ثمة الكثير من المواقع الآثرية في ميسان
،
حيث يبلغ تعدادها حوالي 226 موقعاً، تعرض بعضها إلى حفر عشوائي من قبل السكان بحثاً عن اللقى الآثارية والذهب الذي تدور حول وجوده فيها قصص واساطير لا نهاية لها وبخاصة (اليشن) ومفردها (ايشان) وهي كلمة سومرية تعني المرتفع أو التل. وقد استخدمت فيما بعد مقابر للاطفال وتم العثور فيها على عدد لا بأس به من الأواني الفخارية والخزفية المزججة التي يعود تاريخ بعضها إلى عصر الوركاء.



ويتداول السكان هنا قصصاً واساطير حول هذه (اليشن)، نعتقد أنها حمت بعضها من يد العبث والحفر العشوائي، فهي في اساطيرهم بقايا مدن غضب الله عليها فاحالها وأهلها ركاماً. وهناك (ايشان أبو الذهب) الذي يتسلل منه (الزورق الذهبي) كل اربعين جمعة متجولاً في انهار ومملكة ميسان ويؤكد السكان بقوة انهم يرونه باستمرار ولا يتعرضون له لان الذين فعلوا ذلك من قبل تعرضوا لعقوبات طالت حياتهم وحياة عوائلهم وارزاقهم وابتلتهم بالامراض.



وفي الكحلاء تجد أسطورة (ايشان أم الهند) وهذه الاسطورة تتعلق بالعالم الآخر أو العالم السفلي والموت والعقاب والثواب، فهذا الايشان يعد نافذة على هذا العالم، ويخبرك السكان هنا، انهم حين يمرون به في بعض الليالي يسمعون استغاثة الموتى الذين ارتبكوا آثاماً في حياتهم وظلموا من حولهم، لذا فهم يعاقبون على افعالهم تلك.



أما (كنز حفيظ) فهو اشهر من نار على علم، وقد تحدث عنه نقلاً عن السكان بعض الرحالة الأجانب الذين أدهشهم عالم الاهوار وسلالة السومريين والميسانيين التي ما زالت تعيد انتاج الاسطورة. وكنز حفيظ هو كمية هائلة من الذهب والمجوهرات يحرسها الجن وكبيرهم (حفيظ) وقد كتب عنه اوليفر دينسكر في كتابه (عرب الاهوار) وماكسويل في كتابه (قصة في مهب الريح) وكالميجر هجكون في كتابه (الحاج ريكان وعرب الاهوار وآخرون)