لهذه الاسباب الدكتور احمد الجلبي هو الاصلح لرئاسة العراق ؟
لهذه الاسباب الدكتور احمد الجلبي هو الاصلح لرئاسة العراق ؟
زهير شنتاف
بغداد
[email protected]
لان موضوع تولي عراقي شيعي لرئاسة العراق قد حسم مع وجود نائبين له كردي و عربي سني فان الجسم الشيعي بمختلف تياراته بحاجة الى ترشيح الاصلح في هذه المرحلة دون النظر الى الانتماءات الحزبية و الفئوية
ولان وضع العراق استثنائي فان العراق بحاجة الى رئيس استثنائي يخرج العراق الى بر الامان خصوصا وان الجو العربي سواء المحيط بالعراق او مجمل الامة العربية لا زال عدائيا و سلبيا وموجها الى استمرار البلبة و الارهاب والفوضى لاسباب طائفية بالدرجة الاولى ومصلحية ثانيا باعتبارها تعلم علم اليقين بان استقرار العراق يعني بداية العد التنازلي للحكومات العربية لذلك فهي بعد ان فشلت بمواجهة العراق علنا بالتشكيك بمجلس الحكم باعتباره غير شرعي ولا تعترف به فانها انتقلت الى العمل سرا ضد العراق واظهار القبول به علنا واخرها دعوة المجلس للقمة العربية ، لذا فان العراق بحاجة الى رئيس لا يتعامل بالنظرة القومية او المصلحة الشخصية او الفئوية الحزبية وبالتالي يؤثر مصلحة خاصة على مصلحة العراق بل يجب ان يكون عراقيا غيورا وقويا متمكنا من الدفاع عن حقوق العراقيين وماردا في مواجهة الاخطبوط الطائفي و العنصري الذي يحيط بالعراق .
من هنا فأن اصلح سياسي شيعي قادر على هذه المهمة الشاقة و العسيرة الخطرة هو الدكتور احمد الجلبي لعدة اسباب منها :
( طبعا انا هنا لا انتقص من الاخرين اوانني اضفي الوطنية و الغيرة على الجلبي وانفيها عنهم والعياذ بالله بل الكل محترمون ولكن اتكلم عن الظرف الاستثنائي الذي يمر فيه العراق وحاجتنا لرئيس متمكن بمواصفات محددة لهذا الوقت الصعب)
1-الدكتور احمد الجلبي يعرفه الجميع بانه عراقي من عائلة معروفة سياسيا واقتصاديا وانه يحمل شهادة الدكتوراه عن جهد ودراسة وليس شهادة فخرية او بالمراسلة ، كما انه عمل بالمجال المصرفي العالمي وهو معارض لحكم صدام حسين لسنين عديدة وليس كمن جاء بعد التحرير يريد هدية سكوته او مهادنته للبعث ، وبالتالي فاحمد الجلبي هو عراقي اكاديمي سياسي لم يتلوث بالانتماء لحزب البعث ولم يكن مهادنا ولم يجلس على التل يتفرج كما ان افضل واصدق ما في احمد هو صراحته ووضوحه وعدم اخفاءه لما يؤمن به وقد يكون من السياسيين القلائل الذين يتكلمون بصراحة عما يقومون به من دون تصريح غير حقيقي او اخفاء لاجتماع مع هذا او ذاك وهذه الخصلة هي التي جعلت الامة العربية و بعض الجهلة من العراقيين لان يشتركوا في عداءهم لاحمد الجلبي .
فهو اعلنها منذ البداية ان امريكا هي الوحيدة القادرة على اسقاط صدام فتوجه اليها علنا وبكل وضوح واعلن تعاونه معها بكل صراحة لانقاذ الشعب العراقي وفعلا اوفى بعهده ولم ينكر يوما علاقاته بامريكا وبصناع القرار فيها وهو ما اغاض الحكام العرب بشدة حيث انهم اولا كانوا واستطاعوا ترويض المعارضين العراقيين بحيث قبل كل خطوة يجب ان يخبروا هذا الحاكم العربي او ذاك بينما الجلبي لم يعر اهتمام لهم اطلاقا فذهب مباشرة الى من يحكم ويسيطر على الحكام العرب وهي امريكا وتعاون معها وحاز على احترامها لا على اساس انه يعمل معها بل لانه السياسي العربي الوحيد الذي لا ينكر اطلاقا انه يتعامل مع امريكا في وقت يعلن الحكام العرب دوما بانهم لا يتعاملون او يتعاونون مع امريكا بينما الواقع يقول انهم يتعاونون سرا وينكرون علنا ، لذلك كان حقدهم على احمد اكثر واكثر اضافة الى ان احمد الجلبي لم يهرول الى الدول العربية كما هرول غيره من اعضاء مجلس الحكم
لذا فان الدول العربية باجمعها ( عدا الكويت ) تعادي وتكره الدكتور احمد الجلبي وبشكل هستيري غير معقول وتظهر حقدها من خلال اعلامها الرسمي و الشعبي و المكلف دوما بتشويه صورة وسمعة الجلبي ،ورغم ان الاعلام العربي الرسمي و الشعبي ( قبل سقوط البعث ) كان يتهم كل قادة المعارضة العراقية بانهم خونة وجواسيس الا انه كان يخص الدكتور احمد الجلبي بتهم شنيعة اكثر من غيره ، واذا كان هذا الاعلام الطائفي الحاقد والمرتزق العربي قد حاول ان يحسن صورة بعض قادة المعارضة بعد سقوط صنم تكريت الا ان كل الاعلام العربي وبكل توجهاته ظل متفقا على مهاجمة احمد الجلبي بكل عنف وشراسة ولما كنا نعلم جيدا بان الامة العربية حكومات وشعوب تكره عراقنا الجديد لاسباب عدة فان هذا العداء المسعور للدكتور الجلبي اسبابه واضحة وهي ان العرب يرون بالجلبي قائدا لن يهتم بغير العراق .
2- العراق محاط بجو عربي عدائي شديد يظهر في موقف العرب سواء من مجلس الحكم او من مساندتهم للقتلة و المجرمين بالسماح لهم بعبور الحدود وتقديم التسهيلات او بمنحهم الاقامة الامنة وحرية الحركة و التامر على العراق بالسماح لهم بالاقامة في بلدانهم ودعمهم ماليا ، وبالتالي فان العراق بحاجة لرئيس يواجه كل هذه المؤامرات الهربية فيكون متمكنا سياسيا وؤمنا بمصلحة العراق قبل مصلحة الاخرين ولا يهمه الركض وراء الاعلام و التصريحات و الفضائيات حتى يظهر بالصوت و الصورة كما ان العراق ليس بحاجة الى رئيس لا يكل و لا يمل من شكر هذه الدولة الخليجية او تلك والاشادة برئيسها دوما والاصرار على ان العراق لا ينسى مساعدات وكرم هذا الرئيس العربي او تلك الدولة وهذه كلها متوفرة في احمد الجلبي ولا تتوفر في غيره ليس من باب التضخيم لموقف احمد بل بالاعتماد على ما نراه ونسمعه ونقراه عما يحدث .
3- اعمار العراق هي عملية اقتصادية بالدرجة الاولى و بالتالي فنحن بحاجة الى شخصية اكاديمية علمية اقتصادية تعرف ماذا يفيد العراق وماذا ينعش اقتصاده خصوصا وان العراق بلد غني ليس بحاجة الى اقتراض وحسنات وهبات هذا وذاك وبالتالي فيمكن للعراق ان يشتري احدث التكنلوجيا ويستفاد من افضل الخبرات وهي متوفرة بالغرب شئنا ام ابينا وبالتالي فنحن بحاجة للغرب وليس للعرب وما رايناه من تهافت بعض اعضاء مجلس الحكم على الدول العربية ودعوتها لاعمار العراق هو دليل على ان العراق بحاجة لرئيس لا يحمل هذه الافكار القومية و العاطفية الغير مسؤولة فكيف ندعو دول اقتصادها منهار وتعيش على المساعدات وينخر فيها الفساد لتعمر وتنعش اقتصادنا ؟ لذا قلت هذا الزمن الاستثنائي بتاريخ العراق يحتاج الى رئيس استثنائي .
4- العراق يجب ان يكون للعراقيين وليس لغيرهم واذا كانت الشعوب العربية تنظر للعراق على انه البقرة الحلوب وانه عليه ان يؤمن العيش الرغيد للشعوب العربية ولو على حسابه انطلاقا من مفهوم القومية العربية فانه عليهم ان يعلموا بان ذاك الزمن قد ولى الى غير رجعة لان هذه القومية لم تفد الشعب العراقي يوما ولم يقف معه احدا حين كان يذبح على مذبح الامة العربية بيد الجلاد صدام حسين وان كل هذه الحقائق تغافل عنها اكثرية اعضاء مجلس الحكم عندما هرولوا الى الدول العربية متناسين المواقف المخزية لهذه الامة الجبانة ولازالوا يمرون يوميا خصوصا على دولة تؤوي اكثر عدد من الجلادين و القتلة و المجرمين البعثيين ويشيدون بها بمناسبة وبدونها ، لذلك نحن بحاجة الى ان يشعر العراقي انه عزيز وان رئيسه صادق وغيور عليه ولا يخفي شيئا وراء الستارة .
قد يغضب البعض من هذا الطرح ولكنها تبقى وجهة نظر خصوصا وان هناك تحركات من اجل تحشيد الدعم الخليجي اولا و العربي ثانيا لشخصية عراقية شيعية سياسية عضو في مجلس حكم و يتمتع بدعم لا محدود من دولة الامارات ( التي تعتبر اكبر دولة عربية تؤوي بعثيين اياديهم تقطر من دمائنا ) وهو ما يثير التساؤلات العديدة ليس حول شخص المذكور(فهو لا غبار عليه) بل بسبب دعم الامارات له بهذا الشكل واسباب هذا الدعم مع وجود هذا العدد الكبير من مسؤولي نظام صدام المجرم فيها .
ومع كل الاحترام للشخصيات في مجلس الحكم الا ان العراق بوضعه الحالي يحتاج الى شخص الدكتور احمد الجلبي لان مصلحة العراق ومصلحة الطائفة الشيعية تستوجب ذلك
والله العالم
______________________________________________
تعليق : ما هي الميزة التي يمتلكها الجلبي و يفتقر اليها الدكتور الجعفري
السلام عليك يا ابا عبدالله