ألشعر ألمعروف بيرم التونسي وقصة قصيده
ولد "محمود بيرم التونسي" في حي الأنفوشي بالإسكندرية في 3 مارس 1893، كان لبيرم أخت واحدة من والده وكانت تكبره بحوالي عشرين عامًا، وكان والده يمتلك مع أبناء عمومته دكانًا لبيع الحرير، فكان مثل باقي التجار يريد تعليم ابنه ولكن كل
محاولات والده لم تفلح معه-في،السابعة عشرة من عمره تزوجت أمه، ثم ماتت بعدها بوقت قصير، ويشترك مع أحد الصيادين في دكان للبقالة، ولم يلبث بيرم أن أخذ يقرأ كل ما يقع تحت يديه من قصاصات الورق والكتب، التي كان من المفترض أن يبيع فيها الجبن؛ وهو ما يدفعه نحو العلم فيذهب لشراء الكتب ومخالطة طلبة العلم؛ فلم يكن يعجبه -وهو قليل العلم- ما يلاقيه منهم، من عدم اهتمام بالثقافة العامة، واقتصارهم على المقررات العلمية!
وبعد فترة يتزوج بيرم ثم يفلّس مشروعه، بسبب عدم اهتمامه به وبسبب إنفاقه كل ما يأتيه منه على شراء الكتب! فيبيع منزل والدته، ويفكر في مشروع آخر، فيحاول أن يبيع السمن، وكان البلد في هذه الفترة يعيش مرحلة متوترة بشدة، حيث أعلنت إنجلترا أن حكمها يقوم على رعاية مصالح الأجانب وحمايتهم، وكان الإنجليز يتعاملون على أنهم أصحاب البلاد؛ وبالتالي كانوا يفرضون الضرائب الباهظة ويتحكمون في البلاد وفي المواطنين بمنتهى الصلف والاحتقار.فما كان من المجلس البلدي -وكان جميع موظفيه من الأجانب- إلا أن طالب بيرم بضرائب مبالغ فيها، بل ويحجز على بيته، وهنا تنطلق موهبة بيرم وتعلن عن نفسها لأول مرة.قام بيرم بكتابة قصيدة، يعبر فيها عن سخريته من موقف المجلس البلدي فيقول:
قد أوقع القلبَ في الأشجانِ والكمدِ
هوى حبيبٍ يُسمّى المجلس البلدي
**
ما شرّد النومَ عن جفني سوى
طيف الخيال، خيال المجلس البلدي
**
كأنّ أمي أبلّ الله تربتها
أوصت فقالت: أخوك المجلس البلدي
**
أخشى الزواج، فإنْ يومُ الزواج أتى
يبقى عروس صديقي المجلس البلدي
**
وربما وهب الرحمن لي ولدًا
في بطنها يدّعيه المجلس البلدي
**
يا بائع الفجل بالمليم واحدةً
كم للعيال؟ وكم للمجلس البلدي؟