تعقد في بيت شيخهم الاتفاقيه المشهوره ( بالشوره ) المعقوده بين رهبان الدير في عهد الاسقف كير يواصف وبين مشايخ الصوالحه واولاد سعيد والعليقات بشأن تأجير الابل وتأمين الطرق ، عقدت فى منزل شيخ العرب منصور العايدي فى البرقوقيه ( العباسيه الان ) سنة 1053 هـ .

وحين تحضرت العائد وأخذت مساكنها فى خط بلبيس ، التزم تقديم الابل للمحمل المصري أربع قبائل بدويه ، العليقات ، والعوارمه ، واولاد سعيد ، والجباليه .
وفي الايام الاخيره ، وقبل أن تتعهد الحكومه المصريه بخفارة المحمل ، ذهابا وايابا ، كانت الابل يقدمها للمحمل سائر عرب الشرقيه والقليوبيه بالتناوب ، وهم العليقات ( العقايله ) والعيايده والحويطات والنفيعات والسماعنه والسعديين والمساعيد وأولاد علي والاخارسه.
وكان كل فريق منهم يقدم من 400 الي 500 جمل .
وتضاءلت القبيله في سيناء ، بعد هجرة فريق القليوبيه والصعيد والشرقيه حتي صارت 2400 نفسا ، وأهم فروعها أولاد سلمي ، والتليلات ، والحمايده ، والخريسات ، ومنهم بمديرية الشرقيه اولاد عقل والمعالقه واولاد شريف والسنانطه .
ومن الفريب ان العداوه التاريخيه بين الصوالحه والعليقات لم تمنع الاثنين من أن تسكنا محله واحده في أبي زعبل بالقليوبيه ومحطة فاقوس بالشرقيه.




المراجع
1 )شجرة عقيل بن ابي طالب رقم 5
2 )عمدة الطالب ورقة 138 مخطوط
3 )نهاية الارب في قبائل العرب للقلقشندي طبع بغداد ص 297
4 )سبائك الذهب للسويدي طبع الهند ص 73
5 )صبح الاعشي ج 4 ص 204
6 )نعوم شقير تاريخ سيناء ص 108 ، ص 109 ، ص 70 ، ص 75 ، ص 62
7 )بالسفينة ناز برور للامير يوسف كمال ص 29
أ قتبا س بتصرف ومطا بقه