حاوره: رئيس التحرير
الدكتور علي بابان شخصية عراقية وطنية حفر عميقاً في الذاكرة العراقية.. وتمسك بالهوية العراقية ورفض الانتساب لطائفة او عرق او قومية ورغم انه كردي لكنه ظل يرى في العراق آفقه الأرحب والأوسع.. وبابان عقلية سياسية تملك رؤية صائبة لما يدور في المشهد السياسي ويؤمن بان السياسي يجب ان يغادر الخنادق الضيقة وينفتح على المحيط الأرحب.. لم يعرف اللغة الطائفية وظل وفياً لشعبه وللعراق.
البينة الجديدة حاورته فأجاب عن اسئلتها بشفافية ورحابة صدر.
*معالي الوزير اريد اولاً ان اعرف منك ماذا يجري في الساحة العراقية بالضبط.. هل هو خلل في الانتخابات ام جراء خيبات الامل؟
-الحقيقة ان الكثير مما يجري في الساحة السياسية العراقية لايسر فهناك الكثير من المزعجات واجواء التنافس المحموم وحالات التسقيط ايضاً الكثير من المظاهر المؤسفة في الوضع السياسي الراهن.
ولهذا اثرت الابتعاد خشية ان يصيبني رذاذ من هذا الذي اصاب الناس لكن من حيث النتيجة فأن الانسان يحب ان يؤدي واجبه وان يكون موجوداً في الساحة واذا قررنا الانعزال على ضوء ظواهر لاتعجبنا فلربما تبقى الساحة خالية لمن هب ودب او لمن هو غير مؤهل.. لذا قررنا العودة مرة اخرى وان الانتخابات لها حيز كبير من اهتماماتي لكنها ليست السبب بالابتعاد النسبي عن الاعلام او الساحة.. الحقيقة انا اتأسف لما يجري في المشهد السياسي وكان ذلك سبباً رئيسياً لهذا الابتعاد.
*ولكن معالي الوزير الذي اعرفه بحكم قربي منك ان لديك طروحات اكثر ثباتاً ولديك تفاؤل بحيث ان الناس باتت تتساءل هل ان مجرد موجه سياسية عابرة استطاعت ان تؤثر على الدكتور علي بابان.. كيف ترد على ذلك؟
-لا.. الحقيقة اولاً ان التفاؤل موجود لدى الشعب العراقي وان التاريخ يشهد ان لهذا الشعب قدرة على التجدد والنهوض بعد كل كبوه وهذه مسألة معروفة في التاريخ القديم والحديث.. وان الانعزال الذي لمسته حضرتك عندي كان صراحة نوعاً من التأثر والحزن على مايجري في الساحة ومن ذلك ابتعاد الاشقاء عن بعضهم وتصدع الكتل السياسية وحالة الانقسام العميق في المجتمع العراقي وحالة التراشق بالتهم والتنافس المحموم الذي يأخذ احياناً ابعاداً غير اخلاقية.. كل هذه المظاهر جعلتني انزوي بعض الشيء ولكن من حيث النتيجة لا استطيع الا ان اعود الى الساحة وان اؤدي واجبي كاملاً.
*هل هي نقطة وفاء ذهابك الى ائتلاف دولة القانون ام ايمان ببرنامجها السياسي؟ ام كلا الامرين معاً؟
-كلا الامرين.. في الحقيقة ان بيني وبين الاخ رئيس الوزراء نوري المالكي تاريخ من العمل المشترك ومن الوفاء المتبادل وهذا سبب لايمكن انكاره.. الرجل وقفت معه موقفاً في زمن صعب ورد لي الجميل بمثله عندما رفض ضغوط التوافق، وانا اشعر اليوم بان ائتلاف دولة القانون هو الاقرب الى طروحاتي.
وعندما استعرض الكتل السياسية الكبيرة في الساحة تزداد قناعاتي بأن لافرصة في هذه الانتخابات للكتل الصغيرة واكرر انني وجدت ائتلاف دولة القانون هو الاقرب الى نفسي والى طروحاتي ولذلك وجدت مكاني فيه.
*معالي الوزير الا تعتقد بان المشهد الطائفي هو نفسه سيظل باقياً؟
-من الواضح ان السياسة العراقية لم تتخلص من الظاهرة الطائفية رغم الحديث الطويل والواسع الذي يتحدث به الكثير من السياسيين حيث تراهم وتسمعهم يلعنون الطائفية في النهار ويمارسونها في الليل وهم يتحدثون امام الكاميرات ضد الطائفية لكنهم يتحدثون بلغة اخرى عندما يكونون خلف الكواليس!!
او حتى في سرائر انفسهم اذن الظاهرة الطائفية موجودة طولاً وعرضاً في المجتمع العراقي مع الاسف الشديد وان طبقه السياسيين ايضاً ليست بمنأى عن هذه الظاهرة وهو امر مؤسف وخطير في نفس الوقت واعتقد ان حركة المجتمع العراقي ستتخلص من هذه الظاهرة ولكن ربما لن يكون هذا الامر قريباً.
*معالي الوزير هناك انباء تقول بأن الذين يركبون الموجه في الموصل اما ان يكونوا من جماعة اسامة النجيفي الذين استفادوا من الشارع هناك او ان يكونوا ضد التيار الكردي فكيف تحصل على حصتك مع هؤلاء خصوصاً وانت مستقل ومعروف في مواقفك؟
-ان حصتي مع ابناء الموصل الوطنيين وهم اكثرية والذين يضعون العراق قبل كل شيء وفي الواقع ان الاخوة الذين يحكمون الموصل في الحكومة المحلية ليس لديهم بضاعة سوى اذكاء الحقد العنصري واستفادوا من الاخطاء ومشاعر العداء ضد الاكراد واقولها بأسف كان للاكراد اخطاء وخطايا في الموصل وحصل نفور ضدهم بسبب السياسيات التي اتبعوها في المدينة ولكن في اخر المطاف لايمكن للاحقاد ان تبني مجتمعاً اوان تؤسس حكومة او تنهض بمنطقة لان الاحقاد امدها قصير من هذا التيار وباتوا يدركون ان مصالحهم الحقيقية مع التعايش وان مصالحهم الحقيقية في العراق كوطن وانهم لايمكن لهم ان ينعزلوا عن السياق السياسي وعن التطور السياسي الدائر في العراق.. انا اعتقد ان فرصتنا في الموصل كبيرة وان العنصريين من كلا الطرفين لامستقبل لهم.
*معالي الوزير هناك شارع مخيف مازال يعتمد على العنصريين والطائفيين كيف تعلق على ذلك؟
-دورنا هو ان نخوض نزالاً سياسياً مع هذه التوجهات وان نمارس عملية التقوية وان نستحدث الشعور الوطني وان نشحذ الانتماء للعراق وان ندفع بهذه التوجهات بكل ما اوتينا من قوة الى الخلف ونتكل على الله حتى نحوز على الثمرة المطلوبة.
*الا تعتقد ان زمن الائتلافات الطائفية الكبيرة سواء اكانت شيعية ام سنية قد ذاب؟
-بالتأكيد هناك ظواهر تؤكد تراجع الظاهرة الطائفية في المشهد السياسي العراقي من حيث ظهور الكتل الكبيرة التي تضم كل الطوائف لكن مازالت مع ذلك الحسابات الطائفية قوية ومازال الانشداد الطائفي قوياً ويلعب دوراً كبيراً.. نعم اننا لم نتخلص من ظاهرة الطائفية تماماً لكن نشهد بدايات تصدعها.
*معالي الوزير ماهو رأيك الشخصي بقرار المساءلة والعدالة بخصوص استبعاد صالح المطلك وغيره من المشاركة في الانتخابات المقبلة.. اريد رأي علي بابان؟
-الحقيقة كان هناك خوف في الساحة السياسية من اعادة تأهيل البعثيين وليس هناك خوف وتوجس فحسب وانما هناك معلومات يبدو لدى الدولة قدر لي ان اطلع على جانب منهما تؤكد وجود دعم عربي لهذا التوجه اي اعادة تأهيل حزب البعث.. بالطبع لايمكن ان نتوقع من التيارات السياسية التي افنت عمرها في مقاتلة البعثيين وشعرت انها حققت انتصاراً في زوالهم والبقاء صامتة ازاء محاولات اعادة البعث وبالتأكيد فان ذلك ايضاً يثير مخاوف الشارع العراقي او الرأي العام الميال الى المصالحة وطي صفحة الماضي لكن لدى فريق كبير من السياسيين توجس من المستقبل وتوجس من دور عربي يدعم اعادة حزب البعث ثانية الى حكم العراق.
*ولكن لم تقل لي رأيك الشخصي لحد الان؟
-والله انا لا اعتقد ان البعث يحمل خيراً للعراق وكان هذا الحزب على الدوام عامل هدم في السياسة العراقية ولا اعتقد ان محاولة اعادة تأهيله ستكون لصالح العملية السياسية ولصالح التطور السياسي في البلاد.
*الا تعتقد بأن الخطاب الكردي المتعنت الذي كنت تعاني منه والمتمثل بمسعود البارزاني قد غير حدته ولهجته الان؟
-الاكراد مستفيدون من المشهد السياسي العراقي الحالي لكن الحالة الكردية تتطور باتجاه الافضل كما اعتقد والاكراد يكتشفون كل يوم ان لامستقبل لهم خارج العراق وخارج الكيان العراقي.. وانا لاعتقد بان المستقبل مع التوجهات الانعزالية في كردستان العراق بل المستقبل مع التيار الوطني في كردستان والذي يجد مكانه في العراق الموحد، المزدهر، المستقر، انا اعتقد ايضاً ان حالة الاكراد كحالة الشيعة وان صورة الماضي لن تمحى من اذهانهم وليس من السهولة ان ينسوا ماتعرضوا له خلال العقود السابقة كان الزمن كفيل بتهدئه هذه المخاوف وطمأنتها والانتقال الى وضع سوي جديد يقوم على اساس المواطنة العادلة والمتكافئة.. نعم ان الزمن كفيل بتصحيح مسار الوضع الكردي وتطبيع الوضع السياسي في كردستان باتجاه توجه اكثر التصاقاً بالكيان العراقي وانشداداً له.
*معالي الوزير هل تعتقد ان التطورات السياسية داخل كردستان العراق وخاصة بعد بروز حركة التغيير هل ستؤثر في المعادلة الكردية؟
-بالتأكيد لابد ان يكون لها تأثير ولايمكن ان نلغي حدوثه لكن توجهات التغيير غير واضحة لنا في بغداد لحد الان وكلها قائمة على السماع وهناك من يصنف تيار التغيير بأنه تيار قومي متشدد اكثر من الحزبيين الكرديين الرئيسيين..
طبعاً نحن نحتاج ان نحكم على الممارسة ولانحكم على الماضي وعندما يكبر هذا التيار ويقوى ويصبح ذا وزن في الحياة السياسية الكردية عند ذاك نستطيع ان نحكم على الممارسة ونأمل ان تكون هذه الممارسة باتجاه التوحد والاقتراب من بغداد وتجاوز حساسيات الماضي.
*اذكر انه في هذا المكان بالذات تنبأت معالي الوزير بان هناك قوى سوف تتفتت مثل الحزب الاسلامي او غيره.. هل ترى ان هذا التنبؤ قائم على جملة حقائق ام مجرد افتراضات؟
-الحراك السياسي في العراق يصعد باقوام ويهبط باخرى كما هو الحراك السياسي في اي بلد في العالم.. هناك قوى تصعد واخرى تنزل وثالثة تحافظ الى حين على مكانتها وعادة في التطور السياسي السليم لابد ان يحصل تبادل مواقع واذا حصل ثبات في المشهد السياسي فهذا دليل على اعتلاله ودليل على انه غير طبيعي وانه مصنوع اكثر مما هو طبيعي. لايحصل هذا في الحزب الاسلامي فقط وهو اليوم ينمو نمو العقلانية الحقيقية بعد خروج بعض الشخصيات منه والحزب الاسلامي بات مقبولاً اكثر لدى قطاعات كبيرة من الشعب العراقي مما كان عليه الامر قبل سنة او سنتين.. ولابد من الاشارة انه لايوجد نهج طائفي في فكرته او عقيدته لكن الخلل في بعض الشخصيات والممارسات واعتقد اليوم ان الحزب الاسلامي يمكن ان يلعب دوراً جديداً وافضل من السابق بعد تخلصه من بعض الشخصيات ومن بعض التوجهات التي كانت تؤثر على قراره.
*اسألك بوصفك رجلاً اقتصادياً عن جولة التراخيص النفطية .. هل هي انجاز حقيقي للعراق ام تدخل في خانة اللعبة الانتخابية؟
-لا.. ليس عملية انتخابية.. جولة التراخيص كان يجب ان تعمل منذ زمن لكن التجاذبات السياسية والاقتصادية وصراع المصالح اخرت هذا الاستحقاق الى هذا الوقت.. والسبب الرئيس هو الخلاف حول قانون النفط والغاز الموجود في البرلمان منذ فترة طويلة وبحسب قناعتي لان جولة التراخيص هي انجاز وطني خصوصاً انها قامت على انهاء عقود الخدمة ولم تقم على انواع اخرى من العقود كعقود المشاركة وان الشائعات التي كانت تقول بأن الامريكان سيستحوذون على النفط العراقي ثبت انها غير صحيحة ونظرة واحدة الشركات التي حازت على العقود تثبت ان فيها الماليزي والكوري والمنغولي والصيني.. اعتقد ان فكرة او نظرية ان الامريكان سيستحوذون على النفط العراقي لم تعد قائمة ومن الواضح ان العقود كانت مقبولة الى حد كبير ماعدا بعض الامور التفصيلية الثانوية وانها عقود خدمة وتطوير وانها راعت المصلحة العراقية وسوف تنعكس ايجابياتها بشكل كبير على الاقتصاد العراقي ولكن عندي تخوف واحد وهو ان تأتي الاموال ولانحسن استخدامها فتضيع الفرصة كما ضاعت فرصاً اخرى في السبعينيات من القرن الماضي فيومها قفزت ايرادات العراق من صادراته النفطية بشكل كبير لكن الاموال ضاعت في المغامرات والخلافات السياسية والصراعات والحروب الداخلية ضد الاكراد وغيرهم.
انا اتمنى الا تأتي هذه الاموال الا والعراق مهيئ خططياً وتكنوقراطياً وادارياً لتوجيه هذه الاموال الوجهة السليمة والا نكون قد ضيعنا فرصة ربما لاتتكرر الا بعد عشرات الاعوام.
*معالي الوزير.. وزارة التخطيط لم تعمل على اجراء التعداد السكاني لحد الان.. هل هو نقص في الامكانيات ام هو القرار السياسي ام ماذا؟
-نحن اعلنا منذ عدة اشهر ان الوزارة مستعدة تمام الاستعداد لاجراء التعداد السكاني الذي كان يفترض ان يجري في تشرين الاول من العام المنصرم وكنا في اتم الجاهزية ولكن الخلافات السياسية هي التي اعاقت اجراء التعداد مع الاسف لان هناك تخوفات وهواجس لدى بعض المكونات وهي التي اطاحت بهذا الاستحقاق الوطني والتنموي.. وحسناً عندما اتخذ مجلس الوزراء قراراً باجراء التعداد في تشرين الاول هذا العام ونأمل ان تنجز الوزارة هذه الاستحقاقات من دون اي تأخير او معاكسات سياسية كما واجهناها في العام المنصرم.
*الارقام التي لديكم بشأن البطالة والوضع الاقتصادي مازالت مخيفة.. كيف تقرأون ذلك؟
-نعم الارقام مخيفة والمؤشرات لاتدعو الى التفاؤل لكن الحسنة الوحيدة في العراق هي ان الامور مشخصة وانه يتم الحديث عنها بحرية وصراحة وان وزارة التخطيط تعلن الارقام الحقيقية دونما تردد.. نعم هناك بطالة وبطالة خطيرة وبنسب عالية جداً واعتقد ان هذه البطالة مسؤولة عن هذا الوضع السياسي المتوتر وكذلك مسؤولة عن ظاهرة الارهاب الى حد كبير في بعض المناطق وانه مالم تتحسن الاوضاع الاقتصادية في العراق فلن نذق طعم الاستقرار السياسي .
ان الاقتصاد مهم جداً في ترسيخ وتطبيع الوضع في العراق ومن دون معيشة مناسبة للمواطن العراقي ستبقى عوامل الصراع والتوتر والارهاب والتناحر قائمة واعتقد ان كثير من ظواهرنا السياسية اقتصادي.
*ترى ماهي توقعاتك لمرحلة مابعد الانتخابات؟
-لااعتقد ان المسار سيكون سهلاً لافي وقت اجراء الانتخابات ولابعد اعلان نتائجها ولاحين تشكيل الحكومة اعتقد اننا سنواجه مشاكل عند يوم الانتخابات وبعد اعلان النتائج واكيد اننا سنواجه اعتراضات لاحصر لها وحتى حين تشكيل الوزارة ومفاوضات تشكيلها سنجد الكثير من التجاذبات والصراعات وربما المفاجآت.
*معالي الوزير تشكيلة الدكتور اياد علاوي بدا الان فيها تصدعاً واضحاً.. كيف تعلل ذلك؟
-انا اعتقد انها تحالف انتخابي مصلحي لايملك مقومات الاستمرار بعد اعلان النتائج والدخول تحت قبه البرلمان انا ارى ان هناك تناقضات كثيرة بين هذا التحالف وان مكوناته هم من بيئات فكرية مختلفة وذات طموحات سياسية مختلفة واجندة مختلفة لذلك لا اتوقع لهذا التشكيل ان يستمر سواء بعد اعلان نتائج الانتخابات او بعد الدخول تحت قبة البرلمان واعتقد والله اعلم ان التشظي ربما يصيب هذا التكتل.
*الا يؤثر عليك التحالف مابين الائتلافيين.. بمعنى ادق يؤثر على فكر علي بابان؟
-بصراحة انا لن اكون مرتاحاً عندما اكون في ائتلاف كبير يمكن ان يصنف بأنه يمثل مكوناً معيناً من المجتمع العراقي لكن علينا في ذات الوقت ان ندرك استحقاقات الوضع في العراق وطبيعة المواجهة التي تجري حالياً.. ومن حيث النتيجة لا اعتقد ان الائتلافين سينفردان بتشكيل الحكومة الجديدة اذ لابد ان يكون هناك تمثيل للكرد بالتأكيد ولجناح من العرب السنة وارى ان جبهة التوافق ربما هي الحليف المفضل بصيغتها الجديدة وبالاخص الحزب الاسلامي او الممثل المفضل للعرب السنة في التشكيل الجديد اذا قدر له ان يولد.
*هل جرت محاولات لجرك الى الحزب الاسلامي خصوصاً بعد توجهات قيادته الجديدة؟
-تربطني بقيادة الحزب الاسلامي الحالية علاقات شخصية طيبة مبنية على روح الزمالة امتدت لاربعين عاماً وليس من الصعب ان تلغى بين ليلة وضحاها وان الاخوة في الحزب الاسلامي يدركون الان انني في موقع مختلف واحمل توجهات لاتتطابق مع ماكنت عليه ويدركون ان تغييراً قد طرأ على تفكيري السياسي لذلك هم يحتفظون بالعلامة الشخصية الطيبة ولايمارسون اي دور في اقناعي للعودة اليه لانهم يدركون جيداً ان هذه المحاولة لن يكتب لها النجاح.
*ارجو ايضاح ابعاد هذا التطور السياسي الذي حصل لديك؟
-اولاً نحن بتنا ندرك ان العراق لايمكن ان يحكمه طيف واحد وبتنا ندرك ان المفاهيم التي عشنا عليها سنوات طويلة ربما هي بحاجة الى اعادة نظر وبتنا ندرك كذلك ان الهوية الوطنية هي الاساس في بناء الدولة العراقية وهي فوق كل الاتجاهات الطائفية وانه لاتبنى دولة الا بالمواطنة.
*ولكن معالي الوزير انت انسحبت من فئوية الاخوان المسلمين ودخلت في فئوية حزب الدعوة الاسلامية.. كيف ترد على ذلك؟
-يطلق السيد الوزير ضحكه ويردد عليّ بعبارة شعبية “شوف شلون ايدور مشاكل”..
-يواصل السيد الوزير كلامه قائلاً: انا لم انتسب الى حزب الدعوة وانما الى ائتلاف دولة القانون الذي يضم العديد من الكتل والتيارات التي تقوم فكرته على اساس بناء دولة القانون..
انا لم اترك خندقاً لا اريد ان اقول انه طائفياً وحقيقة انا لا اعتبر الحزب الاسلامي حزباً طائفياً ولا كذلك حزب الدعوة والا ماكنت دخلت معه تحت خيمة واحدة ولكن لنقل انه حزب ديني وان ائتلاف دولة القانون ليس حزب الدعوة وهو ليس نسخة مكررة من حزب الدعوة وليس كما تردد النكته العراقية”لصاحبه حزب الدعوة” وان ائتلاف دولة القانون يضم تيارات عديدة وحزب الدعوة احداها واعتقد حتى ائتلاف دولة القانون قابل للتطور اذا تبلور بشكل كيان سياسي او جهة وسيكون للاعضاء الاخرين كلمتهم ودورهم وتأثيرهم واعتقد انه كائن سياسي قابل للتطور.
*علي بابان ينحدر من اسرة عراقية معروفة وهو من اسرة كردية من امارة بابان لماذا لم تغازل الاكراد وتكون قائداً في محيطهم؟
-لابد ان اقول لك ان ساحة العراق ارحب من ساحة الكرد وارحب من ساحة السنة وارحب من ساحة الشيعة وان الانتماء للعراق صراحة يشعرني باعتزاز اكبر مما انتمي لطائفة او قومية او عنصر او مدينة وانا ترشحت عن الموصل لخدمة المدينة التي ولدت فيها وما اريده هو ان تكون الموصل جزء من الحراك السياسي في العراق والا تنعزل او تنشأ فيها حالة خاصة يبعدها عن العراق.. وان السياق السياسي الذي يسود الموصل في السنوات الماضية يحاول ان ينأى بالموصل بما يجعلها حالة خاصة بعيداً عن المشهد العراقي العام ومانريده اليوم هو ادماج الموصل في التطور السياسي العراقي والا تكون حالة شاذة وسط هذا التطور.
*شكراً معالي الوزير
-اهلاً وسهلاً بـ(البينة الجديدة)..