بسم الله الرحمن الرحيم
جمهورية العراق
رئاسة الوزراء
المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء

مقابلة صحفية


السبت19/12/2009

المقابلة الصحيفة التي اجرتها صحيفة الاهرام المصرية مع دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي بتاريخ 16/12/2009
الاهرام / في زيارتكم الى مصر يوم الاحد كيف تنظرون الى تلك العلاقات والدورالمصري في العراق خلال الفترة المقبلة ؟
رئيس الوزراء/ من الطبيعي ان تكون العلاقات بين مصر والعراق جيدة بل وممتازة لان مصر دوله عربية كبري وهناك علاقات تاريجية معها وهناك تشابك في المصالح اضافة الي ضرورات ان تكون اكثر متانة ورسوخا ، وقد مرت هذه العلاقات بحالات من التوترابان النظام السابق ،وبعد سقوط النظام كان هناك ترقب لدى الطرفين ولكن الامر تم تجاوزه وبدات العلاقات تعود الي طبيعتها ،وكان لمصر السبق في الانفتاح من خلال زيارات الكثير من الوزراء الى العراق انتهت بعودة السفير المصري الى العراق لمزاولة اعماله، وانا اتطلع الي ان تكون زيارتي لمصر بداية لمرحلة جديدة وساطرح علي فخامة الرئيس حسني مبارك خلال لقائي معه كافة الامور واضعه في الصورة ونتطلع ان تقوم مصر باعتبارها الشقيقة الكبرى وبوابة العرب بتدعيم علاقاتها اكثر بالعراق ، من خلال الاستثمارات والشركات ولعب دورها الطبيعي في خدمة قضايا العرب والعراق منهم، وساقوم خلال الزيارة التي ستمتد الي يومين بتوقيع عدد من الاتفاقيات مع رئيس الوزراء الدكتور احمد نظيف فضلا عن تفعيل الاتفاقيات الاخري التي وقعت في السابق ، واقول اننا في العراق لدينا القابلية لدور مصري يخدم مصالح البلدين خاصة وان الشعبين لديهما تجربة تعزز التعاون لا يستطيع ان ينكرها احد ، دعمها وجود لجنة عليا مشتركة بين البلدين ونحن بحاجة الي الكفاءات المصرية للمساهمة بقوة وبفاعلية في اعادة اعمار العراق ونقدم كافة التسهيلات وهو من اهم اهداف زيارتي للقاهرة.
الاهرام / هناك الكثير من الاتهامات لسوريا بالتورط في اعمال العنف والتفجيرات الاخيرة هل تطمحون لدورمصري في تهدئة الامور وما هو تعليقكم على وجود وساطة من الجامعه العربية؟
رئيس الوزراء / اولا اود ان اؤكد اننا لانريد علاقات متوترة مع سوريا بل نريد العكس من ذلك تماما فسوريا دولة جارة وشقيقة وتربطنا بها الكثير من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية وانا وقعت الكثير من الاتفاقيات الاقتصادية مع سوريا ولدينا قناعة تامة بانه لابد من انهاء التقاطعات و الخصومات السابقة مع الدول العربية التي كانت سيئة في السابق ونبحث بكافة الوسائل عن سبل انهاء اي توتر مع سوريا و لم نكن نريد ان يحدث ذلك،ولكون مصر هي الشقيقة الكبرى للدول العربية نتمنى ان يكون لها دور ونرحب بحركتها في هذا الاطار لاننا لانريد العداء مع سوريا ونرحب بوساطة اية جهة تتوسط لانهاء التوتر، اما بالنسبة للجامعة العربية فسالتقي مع السيد عمرو موسى امين عام الجامعة العربية وساناقش معه الامر ،واكرران اي جهد مرحب به في هذا الامر، لاننا في العراق عانينا ونعاني الكثير من التفجيرات الارهابية التي يسقط الابرياء فيها نتيجة وجود عناصر في سوريا ،وهذا لايعني ان يكون النظام السوري يعلم ولكننا نريد موقفا واضحا مممن يقتلون ابناء الشعب العراقي ونحن اكدنا مرارا عندما كان الحديث يدور على مسألة ضرب سوريا وايران اننا لن نكون منطلقا لاي عمل عسكري ضد اية دولة ووجهنا رسائل للجانبين السوري والايراني بهذا الخصوص.
الاهرام /البعض في العراق يري ان زيارتكم لمصر تأخرت وانها تأتي لاغراض انتخابية ؟
رئيس الوزراء / وهل ستؤثر انتخابيا من ناحية عدد المصوتين؟ انا اقول ان مصر زرتها كثيرا وكذلك المسؤولون العراقيون اما من يقولون بذلك فهويتحدث بدوافع انتخابية ومع الاسف فان الكثير من الامور يجري استخدمها لاغراض انتخابية وسياسية كتشويه الحقائق والمتاجرة بدماء الابرياء من الضحايا ،وهو امر غير صحيح لاننا بحاجة الى التكاتف وتضافرجهود ابناء العراق لينهض من جديد .
الاهرام / كيف ترون المشهد في العراق الان وما ذا عن عمليات التفجير والقتل التي يقول البعض انها نتاج صراعات سياسية وليس تدخلات خارجية؟
رئيس الوزراء / المشهد الان افضل كثيرا من السابق والجميع يلمس ذلك وعمليات التفجير الاخيرة التي تقوم بها عناصر لاتؤمن بالعملية السياسية وانا اقول ان وضعنا الامني والاستخباري افضل كثيرا، لانه في السابق كان كل شيء يصنف طائفيا وانا اشعر بالفخر لانني كشفت الوجه القبيح للطائفية وجعلت اي عراقي يخجل عندما يتحدث عن الطائفية في السابق كان الامر جميعه موظفا من قبل جميع الاطراف لخدمة اهداف طائفية ،اما الان فالنظرة الي القوائم المرشحة للانتخابات تؤكد ان الطائفية التي لم تخلف سوى الخراب والدمار لذلك زالت الطائفية ليحل محلها شعور وطني اما بالنسبة للخروقات الامنية فهي تحدث في كافة انحاء العالم سواء في امريكا اويريطانيا او غيرها ، نعم هناك خلل ولكننا مصرون وماضون في معالجته علي اسس القانون والمواطنة اما مسألة تورط جهات سياسية واحزاب فاقول ان ذلك الامر كان موجودا فيما سبق من قبل اطراف ليس مشروعها العراق بل مشاريع اخرى وهذا الامر انحسر نسبيا وكثيرا من القوى والاحزاب التي كانت تعمل فيما سبق بهذا الاسلوب ولكن الواقع اختلف لان الجميع اتضحت لديهم الصورة
الاهرام / بالرغم من كثرة الحديث عن سوريا لم ترد اية اتهامات لايران رغم الاعلان عن ضبط اسلحة ايرانية من قبل الكثير من المؤسسات العراقية كيف ترون الدور الايراني في العراق خاصة في ظل الحديث عن نفوذها القوي في العراق؟
رئيس الوزراء /اولا نحن لانسمح لاي احد بالتدخل في شؤوننا الداخلية وعلاقتنا بايران علاقة طبيعية ولانسعي للدخول في اي محور نعم كانت هناك اسلحة تأتي من ايران وقد انخفضت باعتراف الجانب الامريكي الذي يتولى معنا مراقبة الحدود وايران لديها اطول حدود مع العراق ونحن نسعى لضبط تام للحدود معها ومع جميع الدول المجاورة لنا كما لم نسمح لاية جهه سواء تعادي ايران اوسوريا بالتواجد على اراضينا
الاهرام / ولكن هناك من قال انها تتدخل في تشكلية الائتلافات الانتخابية بعد زيارة علي لاريجاني رئيس البرلمان الايراني؟
رئيس الوزراء / هذا الامر مرفوض ولم يطرح لان زيارة لاريجاني كانت تلبية لدعوة من اياد السامرائي رئيس البرلمان وايران نتعامل معها كأية دولة جارة لنا لان مسألة الانتخابات شأن عراقي بحت ونرفض اي تدخل فيه
الاهرام / الى اين وصلت علاقاتكم مع السعودية ؟
رئيس الوزراء / نحن نطمح بان تكون علاقتنا مع المملكة العربية السعودية في افضل الاحوال ونسعي لذلك لان السعودية دولة شقيقة ولا نسعي لاي توتر معها وايدينا ممدودة وابوابنا مفتوحة لان علاقاتنا مع السعودية تقوم علي الحغرافيا والتاريخ الا ان البعض في الداخل العراقي يحاول تحميل هذه العلاقات ابعادا اخرى نحن في غنى عنها
الاهرام / شهد العراق مؤخرا مناقصة عالمية لاستثمار حقول نفط عراقية هل ترونها مناسبة وكيف يستفيد العراق منها ؟
رئيس الوزراء / هذه المناقصة كانت شفافة وامام انظار الجميع وجميع الشركات قدمت عروضا لتطوير الابار وزيادة انتاج النفط مقابل اسعار محددة لكل برميل نفط وقد فازت العطاءات التي قدمتها شركات قدمت الاسعار الاقل ،ونقطة مهمة اود ان اشير اليها ان معظم الشركات الفائزة هي شركات روسية وصينية وفرنسية ، وهو يدحض الادعاءات التي قالت ان الامريكان استولوا اويستولون علي النفط العراقي والشركات الامريكية التي فازت قليلة جدا من ناحية العدد ومن ناحية ما حصلت عليه ايضا لاننا حريصون علي ان تكون مصلحة العراق اولا فوق اي اعتبار لان هذه الثروة هي ثروة العراقيين جميعا وحرصنا على ان تكون المناقصة شفافة وامام الجميع ونطمح ان يصل الانتاج العراقي من النفط بعد بدء عمل هذه الشركات اكثر من 12 مليون برميل يوميا اما كيفية استفادة العراقيين منها فاننا سنعمل على ان تصل اليه في اسرع وقت ولكن الامر ليس بهذه السرعه لان هناك اجراءات وقدوما للشركات وغيره من المسائل الاخرى ونحن نعمل وعملنا بكل جهدنا على توفير الخدمات من كهرباء ومياه لجميع العراقيين رغم الكثير من المعوقات
الاهرام / كيف تقيمون فترة توليكم رئاسة الوزراء وهل تطمحون الى ذلك مرة اخرى؟
رئيس الوزراء / بداية من الصعب علي اي انسان ان يقيم نفسه او اداءه ولكني اترك لكم الصورة فعندما توليت المسؤولية كانت الطائفية في ابشع صورها وكان القتل والتفجير والخطف وعدم الامان على اشده واعضاء البرلمان يتعاركون يوميا امام الانظار على اسس طائفية والاحياء السكنية مقسمة وكل يعمل على تحقيق اهدافه وكانت العصابات والمليشيات تسيطر علي الكثير من المواقع بل والمدن ويوميا كانت المنطقة الخضراء تقصف بعشرات القذائف الصاروخية اما الان فلا يستطيع الارهاب ان يحتل شبرا واحدا من العراق ودولة القانون تعمل رغم وجود بعض المعوقات وقد نوصحت قبل ان اتولى مهامي بعدم توليها لان البلد كان منزلقا في اتون حرب طائفية وقد توليتها والحمد لله اما عن المستقبل فانني من الناحية الشخصية لا ارغب في توليها مرة اخرى ولكن اذا كان الامر تكليفا شعبيا من العراقيين فانني مستعد لتحمل المسؤولية مرة اخرى نزولا علي رغبة العراقيين
الاهرام / مع من ستتحالفون في الانتخابات القادمة؟
رئيس الوزراء / جيد لاني اعتبر ان القوائم الانتخابية الحالية هي انعكاس لحالة التقدم والتطور التي يعيشها العراق لان جميع القوائم بما فيها ائتلاف دولة القانون قوائم تضم جميع اطياف العراقيين وساعمل علي ترسيخ هذا الامر اما مسألة التحالفات فهي مرحلة تالية بعد اجراء الانتخابات وسنتركها لحينها المهم هو ان فكرة المصالحة ونبذ الطائفية باتت هي الاساس في التعامل لدى جميع العراقيين وفي كافة المؤسسات
الاهرام / هل ستستمر التفجيرات كما قلتم امام البرلمان ؟
رئيس الوزراء / انا توقعت الامر ولم اهون منه والتوقع امر هام لكي يسترخي الجميع امنيا ومن لايتوقع هذا الامر في الاجواء التي تسبق الانتخابات واهم وليس معني توقعي انها ضرورية لاننا نبذل كافة الجهود الامنية لتأمين المواطن قبل واثناء وبعد الانتخابات
الاهرام / هل سيؤثر هذا على جدول الانسحاب الاميركي ؟
رئيس الوزراء / هذا الامر تحكمه الاتفاقية الامنية ولا تأخير عن المواعيد المحددة ونحن جاهزون لتولي جميع الملفات بقواتنا الامنية واؤكد انه لن يحدث اي فراغ امني او اي تأخير لجدول الانسحاب المقرر.