أبو إسحق الصابي هو ابراهيم بن هلال بن زهرون بن حبون الصابي 313- 384 هـ ، الأديب الذائع الصيت في القرن الرابع الهجري، وصاحب ديوان الرسائل والمستخلف على الوزارة أيام العهد البويهي في الخلافة العباسية ببغداد. وكان الكاتب للخليفة الطائع لله والمطيع لله على الرغم من أنه صابئي الديانة، وهذا ما يشير الى روح التسامح التي سادت العصر من جهة والقدرة الفذة والأخلاق العالية التي أهلته لأن ينال هذه المكانة ويحظى بمثل هذا المنصب.

وصفه الثعالبي في يتيمة الدهر بأنه أوحد العراق في البلاغة، ومن به تثنى الخناصر في الكتابة، وتتفق الشهادات له ببلوغ الغاية، من البراعة والصناعة. وقد مدحه الشعراء في جملة من مدحوا من الأمراء والوزراء فقال فيه الشريف الرضي:

ثكلتكَ أرضٌ لم تلد لكَ ثانيا ** أنـّى، ومِثلكُ مِعوزُ الميلاد

وتقلبت به الأحوال بين رفع وخفض بحكم طبيعة عمله كأحد خاصة الخلفاء والأمراء حين تتبدل الأحوال بهم. كتب في مختلف المواضيع السلطانية والأخوانية، وكان شاعرا بليغا وضع ديوان شعر، لكنه لم يصلنا كاملا بل مما تناثر في الكتب بما يصل الى حوالي 1500 بيتا. ووضع كتاب التاجي وهو كتاب يؤرخ البويهيين، وكانت له فصول في ميادين أخرى كالفلك والرياضيات.

وأبو إسحق الصابي من أبرز الصابئين الذين ذاع صيتهم في التأريخ، بل وقد كسب صيتا للصابئين بمنزلته وقيمته الأدبية وصار حديث عصره بلاغة وإنشاء،***