برز جهاز الاطلاعات الايرانية في زمن الحرب العراقية الايرانية كجهاز استخباراتي معلوماتي للتجسس وضد التجسس وما يتعلق بأمن ايران بعد انّ اصبح هذا الجهاز وزارة خاصة مستقلة ليس الحق لاي مسؤول كبير في ايران التدخل بشأنه بأستثناء مرشد ايران علي الخامنئي الذي يعتبر هذه الوزارة هي بمثابة العصا التي يتكأ عليها نظامه وان جميع وزارات ومؤسسات ايران الحكومية تخصص لها ميزانيات مالية محددة بأستثناء وزارة الاطلاعات فأن خزينة الدولة المالية مفتوحة لها . لقد ارتكبت هذه الوزارة جرائم لا تعد ولا تحصى بحق الايرانيين وغيرهم وقد نال بعض العراقيين من الذين كانوا يعيشون فيها قبل انهيار النظام شيئا من ظلمهم وبطشهم متهمة اياهم بالتجسس لصالح النظام دون ادلة وبراهين وما اكثرهم سوى بعض الذين ثبت انهم فعلا جواسيس غير فاعلين يعني تم توريطهم من قبل السفارة العراقية اذ كان بعض العراقيين يرغب بالعودة الى العراق ملتمسا العفو او لغرض الحصول على جواز سفر عراقي كي يسافر به الى خارج ايران وكذلك من الذين جنّدتهم الاطلاعات بأن يكونوا جواسيس مزدوجين مع وضد الاثنين وما اكثر هؤلاء فبعد ان تأخذ منه ماتريده تلقي به في السجن وتجبره على الاعتراف ثم تقوم بمحاكمته بالاعدام لغرض تصفيته والتخلص منه كونه يمتلك معلومات خطيرة عن نشاطات هذه المؤسسة الاستخباراتية وهناك اسماء عراقية عديدة وقعت في فخ هذه المؤسسة الاستبدادية تعرض منهم الى الاعدام والتصفية والسجن المؤبد والثقيل والخفيف حسب نوع التهمة والجرم الموجه اليه وقد نوه عضو البرلمان العراقي رشيد العزاوي عن هذا الامر في احدى الفضائيات وقد تباحث مع الجانب الايراني بهذا الخصوص عندما رافق الوفد الذي ترأسه السيد اياد السامرائي فبل فترة وجيزة الى ايران علما انّ عضو البرلمان رشيد العزاوي كان احد هؤلاء السجناء حيث حكم عليه بالسجن لمدة ستة اشهر قضاها جميعها في سجن أيفين بتهمة التجسس لصالح العراق وكان ذلك عام 2001 . لقد تعرض بعض العراقيين الى بطش الاطلاعات الايرانية في مدينة الاهواز ومدينة قم وان اكثرهم ابرياء لاذنب لهم يجبرون على الاعتراف تحت وطأة التعذيب القسري يوضعون في سجن انفرادي مظلم من ثلاث شور الى سنة وبعدها يحالون الى محكمة الثورة والتي تسمى باللغة الفارسية ( دادكاه أنقلاب ) يوضع مع ملفه حكمه وما على الحاكم الا ان يقرأ عليه الحكم فقط علما ان هذه المحكمة متخصصة بالجرائم السياسية والمخدرات والسطو المسلح فقط وقد تم ادانة هذه المحكمة من قبل منظمات انسانية عالمية وقد دعت منظمة حقوق الانسان العالمية أي فرد تم محاكمته من قبل هذه المحكمة بأن يقدم شكوى عليها اذ اعتبرت محكمة غير قانونية ولازالت هذه المحكمة تمارس عملها في الوقت الحاضر وقد لعبت دورا هاما في محاكمة الايرانيين الذين خرجوا في التظاهرات ضد الانتخابات الرئاسية الاخيرة في ايران . وهناك دائرة تحقيقة اطلاعاتية في سجن أيفن الكائن في العاصمة طهران يسمى ( دويست ونو ) وتعني بالعربي 209 قد لعبت هذه الدائرة دورا كبيرا في ممارسة اكبر اعمال التعذيب والتصفية لمعارضين ايرانيين ومنهم الحركة الدينية الوطنية والحركة القومية الايرانية التي يتزعمها الطالب منوجهر محمدي الذي قاد مظاهرات طلابية في جامعة طهران عام 1997 ضد نظام ايران وقد تعرض شقيقه اكبر محمدي الى التصفية بعد ان شرع بالاضراب عن الطعام حيث تم نقله الى الدائرة المذكورة وبعدها تم الافراج عنه ميتا دون معرفة الاسباب وهناك جرائم كثيرة يندى لها جبين الانسانية لاتعد ولا تحصى قامت بها هذه الوزارة الفاشستية التي لاتقل نظيرا عن جهاز الامن والاستخبارات البعثي الصدّامي في البطش والتنكيل وامّا الان فهي تلعب دورا كبيرا في ادارة شبكات جاسوسية وارهابية في العراق كأخطر جهة مخابراتية لديها نشاطا متميزا عن بقية اجهزة مخابرات الدول الاخرى في العراق . كان يجب على الحكومة العراقية الجديدة تصفية جميع الخلافات مع هذه الدولة قبل ان تقيم معها علاقات في جميع المستويات وخصوصا مسئلة الاسرى والسجناء العراقيين الذين تحتجزهم لاسباب غير معروفة ناهيك عن تدخلاتها السافرة بالشأن العراقي ...
ابو ايمان السيد 2009