قصه قصيده للشاعر مالك بن الريب :
*******************
هو مالك بن الريب بن حوط من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، ولد ونشأ في البصرة بالعراق كان مالك بن الريب جميلاً وشجاعاً لا ينام إلا ,والسيف بجانبه وكان يقطع الطريق مع ثلاثةمن رفاقه من المقريبن له فطلبهم مروان بن الحكم وكان والياً على المدينة فهربوا الى فارس. لما ولى معاوية بن أبي سفيان سعيد بن عثمان بن عفان على خرسان لقيَ سعيدٌ مالكاً في طريقه فاستصلحه ثم اصحبه معه واعطاه كل شهر خمسمائة دينار،، وترك مالك أهله وراءه في فارس وفي عودته إلى وادي الغضا في نجد وهو مسكن أهله ، مرض مرضاً شديداً ،نتيجه لسعه من افعى كانت في فراشه ويقال ان الافعى قد دست في فراشه من قبل بعض الحاقدين عليه فتوفى ولكن قبل وفاته قال قصيدته التي اشتهر بها وهي مرثيه لنفسه وكانت بحق مرثيه شامله فتجد فيها وصفاً للشجاعه والغيره وكذلك وصفاً للحبيب والام والاخت والابن ووصفاً للجاه والمال وللفقرولكل شي مر في حياه هذا الشاعر وكانت قصيدته معبره لكل تفاصيل الحياه حملت كلمات معبره وبسيطه وغايه في الحكمه واليكم مرثيه الشاعر في نفسه *
ألا ليتَ شِعري هل أبيتنَّ ليلةً بجنـب
الغضَـى أُزجـي الِقـلاصَ النواجيـا
فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَـه
وليت الغضى ماشى الرِّكـاب لياليـا
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى
مزارٌ ولكـنَّ الغضـى ليـس دانيـا
ألم ترَنـي بِعـتُ الضلالـةَ بالهـدى
وأصبحتُ في جيش ابن عفّانَ غازيـا
وأصبحتُ في أرض الأعاديَّ بعد مـا
أرانيَ عـن أرض الآعـاديّ قاصِيـا
أقول وقد حالتْ قُـرى الكُـردِ بيننـا
جزى اللهُ عمراً خيرَ ما كـان جازيـ
إنِ اللهُ يُرجعني مـن الغـزو لا أُرى
وإن قلَّ مالـي طالِبـاً مـا ورائيـا
تقول ابنتيْ لمّـا رأت طـولَ رحلتـي
سِفـارُكَ هـذا تاركـي لا أبـا ليـا
لعمريْ لئن غالتْ خراسـانُ هامتـي
لقد كنتُ عن بابَـي خراسـان نائيـا
فإن أنجُ من بابَي خراسـان لا أعـدْ
إليهـا وإن منَّيتُمـونـي الأمانـيـا
فللهِ دّرِّي يــوم أتــركُ طائـعـاً
بَنـيّ بأعلـى الرَّقمتَيـنِ ومالـيـا
ودرُّ الظبَّـاء السانـحـات عشـيـةً
يُخَبّـرنَ أنّـي هالـك مَـنْ ورائيـا
ودرُّ كبـيـريَّ اللـذيـن كلاهـمـا
عَلـيَّ شفيـقٌ ناصـح لـو نَهانيـا
ودرّ الرجـال الشاهـديـن تَفتُُّـكـي
بأمـريَ ألاّ يَقْصُـروا مـن وَثاقِيـا
ودرّ الهوى من حيث يدعو صحابتـي
ودّرُّ لجـاجـاتـي ودرّ انتِهـائـيـا
تذكّرتُ مَنْ يبكـي علـيَّ فلـم أجـدْ
سوى السيفِ والرمح الرُّدينيِّ باكيـا
وأشقرَ محبوكـاً يجـرُّ عِنانـه إلـى
الماء لم يترك لـه المـوتُ ساقيـا
ولكـنْ بأطـرف (السُّمَيْنَـةِ) نسـوةٌ
عزيـزٌ عليهـنَّ العشيـةَ مـا بيـا
صريعٌ على أيـدي الرجـال بقفـزة
يُسّوُّون لحـدي حيـث حُـمَّ قضائيـا
ولمّـا تـراءتْ عنـد مَـروٍ منيتـي
وخلَّ بها جسمـي، وحانـتْ وفاتيـا
ـيَقَـرُّ بعينـيْ أنْ (سُهَيْـلٌ) بَـدا لِيـا
فيـا صاحبَـيْ رحلـي دنـا المـوتُ
فانـزِلا برابيـةٍ إنّـي مقيـمٌ لياليـا
أقيما علـيَّ اليـوم أو بعـضَ ليلـةٍ
ولا تُعجلانـي قـد تَبـيَّـن شانِـيـا
وقوما إذا ما استـلَّ روحـي فهيِّئـا
لِيَ السِّـدْرَ والأكفـانَ عنـد فَنائيـا
وخُطَّا بأطـراف الأسنّـة مضجَعـي
ورُدّا علـى عينـيَّ فَضْـلَ رِدائـيـا
ولا تحسدانـي بــاركَ اللهُ فيكـمـا
من الأرض ذات العرض أن تُوسِعا ليا
خذاني فجرّاني بثوبـي إليكمـا فقـد
كنـتُ قبـل اليـوم صَعْبـاً قِيـاديـا
وقد كنتُ عطَّافـاً إذا الخيـل أدبَـرتْ
سريعاً لدى الهيجا إلى مَـنْ دعانيـا
وقد كنتُ صبّاراً على القِرْنِ في الوغى
وعن شَتْميَ ابنَ العَمِّ وَالجـارِ وانيـا
فَطَوْراً تَرانـي فـي ظِـلالٍ ونَعْمَـةٍ
وطـوْراً ترانـي والعِتـاقُ رِكابـيـا
ويوما ترانـي فـي رحـاً مُستديـرةٍ
تُخـرِّقُ أطـرافُ الرِّمـاح ثيابـيـا
وقوماً على بئـر السُّمَينـة أسمِعـا
بها الغُرَّ والبيضَ الحِسـان الرَّوانيـا
بأنّكمـا خلفتُمانـي بقَفْـرةٍ تَهِـيـلُ
علـيّ الريـحُ فيـهـا السّوافـيـا
ولا تَنْسَيـا عهـدي خليلـيَّ بعدمـا
تَقَطَّـعُ أوصالـي وتَبلـى عِظامـيـا
ولن يَعـدَمَ الوالُـونَ بَثَّـا يُصيبهـم
ولن يَعدم الميـراثُ مِنّـي المواليـا
يقولـون: لا تَبْعَـدْ وهـم يَدْفِنوننـي
وأيـنَ مكـانُ البُـعـدِ إلا مَكانـيـا
غداةَ غدٍ يا لهْفَ نفسـي علـى غـدٍ
إذا أدْلجُـوا عنّـي وأصبحـتُ ثاويـا
وأصبح مالي من طَريفٍ وتالدٍ لغيري
وكـان المـالُ بـالأمـس مالـيـا
فيا ليتَ شِعري هـل تغيَّـرتِ الرَّحـا
رحا المِثْلِ أو أمستْ بَفَلْوجٍ كما هيـا
إذا الحـيُّ حَلوهـا جميعـاً وأنزلـوا
بهـا بَقـراً حُـمّ العيـون سواجيـا
رَعَيـنَ وقـد كـادَ الظـلام يُجِنُّهـا
يَسُفْـنَ الخُزامـى مَـرةً والأقاحيـا
وهل أترُكُ العِيسَ العَوالـيَ بالضُّحـى
بِرُكبانِهـا تعلـو المِتـان الفيافـيـا
إذا عُصَبُ الرُكبـانِ بيـنَ (عُنَيْـزَةٍ)
و(بَوَلانَ) عاجوا المُبقيـاتِ النَّواجِيـا
فيا ليتَ شعري هـل بكـتْ أمُّ مالـكٍ
كما كنتُ لـو عالَـوا نَعِيَّـكِ باكِيـا
إذا مُتُّ فاعتـادي القبـورَ وسلِّمـي
على الرمسِ أُسقيتِ السحابَ الغَواديا
على جَدَثٍ قد جـرّتِ الريـحُ فوقـه
تُرابـاً كسَحْـق المَرْنَبانـيَّ هابـيـا
رَهينـة أحجـارٍ وتُـرْبٍ تَضَمَّـنـتْ
قرارتُهـا منّـي العِظـامَ البَوالـيـا
فيـا صاحبـا إمـا عرضـتَ فبلِغـاً
بنـي مـازن والرَّيـب أن لا تلاقيـا
وعرِّ قَلوصـي فـي الرِّكـاب فإنهـا
سَتَفلِـقُ أكبـاداً وتُبـكـي بواكـيـا
وأبصرتُ نـارَ (المازنيـاتِ) مَوْهِنـاً
بعَلياءَ يُثنى دونَهـا الطَّـرف رانيـا
بِعـودٍ أَلنْجـوجٍ أضـاءَ وَقُـودُهـا
مَهاً في ظِلالِ السِّدر حُـوراً جَوازيـا
غريـبٌ بعيـدُ الـدار ثـاوٍ بقـفـزةٍ
يَدَ الدهـر معروفـاً بـأنْ لا تدانيـا
اقلبُ طرفي حـول رحلـي فـلا أرى
به من عيـون المُؤنسـاتِ مُراعيـا
وبالرمل منّـا نسـوة لـو شَهِدْنَنـي
بَكيـنَ وفَدَّيـن الطبيـبَ المُـداويـا
وما كان عهدُ الرمل عنـدي وأهلِـهِ
ذميمـاً ولا ودّعـتُ بالرمـل قالِيـا
فمنهـنّ أمـي وابنتـايَ وخالـتـي
وباكيـةٌ أخـرى تَهيـجُ البواكـيـا

*****************