يا قائمَ العصر يا حبّاً به أملي
بهاء الدين الخاقاني
.................................................. ..........................
اِني أتيتكُ شوقا لوعة الأرقِ ... أدمنتُ حبكَ مفتوناً ولمْ أطِقِ
إني حبيبٌ عراقيٌ فطوقني ... عقدُ الولايةِ مزهواً على عُنُقِ
ما غبتَ عن موطن الأحرار تعرفهُ ... إن العراقَ لمشتق من العِرقِ
أكف منه نزيفَ الدهر واضعهُ ... في راحتيكَ لساع الثأر والطلقِ
يا قائمَ العصر يا حبّاً به أملي ... فيضُ الضحايا على انفاسِها رمقي
أمّيتُ نحوكَ بالأيمان منتفظا ... اِنّ اليقينَ بما استوحشتُ من غرقِ
دنيا بماديَّةِ الأفراطِ محرقها ... ومن روحيَّةِ التفريطِ في رهقِ
تجمّد السببُ الآتي لموجدِها ... وأبطلَ الواحدُ الموجودِ من نزقِ
عادتْ بها عبودية الأشخاص في وثنٍ ... قد بُدِّلَ الدين والتوحيد عن نسقِ
قد ألبسوا الحقَّ في أثوابِ باطلِهمْ ... واستجلبوا المنكرَ المحتوم بالزهقِ
أئمة الجودِ برهانٌ لمظلمةٍ ... نتيجة العمل الموشومُ بالحُمقِ
لينطقَ الغيبُ أخبارَ الكتابِ رؤى ... فسقاً فصُدِّقتِ الأنباءُ بالورقِ
فالظلمُ يضربُ باسم العدل سطوتهُ ... ما بين مدَّعي فيه ومختلقِ
والحق في شبَهٍ والارض في حربٍ ... والفكرُ في عبثٍ والناسُ في قلقِ
فالخلق ترجو وحبلُ البرِّ منقطعٌ ... وقد بدى النزفُ مجتراً من الفرَقِ
خذني من أتبعَ الرضوان من سبلٍ ... سلامُ دربٍ به الأنوارُ في الأفقِ
يشرِّعُ اللهُ ابوابَ البصرةِ في ... منطق الحُسن منكمْ حكمة اللبقِ
لستوي كلمُ العدلِ التي جمعتْ ... بحثَ الحقيقةِ بين الناسِ للسبقِ
مسيرةُ البشرِ المخلوقِ خاتمُها ... بمعصميكَ ليوم الدين والفلقِ
سلامة القلبِ منا صنعُ منزلِكمْ ... يأتي بها اللهُ إنقاذاً لمحترقِ
إنا بودِكُمُ نحظى معارفنا ... نحو السلامةِ والشيطان بات شقي
كلٌّ على فطرةٍ في الخلق قد جُبلتْ ... الأرضُ للهِ ميراث الهدى لتقي
تأتي بما ذرأ الله المدى أمماً ... حتى تقيمَ سرايا المجدِ للخلقِ
تمدّها زادَ تقوى فطرة عُصِمتْ تقيم للدين وجهَ الخَلقِ بالخُلقِ
ليستقيمَ صراطٌ فيكَ أعقِدُهُ ... فجئتَ بين انجذاب النفس للألقِ
تفرّد الحبُّ فيكمْ صوتَ منطقهِ ... حقاً وإني فما استوحشتُ من نُطقِ
لهاتفٍ لاهدى إلا هدى رسلٍ ... نبؤةٌ عُنونتْ بالقائِم الصَدقِ
كمالُ سعدِ بني الأنسان غايتكُمْ ... بما استقامَ لنا في النفسِ من عُشُقِ
ماذا أقولُ وآلافُ الجراح لها ... في مقلتيكَ تاريخ من الحرَقِ
جسرُ الأئمةِ عنوان لمذبحةٍ ... حتى ويوم بسامرّاءَ من صَعقِ
وقبلَ ذاكَ بعاشورا تعالجُها ... من سنةِ الظلم لونُ الأعصرِ النزقِ
كلُّ العراق وأيامٌ بهِ عُصِبتْ ... ما بين داميةِ الأحداثِ والفِرَقِ
من حاجنا فيكَ غيرَ العدلِ نرفضهُ ... هذي مباهلة دينٌ لمُعْتنقِ
لنشهدَ الأمّة الوسطى ومنقذها ... نهجاً هدى فابتهلنا وحدة الفِرق
هبها المواهبَ مني طوعَ غيبتِكمْ ... حتى الظهور وهذا النورُ من حدقِ
.................................................. ............................................
[email protected]
[email protected]
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>