بسم الله الرحمن الرحيم



( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )



صدق الله العلي العظيم



ايها الاخوة والاخوات



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يستعد شعبنا العزيز لخوض ملحمة انتخابية حاسمة في السابع من شهر اذارالمقبل ، ولايفصلنا عن ذلك اليوم التاريخي المرتقب سوى ايام معدودات ، حيث ستتوجه الملايين لتصنع بالاصابع البنفسجية مستقبلها وتحقق تطلعاتها في بناء عراق حر ديمقراطي اتحادي مزدهر .


ويسرني ان اتقدم في هذه المناسبة بالتهنئة والتبريك لكم ولجميع المرشحين في القوائم الانتخابية الاخرى سائلا الله العلي القدير ان تجري الانتخابات بنجاح وشفافية ونزاهة ومشاركة شعبية واسعة ، وان يحفظ الله العراق وشعبه من كيد الاعداء ويديم نعمة الأمن والاستقرار ويحقق لشعبنا الكريم مايطمح اليه في بناء دولة قوية مستقلة آمنة وعيش رغيد وحياة حرة كريمة .



لقد اتفقت كلمتنا بموجب الدستورعلى ان يكون صندوق الاقتراع حكما بين المتنافسين على قاعدة الايمان بالعملية السياسية وتعزيز التجربة الديمقراطية في العراق الجديد ، وان اجراء الانتخابات بحد ذاته يعد انجازا كبيرا وانتصارا جديدا يحققه الشعب العراقي والقوى السياسية الوطنية المخلصة .



ايها الاخوة والاخوات



ان ربيع العراق قادم باذن الله ، فجهودكم وتضحياتكم قد اثمرت في ظل ظروف صعبة واستثنائية وتحديات في غاية الخطورة والحساسية كادت ان تمزق وحدة العراق ونسيجه الاجتماعي .



برنامج عمل ائتلاف دولة القانون .. ايها الاخوة ...هو رؤية واضحة ومشروع عمل متكامل لم تبدأ خطواته الاولى اليوم ، فنحن لانقول اننا سنعمل .. لأننا عملنا وشعبنا والعالم كله شاهد على ذلك، ولانقول اننا سننجز لاننا انجزنا الكثير، وانجازاتنا متواصلة ...



اننا على ثقة بنجاح ائتلاف دولة القانون في خوض هذه المنافسة الديمقراطية بقوة وثبات ، وستنالون باذن الله ثقة ورضا شعبكم لانكم كسرتم حاجز الطائفية وتمسكتم بوحدة العراق وسيادته واستقلاله واسستم لدولة القانون التي اعادت للعراق هيبته ومكانته بين دول العالم.





لقد وضعنا الاسس المتينة لعملية البناء والاعمار التي باشرناها بموازاة تصدينا الحازم والقوي للارهابيين والخارجين عن القانون وعصابات الجريمة ، ونحن ماضون بمسيرة الاعمار ، فقد عادت الشركات العالمية للمساهمة في اعادة البناء ، وهي العودة التي كانت حلما بعيد المنال ..لقد تحقق هذا الحلم بعد ان اصبح الامن حقيقة ادركها البعيد قبل القريب .





وبفضل صبر العراقيين ووحدتهم وتضحياتهم تحقق الامن في محافظات الانبار و بغداد والبصرة والعمارة والناصرية وديالى والموصل وباقي مدن العراق التي هزمت الارهاب والطائفية والمليشيات وازلام النظام البائد .



ان العراق اليوم .. ايها الاخوة الاعزاء .. ليس عراق عام الفين وخمسة او الفين وستة ، فقد ولت سطوة القاعدة والمليشيات الى غير رجعة وانتهى زمن الذبح على الهوية .... فلامحافظات معزولة ولاامارات للقتل والسلب والنهب ولاسيطرات وهمية في عراق اليوم ...ولن تعود هذه المظاهر المرعبة ..أبدا باذن الله .



لقد وضع ائتلاف دولة القانون على رأس اولوياته الحفاظ على وحدة وسيادة العراق وأمنه واستقراره وسلامة اراضيه وتعزيز وحدته الوطنية واستكمال بناء القوات المسلحة على اسس وطنية ومهنية لتتسلم كامل المسؤولية بعد الانسحاب النهائي للقوات الاجنبية من جميع الاراضي العراقية في نهاية عام الفين واحد عشر،وهو احد اكبر الانجازات التاريخية التي تحققت للشعب العراقي لاستعادة السيادة الوطنية التي فرط بها حزب البعث المقبور منذ توقيعه المذل في خيمة صفوان.





لقد شكل اعلان ائتلاف دولة القانون نقلة نوعية في عملية بناء الدولة العراقية الحديثة على اسس وطنية قائمة على المشاركة في اتخاذ القرار بعيدا عن سياسات التهميش والتمييز والاقصاء والاستبداد ، واعتماد الكفاءة والنزاهة والمهنية ونبذ المحاصصة الطائفية والعرقية ، ونحن سعداء بتشكيل هذه الكتلة السياسية الكبيرة التي تمثل طيفا واسعا ومتنوعا من ابناء الشعب العراقي العزيز .



ان المرحلة المقبلة تضع على كاهل ائتلاف دولة القانون مسؤولية تاريخية للعمل على بناء دولة قوية على اساس الدستور وحكومة مركزية ،اتحادية ، قادرة على النهوض بمسؤولياتها واعتماد مبدأ الحوار لحل الخلافات ، الى جانب إستكمال بناء المؤسات الدستورية وتعزيز دورها بما يخدم المصالح العليا للبلاد في المجالات المختلفة وتحقيق النهضة الاقتصادية والعمرانية والعلمية والثقافية وتطوير الخدمات العامة بالاستعانة بجميع الطاقات والكفاءات الوطنية في داخل العراق وخارجه .



نجدد التزامنا بدعم الحكومات المحلية في ممارسة مسؤولياتها والقيام بواجباتها الدستورية ، على ان تبقى السيادة والامن والسياسة الخارجية واداراة الثروات الطبيعية من مسؤولية الحكومة المركزية .

ونؤكد تمسكنا واصرارنا على تنفيذ برنامجنا الوطني الذي يضمن احترام حقوق الانسان وتعزيز دور المرأة ومشاركتها الفاعلة في بناء المجتمع وضمان الحريات العامة وحرية التعبير والرأي وعدم السماح لاية جهة بمصادرتها او التضييق عليها واستقلالية القضاء ، واحترام التعددية الفكرية والسياسية والثقافية والدينية والتخلص من التركة الثقيلة للحقبة الدكتاتورية وماخلفته من آثار سلبية الحقت اضرارا فادحة بالعراق وشعبه .





لقد اتفقت كلمة اعضاء ائتلاف دولة القانون على منع عودة حكم الحزب الواحد والطائفة الواحدة والقومية الواحدة ، والتصدي بقوة وحزم لأية محاولة لعودة الارهاب واحياء الطائفية التي تخلص العراق منها ، وعدم السماح بعودة المليشيات وحصر السلاح بيد الدولة ، وإبعاد قوات الجيش والشرطة عن التاثيرات السياسية والتحزب الذي يخل بعقيدتها الوطنية .



نجدد رغبتنا في اقامة علاقات قوية مع جميع دول العالم على اساس الاحترام المتبادل و المصالح المشتركة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية وازالة جميع المشاكل العالقة مع دول الجوار ،كما نؤكد لجيراننا واصدقائنا ان دستورنا ينص على عدم السماح باتخاذ اراضي العراق مقرا او ممرا للاضرار بأمن ومصالح اية دولة ، ونمد ايدينا لمن يعاملنا بالمثل على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل ، فامن العراق واستقراره هو جزء لايتجزأ من امن المنطقة ولانقبل الا ان نعيش معا بسلام واطمئنان .





ايها الاخوة والاخوات :



باسمكم جميعا نجدد الدعوة لابناء شعبنا العزيز في داخل العراق وخارجه الى المشاركة الواسعة والفاعلة والواعية في الانتخابات البرلمانية المقبلة ، لتأكيد التمسك بالخيار الديمقراطي والحرية والتعددية ، والعزم الاكيد على رسم صورة العراق الجديد بالارادة الحرة .. في عراق الخير والمحبة والتآخي .





تحية لكل الذين دافعوا عن اسم العراق ودعموا سلطة الدولة وفرض القانون وعملوا على تعزيز الوحدة الوطنية من قوى سياسية وعلماء دين وشيوخ عشائر ، والمثقفين والادباء والاعلاميين والفنانين والرياضيين والشباب والمبدعين .





.. وتحية اجلال واكبار للشهداء وعوائلهم الكريمة المضحية ، ولأمهات الشهداء ولكل من ضحى من اجل وحدة وسلامة وسيادة العراق وشعبه .





والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



نوري كامل المالكي

رئيس ائتلاف دولة القانون

بغداد /16 - 2- 2010


http://qanon302.com/news.php?action=view&id=6561