الخزاعل تاريخ مجيد :
بقلم حميد الخزاعي

لا يخفى على العارفين والمطلعين بشؤون التاريخ من ان قبيلة خزاعة كبيرة ومتفرعة الى بطون وعشائر اخذت مسميات كثيرة حسب موطنها وموقعها بين العشائر فمثلا في بلاد الشام اسس الحرفوشيون امارة لهم وهم من خزاعة والتسمية نسبة الى جدهم حرفوش ، كذلك توجد في دول الخليج العربي مسميات لخزاعة مثل خزاعة البر في وادي ملكان وهم الشمارين والطلحة في السعودية وفي قطر ال عباس وفي الكويت الاربش علاوة على الكثير من المسميات التي تعود بالاصل الى خزاعة ومنهم الخزاعل في العراق الذين سكنوا العراق في حوالي سنة 17 هجرية في بادئ الامر في البصرة اذ دخلوا مع الفاتحين لها في زمن الخليفة عمر بن الخطاب ومن ثم تحول قسم منهم الى الكوفة وكان لهم حي فيها يسمى حي خزاعة الذي ولد فيه الشاعر دعبل بن علي الخزاعي ومن ثم انتشروا في مدن وقصبات العراق وخصوصا في منطقة الفرات الاوسط من العراق على ضفاف نهر الفرات فشكلو عشيرة كبيرة جدا لها شأنها الكبير بين العشائر العراقية العربية فأسسو إمارة لهم في القرن الخامس الهجري والتي تحولت فيما بعد الى إمارة عظيمة تمتد الى اعالي الفرات والى جنوب العراق وكان اول امير لهم هو الامير مهنا الملقب بالهيس وفي عهده تعرض العراق الى غزو العثمانين مما حدى به الى التصدي لهذا الغزو وظل يقاومهم حتى ضيقوا عليه وعلى عشيرته فعمدوا العثمانيون الى قطع الانهار عنهم لتجف اراضيهم وحاصروهم حصارا شديدا حتى هلكت ما شيتهم مما اضطر الامير مهنا الهيس الخزاعي الى اللجوء الى عربستان فنزل على اميرها السيد المولى المشعشعي فأكرم وفادته وبعد خمس سنين مات الامير مهنا حينها عاد قسم كبير من رجاله الى ارض الوطن وعلى شكل دفعات ومن الجدير بالذكر ان اخية عباس باشا بقي في العراق ولم يرحل فعقدت معه السلطات العثمانية هدنة واعفوه من الضرائب ومنحوه لقب باشا كي يأمنو شره فكان عباس باشا الإمير الفعلي لخزاعة في العراق الذين عرفوا بالخزاعل وهي كلمة محورة اطلقها العثمانيون لسهولتها عليهم فأصبحوا يعرفون بالخزاعل وخزاعة في ذلك الوقت وبعد موت عباس باشا الخزاعي تسلم ولده سلمان مقاليد الإمارة ولكنه كان ندا للعثمانيون فغدى يقاومهم مدة خمسة وثلاثين سنة واراد ان يحتل بغداد بعد ان هجم عليها مع حلفاء له من العشائر الاخرى لكنه فشل بسبب ضعف السلاح كون سلاحهم السيف والرمح عكس العثمانيون فانهم يمتلكون البنادق والمدافع .. وقد قتل الشيخ سلمان بن عباس باشا مناصرا عشائر المنتفق في البصرة ضد العثمانيون سنة 1722 ميلاديه . تسلم من بعده الامارة اخية حمد بن عباس باشا ومن بعده اولاده واحفاده وأشهرهم الإمير حمد ال حمود . ثم انتقلت الى اولاد واحفاد اخيه الشيخ سلمان بن عباس باشا الذين تسيدوا الفرات الاوسط باريافه وبوادية حوال قرنين من الزمن وكان اشهرهم الشيخ محسن ال غانم ال سلمان والشيخ ذرب بن مغامس وولده كريدي ومحمد العبطان واخيه سلمان العبطان والشيخ سلمان ال ظاهر .. عمدت الحومة العثمانية على محاربة الخزاعل وانهاء نفوذهم حتى تمكنت بعد صراع مرير وخسائر جسيمة تكبدوها في حروبهم المستمرة مع الخزاعل من الغاء إمارة الخزاعل سنة 1850ميلادية .. وبهذا انتهت إمارة الخزاعل وجميع الإمارات الاخرى كإمارة المنتفق وإمارة زبيد وأمارة بني لام اذ دخل العراق في منظومة جديدة حكومية استقطبت في بادئ الامر الشيوخ واولادهم ومن ثم احتل العراق سنة 1917 ميلادية من قبل الغزو البريطاني وفي سنة 1920 قامت ثورة عظيمة فجرها ابناء العشائر العراقية ضد الانكليز وقد شارك فيها الخزاعل بقوة حينها عمد الانكليز الى تأسيس نظام ملكي في العراق فكان اول ملك لهم هو المل فيصل الذي توج سنة 1923 فاصبح العراق تحت حكم مدني وبذلك انتهت الزعامات العشائرية المهيمنه بشكل تدريجي . ومن الجدير بالذكر ان الخزاعل اليوم في العراق يشكلون نسبة كبيرة من السكان وهم يعرفون بكلا الاسمين( الخزاعل وخزاعة) فلا فرق بينهما لكن سواد الناس يطلق عليهم كلمة خزاعل والنسبة اليهم (الخزعلي أو الخزاعي ) .وهم منتشرون في بغداد و وسط الفرات وفي جنوب العراق .ملاحظة كلمة خزاعلة تطلق على بني حسن في الاردن وهم من عشائر طي ولا علاقة نسب بين الخزاعل والخزاعلة سوى الشبه بين الأسمين ...