لا عودة للأيام السوداء والسنوات العجاف التي عاشتها العوائل العراقية الأصيلة


ملحمة شعرية تحكي قصة مأساة أهالي مدينة بــلــد في صحراء الموت والرعب والخوف صحراء الشيحات في السماوة

للشاعر صفاء الدين البلداوي




((ليالينا وآه من ليالينا ))


عقيمةٌ تلكَ السنين الغابرات
مجحفات ... مرعبات ...مظلمات
والليالي الباكيات
سقيمةٌ تلك الحياة
سقيمةٌ تلك السنين
بعهد صدام اللعين
..................
عقيماتٌ بنا مرت ليالينا
ليالينا وآ آ آ ه من ليالينا
تُمزقنا . . . تبثُ الأسى فينا
وترهبُنا . . . وتُأرقنا وتُأذينا
وألفِ من المرات تُبكينا
ليالينا
ليالينا وآ آ آ ه من ليالينا
دهاليزٌ مُظلمات . . .
سراديبٌ موحشات . . .
وأنفاقٌ مُرعبات
بكف ألغدرِ قد عُصرت
ألا تبا لماضينا . . .
أماسينا . . . ليالينا
. .................
وصمتٌ مات في فمنا
ونارٌ تجري في دمنا
يكاد الرعبُ يسحقُنا
بداخلنا . . . كبركانٍ يُفجرنا
بقلبِ ألليل يُمحينا
ليالينا وآ آ آ آ ه من ليالينا
ظلامٌ دامسٌ . . .يحتلُ ما فينا
فلا أُنسٌ يُحدثنا . . . ولا صوتٌ يُنادينا
ولا همسٌ ولا خبرٌ . . . من الأحبابِ يأتينا
يُعزينا يواسينا
ولا شمسُ ولا قمرٌ . . . ولا رسمٌ ولا صورٌ
سوى الجلاد بالسوطِ
يُدمينا ويُبكينا
ليالينا وآ آ آ آ ه من ليالينا
وألفٍ من المراتِ نُبكيها وتُبكينا
ليـــــــــــا لــــــــــينــــــــا
سقيماتٌ ليالينا . . . تبثُ ألأسى فينا
كؤوسُ السمِ تُسقينا
تُحطمُ كُلُ ما فينا
لحاضرنا وماضينا
فسوحِ الحربِ تَسحقُنا
وتُحرقُنا كآتونٍ . . . يُقلبُناويُقلينا
دماءٌ قد روت أرضي
كماءِ خالطَ ألطينا
دمٌ تجري سواقينا
. ...................
وصوتٌ من سحيق الكون
يزاورُنا ... ويطرقُ في مسامعنا
أصبراَ يامُحبينا
فأن النصر آتيكم وآتينا
ليالينا و آ آ آ ه من ليالينا
طُغاةُ الكُفرِ زاحفةٌ
ونيرانٌ تُطوقنا . . . حزامٌ في مدينتا
لتُحرقُنا . . . تُشردنا . . وتسلبُنا
وتُنهينا
ليالينا و آ آ آ آ ه من ليالينا
حُثالاتٌ سطوا على بــلــدي
وبالأسماء كانوا . . . وبالعدد
تُقززهُم عقائدُنا . . . ضمائرُنا وحالُ العيشِ والرغدِ
لقد كفروا وقد عبثوا . . . . . .
وقد هدموا معالمُنا . . . مساجدُنا
لقد جرفوا ألبساتينا
ليالينا وآ آ آ آ ه من ليالينا
أيا بلدي . . . وما أحلاكِ من ( بــــــــــلــــــــــــدِ )
كلانا الكفرُ يذبحُنا ليمحونا وينفينا
كأسرى أو مساجينا
لــــــيـــــا لــــــيـــــــنــــا
صَحارينا . . . روابينا تُحنيها . . تُلونها
دماءٌ من أهالينا
مَشايُخنا . . . شبابٌ كانوا أم شِيبا
لأجل الحقِ قد ضحوا
قرابينا قرابينا
ستزهرُ في مقابرهم شُجيراتٌجميلاتٌ
وأوراد لأزهار الياسمينا
ليالينا و آ آ آ آ آ آ آ آ ه من ليالينا