النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    337

    افتراضي قلعة صالج شمس وريح ونهر ونخيل / عبد ألله ألداخل

    قلعة صالح - شمسٌ وريحٌ ونهرٌ ونخيلْ
    عبدالله الداخل

    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7
    قيل لأطفالٍ بقلعةِ صالح ٍ
    أن فيصلَ الثاني سيأتي لرؤيتِهمْ *
    فمر غلامٌ بحلةٍ سوداءَ في "قراءتِهمْ"
    واقفاً، يَشْخَصُ في البعيد
    كأنَّ إبهامه اليسرى تشير الى "النشيد" !
    "عِشْ غانما ً عِشْ سالماً
    بوجهِكَ الوضّاحْ ."

    * * *

    لمّا يأتي دجلة ُ قلعة َصالح
    يَضلُّ الطريقَ أحيانا ً،
    يُحبُّ الرّزَّ كثيرا ً
    فقبلَ مجيئهِ
    يتجولُ في شمس ِالأهوارْ
    تخدعُهُ المنحدراتُ وبعضُ سَواق ٍ
    قنواتُ الريِّ تـُغريه
    فتهبـِطـُ منه صغارْ
    تـُشَمِّمُ لاهثة ً
    بمَـشاراتِ خِيارْ
    تأتي لشِـباكِ فـُطورْ *
    تذوبُ في عطش ِالبذورْ
    تنزلُ كل انحدارْ
    بغرغرة الرضيع
    تتلوى، تبحثُ عن جذورْ
    فتنحني كـُتـَيْلاتُ تراب
    تنحني
    تنحني
    وترتمي في الحُضْن ِأخيرا ً
    ويمتلئُ الأثيرْ
    بعِطـْرِ نـُقوع ْ
    وتـَرى سُحَيْباتِ غبارْ
    تـُحوِّمُ فوقَ الساقيه
    وفي الماءِ تموع .ْ

    * * *

    هنا، حيث يضيقُ دجلة،ُ
    تتسعُ القلوبْ
    فالريحُ إذ تأتي في الغروبْ
    "بمُهَيْـلةٍ " أو اثنتين، *
    تمرُّ ببستان ِحَبيبْ *
    وبالغربـيّة، *
    وتمضي للسوق ِوصوبَ التلِّ
    الى المَجْريّة؛ *
    وفي غابات النخل ِعلى الضّفة
    تـَهُزُّ نُخَيْلاتٌ في البُعْد سُعَيْـفاتٍ منها
    ذ ُرَيْعاتٍ تـُفـْتـَحُ للأحبابْ
    وتهزُّ العيطاتُ جميعا ً في الريح ، *
    أرؤسَها بالإيجابْ؛
    وتمرُّ بأوراق اليوكالبتوس
    بالعصافير باشجار المستوصف
    وبحقل ِخيارٍ قربَ المندي *

    * * *

    كانتٌ ريحٌ في صدر ِامرأةٍ أنهكها السَّيْرُ
    من سوق ِالقلعةِ والمَعْبَر
    حتى غابةِ نخلٍ أخرى
    هناك بناتُ آوى
    ترصّدتِ الضَّعْفَ في الليل
    بين "محطة النفط" و"اللطلاطة" *
    وبين غابةِ النـَّخْـلِ وقريةِ الطين مسافاتُ فضاء
    وتسيرُ نساءٌ بعباءاتٍ حتى الجُّرْف
    وتنحني للماءِ حلفاءٌ
    وبَرْدِيّاتٌ خُضْرٌ وبعضُ غَرَبْ *
    وتمُدُّ غُصَيْناتُ الصَّـفصافْ
    أنفسَها نحو "الخورة" *

    * * *

    وكان قبرٌ تحرسُه أشواكٌ
    وتـَلاطـُمُ الماءِ "الدِّهْـلة" *
    يُـثـَقـّبُ هذا الجُّرْفَ العالي
    يُسْـقِطُ في أهلـّةِ الماءِ
    شظايا طين ٍعالية ً
    وبعضا ًمن أقمارِ الكون
    وتنحني السماءُ :
    هناك أمواتٌ طيّبون
    يفصُلُ الناسَ عنهُمُ بابانْ
    بينهما الحُمّى وكثيرٌ من اللوعات
    تـَبْعُدُ المسافاتُ في الرأس ِوتـَهْوي الذكريات
    تأتي الوجوهُ من صوبِ الشمس
    وسُعَيْـفاتٍ شاحبةٍ في هاماتِ النخل
    فتـَحْضُنُ طـَلـْعا ًمن سُكـَّر
    ويأوي الأطفالُ "لسوباطٍ" *
    أو لبساتينْ
    لحليبِ التين
    ويلهث أطفالٌ في الشمس
    لدوّاماتِ الخَوْفْ
    فأفواهُ الدُّوّاماتِ واسعة ٌ تفتحُ أبواب
    فيحتضِنُ الماءُ رؤوسا ًحَنـَّـتـْها الشمسُ
    وشقــَّّرَها الصَّيفْ.

    * * *

    تـَظـَلُّ الريحُ بقلعةِ صالح
    حتى بعدَ شواهدِ مرمرْْ
    وليس في اللطلاطةِ شاهدة ٌ
    ليس غيرُ تـُليْلاتِ تراب
    والريحُ حية ٌفي الأرض وفي فجر القيظ
    وفي الماءِ وفي السَّبْخةِ و"العاكَول" *
    وفي الخرنوب
    ولولا الماءُ والريحُ والتينْ
    لولا البساتينْ
    ما كان حنينٌ
    ولولا الحنينُ ما كان وطنْ.
    ______________________________
    *فيصل الثاني : ملك العراق حتى تموز1958.
    *شِباك فطور: تشقق الأرض العطشى على شكل شبكة.
    *مْهَيْلة : سفينة شراعية.
    *بستان حبيب: بستان عامر بالنخيل في قلعة صالح.
    *الغربية: اسم محلة فقراء الصابئة في الخمسينات من القرن العشرين.
    *المجرية: قرية قريبة من قلعة صالح.
    *اللطلاطة : قرية فقيرة ملاصقة لقلعة صالح كان يسكنها فقراء الصابئة.
    *المندي : معبد الصابئة.
    *الخورة: الدوامة؛ الإشارة هنا الى دوّامة يعرفها السكان عند انحناء دجلة جنوب قلعة صالح.
    *الدهلة : الغرين.
    *البردي : نبات مائي bulrush(es), papyrus(ri).
    *الغَرَب: شجر بري.
    *سوباط (أو سيباط): سقيفة تـُبنى من القصب.
    *"العاكَول": نوع من الشوك الصحراوي.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    337

    افتراضي صاحب ألمجر ألكبير / فهيم ألسليم

    صاحب المجر الكبير


    -1-

    أبا رياض دع عنك البلايا والرزايا والظلامْ
    ودع أرض الطغامْ
    وارحل الى أرض السلامْ
    خذ غصن زيتون وخذ قلما" وخذ مليون زهره
    خذ ماتبقى من غرام , خذ ذلك العشق العتيد
    أبا رياض خلّ الرافدين...ففيهما مما كرهت من الحرامْ
    بحار ماء أسود غارتْ على الناس النيامْ
    أبا رياض ....خذ روحا" معذبة" وخذ نوح الحمامْ
    واٍصعد وحلقْ في الغمامْ
    أبا رياض خلّ الأرض تذبل في سكونْ
    الحب غادرها فضاجعها الجنون
    الطهر أنت له , والحب أنت له , وتعرفك السنونْ
    كم مره شاكستها , نادمتها , ليل السجونْ
    يدري ويعرف من تكونْ
    أبا رياضْ اٍغمسْ روحك التعبى بطيف الامنياتْ
    علمتنا أن الحياةْ , درب تراه ولا تراه, فاذا تعبت من المتاهْ
    ولاٍنْ كللت من المسيْر, اٍرحلْ الى أرض الجنوبْ
    الماء والقصب الكثيرْ , وطيبة الناس والذكرى
    وذلك النهر والماء النميرْ
    ياصاحب المجر الكبيرْ
    اٍ رحل وخذْ شوق العراق الى الطيوبْ
    خذ نوره , خذ هوره , خذ ماتبقى من لحيظات الغروبْ
    أبا رياض خلّ الأرض مطرقة تلوبْ
    ( تقطعت كل الدروبْ) , سكت الرواةْ , سكت الرواةْ
    فلمن يقصون الحقيقة ....والحقيقة لا تقالْ
    أبا رياضْ خلينا على هذا المقالْ
    خلينا , سنندب كل يوم طاهرا"..حرا"..أميرْ
    يا صاحب المجر الكبير
    أرحل ..فقد رحل الضميرْ
    رحل الضميرْ

    -2-

    لكنْ اٍذا لاح البشيرْ , لاح البشيرْ
    فخذْ صفصافه ناحتْ على جرف الفراتْ
    وخذ حذّافة ضاعتْ مع الهور المضاعْ
    وخذ سقط المتاع
    أبا رياضْ لو لاح البشيرْ , قمْ سرْ الى المجر الكبيرْ
    قم سر الى الهور الذي نسى الشراعْ
    ستراه بحرا من جرادْ
    وترى به أرم التي تبكي العمادْ
    فقمْ تعمدْ بالفراتْ , قم تعمد بالفرات
    قم وعمد بابل الأولى , معابدها بساتين النخيلْ
    واٍصبغ ملايين الخطاة , أعد لهم نسغ الحياة
    قم تعمد بالفراتْ
    خذ غصن آس وخوض بالمياه
    وقل لها آن الآوانْ
    هو ذا الزمانْ
    يعيد مجدك يامنيرْ , يا أيها الماء البشيرْ
    اٍ رجعْ الى الحمار وأرحم ذلك الطير المهانْ
    قم سر الى السلف الكبير
    خذ منجل صويحب وخذ دم العشائرْ
    خذ كحلهن وما قصصن من الضفائرْ
    خذ كل ما صنع العساكر
    خذ كل ماخسر العراقْ عمده بالماء المراق
    أرحل الى النهرين والغراف واهجع في الرواقْ
    اٍبنيه من قصب وبردي وتوت
    وادخل في البيوتْ
    عمدْ أعين الآطفالْ وامسحْ شيب كل الطيبينْ
    الماء ماؤك ياأمينْ
    أبا رياض لو لاح البشير , خذ شوق بابل للحياة
    خذ مسلتنا , وخذ سعف النخيلْ
    بللْ قلوب الناس بالآمل الجميلْ
    أبا رياض .....طال الحلم حتى ملّ أهل الكهف طول الآنتظارْ
    فمتى يفيض دجله ........... ومتى سينتصر الفرات؟
    وهل سيدركنا النهار؟
    سيدركنا النهار؟



    فهيم السليم
    اوكلاند نيوزيلاند
    13\آذار\2002

    . ألقيت هذه القصيدة برثاء أستاذنا الكبير المرحوم نعيم بدوي من مواليد المجر الكبير في الحفل التأبيني المقام في أوكلاند في 14\آذار\2002
    . ألقيت في الحفل التأبيني المقام في أستوكهولم تحت اٍسم ( اٍبن الرافدين )

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    266

    افتراضي قلعة صالح شمس وريح ونهر ونخيل / أقتباس

    تـَظـَلُّ الريحُ بقلعةِ صالح
    حتى بعدَ شواهدِ مرمرْْ
    وليس في اللطلاطةِ شاهدة ٌ
    ليس غيرُ تـُليْلاتِ تراب
    والريحُ حية ٌفي الأرض وفي فجر القيظ
    وفي الماءِ وفي السَّبْخةِ و"العاكَول" *
    وفي الخرنوب
    ولولا الماءُ والريحُ والتينْ
    لولا البساتينْ
    ما كان حنينٌ
    ولولا الحنينُ ما كان وطنْ.

    *******
    ما اعذب ومااجمل ماتقول أيها الشاعر المبدع عبدألله ألداخل ـــــــ شكرا وألف شكر

المواضيع المتشابهه

  1. باقات من الشعر الحر و المنثور في قلعة صالح للشاعر علي كاظم ألدرجال
    بواسطة ابو نور 1949 في المنتدى واحة الشعر الحر والمنثور والخواطر
    مشاركات: 110
    آخر مشاركة: 13-07-2014, 14:08
  2. عشائر قلعة صالح في ميسان / أعداد سلام ألقلعاوي
    بواسطة نور على الدرب في المنتدى واحة المضيف والتراث الشعبي
    مشاركات: 36
    آخر مشاركة: 13-09-2011, 22:13
  3. قلعة صالح ( شطرة ألعماره ) في ألتاريخ
    بواسطة ابو نور 1949 في المنتدى واحة الكتب والبحوث
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 28-04-2011, 22:13
  4. لا نريد عرض المشاكل فقط و لكن نريد الحلول
    بواسطة babanspp في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-09-2004, 22:10

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني