بوح شاطئي الفرات

مضى الأمس يعزف ألحانه ويشجي العزفُ فنانه

مفاخر كنا بها باعثـــون من سالف المجد نهرانه

عليه تهافت ضروب اليمام لتأنس بالشدو أحزانه

وفزت على طارفيه الورود تهسهس الريح غدرانه

عراق تلوذ به الراعشات تنفس بالنور ألوانـــه

وتهمي الأماني على شاطئيه ويدفأ الحب اوكانـــه

كبرنا وثوب به مرفلين نشمر بالعز اردانـــه

عدونا كموج بنهر الفرات سباق نقبل شطآنــــه

كبرنا يظللنا بالحنـين نخيل ويطعم رضعانه

فكيف واجلوسما الرافدين غبارٌ يرمل ُ أفنانــــه

وتذبل عطشى شفاه الفرات يرحلها الهم’ قطعانه

فيلجم بالقسر صوت اليمام ويخرس بالرعب صبيانه

وتدمي محاجرها الأمهات ويذبح الغول شجعانه

ويغدر القلب صف الضلوع ويغمس بالدم تحنانه

ستجلو وحقك العاديات ولن يُفرحُ القهرُطهرانه

فلن يبقَ دوماً عليك السديم وانْ اسعل الغيُُ نيرانه

ولم تبق يوماٌ عليك القيود والكبْرُ يوثقُ نيشانـــه

فما زانك الدهر زنت الحتوف ونكس بالذل ميزانــه

وماشانك الجرح والغادرون قد يرعب الوعل غزلانه

ستعلو ورأسك هام الجبال ويُسحق الشعب سجانـــه

لنا غدٌ مشرقٌ بالشموس ونُعْلي العراق وبُنيانـــه

تعود الملاح وثوب الأمان وشوق الاماسي فنانــــه

تباركت عزاً أبا الصابرين يامنْ كسى بالنصر أوطانه

تالله تبقى الملاذ الملاذ توشح بالخزي غيلانـــه
...................
12\5\2008